لكل جديد ادخل هنا

الفصل الرابع من اخر البنات المحترمات

الفصل الرابع




(الحلقه الأولى)


عدلت منى من وضع سماعة الهاتف على اذنها في عصبية.
منى: حاضر يا وائل ...,حاضر.
وائل: تخلصي السكاشن الي عندك وتروحي على طول, متعديش مع اصحابك, مش لازم يعني.
منى: حاضر يا وائل, دي عاشر مرة تقولي الكلام دا, فهمت حاضر.
وائل: لو خلصت بدري هكلمك نروح سوا.
منى: حاضر ان شاء الله.
وائل: ماشي يا حبيبتي, خدي بالك من نفسك.
منى: مش هتوه نفسي حاضر.
وائل: طيب يا ظريفة, يلا,..سلميلي ع البنات, سلام يا موني.
منى: سلام يا حبيبي.
اغلقت الخط والتفتت لسارة وميرنا اللتان كانتا تتنظراها وهما تتحدثان.
منى: اووف, ميت مرة يقولي ويأكد عليا, خلصي يا منى وروحي على طول ,خلصي يازفتة وروحي, منا سمعتك اول مرة.
ساره: طيب هو مش هنا في الجامعة, مجتيش معاه ليه؟.
منى: اصله جاي من بدري, انا قلت اجي براحتى, وبعدين ييه, حرام عليكي, عايزاني كنت اسمع الموشح الي اتقالي في التليفون دا طول الطريق, وتروحي بدري, ولو شفتي حد من اصحابك الصبيان سلمي وامشي على طول متقفيش, وبطلي الضحك والدلع بتاع البنات في الجامعة دا, ناقص يقولي متعديش الشارع لوحدك, كأني جاية اول يوم مدرسة.
ميرنا: ماهما كلهم كده, يعني عندك خالد يقولي متسلميش على رجالة خالص, اقوله طيب واصحاب بابا الناس الكبيرة دي الي بتمد ايدها وتحرجك, يقولي ابدا, اقوله دا راجل اد ابويا يقولي برضة.
سارة: طيب ماهو عنده حق.
ميرنا: اه ,على الناس بس, لكن لما يجي يمسك ايدي واقوله حرام , يعملهالي حكاية, يعني انتي تسلمي على الرجالة الغرب, وتيجي تقوليلي انا حرام,ويزعل ويتقمص وتبقي ليلة, المباديء مبتتجزأش, مش على الناس كل حاجة حرام, وعليه حلال يعني.
منى: بس انا عارفة وائل بيعمل كده ليه؟.
سارة: عشان احمد يعني؟.
منى: اه, يعني وهو احمد مثلا لو شافني هييجي يسلم عليا.
سارة: انتي مكنتيش قلتيله انه كلمك؟.
منى: لا طبعا, انتي مجنونة, دا لو عرف خلاص بقي , يسيبني ويريح دماغه مني.
سارة: ليه يا بنتي ؟, انتي مش ممشياها معاه صراحة؟.
منى: بس الحاجات دي بقي متتقالش, يعني انا لو رحت قلتله ان احمد كلمني, كأني برجع الموضوع دا تاني ينط في حياتنا, وبشككه فيا بنفسي, ومهما افهمه اني هزأته وبهدلته مش هيصدق,يا سارة مش كل حاجة تتقال كده.
ميرناا: المهم ميكونش الزفت سجلك ولا حاجة.
منى: حتى لو سجلي, انا مقلتش حاجة غلط, انا كل الي قلته انه يبعد عني بقي وانا بحب خطيبي.
ميرنا: تفتكري ممكن يكون في الكلية النهاردة؟.
منى: مفتكرش , احمد معادلوش اصحاب كتير هنا خلاص, عشان قطع من الكلية السنة الي فاتت, وعشان بيشتغل, مفتكرش هييجي في تاني اسبوع كده, اكيد هيعدله شهر في البيت.
ميرنا: والله انتي ادرى.
توقفت سارة امام المبني الذي به السيكشن.
سارة: تصدقو بالله, انا ماليا مزاج ادخل السكشن دا اصلا.
منى: لا, بقلك ايه, ليطلع وائل كده ولا كده يتمشي يلاقيني قاعدة, يقولي مدخلتيش ليه امال انتي جاية ليه, تعالي يا بنتي ندخل, انا مش ناقصة كلام من حد.
ميرنا: هما هياخدو الغياب؟, انا حاساهم السنة دي سخنين علينا اوي.
سارة: لا احنا الي خدنا علي الاستعباط.
منى: لا حول ولا قوة الا بالله.
سارة: خير.
منى: لفو وشكو , رشا قدامي اهي.
اشاحتا بوجيههما بعيدا وسارة تقول.
سارة: ودي ايه الي لسه بيجيبها هنا دي؟.
منى: انا اسمع انها لسه مع عبد الحميد, تلاقيها جياله.
سارة: ربنا يهديها بقي وتعقل.
ميرنا: يهدي مين؟, رشا عادي؟؟, دي ماركة مسجلة.
سارة: بس يا ميرنا متتكلميش على البنات.
منى: ياربي , دنا مش هخلص من وائل, لو جت وكلمتني.
نظرت سارة تبحث عنها.
ميرنا: لا هي مش واخدة بالها مننا اصلا,فيه واحدة وقفتها هناك , مديانا ضهرها.
منى: انا مش عارفة انا هخلص امتى من الحكايات دي بقي.
سارة: ماهو على قد ما دخلتي في علاقتك باحمد, على قد ما هتاخدي وقت تخرجي منها.
منى: يانهاري؟, يعني هعد سنة ونص اعصابي مشدودة كده؟؟.
سارة: ههههههه, يعني مش اوي كده, يعني لو شيلنا منهم اول كام شهر الي كان لسه بيظبطك فيهم, يبقي هتصفصف على سنة.
منى: انتي بتهذري انتي كمان, دنا والله هتجن من الموضوع دا, حاسة ان وائل مش مرتاح رغم انه بيحاول ميبينليش دا.
سارة: اصل هو معذور, يعني انا بيتهيألي ان اي حد عنده هيكون اهون من احمد.
ميرنا: طيب بس الي حصل بقي , نعمل ايه في حظ البنت الغلبانة دي.
منى:حظي انا وحش؟؟, طيب دنا حظي بالدنيا اني وقعت في واحد زي وائل ميتقدرش بمال, عقل ايه واخلاق ايه, وبيحبني بطريقة عمري ما حستها حتى مع احمد, بيحبني بالافعال مش بالكلام, انا فعلا بقوم وانام احمد ربنا عليه.
سارة: ايه دا كله؟؟, الله يرحم زمان , مكانش حد بيعرف يقول كلمه حلوة في حقه قدامك.
منى: والله يا سارة, انا نفسي مستغربة, صحيح احنا على طول بنشد مع بعض, بس كل دا ولا ييجي حاجة في خناقاتي انا واحمد, يعني وائل عمره ما جرحني ولا غلط فيا حتى وهو غضبان,ولا اتهور واتعصب زي احمد, والله انا حاسه اني بحبه بجد واتعلقت بيه اوي, ربنا يخليه ليا.

سارة: انتي مش عارفة بجد انا مبسوطالك قد ايه.
ميرنا: وانتي بقي مش ناويين نفرح فيكي ؟؟.
سارة: ايه؟, عندك عريس؟.
منى: اه صحيح يا بت انتي, انا مش كنت كلمتك على موضع اخويا؟, لا كلمتي مامتك ولا عملتي حاجة.
سارة: منا كلمتها , انا مش قلتلك يا ميرنا, قالتلي اني مينفعش افاتح بابا في دا وانا لسه في تانية ولا تالتة, يا اما هفتح عنين بابا عليا, واخليه ياخد باله مني ومن علاقتي بيكي يامنى, هيفتكر ان فيه حاجة بيني وبين اخوكي.
ميرنا: انتي باباكي مخنق عليكو كده ليه؟, مشافش بابا الي كان هيخطبني لمازن وناقص يجيبله الشبكة والشقة كادو, كأني قاعدة على قلبه.
سارة: اصل بابا بيحبنا اوي ,وبيغير علينا اوي.
نظرت ميرنا خلف منى في حذر, ثم قالت.
ميرنا: ااااه, يلا بقي ندخل بسرعة عشان مطلعتش جاية لعبد الحميد.
فالتفتت سارة تنظر , رأت احمد يقترب من اخته ,فقالت في ذعر.
سارة:طيب يلا بقي عشان انا كنت حاسة ان النهاردة مش هيعدي على خير.
لم تنظر منى لتتحقق من كلامهما, انها لاتريد ان ترى احمد, لا تريد حتى ان تلمحه, فبمجرد ان علمت بوجوده, وجهت نظرها للارض, وفارقتهما في سرعة تسبقهما للداخل.
م* يارب استر يا رب
**************************
قالت رشا بمجرد ان اقبل عليها اخاها.
رشا: ايه مشفتش خنقة؟ , كانت واقفة هنا من شوية.
التفت احمد يبحث بعينيه في سرعة عن منى, فلم يرها.
احمد: فين؟؟.
رشا: هناك عند السلم, معرفش كنت لسه شايفاها حالا ,تلاقيها مشيت على ما كلمت هدي.
احمد: تفتكري تكون طلعت ولا مشيت؟.
رشا: طالعة المدرجات يعني؟, معرفش, مشفتهاش بجد.
فنظر مرة اخرى يبحث عنها في وجوة الفتيات, فلكزته اخته.
رشا: ايه ياعم الحبيب, دنا كنت ما صدقت انها اتخطبت وغارت, ايه سابت خطيبها ولا ايه؟.
احمد: معرفش, متعرفليش انتي؟.
رشا: لا ياسيدي, بس لو عايزني اطقسلك.
احمد: لا مالوش لزوم, مش عايزها تعرف اني بسأل عليها لسه.
رشا : انت ايه نظامك؟,قلبت علي نورا ولا ايه؟.
احمد: هي الي قلبتلي دور خنيق كده, انا مش ناقص.
رشا: احمد , انت بتستهبل, انت عايز تخسرني صاحبتي؟؟.
احمد: هي مبتحكلكيش ولا ايه؟, انتو بقكو في ودان بعض دايما, روحي اسأليها, والله هي واخداني وعارفة انا ايه, مترجعش تشتكي بقي.
رشا: متستندلش, انت كده هتخليني اخسرها.
مال عليها احمد وقال بلؤم غاضب .
احمد: يعني مكانش حد قالك حاجة لما خسرتيني كريم ,ولا نسيتي؟.
رشا: دانتا رخم رخامة, انا اصلا هسيبك وهمشي, هتروح فين دلوقتي؟.
احمد: انا؟؟,لا انا قاعد هنا شوية.
أ*لما اشوف منى راحت فين
واشعل سيجارة وجلس في مكانه المعهود الذي يطل على الكلية بأكملها.
******************
استبد باحمد الملل وهو ينتظر ظهور منى, وشعر بالغضب اكثر اذ لمح وائل يتنقل في ارجاء الكلية,ولولا تأكيد اخته له انها رأتها لانصرف منذ فترة, وجال بخاطره ان يتصل بها لكنه تراجع ماذا لو لم تجب عليه؟,انه يريد ان يفاجئها , فالمفاجأة نصف المعركة, وقاوم رغبته الملحة في الجلوس بعد فترة, وقرر الانصراف, لربما لم تكن منى من رأتها رشا, او ربما انصرفت, وقبل ان يذهب لمح اخر شخص كان يتوقع رؤيته في الكلية, لمح مريم, فاقبل عليها من بعيد مبتسما.
أ* مريم تاني,رايح فين يابني؟, انت مبتحرمش؟؟
مشفتهاش بقالي كتير في الشغل, والله ليها وحشة
انت يا بني اهبل, مش كنت جاي تشوف منى, اوام غيرت دماغك
منى ابقي اكلمها باليل ولا حاجة, بس ساعة الحظ متتعوضش, من امتى كنت بشوف مريم في الكلية عندي, الحاجات دي فرص
يعني هتروحلها تقولها ايه,انت عايزها تفرج عليك الكلية
معرفش , هقولها اي حاجة والسلام
طيب خد بالك, ومتضيعش نفسك
متخافش عليا,...جايلك يامريم





(الحلقه الثانيه )




نظرت مريم الي احمد المقبل عليها من بعيد في دهشة, وابتسامة شبة ساخرة على شفتيها.
مريم: اعوذ بالله من غضب الله.
احمد: ايه؟, شفتي عفريت؟.
مريم: انا نفسي اعرف انت ليه بتطلعلي كل شوية زي عفريت العلبة, بلاقيك في كل مكان.
احمد: دا بس من حظي الحلو.
مريم: مممممم, وحظي انا الوحش جدا.
احمد: انا نفسي اعرف انتي بتكرهيني كده ليه؟.
مريم: انا مبكرهكش, لاني لو كرهتك يبقي انت في دايرة اهتماماتي اصلا, والحمد لله انت مش فيها.
احمد: انتي بتعملي ايه في الجامعة ؟, انتي مش اتخرجتي خلاص؟.
مريم: بطلع شهادتي, عقبالك بعد عمر طويل ان شاء الله.
احمد: وطويل ليه؟ , ان شاء الله دي اخر سنة, انا مش عايز اعتب الجامعة دي تاني بقى.
مريم: ايه ؟, شايفلك شغل؟.
احمد: لا ان شاء الله , سفرية.
مريم: ايه دا كله!!, انت عايز تسافر بقي.
احمد: انا لو عليا اهاجر.
مريم:عشان كده هتفضل طول عمرك فاشل.
احمد: انا الحمد لله مش فاشل.
مريم: قول الكلام دا للادارة.
احمد: الادارة, انتو ايه؟, هترفدوني؟؟.
مريم: لا , احنا بس بنعمل اختبارات وابحاث على العاملين قبل مانقدر نصرف منهم, لما تعدي الحاجات دي اقدر اقول عليك بدأت تكون مش فاشل.
نظر اليها احمد في يأس,ثم قال باستياء.
احمد: هو انتي مش شايفاني انفع خالص اكون ناجح؟.
نظرت اليه في عطف وقالت.
مريم: يا احمد لما تعوز تتغير , انت اول واحد هتحس بانك ناجح ومش هتحتاج تحاول تثبتلي او لغيري انك مش فاشل, وساعتها هترتاح ومش انا بس الي هشوفك ناجح , كل الناس هتشوفك كده.
احمد: بجد؟؟.
مريم: هو ايه الي بجد؟, طبعا بجد, بس انت انوي تكون احسن وتتغير , وربنا هيساعدك اكيد, ربنا مبيضيعش جهد حد خالص.
نظر اليها في دهشة ,ثم قال.
احمد: انتي غريبة اوي, انتي غير لينا خالص,انتو عاملين زي الشرق والغرب.
ضحكت مريم.
مريم: اه صحيح, انا سمعت ان لينا بتقول عليك رخم خلاص, انتو معدتوش اصحاب خلاص ولا ايه؟.
احمد: لا يا ستي لينا اختك دي غريبة, ليها جو تاني خالص.
مريم: ممممم, عموما يلا, ربنا يهديها ,ويهديك انت كمان بالمرة.
احمد: كمان بتدعيلي؟؟, ايه دا كله؟, انا ربنا راضي عني بقي, مش كفاية اليوم عدا من غير ما تشتميني.
مريم: يلا , انت محتاج دعاوي كتير اوي اصلا عشان يأثر فيك.
احمد: يامريم مينفعش كده ,طيب حتى راعي الكام سنة الي بينا.
ضحكت وهي تبتعد عنه.
مريم: الاحترام له ناسه يا احمد, يلا بقي انا همشي عشان الحق شئون الطلبة.
هتف من خلفها.
احمد: يارب ابقي ناسه بقي.
أ*البت دي شاربه ايه النهاردة؟, ايه الرضا دا كله
******************
م*احمد ,تاني, والمرة دي من رقمه, عايز ايه بقي؟
اعمل ايه انا ,ارد عليه ولا اعمل ايه؟؟, هي شغلانة بقي؟
ردي شوفي عايزك في ايه؟
لا انا المرة الي فاتت رديت عشان مكنتش عارفة انه هو, المرة دي من رقمه,لو رديت يبقي انا قاصدة
وايه المشكلة؟, لو مرديتش مش هيبطل يتصل, بس لو رديتي ووقفتيه عند حده, هتخلصي منه خالص
هو عايز مني ايه تاني؟, انا مش خلاص قلتله سلام اخير
ردي اعرفي, مش لازم وائل يعرف
ولو عرف
مش هيعرف
لا انا خايفة
.
منى: ممكن اعرف انت بتكلمني ليه تاني؟.
احمد: طيب قولي سلام عليكم الاول.
منى: مفيش سلام, انت عايز تعملي مشاكل يا احمد, احنا مش قلنا سلام؟؟.
احمد: انا مش عايز اعملك مشاكل ابدا, انا بس محتار وملقتش حد غيرك اكلمه.
منى: فيه ايه؟.
احمد: انتي عارفة انك كنتي اقرب واحدة ليا, وانا خسرتك كحبيبة, مش عايز اخسرك كصديقة يا منى, ياريت متحرمنيش من ده.
منى: مينفعش ابقي صاحبتك ,احنا مكناش اصحاب, وبعدين دلوقتي انا مخطوبة.
احمد: انا مقلتش هنعمل حاجة غلط, بس انا فعلا ساعات ببقي محتاج حد ينصحني , وانتي الوحيدة الي بثق في رأيها, انا بس بقلك لما ابقي عايز حد ينصحني, ممكن يكون انتي؟.
منى: لا مش ممكن.
احمد: بالله عليكي يا منى ماتصديني.
م*وبعدين بقي, قول بس خلصني
منى: ماشي يا احمد, بس المرة دي بس, فيه ايه المشكلة؟, قول بسرعة.
احمد: اصل انا.معجب بواحدة.
م*نعم ياخويا
منى: مممممم.
احمد: يعني, هي بنوتة حلوة, بس هي المشكلة بنت مديري في الشغل, وهي محترمة اوي ما شاء الله.
منى: ممممم.
م*وانت بتسألني انا ليه يا ظريف
وشعرت بشيء من الغيرة يتسلل الي قلبها.
احمد: وذكية.
منى: طيب فيه ايه المشكلة؟.
احمد: المشكلة ان انا عايز اخطبها.
م*.
منى: ممم.
احمد: بس هي بنت ناجحة اوي وانا لسه في الكلية, فانا قلت استني لما اخلص السنة دي ان شاء الله, بس المشكلة بقي, افاتحها دلوقتي واعرفها, ولا استني لما ابقي جاهز اتقدم؟.
م*مممممممم ,وانت بتسألني انا ليه , هو انا امك؟؟
منى: معرفش, انت مش بتقول انها محترمة؟؟.
احمد: جدا يا منى, جدا.
م* طب بالراحة علينا شوية
منى: يبقى استني لما تيجي تتقدم, وهي مش هتطير يعني.
أ*اه يا ناصحة, اجي اشتغلك تشتغليني
احمد: يعني انتي شايفة كده؟؟.
منى: انا بقلك رأيي, وانت اعمل الي يريحك,بس انا شايفة انك متكلمهاش الا لما تبقي جاهز.
م* انت بتردهالي مثلا ؟,جاي تسألني؟؟, هو انا خاطبة؟
أ*اه يا موني , والله وحشني اشتغالاتك
احمد: بجد, يعني هما البنات كده؟؟.
منى: بتسألني انا عن البنات ليه؟,اسأل نفسك, انت مش خبير؟.
احمد: يا موني انتي خليتي فيها خبير.
شعرت منى بالحنين بعد كلمة موني, والضحك الذي بدا في صوته, فأفاقت سريعا لتقول في جدية.
منى: يلا بقي انا مش نصحتك؟, يلا مع السلامة بقي.
أ*ماشي يا موني ,مش هتقل عليكي كفاية انك رديتي,نكمل مرة تانية
احمد: ماشي يا منى, انا متشكر اوي انك رديتي عليا و نصحتيني.
منى: انا زي "اختك" برده.
احمد: طبعا واعز من اختي كمان.
منى: يلا سلام.
احمد: مع السلامة.




(الحلقه الثالثه )



مريم: صباح الخير, جاي بدري النهاردة.
قالت مريم هذا لاحمد دون ان ترفع عينيها عن الملفات بيديها, وهي متوقفة بالقرب من مدخل قسم الحسابات.
احمد: سمعت ان فيه تشديد على الموظفين اليومين دول.
مريم: فعلا, خد بالك بقى.
احمد: ادعيلي بقى.
رفعت وجها ضاحكا له, وهي تتحرك في اتجاة اخر.
مريم: انت طمعت ولا ايه ؟,دي كانت مرة كده على الماشي.
وانصرفت في سرعة ,وهو يبتسم خلفها.
أ*داحنا اتغيرنا خالص, يعني المرة الي فاتت مكانتش شاربة حاجة, دي بجد بتتعامل معايا كويس
يلا ,يمكن يتحقق الي انت قلته لمنى
مين؟؟انا ومريم, مش ممكن!!
ومش ممكن ليه؟انا مش قلتلك لما تكلم اختها هي هتغير
لا تغير مين دي مريم ,دي تلج ياراجل
مفيش حد تلج, وبعدين النار بتسيح التلج
يعني تفتكر؟؟
بس خد بالك دي سكتها رسمي
رسمي ازاي يعني؟, وانا اقدر ع الرسمي منين؟
الحب بيعمل اكتر من كده
الحب,تفتكر ممكن تحبني
بس الحب دا عايز شغل
يعني ايه؟, اخد بالي منها؟؟
شد حيلك وانا معاك
**********************
سارة: ممكن افهم ايه الي اخوكي عمله دا؟.
منى: يعني عمل ايه يعني؟ هو دخول البيت من بابه بقي عملة دلوقتي؟.
سارة: طيب كنتي قوليلي ,عرفيني انه هيعمل كده.
منى: انا نفسي معرفتش الا بعد مارجع انه راح لباباكي في الشغل يكلمه, هو شكله زهق من التطويح الي انا قاعدة اطوحوله دا.
ميرنا: بجد والله؟, اخوكي راح لابو سارة في الشغل؟؟,قاله ايه؟, ومقلتليش ليه يا سارة؟.
منى: راح قاله انا اخو منى صاحبة سارة, وسألت عليكو وعايز اخطب بنتك.
ميرنا: بجد؟؟, وباباكي عمل ايه يا بت انتي, محكتليش ليه؟؟.
سارة: بابا من امبارح مبيكلمش قاعد يمخمخ, وساكت كده ومش مطمناله خالص.
منى: والله الي عمله مؤمن ميتعيبش خالص.
ميرنا: ايوة فعلا.
سارة: بابا قاله هرد عليك.
ميرنا: طيب قشطة, كويس.
منى: ماهو يا بنتي انتي قاعدة تتكلمي نظري وبس, بابا بيغير ومش هيوافق, كل دا عشان لسه الموقف مبقاش جد, لما يبقي بجد, باباكي اكيد هيتصرف صح.
سارة: يلا ربنا يستر بقي.
ميرنا: اعوذ بالله , بتتكلمي كأنك في مصيبة, ومقلتيلناش رأيك انتي يعني يا هانم.
سارة: انا رأي بابا هو رأيي.
ميرنا: من امتى؟؟, هو فيه حد رأي باباه رأيه برضه.
سارة: منا قلتلكو , الخطوبة اصلا معمولة عشان الناس تعرف بعض, مش اخر الدنيا يعني .
منى: عموما يا سارة انا ماليش دعوة بالموضوع دا اصلا, وافقتو او موافقتوش, انا ماليش دعوة, وكمان مؤمن محبش يدخلني عشان ميبقاش فيه حساسية بينا, وتقدري تردي براحتك.
سارة: طيب طيب,متسبقوش الاحداث.
وبعد تغيير الموضوع, سرحت منى بأفكارها قليلا.
م*هو انا مش هقولهم بقي؟؟
على ايه؟
ان احمد بيكلمني بقاله مدة وبيستشيرني
انتي بتهرجي؟؟,لا طبعا دول كانو موتوكي
بس انا مخنوقة ولازم اعرف حد , انا حاسة ان الي بنعمله دا غلط ,مع ان والله ما بنقول حاجة خالص, دا هو تلات تربع المكالمة بيعد يكلم على صاحبته دي ولا البنت المعجب بيها
اديكي قلتيها اهه, يعني مفيش حاجة اصلا عشان تحكيها
بس انا خايفة ,لو وائل عرف يفهم غلط
هيعرف منين؟, الا اذا انتي قلتي لحد
وافرض احمد قال لحد
احمد بيفكر في واحدة تانية خالص, لو كان عايز يأذيكي كان أذاكي من اول مكالمة, وبعدين انتي مش مستريحة دلوقتي ان علاقتك باحمد طبيعية , على الاقل انتي كده ضامنة انه مش هيشغل جنانه عليكي عشان هو مش في باله انتي دلوقتي
يعني ما اقولهومش
ولا تجيبي سيرة خالص
********************
نظر سامي الي احمد نظرة جانبية, وهو يضحك مع مريم ويتحدث في منطقة تقديم القهوة بالشركة, وشعر بالدهشة, وانتظر ختى انهى احمد حديثه معها وعاد اليه.
سامي: ايه الي بيحصل دا؟, انا مش فاهم حاجة.
احمد: عيب يا بني ,انا مش قلتلك عارفها.
سامي: ماشي عارفها, ماكلنا عارفينها وهي عارفانا واحد احد, بس ايه الضحك والهذار دا كله؟.
احمد: انا كنت متأكد انها مش رخمة, وانها زي العسل, وجميلة بالشكل دا.
سامي: الله !!!, كمان زي العسل؟؟, لا يا حلو فوق, دي مش زينا.
احمد: يعني ايه مش زينا؟.
سامي: يعني مريم دي بنت ناس نضيفة اوي, ومش عشان الراجل يعرف ابوك يبقي ممكن تاخد بنته, متتعلقش بحبال دايبة يا احمد.
احمد: دايبة؟؟.
سامي: بص يا ابو حميد, انا سمعت انها كانت هتتخطب السنة الي فاتت , وخلاص كانو مرتبين كل حاجة, بس الواد اترفض في الاخر, مش هي دي المشكلة, الواد الي كان هيخطبها ابن وزير يا احمد, دي ناس واصلة ياعم, انا خايف عليك يا بني , اوعى تعشم نفسك.
احمد: انا , اعشم نفسي بايه؟؟, انت بتهذر يا بني, انا اصلا مش بتاع تدبيس,لا طبعا, انا مش في دماغي اصلا, مريم ايه الي افكر اخطبها دي.
أ*شفت بقي, اديني مجبتش حاجة من عندي , الولد قالك بنفسه, دي مستوى تاني خالص
طيب منا عارف, منا قلتلك من الاول, هي لو عايزاك هتتحل كل حاجة
ودي اخليها عايزاني ازاي دي؟, داحنا يادوب بنهذر شوية في الشغل لما بشوفها, حتى نمرتها من ساعة ما اخدتها وانا مش عارف اتصل بيها بحجة ايه؟, اهي دي الي مش عارفلها مدخل خالص, حتى بعد ما اتغيرت وبقت بتديني وش
اشتغل انت بس عليها والفرصة هتيجي معاك, متستعجلش,خليها بس قلبها يتفتحلك, وانت مش هتعمل حاجة, هي الي هتعمل كل حاجة
ربنا يسهل
*****************
دخل مؤمن غرفة منى مبتسما.
منى: خير ؟؟.
مؤمن: خير اكيد.
منى: يارب.
مؤمن: بابا سارة كلمني.
منى: بجد؟؟, وبتضحك؟؟, يبقي وافق.
جلس على كرسي المكتب امامها , واكمل حديثه.
مؤمن: هو قالي اني لازم اقعد معاها نتكلم طبعا,وبعدها يقررو وكده, ومش هينفع ادخل البيت قبل ما يوافقو, فهما هيبقو عاملين كده قعدة في البيت وهنروح انا وماما وانتي, بلاش بابا دلوقتي عشان الاحراج ونقعد نتكلم , ولو هي وافقت يبقي خلاص نحدد معاد نروحلهم البيت بقى رسمي.
منى: وليه اللفة المهببة دي؟, ما تتقابلو برة وخلاص, زي ما عملت انا ووائل, وزي ما كل الناس بتعمل.
مؤمن: معادش ينفع بعد ما دخلت باباها اعدل على كلامه واقله لأ ننزل نشوف بعض برة, دا كان يبقي لو قبل ما كان يقترح هو, ثانيا انتي مش بتقولي انه راجل شديد وبيغير على بناته, خلاص, خلينا نريحه لغاية ما اعرف اكسبه.
منى: طيب كويس اصلا انه وافق مبدئيا تتكلمو, دي سارة كانت محسساني ان مش هيوافق ابدا.
مؤمن: انا نفسي حسيت كده لما كلمته, انا حسيت اصلا انه شوية كده وكان هيقوم يضربني.
منى: بس مامتها عايزاك لسارة, واضح انها اثرت عليه شوية.
ثم صمتت منى ونظرت اليه في دهشة.
منى: بس انت من ساعة ماقلت لباباها لا قلتلي اسألي سارة عن رأيها , ولا سألتني هي موافقة ولا لأ.
مؤمن: انا مش عايزك تتدخلي انتي في الموضع عشان ميبقاش فيها حساسيات بينكو, وبعدين لو كنت انا اتقدمت لاي واحدة من برة , مش صاحبتك, كنت هعرف رأيها منين يعني.
منى: بجد يا ميمو انا فرحانالكو اوي, يارب يارب يارب يوفقكو سوا, وتاخدو بعض.
وقامت وعانقته, فقال.
مؤمن: يعني مش هتزعلي مثلا؟.
ابتعدت وهي تقول.
منى: انا ,ابدا, والله دانت مش هتلاقي زي سارة دي ابدا, وانا ماتمنالاكش حد احسن منها.
مؤمن: وانتي؟, ايه اخبارك مع وائل؟.
م* ممم بتسأل ليه؟
منى: الحمد لله كويسين.
مؤمن: وائل, ولد ميتعوضش يا منى, وانا الي بجد مبسوط ان ربنا وقعك فيه.
منى: الحمد لله.
مؤمن: وانتي المفروض تحافظي عليه بجد, وماتحاوليش تزعليه او تضايقيه, لانك لو لفيتي مصر كلها مش هتلاقي حد احسن منه.
منى: مممممممم, منا عارفة.
م*منا عارفة يا مؤمن, لزمته ايه الكلام دا دلوقتي؟, انت دايما بتبقي حاسس بيا لما بعمل مصيبة,ربنا يستر ومش انت الي تعرف ,ماهي مصيبة في الحالتين لو انت عرفت او وائل عرف, يارب ما حد يعرف, لاااا انا لازم احط حد للموضوع دا ,انا مش هكلم احمد دا تاني خلاص,لما يكلمني المرة الجاية هقله متكلمنيش تاني, انا مش ناقصة قلق دانا مصدقت كنت خلصت من القلق




(الحلقه الرابعه )



منى: احنا بس رايحين نتعرف على العيلة , ومؤمن يقعد مع سارة بس.
احمد: تتعرفو على مين يا بنتي ,دانتو دايسين بعض.
منى: يابني مش لازم يقعدو يتكلمو شوية, ويفهمو دماغ بعض, المواضيع مبتاخدش قفش كده.
احمد: والله انتي ادرى, انا مخطبتش قبل كده.
منى: ولما انا ادرى بتقاوح ليه؟.
احمد يا موني انا مقدرش اقاوح معاكي اصلا.
منى: ايوة كده.
احمد:...
منى:
احمد: وانتي اخبار وائل ايه؟.
منى: الحمد لله تمام.
احمد: مرتاحة معاه؟.
منى: ايوة جدا.
احمد: ربنا يوفقك.
منى: بقلك ايه يا احمد, انا معادش ينفع اكلمك تاني, مش عشان حاجة والله بس لو وائل عرف, او مؤمن هتبقى مشكلة.
احمد: ومشكلة ليه اصلا يا بنتي؟,احنا مبنعملش حاجة غلط, احنا اصحاب يامنى, عادي.
منى: ماهو محدش هيفهم حكاية اصحاب دي, مش هيصدقو ان فعلا مفيش بينا حاجة, وكل ما في الموضوع اننا بنسأل على بعض وبس.
احمد: يابنتي طول مانتي واثقة من نفسك ,وعارفة انك مبتعمليش حاجة غلط, ميهمكيش حد, وبعدين ربنا عارف الي بينا ايه؟.
منى: معلش يا احمد عشان خاطري , بلاش طيب نتكلم كتير, ممكن كل فترة بعيدة نسأل على بعض, بس بالله عليك كفاية كده, عشان انا مش مطمنة.
احمد: براحتك, بس احنا مفيش بينا حاجة, ومبنعملش حاجة غلط يا منى, بالعكس احنا بنستريح لما بنتكلم,وانا عن نفسي مش عايز ابطل اكلمك.
منى: معلش يا احمد.
احمد: خلاص براحتك, انا عمري ما هكون قاصد ااذيكي ابدا.
منى: طبعا يا ايمو منا عارفة.
احمد: ماشي يا ستي, مادام قلتيلي ايمو يبقي عايزة تقفلي, خلاص, يلا , ابقي خدي بالك من نفسك.
منى: وانت كمان يا احمد.
احمد: ماشي يا موني سلام.
منى: سلام.
*****************
بعد عودة منى ومؤمن ووالدتهما من بيت سارة, اختلى مؤمن بأخته في غرفته , بعد نوم الجميع.
منى: وانت حسيت منها ايه؟.
مؤمن: كانت مكسوفة اوي , بس انا كنت مكسوف اكتر منها اصلا, باباها يا بنتي منزلش عنيه من علينا من ساعة ما قعدنا انا وانتي وهي, امال لو مكنتيش قاعدة جمبنا كان عمل ايه؟.
منى: مانت عارف باباها شديد, معلش, المهم, اتكلمتو في ايه؟.
مؤمن: قلتلها ظروفي , واني عايز في نص رابعة مثلا يبقي كتب كتاب ونتجوز ان شاء الله اول ماتخلص, قالتلي لا, احنا ننسي حكاية كتب الكتاب دي دلوقتي خالص, لانه مش امان, وبعدين هي لسه صغيرة على كتب كتاب ,حتى لو كان في رابعة, قلتلها بس انا مش صغير, و بعدين وقتها يحلها حلال.
منى: وهي سألتك في ايه؟.
مؤمن: مسألتش كتير, قالتلي انا اعرف عن طريق منى الي يكفيني, والباقي مالوش لزمة الاسئلة لان الحاجات دي بتبان من العشرة , ومع الايام وكده, هي كانت غامضة شوية بصراحة, انا معرفتش اقرا دماغها.
منى: هي مسألتنيش على حاجة والله.
مؤمن: يا زكية ,هي قصدها على الي لازم تعرفه عن اخلاقي وعن عيلتي مثلا, عرفته منك, والباقي زي مثلا انا بخيل, عصبي, كده الصفات الشخصية دي من الايام, مش لما تسألني يعني هتعرف, دا الي انا فهمته من كلامها.
منى: خد بالك لان سارة ذكية جدا, انا نفسي لغاية دلوقتي مفهمتهاش برضة.
مؤمن: ربنا يسهل بقى, ولو فيه خير يكتبهولنا.
منى: انت مش مبسوط ليه؟.
مؤمن: لا والله انا مبسوط بسارة جدا, بس باباها, شكله هيطلع روحي.
منى: بس البنت تستاهل .
مؤمن: انا مقلتش حاجة, بس في الفترة الطويلة للخطوبة دي ربنا يستر, انا اصلا مبحبش الخطوبة تتطول,عشان المشاكل , بس انا وافقت في حالتك انتي عشان وائل ميتعوضش.
منى: طيب مانت متتعوضش يا ميمو برضه, وبعدين طول مانت كويس مع باباها, ان شاء الله مش هيحصل حاجة.
مؤمن: ربنا يسهل يا موني.
******************
نظر وائل لمنى في شك.
وائل: طيب وايه الي خلاكي تقعدي ترغي معاها في الموبايل, وتليفون البيت موجود.
منى: اصلها كانت قلقانة وكده يعني قبل ما نروحلها , انت عارف سارة, فكانت مش عايزة باباها يحس انها بتكلمني في حاجة.
وائل: انا بلاقي موبايلك مشغول باليل كتير يا منى؟, ليه كده؟.
منى: انا, ابدا, تلاقي الخطوط دخلت في بعض, انت عارف الشبكة بتهيس بقالها مدة, دانا حتى بنام بدري عشان بقي بيجيلي صداع في الامتحانات من السهر.
م*انت مش بتقولي انك نمت بتتصل بيا بليل بعدها ليه بقي؟؟, انا بكلم احمد لما انت بتنام
نظر اليها مطولا ,محاولا تبين الصدق في صوتها.
وائل: ماشي يا موني, بس لو كده اجيبلك خط تاني , شبكة تانية مبتهيسش.
منى: انت هتهذر يا وائل؟, وبعدين لو مش مصدقني انت حر بقي.
وائل: لا يا موني مش بهذر, بجد لو عايزة نمرة تانية اجيبلك.
منى: لا يا حبيبي ميرسي, انا مصدقت ثبتت على نمرة فترة , مش كل شوية اغير نمرتي الناس تقول عليا ايه؟, مرووشة؟.
وائل: ماشي يا حبيبتي, انا بس يهمني راحتك.
منى: انا راحتي طول مانت مرتاح معايا, انت بتحبني بجد يا وائولتي؟.
وائل: طبعا يا موني , انتي لسه مش مصدقاني ولا ايه؟.
منى: اصل انا بحبك اوي , ومش متخيلة حياتي من غيرك.
وائل: وايه الي هيخلي حياتك من غيري؟, ان شاء الله هفضل جمبك يا حبيبة قلبي ومش هسيبك ابدا.
منى: يارب يا وائولتي تفضل معايا عمري كله.
وائل: يا موني يا حبيبتي انا مكنتش اتمنى واحدة غيرك لحياتي كلها.
م*يارب يا وائل ما تشك فيا ابدا ,وتفضل تحبني بالشكل ده على طول عشان انا بحبك
***********************
قالت مريم لاحمد عبر الهاتف.
مريم: على فكرة , لينا بتسلم عليك.
احمد: ياااه, والله البنت دي ليها وحشة.
مريم: بيسلم عليكي يا لينا.
لينا: قوليله لسه اهبل زي ما هو ولا عقل؟.
رد احمد بعد سماع كلامها.
احمد: هي عشان دخلت كلية خلاص, نسيت اصحابها القدام.
مريم: دي والله مشغوله جدا, عندها ريسيرشز وبريزنتيشنز,وحاجات قاعدة مطحونة فيها بقالها شهر اهي في الامتحانات.
احمد: ربنا بيخلص, دي ذنوب ناس في رقبتها.
مريم: وانت عامل ايه في امتحاناتك؟.
احمد: لا ان شاء الله هعدي السنة دي واخلص بقى.
مريم: ربنا معاك, المهم يا احمد, انا كنت بكلمك عشان كنت عايزاك تبعتلي السي فى بتاعك على الميل دلوقتي.
احمد: السي في ؟؟, ليه.
مريم: حاجة كده كنت عايزة اعملهالك , بس ادعي انت تكمل.
احمد: هي ايه يعني؟.
مريم: سفرية يا احمد, واحد صاحب بابا في الكويت , وعايز ناس في الاتش ار وكده,مالكش دعوة انت, المهم ابعتلي السي في, وان شاء الله هقدملك, واشوفلك الموضوع دا.
احمد: بجد يا مريم؟.
مريم: ايوة بجد, بس المهم يكون معاك كمبيوتر ولغة, وانا هظبطلك شهادة من عندنا.
احمد: انا معايا كمبيوتر , واللغة انزل اخد كورس من بكرة.
مريم: انا مبوعدكش ان الموضوع يتم, بس ان شاء الله انت اعمل الي عليك, وربنا يوفقك.
احمد: مريم,انا مش عارف اقلك ايه,...انتي بجد, احسن واحدة في الدنيا, انتي مفيش بنات اجدع منك في الدنيا كلها,بجد,...لو الموضوع دا كمل, بجد, عمري ما هنسالك الجميل ده.
مريم: يابني اهدا بس مفيش حاجة لسه, بس ادعي انت بس.
احمد: حاضر, انا هبعتلك السي في حالا, اديني ايميلك.





(الحلقه الخامسه )




منى: انا مش عارفة باباها محبكها كده ليه؟, يعني ايه قراية فتحة تقعد كذا شهر من غير دبل , طيب ما يلبسو دبل على الاقل.
ميرنا: يا بنتي هو دماغه كده انه حجز بنته, بس مش هيبقى داخل طالع رايح جاي عليهم دلوقتي,هتبقى يادوب على القد, بس يبقى معروف ان البنت دي مقري فتحتها, لغاية قبل الامتحانات بتاعة اخر السنة كده بشهر شهر ونص تتعمل خطوبة, على اساس ان متبقاش الخطوبة سنتين بالمنظر دا, تقل المدة شوية, وكده يطمن عليها.
منى: لا كده يخنق الولد بالمنظر دا, مؤمن ممكن يزهق.
ميرنا: لا مش هيزهق ولا حاجة, اخوكي عايزها ومعجب بيها, ولا انتي هتعملي فيها حما من اولها.
منى: بلا حما بلا بتاع انتي كمان, بس ايه لزمته المط دا ؟.
ميرنا: انتي كان حد جه اتشرط على باباكي لما قال انتي ووائل متطولوش عن سنتين خطوبة؟, لا , الولد قال الي تشوفه يا عمو, محدش قاله انت بتقول ايه, كل اب بيشوف الي يقدر يحمي بيه بنته من وجهة نظره وبيتصرف على اساسه, وبعدين اخوكي مشتاكاش, انتي مالك بقى متنرفزة ليه؟.
منى: مش متنرفزة ولا زفت.
ميرنا: ابدا .
منى: اووووف, بصراحة بقى, انا متضايقة من حاجة تانية, وهموت واقول لحد اصلا, ومش عارفة اكلم سارة من ساعة ما قرينا فتحتها , حاسة اننا بعدنا عن بعض شوية.
ميرنا: وانا مثلا خيال مآتة؟ , مش عايزة تقوليلي, منفعش؟؟.
منى: لا يا ميرو والله, بس انا كنت محتاجة حد يضربني قلمين يفوقني, وسارة الي بتعمل كده دايما.
ميرنا: فيه ايه؟.
منى: احمد بيكلمني.
ميرنا: يخرب بيـــــتك.
منى: والله مابنتكلم نعمل حاجة, احنا بس , يعني هو بس ساعات بيتصل كدة يسألني في حاجات في حياته, يعني هو بيحب واحدة بتشتغل معاه, وعايز يخطبها وكده, وبيحكيلي, مبنعملش اكتر من كده, مجدر تبادل اخبار بس.
ميرنا: الله يحرقك يا شيخة, انتي بتستهبلي يا بت انتي,انتي عايزة وائل يسيبك بجد بقى, بتتلكي,انتي بتتغابي يا مجنونة انتي؟.
منى: والله ما بينا حاجة ولا هو عايز حاجة. احنا بس بندردش عادي يعني.
ميرنا: انتي عارفة لو وائل عرف ايه الي هيحصل.
منى: هيسيبني.
ميرنا: انتي مبتحبيهوش؟, عايزاه يسيبك؟.
منى: لا والله بحبه, ومش عايزاه يسيبني خالص.
ميرنا: امال بتعملي كل حاجة ممكن تخليه يسيبك ليه؟.
منى: معرفش؟, انا كنت بحاول امنع نفسي كتير مردش عليه , بس مبقدرش.
ميرنا: انتي مبتحرميش بقى.
منى: بس والله في الاخر قلتله منتكلمش تاني, ومتكلمنيش تاني وهو سمع الكلام, بس كنت محتاجة احكي لحد.
ميرنا: اوعي يا منى, اوعي تضيعي وائل منك بغبائك الي على طول شغال دا.
منى: منا قلتله خلاص بقى وخلصنا.
ميرنا: خلصت روحك يا غبية, انا مش عارفة انتي مخك دا فيه ايه؟, بطيخ؟؟.
منى: شفتي, شفتي, عشان كده انا مبحكيلكيش, بتعدي تشتميني وبس, مبتفيدينيش بحاجة.
ميرنا: عشان انتي عايزة كسر دماغك, مش عايزة حد يفيدك.
منى: منا خلاص, ان شاء الله عمري ما هرد عليه تاني.
*******************
منى: يا احمد انا مش قلتلك متكلمنيش تاني؟.
احمد: والله انا كنت موافق, بس الخبر دا ميستحملش تأجيل.
منى: خير؟؟.
احمد: انا بشوف سفرية.
منى: بجد؟, فين؟.
احمد: الكويت ان شاء الله, مريم الي جابتهالي.
منى: بجد , طيب مبروك.
احمد: ادعيلي يا موني ربنا يوفقني.
منى: حاضر طبعا, ربنا يكرمك, بس ازاي هتسافر قبل ما تخلص الكلية؟.
احمد: اه صحيح, تصدقي انا ما استفسرتش في الموضوع دا.
منى: طيب, اسأل كويس قبل ما تعشم نفسك.
احمد: صح انتي عندك حق.
منى: ماشي يا احمد, يلا بقى سلام, وكفاية زي ما اتفقنا.
احمد: ماشي ياموني, انا كنت فرحان بس وكنت عايز اقلك.
منى: ماشي يا احمد, يلا سلام.
احمد: سلام.
*****************
قال احمد لمريم في قلق وهما يشربان القهوة في الكافيتريا.
احمد: طيب انا لسه اصلا مش معايا شهادة, يعني هعمل ايه لو طلبوني دلوقتي؟.
مريم: متخافش مش هيطلبو دلوقتي هي لسه الشركة جديدة, ومش هيبدأو الا على شهر تسعة الجاي كده, تكون انت نجحت وطلعت شهادتك وجهزت ورقك كله بإذن الله.
احمد: لا ان شاء الله, اكيد نجاح السنة دي, دانا ممكن ابويا يروح فيها لو منجحتش.
مريم: دانتا المفروض تعمل فرح لما تتخرج من الكلية, محدش قعد في كليات قد مانت قعدت بتهيألي.
نظر اليها احمد مستغربا ,وقال.
احمد: انتي ليه بتعملي معايا كده؟, ليه طيبة معايا بالشكل دا؟.
مريم: عشان انت محتاج حد يقف جمبك, مع انك متستاهلش, بس انت لما قلت قدامي انك نفسك تسافر, مع اني مش مع الموضوع دا, اول ما انكل فتحي اتكلم على موضوع الشركة, جيت انت على بالي على طول,وقلت اما اساعده.
احمد: انتي طيبة اوي.
مريم: دي مش طيبة, دي خدمة, واكيد مسيرك تردهالي في يوم من الايام.
أ* تفتكر قلبها بدأ يحن عليا شوية؟
ايوة ياعم محدش قدك, مريم بجلالة قدرها بتدورلك على سفرية, تبقي خلاص وصلت, شوف نفسك بقى
طيب هي بتدورلي ليه؟
عشان تروح وتشتغل, وتكون نفسك, وتبقى مناسب
تفتكر؟
وليه لأ, كل حاجة بتقول ان البنت معجبة بيك, بتهذر معاك, وتكلمك في التليفون تعملك خدمات, عايز ايه اكتر من كده؟, دي مريم يابني الي مبتديش فرصة لحد ينطق معاها, وانت بتتعامل معاملة خاصة, يبقى ايه بقى؟
يبقى هتحبني
يبقى هتحبك
*******************
جلستا منى وميرنا بجانب سارة وهي تتفحص فساتين الخطوبة في الكتالوج امامها.
منى: دا حلو اوي يا ساسو.
سارة: بس لونه غبي , هيخليني سمرا.
ميرنا : يابنتي سمرا مين يا حبيبتي, انتي اصلا بيضه قشطه وبعدين لسه هتتدهنى فاونديشن.
سارة: لا برضة, شكله مش مريحني.
قامت منى من جانبها وهي تقول.
منى: اوووف, انتي زهقتينا اصلا, مترددة على طول, انا هقوم اتفرج في الكتالوجات الي هناك دي, ولو لقيتي حاجة ابقي اندهيلي.
وقامت وجلست على اريكة بعيدة تتفحص الكتالوجات الاخرى, فقامت ميرنا تجلس بجانبها , وتلتقط كاتالوج اخر, ثم مالت عليها وهمست.
ميرنا: عملتي ايه؟.
منى: في ايه؟.
ميرنا: متتغابيش عليا, انا مش خطيبك.
منى: اه, قصدك في حكاية احمد؟.
ميرنا: ايوة يا فالحة.
منى: مفيش, كلمني تاني, رديت بقى عشان اوقفه عند حده, قلتله متكلمنيش تاني, قالي بس انا من فرحتي كلمتك, اصله لقى فرصة يسافر.
ميرنا: احسن ,اهو يغور ويحل عننا بقى.
منى: منا قلتله مبروك وكده, بس متتكلمش تاني زي مااتفقنا.
ميرنا: شاطرة.
جاءت سارة لتجلس بجانبهما لتريهما الفستان الذي اختارته.
منى: الله دا جميل اوي.
ميرنا: بس شغله كتير, تفتكرو هيخلص على الوقت؟.
مرت امامهما في هذه اللحظة المرأة التي تصنع الفساتين, فنادتها منى.
منى: مدام سهام, هو الفستان يلحق يخلص في خلال قد ايه كده؟.
سهام: انتو عايزنه امتى؟.
سارة: في نص شهر تلاتة كدة.
سهام: مممم, ان شاء الله هيجهز.
ميرنا: بجد يا مدام سهام؟.
سهام: انا كنت اخرت عليكي فستان خطوبتك ياميرنا؟, عيب عليكي, ان شاء الله هيجهز في معاده, المهم استقريتو على فستان؟.
سارة: اهو دا.
سهام: ماشي , تعالي بقى اخد مقاساتك, انا مكنتش عارفة انك متعبة كده, ساعتين على ما قررتي انهي فستان.
فضحكت سارة وهي تتبعها بعيدا عن ميرنا ومنى.
ميرنا: انتي هتقولي لوائل على ان احمد كان بيكلمك.
منى: يا نهار اسود, دا كان يقتلني.
ميرنا: ولو عرف من برة هيقتلك برضة.
منى: وايه الي هيعرفه من برة؟.
ميرنا: حظك الي زي الزفت الي كل مرة بيفضحك دا.
منى: لا يا ستي, اخاف من رد فعله المرة دي.
ميرنا: ولما انتي خوافة كده بتغلطي ليه من الاول.
منى: خلاص بقى يا ميرو,الي حصل, هتقعدي تزليني عشان قلتلك يعني.
ميرنا: انا بقلك تعمل احتياطك عشان لو حصل اي حاجة زي المرة الي فاتت.
منى: حاضر ان شاء الله.
م*لا طبعا مينفعش اقله, طب اول مرة وقلتله وربنا ستر وعدا الموضوع, المرة دي ممكن ايه يحصل بقي, لا طبعا مضمنش, وهقولهاله ازاي اصلا, اقله يا وائل انا كنت بكلم احمد , وجاية اعترف بنفسي؟؟, طيب افرض انه سابني بجد المرة دي؟,لااا, مينفعش طبعا اقله, ميرنا دي هبلة اصلا, دنا لو قلتله يبقي بقوله سيبني بنفسي, طبعا مش هقوله





(الحلقه السادسه )



اعتدل وائل في جلسته وهو يضع "اللاب توب" على ساقه في بيت منى, ويوصل به كاميرا.
وائل: بس الفلاشة دي متفيرسة يا منى, انتي مبهدلاها كده ليه؟.
منى: اصلي كنت اديتها لميرنا تجيبلي عليها بقيت الصور بتاعة خطوبتنا الي عندها, ومن ساعتها مشغلتهاش, هي معملتلهاش اسكان باين.
وائل: استني بقي مش هنزل حاجة عليها الا لما اعملها اسكان الاول.
منى: طب استني اجيبلك موبايلي كمان عشان تنزلي الصور الي عليه, انا مصورتش كتير في الخطوبة, كنت ملبوخة مع سارة, عاملة فيها ام العروسة.
وائل: منا استغربتك برضه, ليه كنتي انتي الي واقفة معاها على طول؟.
منى: وماله مش صاحبتى, وبعدين هي في يوم خطوبتي مسابتنيش, دا اقل واجب اعملهولها.
وائل: ماشي ربنا يخليكي للشعب يا ستي, ادخلي بقى هاتي الموبايل والريدر.
منى: حاضر.
احضرت الهاتف واعطته اياه.
وائل: دانتي موبايلك كمان متفيرس, انتي هتبوظيلي اللاب النهاردة.
منى: كل دا عشان صور سارة ومؤمن, لا يا سيدي انا ماليش دعوة.
وائل: يلا هعمله اسكان دا كمان , لما نشوف اخرتها.
وبينما هي تناوله اياه ,رن الهاتف في يده, فنظر للرقم الظاهر امامه على الشاشة, وقال في اندهاش.
وائل: رقم غريب.
فامسكت منى الهاتف من يده في توتر .
منى: وريني كده.
وتعرفت على رقم هاتف احمد, وارتعشت, ما الذي يجعله يتصل في هذا الوقت؟, ثم ما الذي يجعله يتصل بها اصلا؟, الم ينهيا الامر.
وائل: ردي.
منى: آآ...لا...دي نمرة كده, نمرة مروة باين , كانت عندي ومسحتها, لتكون هي, مش عايز افتح عليها.
وائل: يا بنتي دي حد بيتصل, يمكن عايزاكي في حاجة.
منى: لا ,لا مش هرد, هي اكيد مروة, هي بترن كده للاخر, وبعدين كمل انت نقل الصور على الفلاشة, انا هروح اشحن الموبايل دا شوية, عشان مبقاش فيه الا شرطة, وهجيبلك الميموري تنقل الي عليها.
وقامت في سرعة, بينما صمت الهاتف لحظة, ثم عاد الرنين وهي تسرع لغرفتها, فسارعت باغلاق صوت الهاتف, واغلقت باب حجرتها عليها.
احمد: هاي يا موني.
منى: احمد , كنت هتوديني في داهية حالا, الموبايل كان في ايد وائل.
احمد: انا اسف , مكانش قصدي طبعا, وايه الي حصل؟.
منى: اخدته وجريت على جوة, ينفع كده؟, كنت عايز ايه؟.
احمد: مفيش يا منى , كنت عايز اسأل عليكي.
منى: احنا مش قلنا خلاص مش هتكلمني تاني, انت مصمم توقعني في مشكلة.
احمد: ابدا والله, انا كنت بس بسأل اصل انا سمعت ان سارة اتخطبت ,انتو بجد عملتو الخطوبة خلاص؟.
منى: ايوة يا احمد, ويلا بقي سلام , عشان وائل ميشكش.
احمد: ماشي حاضر, سلام, سلام.
أايه البت الهبلة دي؟
خرجت منى لوائل بعد ان هدأت قليلا, وفي يدها الهاتف, وقد نسيت انها قالت له انها ستشحنه, فنظر وائل للهاتف متسائلا.
وائل: مشحنتيش الموبايل ليه؟.
نظرت منى الي الهاتف وتذكرت.
منى: اه, ...آآآ...اصل لقيت ماما حاطة موبايلها في الشاحن, قلت لما تخلص بقى.
نظر اليها في شك, لقد سمع الهاتف وهو يرن في المرة الثانية, ان منى تتصرف بريبة, وتأكد انها تخفي شيئا ما.
وائل: طيب هاتي الموبايل, هنزل كل صور الخطوبة الاول على اللاب, وبعديها ابقي انقلهم كلهم على بعض على الفلاشة.
اعطته منى الجهاز في توتر, فلمح هو في مكان الشحن بالشاشة ان البطارية مشحونة, وتأكد ان منى كانت تكذب, فقال لها في رفق.
وائل: منى, فين القهوة يا حبيبتي؟, انا هنام منك وانا قاعد, مش قلتي هتعمليلي واحدة, نسيتي؟.
منى: اه صحيح, معلش, انا دماغي مش فيا خالص اليومين دول.
وائل: الي واخد عقلك.
منى: انت طبعا يا حبيبي.
وائل: ماشي يا فشارة, انا بشربها مظبوط.
منى: طيب منا عارفة.
وائل: متتأخريش بقى لتطلعي تلاقيني نايم, انا نازل لف من الصبح, ومش نايم من امبارح.
منى: حاضر, حاضر.
قامت منى في سرعة, وشعرت بالراحة, انها ابتعدت عنه قليلا, كي تتمالك نفسها وتشعر بالهدوء مرة اخرى, بعد التوتر الذي اصابها باتصال احمد, بينما بمجرد ما خرجت منى من الصالون, امسك هاتفها, وبحث في المكالمات المفقودة عن رقم الهاتف الذي اتصل منذ قليل, ونظر اليه قليلا, ثم طرأ برأسه ان ينظر الي المكالمات المستلمة فوجد نفس الرقم في القائمة, بتواريخ واوقات مختلفة, اخرها منذ لحظات, وشعر بالغضب, انها لم تكذب مرة واحد, فقام بنقل رقم الهاتف على هاتفه, وقرر ان يكتشف لمن هذا الرقم الذي اخفته عنه منى, وكذبت بخصوصه.

بعد تقديم سيرته الذاتية لمريم, شرع احمد في ترتيب اوراقه, وتحضير اهله نفسيا لاحتمال سفره, ولكن ظل شيطانه يدفعه ناحية مريم, لقد اندهش من تغيرها المفاجيء نحوه, وقرر مصارحتها بشكوكه,بل وربما الاعتراف لها باعجابه بها.
مريم: واقف كده ليه يااحمد؟,انت مش عندك شغل؟.
احمد: ثواني يا مريم هخلص السيجارة وهدخل حالا.
مريم: البريك خلص بقاله خمس دقايق, اطفي السيجارة واتفضل على مكتبك.
احمد: فيه ايه يا مريم , ما قلتلك ثواني.
مريم: احمد لو سمحت, الشغل شغل, احنا صحيح بنهزر ونضحك, لكن لو قصرت في شغلك انا لسه مديرتك برضة, خد بالك.
احتقن وجة احمد, واطفأ السيجارة بعصبية.
احمد: انا هروح اهه, بس انا مش فاهم انتي بتكلميني كده ليه؟.
مريم: انت الظاهر انك اتدلعت شوية فبدأت تهمل في شغلك,ومش عشان طمنتك انك في الامان من اللجنة الي بتفصل الموظفين يبقى خلاص, حافظ على شغلك يا احمد, انت مش احسن من اي حد هنا.
وانصرفت في صرامة , بينما تعجب هو بغضب, مابالها تتصرف معه بهذا الشكل؟.
أالله؟؟, دي مالها دي بقى ان شاء الله؟, يوم كويسة ويوم لا, ايه شغل الجنان دا؟, دنا كنت لسه بقول مالها حلوة معايا بقالها مدة
سمع صوت هاتفه يرن في جيبه , فنظر الي رقم الهاتف المتصل, ولم يتعرفه.
احمد: الو.
لم يسمع ردا من الجانب الاخر , فانتظر لحظات ثم قال بحدة.
احمد: الو.
رد الصوت :"امام."
احمد : ايوة انا.
سمع بعدها صوت اغلاق الخط في وجهه.
احمد: ايه الغباء دا؟, هو انا ناقص.
واغلق الهاتف في سخط, وذهب مسرعا الى مكتبه.

تسمر وائل امام هاتفه عاقدا حاجبيه, لقد انتظر فترة قبل ان يقرر ان يتصل برقم الهاتف الذي وجده على هاتف منى, لعلها تخبره من نفسها مثلما فعلت في المرة السابقة ولكنها لم تفعل, وتضاخمت شكوكه , واتجهت كلها بدون تردد الى احمد امام, انه هو لاريب, حتى مل انتظار اعترافها, فاتصل به وتأكد انه هو , شعر بالغضب والحزن يملآن كيانه, لماذا فعلت به منى هذا؟, لقد ظن انها تحبه حقا, واخذ يفكر طويلا واخذ التفكير منه مأخذه قبل ان يتصل بمنى.
منى: ايه يا لولو انت فين من الصبح, انا بتصل بيك مبتردش.
وئل: بجد؟.
منى: ايوة, انت مكنتش سامع الموبايل ولا ايه؟.
وائل: ممكن.
منى:..انت فيه ايه؟, مالك؟, فيه حاجة؟.
وائل: انا عايز اشوفك يا منى ضروري.
منى: انت مش جاي البيت يوم الخميس؟.
وائل: لا, قبل الخميس, عايز اشوفك برة, مش عايز اشوفك في البيت.
منى: طيب يا حبيبي بس قولي فيه ايه.
وائل: مفيش يا منى, اعدي عليكي بكرة بعد الامتحان نقعد في اي حتة.
منى: بس انا كنت رايحة مع ميرنا نذاكر في بيتها بعد الامتحان.
وائل: بس انا لازم اشوفك بكرة, الموضوع مينفعلوش تأخير يا منى.
منى: انت كده قلقتني, حصل حاجة ؟, فهمني بس فيه ايه؟.
وائل: هتفهمي لما اشوفك, روحي الامتحان بكرة وانا هفوت عليكي بعده ان شاء الله, ذاكري انتي بس متشغليش دماغك.
منى: طيب يا حبيبي انت زعلان من ايه كده؟, فيه حاجة حصلتلك في الشغل؟.
وائل: بكرة نتكلم يا منى.
منى: طيب وايه الي يمنع نتكلم دلوقتي؟.
وائل: اصل انا جاي النهاردة تعبان وشكلي داخل على دور برد, فأخدت دوا ومنيمني ع الاخر, فانا هدخل انام دلوقتي ونكمل كلامنا بكرة.
منى:. ماشي يا لولو, تصبح على خير يا حبيبي.
وائل: وانتي من اهله.
واغلق الخط في سرعة.
م ماله وائل؟, صوته متغير خالص, ايه الي حصل؟, يكون عرف حاجة؟
دا حتى مقالش بحبك قبل ما يقفل
انا مش مطمنة
بس هيكون عرف منين يعني؟
معرفش
لاااا ,دا اكيد موضوع تاني , انتي عارفة وائل يحب المفاجآت كده
مانا خايفة من المفاجآت بتاعته دي تودينا في داهية
لا ان شاء الله خير ومفيش حاجة
يارب استر, انا بخاف من ايام الامتحانات دي , دايما المصايب كلها تحصل فيها





البت شكلها ضاعت خلاص


(الحلقه السابعه )





خرج احمد من بيته غاضبا , واشعل سيجارة في عصبية ونفثها في غضب, لقد تشاجر مع والده منذ قليل , لانه اخبره برغبته في خطبة مريم, وثار اباه بشدة, وعنفه لانه غير مستعد ان يخطب بعد لانه لازال في الكلية ,حتى لو نجح, مالذي يؤهله لخطبة فتاة مثل مريم, اغنى من عائلته كلها, ثم انه يجب ان يعتمد على نفسه قبل ان يفكر في الدخول في مشروع زواج, وهو غير قادر على تكاليفه.
أ* دانت ابوك دا خنيق خنقة ياراجل , انا مش عارف انت مستحمله ازاي
انا مش ناقصك انت كمان
يعني ايه مينفعش تخطب دلوقتي؟, انت مش بتشتغل وهو هيساعدك, واخيرا هتنجح وهتريحه, وهتسافر اهه, ماله بقى؟,ودي خطوبة بس يعني, وبعدين هو مش المفروض يساعدك؟, هو مش ابوك؟
سيبك منه, حتى لو مرضيش هخلي ماما تساعدني
مامتك ماشي ممكن تساعدك في الخطوبة, باباك بقى هيوافق يروح يخطبها ازاي اصلا,هو مش قالك مش ههزأ نفسي مع صاحبي
اهلي انا عارفهم, هقنعهم وهقعد ازن عليهم لغاية ما يعملولي الي انا عايزه, المشكلة دلوقتي حاجة تانية خالص , مريم نفسها , انا عايز اعرفها بقى, عشان تكون مظبطاهم في بيتها كمان
انت متأكد من مريم اصلا؟
يعني ايه؟, انت مش قلتلي انها اكيد معجبة بيا, امال ايه الي يخليها تشوفلي سفرية؟
بس انتو عمركو ماتكلمتو في حاجة, انتو لازم تتكلمو اصلا على الموضوع مرة على الاقل
يعني ايه؟, اكلمها؟, ودي هفاتحها ازاي اصلا؟
انت هتغلب يا ايمو , اتصل بيها او كلمها في الشغل, اتصرف
اتصرف؟؟, اوفف , طيب هبقى اكلمها النهاردة في الشغل وربنا يستر بقى
*******************
ركبت منى سيارة وائل في قلق, انها اول مرة تذهب معه في مكان دون علم اهلها انها ذاهبة معه, بعد ان طلب منها هو ذلك, حاولت ان تمزح معه عدة مرات منذ رأته, ولكن رد فعله كان باردا, وبدأ الشك يتسلل الى قلبها, ما الامر الكبير الذي يؤرقه بهذا الشكل؟.
منى: احنا هنعد فين؟.
رد باقتضاب.
وائل: اي كافيه يا منى.
منى: حبيبي انت فيك ايه؟, مالك؟.
وائل: مفيش.
صمتت بعد رده البارد, واخذت تدعو الله الا يكون الامر بسببها, وارتجفت حين تخيلت انه قد يكون علم بأمر احمد, حتى بعد جلوسهما في الكافيه, ظل وائل صامتا فترة.
منى: انت هتفضل ساكت كده كتير؟, مش هتقولي مالك؟.
نظر اليها وائل في برود, ثم قال في لهجة غاضبة متماسكة الي حد ماقال.
وائل: انا عايز اكلمك بس مش عارف اكلمك ازاي ؟, وانتي قدامي كده وبتخدعيني , وبتقوليلي بحبك ويا حبيبي عادي كأن مفيش حاجة, اذا كنتي انتي مش حاسة انك عملتي حاجة, هحسسك انا بكدة ازاي؟.
سقط قلب منى في قدميها, انه يعلم.
منى:, حاجة ايه يا وائل؟, بخدعك ازاي يعني؟؟.
بدأ غضبه يتصاعد.
وائل: والغريب انك بترسمي على وشك تعبير البريئة عادي جدا, ومش حاسة بانك عاملة مصيبة, انا لو كنت اتخيل ان اي حد في الدنيا ممكن يكون خاين , عمري ما كنت اتخيل انك انتي ممكن تعملي كده وتمثلي عليا, يعني لما كنت فاكر اني اول واحد في حياتك, وبعدها اكتشفت ان كان ليكي قبلي تجربة وسامحتك, كانت غلطتي مثلا اني وثقت فيكي وافتكرت ان ممكن تصونيني وتحافظي عليا؟, بس انتي طلعتي مش اهل للثقة اصلا, انتي خنتي ثقتي فيكي, وخنتي نفسك واهلك وكل حاجة, يعني ايه لما اقلك اي حاجة ليها علاقة بالماضي تنسيها , وتقوليلي موافقة, ارجع الاقيكي بتكلمي احمد امام تاني؟, ومن ورايا بتكلميه بالساعات على التليفون وبقالك كتير بتضربيني في ضهري وانا نايم على وداني, هو انا مش راجل يا منى؟, ولا انا واحد ماشية معاه مثلا مش خطيبك؟.
تدفقت الدموع من عيني منى من كلامه, وشعرت بالخوف والذعر يملآنها , وشعرت بالذنب الشديد.
منى: ...لا... يا وائل ابد ا,...مفيش حاجة,..انت بس مش فاهم,..والله العظيم...
وائل: اوعي تحلفي , انتي فاكرة اني ممكن اصدقك تاني؟, تبقي بتحلمي, انا اتعلمت الدرس خلاص, على كده بقى كنتي طول الوقت بتضحكي عليا, ولا كنتي بتحبيني ولا حاجة, بقالي سنة خاطب واحدة كدابة.
انفجرت منى في البكاء.
منى: لا يا وائل,متقلش كده, والله العظيم ابدا, انا بحبك بجد.
قاطعها بغضب.
وائل: اسكتي , بطلي كلام خالص, بتضحكي عليا بقالك اد ايه ؟, فاكراني مغفل ومش هعرف, انك لسه بتكلمي صاحبك القديم, انا غلطتي اني اديتك فرصة تانية, تقومي تستهوني بيا وبرجولتي, انتي بني ادمة خاينة وعمرك ما هتتغيري.
منى: لا يا وائل , ...بالله عليك ماتقول كده.
وائل: انتي كنتي عايزة مغفل بس تستعبطيه, واحد مالوش لزمة, تضحكي عليه وبس تقوليله بحبك , واهو كلام وخلاص, تقضية واجب, والصراحة والصدق والحاجات الهايفة دي معادلهاش مكان عندك, انا مش عارف انتي ازاي قدرتي تثبتيني انك بريئة بالشكل دا؟, دانتي خلتيني احبك فعلا.
منى: والله انا بحبك انت بجد, داهو بس كان بيكلمني يقولي احنا اصحاب, ويحكيلي على البنت الي بيحبها, وبس والله العظيم ما فيه بينا حاجة.
وائل: والكلام دا قالهولك في اول ولا تاني ولا عاشر مكالمة يا هانم؟, ولا بتتكلمو بالساعات في ايه اصلا, ولما هو بيحب بنت مبيكلمهاش هي ليه, بيكلم خطيبتي انا ليه؟, مالهاش راجل يحكمها؟.
سالت الدموع من عيني منى ساخنة على وجنتيها , وكلامه يحرق قلبها.
منى: والله اصحاب.
وائل: وهو انا كنت واخدك باصحاب يا منى؟, انا خاطب واحدة مالهاش صحاب صبيان يكلموها نص الليل بالساعات,من ورايا ,ايه الي يخلي ولد كنتي ماشية معاه يا منى يكلمك بالليل وانتي مخطوبة, اصحاب ايه يا منى وزفت ايه؟, مش هو دا الي قالك احنا اصحاب في الاول وبعدها رجع قالك انا عمري ما عاملتك على اننا اصحاب.
قالت بصوت متألم.
منى: وائل.
وائل: اسكتي خالص, اذا كنتي انتي بقى مبتتعلميش من غلطاتك , والي تعمليه تقعي فيه تاني, فانا بقى بتعلم, وان كنت سامحتك مرة وكنت قد كلامي وقتها, وقلتلك لو عرفت ان فيه حاجة لسه بتربطك بالماضي يا منى, هيكون تصرفي شكل تاني, فانا قد كلامي دلوقتي, وبقلك اهه يا بنت الناس, انا راجل وقد كلمتي, وانتي مصنتنيش ولا كنتي قد المسؤلية من دلوقتي, فانتي في حالك وانا في حالي.
قاطعته منى بذعر.
منى: لا, وائل, لا.
وائل: اسكتي يا منى عشان انا في قمة غضبي عليكي, وانا مش هقدر استحمل اعيش مع واحدة خانتني, انا فكرت كتير قبل ما اقلك الكلام دا, مع ان الموضوع المفروض مش محتاج تفكير, واحد زائد واحد بيساوي اتنين, وانا عارف نفسي كويس لما كنت قادر اسامحك قلتلك هسامحك, وانا دلوقتي مش قادر اسامحك, ومفتكرش ان فيه حاجة ممكن تغفرلك الي عملتيه, وبالشكل دا عمرنا ما هنقدر نكمل مع بعض.
صاحت تمنعه.
منى: يا وائل ,لا.
وائل: انتي في طريق يا منى وانا في طريق.
منى: يا وائل انا بحبك.
وائل: ورغم كده دا ممنعكيش تضحكي عليا, امال لو مكنتيش بتحبيني كنتي عملتي ايه؟, وبعدين انا بحبك يا منى ومانكرتش, بس انتي متنفعيش تكوني مراتي, ومفتكرش هقدر اامنلك تاني.
منى: انت بتقول ايه؟.
وائل: دانتي حتى معندكيش مبرر للي عملتيه, يعني لو كنتي جيتي تقوليلي اول مرة كلمك فيها , يعني كنتي تجربي, شوفي رد فعلي هيبقى ايه؟,صارحيني, لما هي حاجة عادية واصحاب زي مابتقولو, لكن انتي فضلتي انك تقرطسيني, بس غلطتي يامنى, مش انا الراجل الي ممكن تقرطسيه.
منى: انت بتسيبني؟.
وائل: انتي الي سبتيني وقت ما وافقتي تردي على احمد امام, وترجعي تكلميه تاني من ورايا,مش انا الي سبتك.
منى: سامحني .
وائل: مش قادر, صدقيني حاولت,بس انت جبتي اخري.
وصمت ليسترد انفاسه التي تقطعت بعد ثورته السابقة, ومنى تبكي دون توقف, ثم قال بصوت اهدأ قليلا, وبنبره اخفض.
وائل: تقدري تقولي عندك في البيت ان انتي الي سبتيني وانتي الي مش عايزاني, انا مش عايز اصدم اخوكي فيكي, قوليلهم اي حاجة, اخترعي, الفي, وانتي ماشاء الله شاطرة في الحوارات, وحاجتك عندك, انا مش عايز منها حاجة, بس انسيني بقى يا منى, وشوفيلك حد تاني, يمكن ربنا يهديكي على اديه, انا مش ندمان على الوقت الي ضاع معاكي ابدا لا, اديني بتعلم, واذا كنت لسه بحبك , فدا ربنا يعيني عليه ويشيله من قلبي, انا بس زعلان عليكي, عشان انا كنت فاكر انك مختلفة عن البنات, بس طلعتي اسوأ منهم كمان, الحمد لله على كل حال, على الله بس تكوني اتعلمتي حاجة من الي حصلك دا.
واشار الى الجرسون ليدفع الحساب, بينما منى غارقة في دموعها في انهيار.
وائل: يلا, روحي اغسلي وشك وتعالي, هوديكي بيت ميرنا ,بس اتمنى دي تكون اخر مرة اشوفك فيها يامنى, وربنا يسامحك.




(الحلقه الثامنه )




لم تستطع منى السيطرة على بكائها امام ميرنا, ولم تستطع ميرنا تهدئتها.
ميرنا: اهدي يامنى, الي انتي فيه دا مش هيحل حاجة.
قالت من بين دموعها.
منى: م...مش...قادرة.
ميرنا: طيب خدي نفس بس , وحاولي تبطلي عياط.
منى: ه...هعمل ايه؟؟ه...قول...لبابا ايه؟.
ميرنا: طب اسكتى بس عشان تعرفي تتكلمي.
منى: مشقادرة.
فصمتت ميرنا في انتظار توقف منى عن البكاء,حتى توقفت بعد فترة.
ميرنا: هو قالك ايه؟.
منى: قالي انتي في طريق وانا في طريق, و وقالي قوليلهم في البيت ان انتي الي سايباني, ودي اخر مرة اشوفك, مش عايز ...اشوفكتاني.
وعادت تبكي بهيستيرية مرة اخرى, فتمتمت ميرنا.
ميرنا: لا حول ولا قوة الا بالله.
منى: انا ...استاهلبس...مكنتش ...فاكرة انه هيسيبني.
ميرنا: ازاي يعني مكانش هيسيبك, ما اي واحد تاني كان هيبقى دا تصرفه برضه, انتي كنتي فاكرة ايه؟.
منى: هقول لمؤمن ايه؟, هقول ...لماما ايه؟.
ميرنا: قوليلهم الحقيقة.
منى: م...مقد...رش.
ميرنا: طيب فكري في حاجة .
منى :مش عارفة افكر اصلا, انا بموت من ساعتها, هو فعلا سابني, انا مش مصدقة.
ميرنا: يامنى انا مش عارفة اواسيكي, عشان هو عنده حق.
منى: بس ميسبنيش لا, يزعق ويخاصمني ويعمل كل الي هو عايزه , بس هو بيحبني ,يبقى ميسبنيش.
ميرنا: يامنى انتي فاكراه احمد عشان يعمل كده, وائل راجل وعاقل كمان, وانتي جرحتي كرامته, ومسمعتيش كلامه, كنتي عايزاه يعملك ايه يعني؟.
منى: معرفش.
ميرنا: بصي يا منى يا حبيبتي , والله لو ليكو نصيب في بعض هترجعو لبعض ولو بعد ايه؟.
منى: انا مش عايزاه يسيبني اعمل ايه؟.
ميرنا: دا مش بايدك يامنى, انتي كان بايدك وقت ما كلمتي احمد من وراه, دلوقتي انتي ضيعتي حقك في ان يكونلك اختيار اصلا في علاقتكو.
عادت تبكي.
منى: هقول في البيت ايه؟, وهقول لسارة ايه؟, دي ممكن تقول لمؤمن.
ميرنا: لا يا منى طبعا, سارة عمرها ما تعمل كده ابدا, انا مش عارفة انتي واخدة جنب منها من ساعة ما اتخطبت لاخوكي.
منى: هتقول لمؤمن , وهيموتني.
ميرنا: لا طبعا, المهم, خليكي في مشكلتك انتي دلوقتي, بصي ,اصبري الاول على وائل لغاية ما تتأكدي ان دا قراره الاخير, وفي نفس الوقت تفكري في حاجة هتقوليها لاهلك, احتياطي لو مرجعش في كلامه, وتصلي استخارة برضه, والي ربنا هيعمله هو الي هيكون يامنى, ويا حبيبة قلبي الحاجات دي نصيب.
استمرت منى تبكي بلا انقطاع.
ميرنا: ياربي كان لزمته ايه وقت الامتحانات دا دلوقتي؟, انتي متفكريش دلوقتي, انتي تذاكري وتركزي محدش هينفعك لو سقطتي, يا منى خليكي معايا , بصيلي, احنا لازم نذاكر عندنا امتحانات ,وربنا يستر بقى.
لم ترفع منى عينيها انما استمرت تبكي , وهي ترتعش.
*******************
مريم: عايزني وموضوع مهم, وزن زن من الصبح,فيه ايه؟, خير؟.
احمد: انتي مكنتيش عايزة تكلميني ولا ايه؟, بتحلقيلي من اول اليوم.
مريم: "احلقلك"؟, ايه الكلام دا؟, ايه الي هيخليني "احلقلك"؟.
احمد: معرفش , بقالك مدة بتشوفيني و تدوري وشك.
مريم: اكيد مأخدتش بالي, يعني هدور وشي منك ليه؟.
احمد: معرفش, هو انا مزعلك في حاجة؟.
مريم: ليه يابني ؟,هو فيه ايه حصل اصلا؟.
نفث احمد وهو يهز رأسه,وقال بحدة.
احمد: انتي متغيرة معايا ليه يا مريم؟.
مريم: ولا متغيرة ولا حاجة.
نظر اليها في تردد , ثم قال باندفاع.
احمد: مريم,...بصراحة كدة,...هسألك سؤال وتردي عليا, انتي رأيك فيا ايه؟.
مريم: من ناحية ايه؟.
احمد: من كل النواحي, انا كولي رأيك فيا ايه؟.
مريم: ويهمك رأيي في ايه؟.
احمد: م الاخر كدة يا مريم, انا لو عريس واتقدمتلك تعملي ايه؟.
نظرت اليه مريم في دهشة.
مريم: عريس, معرفش, ليه؟, انت ناوي تخطب ولا ايه؟.
احمد: مريم, متلفيش وتدوري عليا, ومتحرجنيش اكتر من كدة, انا حاولت اكلمك في الموضوع كذا مرة, واتكسفت ,متقفليش عليا, انا بصراحة كدة, لو جيت اتقدملك فعلا, توافقي ولا لأ ؟, رأيك فيا كعريس ليكي ايه؟.
مريم: انت بتقول ايه يا احمد؟, انت بتتكلم بجد؟, انت عايز تتقدملي؟.
احمد: ومالك بتقوليها باستغراب كده ليه ؟, فيها ايه يعني؟.
مريم: انا عمري ماتخيلت ان ممكن تكون بتفكر في حاجة زي كدة, ليه ؟, انت عمرك حتى ما لمحتلي او كلمتني في حاجة.
تعجب احمد من ردها.
احمد: امال احنا الي بينا دا كان ايه؟, انتي كنتي بتعامليني على اساس ايه؟.
مريم: ايه يا احمد, احنا اصحاب , وانا عمري ما عاملتك على اننا غير اصحاب.
احمد: جرى ايه يا مريم, مفيش حاجة اسمها اصحاب بين ولد وبنت.
مريم: لا طبعا فيه, فيه صداقة محترمة وبحدود, انا كنت فاكراك فاهم.
احمد: لا طبعا, صداقة محترمة دي كنا الي بنضحك بيها على البنات, لكن انتي عارفة كويس ان مفيش حاجة اسمها صداقة فيها ولد وبنت وتليفون , امال انتي كنتي بتتعاملي معايا على اساس ايه؟, كنتي بتكلميني وتهذري معايا في التليفون, وبتشوفيلي سفرية ليه؟, كل دا والي بينا صداقة بس يا مريم؟؟.
مريم: انت هتتعصب عليا ليه؟, خد بالك من كلامك يا احمد, ووطي صوتك لو سمحت, انا مش واحدة مصاحبها عشان تزعقلي, انا لما كنت بتكلم معاك كويس, دا عشان انا افتكرتك انسان محترم وتستاهل, ولما شفتلك السفرية, كانت خدمة لصديق, بس لو كنت عارفة ان معاملتي الكويسة معاك هتخليك تفتكر ان ما بينا حاجة تانية, مكنتش فكرت اتعامل معاك اصلا, بس انت الظاهر من كتر ما اشتغلت بنات, افتكرت خلاص ان اي بنت عشان بتكلمك حلو تبقى دايبة فيك, انت عايز حد يصححلك افكارك دي يا احمد.
احمد: يعني ايه؟, يعني انا مش في دماغك خالص؟.
مريم: انت ازاي اصلا تفكر تحطني في دماغك, وتفتكر اني ممكن اكون بتعامل معاك على اساس اني معجبة بيك, كان المفروض تكون صريح معايا من الاول وانا كنت هاخد بالي من تصرفاتي معاك, يا احمد, انا مش متخيلة انك طول الوقت كنت فاكر اننا مش اصحاب.
بهت احمد من طريقة كلامها, واستنكارها للامر بشدة وكأنه وصمة عار.
احمد: انا مش طول الوقت كنت فاكر كده, انا لما لقيتك جبتيلي السفرية, وبقيتي بتساعديني في مستقبلي افتكرت
مريم: افتكرت ايه؟, اني بحبك؟, انت مجنون يا احمد؟, هو اي حد يساعدك يبقي عايز منك حاجة, اكبر بقى وخليك عاقل, وفكر صح, انا كنت افتكرتك اتغيرت.
قال بصوت خفيض يشوبه حزن.
احمد: وهو انا متغيرتش يا مريم؟, انا جاي اقلك عايز اخطبك, انا عمري ما قلت لبنت حاجة زي كدة,حتى منى لما كنت بحبها مقلتلهاش كده, انا اخترتك انتي عشان اكون معاكي, انا حتى ما حاولتش اعمل معاكي اي حاجة من الي كنت بعملها مع البنات قبلك, كنت بحترمك وبقدرك.
هدأت مريم قليلا, وخفت نبرة صوتها.
مريم: ودي حاجة مش وحشة يا احمد, بس افتكر كويس انت فكرت تخطبني ليه؟, لانك لقيت ان ماليش سكة تانية, معرفتش توصلي, قلت تجرب سكة الرسمي, دا لا هو حب ولا اهتمام ولا احترام ولا حاجة, دا حل عشان تحافظ على كرامتك , باعتبار اني اكيد هرفض اني اصاحبك ,يا احمد انا كنت فاكراك فعلا اتغيرت من جواك.
صمت احمد ووضع وجهه بين كفيه, هاهي للمرة الالف مريم تشعره بأنه لاشيء, وبأنها افضل منه دون ان تتطرق حتى لموضوع فارق المستوى الاجتماعي, وهاهو يتجرع من الكأس الذي اداره على العديد من الفتيات بحجة الصداقة, وكيف كان يتعرف اليهن بهذه الطريقة, او كيف كان يتملص منهن بحجة انهما "مجرد اصدقاء".
مريم: يا احمد انا مش قصدي ازعلك, انا فعلا كنت مذهولة انك فكرت بالطريقة دي, بس اديك على الاقل فكرت صح, من هنا ورايح, لما تلاقي بنت تحبها وتحترمها, اوعى تضيعها من ايدك, وخلى طريقك الوحيد يبقى طريق الرسمي والصح, عشان تقدر تلاقي الي تقدرك وتحبك بجد, بس انا مش عارفة انت ازاي مسمعتش الخبر, دانا تقريبا هتخطب قريب, ازاي نسيت اقلك على الموضوع دا, هو صديق العيلة من زمان, وكنت مستنية يرجع من برة ويستقر هنا, عشان نرتبط رسمي باذن الله.
نظر اليها احمد في يأس.
أ*كمان هتتخطبي انتي كمان!!
مريم: متزعلنيش منك يا احمد, قوم يلا وفوق كدة,...ومتبصليش كدة, متحسسنيش اني قتلتك يعني, منا عارفة الي فيها, انت لابتاع حب ولا كلام من ده, خليك بس انت ركز في شغلك , ومستقبلك, وان شاء الله ربنا هيكرمك.
قال بصوت واهن.
احمد: بتحبيه؟؟.
ابتسمت مريم, ورفعت حاجبها الايسر.
مريم: مع انك ميخصكش بس ايوة, بحبه, وانا الي ساعدته انه يسافر ويعمل نفسه, ويرجع احسن من الاول, وعشان كده انا كنت مستنياه, لانه عدى توقعاتي ليه حتى, واختار انه ينجح ويثبتلي انه يستاهل ثقتي فيه واني كان عندي حق اني استناه.
قال بحزن.
احمد: هتتخطبيله امتى؟.
مريم: هو راجع مصر ان شاء الله قريب عشان يستقر هنا على طول بقى, عشان شغلي انا هنا وكده, وبعدين انا مش عايزة اسافر, فأول ما نحدد معاد, متخافش,اكيد هتكون اول واحد يتعزم.
احمد: ربنا يوفقك.
مريم: خلاص بقى, شيل وش الدراما دا من وشك, وعادي يا احمد, بكرة ربنا يكرمك انت كمان, وتبقى تعزمني.
أ*اه ابقى اعزمك, ظريفة اوي حضرتك
حتى مريم طلعت مظبطة برة
انت تسكت خالص, انت الي علقتني بيها, وعشمتني وقلتلي اكيد معجبة
انا مالي, انت هتعلق غلطاتك عليا؟؟
ولا اعلق ولا اتنيل خلاص, هو الظاهر ان انا الي حظي كدة, كل ما تعجبني واحدة, انا معجبهاش, ما البنات كلهم كدة, اول ما البنت يجيلها عريس , تنسى اوام احمد, كأني كنت حاجة بيسلو بيها وقتهم
ولا يهمك, بكرة تلاقي احسن منها
لا احسن منها ولا اقل منها, انا مش عايز منها ولا من غيرها حاجة, كفاية عليا كدة ضربتين في سنة واحدة, منى ومريم, البنات كلها بتتخطب , حاجة تقرف




(الحقه التاسعه )


سارة: انا خايفة على منى اوي.
ميرنا: يابنتي بكرة ترجع تاني, واحسن من الاول كمان, بس سيبيها تاخد وقتها , هي بس عرفت قيمة وائل لما ضاع منها.
سارة: بس شكلها بتحبه.
ميرنا: ياستي, بيحصل اكتر من كده وبتعدي, يعني هتكون اول واحدة تسيب خطيبها.
سارة: لا يا ميرنا متستهونيش بالموضوع , بعد الشر لو حصلك دا ممكن تعملي ايه؟.
ميرنا: لأ ,فيه فرق ,انا بحب خالد, منى ملحقتش تحب وائل اوي, دول قربو على السنة بالعافية, ونصها الاولاني كانت لسه بتفكر في احمد والنص التاني كانت بتكلم فيه احمد, يعني حالة تانية خالص ,انتي اديكي اهو اتخطبتي لمؤمن وانتي متعرفيهوش, ممكن عمرك تعملي فيه حاجة زي كده؟.
سارة: لا طبعا, انتي عارفة يا ميرنا, ان انا بحب مؤمن.
ميرنا: ايوة طبعا.
سارة: لا انتي مش فاهمة, انتي عارفة انا بحبه من امتى؟, من ساعة مانتي خلتيني اخد بالي انه بيبصلي.
ميرنا: نعم؟؟.
سارة: اه والله, انا كنت الاول بقاوح, وتلاقيني كنت اتعصب عليكو كل ما تقولولي حاجة عنه, وفعلا مكنتش عايزاه يجي يتقدم, لاني كنت خايفة لاكون بيتهيألي, ودا هيخليني اوافق عليه من غير شروط, لاني لما خليتيني اخد بالي , اتشديتلو اوي, ومعرفتش اخليني ماحبوش ,والحمد لله دلوقتي انا مستريحة معاه اوي, وبحبه بجد.
ميرنا: ياسلام يا ست سارة, ومقلتليش ليه؟.
سارة: عشان مكنتيش هتفهميني, ازاي يعني هحب واحد ماشفتوش مرتين على بعض, ولا عمري قعدت معاه لوحدي, ولا اتكلمنا, انا نفسي مكنتش مصدقة نفسي, بس سبحان الله , زي الي ما يكون حط في قلبنا الحب الي بينا دا كله في لحظة.
ميرنا: وهو كمان بيحبك؟.
سارة: الحمد لله, انا حاسه حبه في كل لحظة, ربنا يخليه ليا.
ميرنا: طيب كنتي ليه مأخرة الخطوبة؟.
سارة: بصراحة, كنت خايفة اخسر منى, اديكي شايفة من ساعة ما اتخطبنا انا ومؤمن ووهي متغيرة معايا, بتخاف تقولي على حاجة, كأني هقول لمؤمن, بقت غريبة.
ميرنا: ربنا يهديها ويطلعها من الي هي فيه, ماهي الي مبتسمعش الكلام, ومبتبطلش تلبيخ.
*****************
مسحت منى دموعها وهي مستلقية على سريرها في صمت تحدق في الفراغ, لم تعد تشعر بالسعادة مثلما كانت فيما مضى, وكأن هناك ما ينقصها ويؤرقها, وبالاوقات تمر عليها طويلة, بدون هدف ولا جدوى, وشعرت بيء ينغز قلبها كلما تذكرت وائل وان لم تعد الذكرى طيبة مثلما كانت, بل لم تعد تذكر له سوى كيف تركها دون رأفة بها وبدموعها.
م* منى, اصحي التليفون بيرن
ايه دا بجد؟,.. دي نمرة احمد,اوووووووووووف, عايز مني ايه يا احمد؟
ردي
لأه, مينفعش
انتي خايفة من ايه؟, ما خلاص, الي كنتي خايفة على زعله راح, ومش راجعلك تاني , ردي بقى
لا , مش كفاية الي جه من تحت راسه
انتي مكنتش بتعملي حاجة غلط, الي زعل وائل منك, انك كنتي مخبية عليه بس, لكن انتي واحمد اصحاب عادي, ردي عليه يا بنتي
مش عايزة ارد عليه
خايفة من ايه؟, لحسن وائل يرجعلك ويزعل لو عرف انك رديتي على احمد؟, متخافيش يا ستي, وائل راح وقال عدولي, وولا عمره هيرجع ,ولو رجع مش لازم يعرف, ردي بقي
اهو قفل
بيتصل تاني, ردي عليه متكسفيهوش
هههف
منى: ايوة يا احمد.
احمد: ايوة يا منى, ازيك؟.
منى: الحمد لله,...
احمد: كويسة؟.
م*ماقلنا الحمد لله
منى: الحمد لله كويسة.
احمد: ..
منى:
احمد: واخبارك ايه؟.
منى: تمام.
م*فيه ايه؟, انطق, عايز ايه؟
احمد:
منى: خير يا احمد فيه حاجة؟.
احمد: انا, انا كنت عايز اكلمك من يوم ما شفتك بصراحة, بس مكنتش متأكد هتردي عليا ولا لأ, انتي كان شكلك تعبان اوي, بس..
منى: فيه ايه يا احمد مالك؟.
قال احمد بعد تردد فترة, بلهجة متهورة.
احمد: منى, اتجوزيني يا منى.
م* نااااعم يا اخويا
منى:.
احمد: انتي سمعتيني يا منى؟, تتجوزيني, انا عايز اتجوزك.
منى: احمد., انت اتجننت؟؟.
احمد: اجننت اني بقلك تتجوزيني, انا اخر مرة كنت اتجننت فيها اني مكنتش عايز اكلم اخوكي.
منى: احمد افهم, احنا الي بينا خلص من زمان.
احمد: انا مبقلكيش نرجعه, انا عايز حاجة تانية خالص, منى., انا عايزك, انا عايز اخطبك, وتكوني مراتي, احنا نعرف بعض بقالنا قد ايه, متفكريش في قلبك, فكري بعقلك, انا تعبت خلاص يامنى وعايز استقر.
منى: انا مش فاهمة,انت..., انت مش بتحب مريم؟؟.
احمد: مريم ربنا يكرمها هتتخطب قريب, موضوعنا منفعش, انا مبفكرش فيها, انا بفكر في اني عايز استقر,والبنت الي انا عايز اتجوزها, هيكون فيها ايه, وصفاتها ايه, المواصفات دي فيكي يا منى, واكتر من كده ان احنا اقرب لبعض , يعني, احنا جربنا الارتباط, وجربنا الصحوبية.
قاطعته قائلة بسخرية.
منى: نقوم نجرب الخطوبة.
احمد: انا مبتريأش يا منى, انا بتكلم جد, متفكريش كنا بنحب بعض ازاي او سبنا بعض ليه, فكري فينا دلوقتي, ارجعيلي يا منى, انا محتاج تكوني جمبي, انتي البني ادمة الوحيدة الي ممكن تفهمني.
منى: انت مجنون.
احمد: انا مش مجنون يا منى, مش عشان بكلمك بالعقل ابقى اتجننت, لو كنتي فاكرة ان السنة الي اتخطبتي فيها انا نسيتك فيها تبقي غلطانة, انا بس حبي ليكي هدي شوية, بس انا لسه على كلامي ليكي, احنا كنا صحيح مختلفين, بس دا ميمنعش اننا نفكر في بيت وجواز , حاجة مختلفة خالص عن الي كنا فيه.
منى: منا فاهمة يعني ايه جواز, انا بقلك انك مجنون, انا لسه سايبة خطيبي.
احمد: وايه يعني يا منى, هو احنا لسه هنتعرف, داحنا عشرة عمر, انا بقلك فكري وردي عليا, خدي وقتك يا حبيبتي وفكري براحتك.
هتفت به.
منى: متقوليش يا حبيبتي.
احمد: ماشي انا اسف, بس اوعديني , اوعديني تفكري يا منى, سيبي قلبك يدلك, ولا اقلك بلاش قلبك, فكري فيا بعقلك, انا خلاص الحمد لله هتخرج اهه, بس النتيجة تطلع, وهسافر ان شاء الله, واتغيرت يا منى, انا غير احمد الي عرفتيه من 3 سنين, وانتي اكيد حاسة بكدة, وبعدين مش خسارة الذكريات الي مابينا دي كلها تروح كدة,معلش معلش, انا برجعك لقلبك تاني, سيبك منه, فكري يا منى وابقي ردي عليا, انا مش هزن عليكي اكتر من كدة, ابقي فكري بجد.
منى: آآ...أحمد.
احمد: متقوليش حاجة, قبل ما تفكري, والله مانتي قايلة حاجة, منى, ربنا يهديكي وتوصلي لقرار, انا هقفل وهسيبك تفكري براحتك انا مش عايز الخبطلك دماغك, بس والله ما هتندمي, والله انا لسه بحبك.
صاحت به.
منى: احمد.
احمد: خلاص خلاص, مش هتكلم تاني, وكمان هقفل اهه, بس بصي, اهدي كده وانتي بتفكري, ومتفكريش في حاجة وحشة بينا, فكري في الخير, وان شاء الله هتوافقي.
منى:.
احمد: خلاص يا منى؟؟.
منى:...
احمد: انتي مبترديش عليا.
منى:هههف, خلاص يا احمد ان شاء الله.
احمد: ماشي يامنى, ماشي وانا هستنى, سلام يا موني, سلامو عليكو.
واغلق الخط في توتر





(الحلقه العاشره)




منى: هوافق.
صاحت بها ميرنا.
ميرنا: ايه, تبقي اتجننتي, لو عملتيها ولا هعرفك تاني اصلا, انتي هبلة؟؟, احمد تاني؟.
منى: بس متصرخيش, مؤمن في البيت.
خفتت ميرنا صوتها وهي تقول بنفس اللهجة المصدومة.
ميرنا: احمد ايه وزفت ايه تاني؟, انتي عايزة تشليني؟.
منى: مهو لو فضلتي تكلميني كده, هسكت ومش هحكيلك حاجة تاني.
ميرنا: امال عايزاني اكلمك ازاي وانتي بتقوليلي هوافق على احمد؟, انتي يا بت اتهبلتي ولا دماغك اتمسحت, انتي نسيتي احمد دا ايه وعمل ايه؟.
منى: انا مبفكرش في احمد القديم, ومبفكرش بقلبي, انا بفكر بعقلي زي ما قال.
ميرنا: عقلك دا يبقى جزمة قديمة لو كان قالك انك توافقي.
منى: قلتلك وطي صوتك,وبعدين يا ميرنا انا موقفي بقى صعب, يعني انا اتخطبت لوائل وانا معرفوش, يمكن مكنتش فاهماه , يمكن هو دا سبب المشاكل, يعني,... احمد , انا اعرفه من زمان, والي نعرفه احسن من الي منعرفوش.
ميرنا: انتي ازاي تفكري كده اصلا؟, وبعدين اتقي الله,سبب انك تسيبي وائل مكانش انك مش فاهماه, كان السبب انك لسه بتكلمي احمد امام يا منى , يا منى اعقلي, انتي لسه بتحبيه يا بت ولا ايه؟.
قامت منى تغلق باب غرفتها في قلق بعد ان علا صوت ميرنا للمرة الثالثة, وعادت اليها, فأردفت ميرنا.
ميرنا: ياريته يسمع ويجي يكسر دماغك دي.
منى: اخرسي بقى واسمعيني .
واعتدلت في جلستها.
منى: اولا انا كنت في اول ما سبت وائل زعلانة ليه؟, لانه ضاع منى, بعد ما كنت اتعودت عليه
مرنا: دلوقتي طلعتي كنتي متعودة عليه بس, امال كنتي بتحلفي بالله انك بتحبيه ليه؟.
منى: انا مش قلت اخرسي, اقفلي بقك دا بقى.
واخذت نفسا عميقا ثم قالت.
منى: بس كان سبب زعلى اكتر وقتها ان مش معايا وائل, ومش معايا احمد, لاني كنت عارفة انه بيحب مريم, يعني انا كنت زعلانة مرتين, ولما شفت احمد في الكافيه, محستش بحاجة جديدة يعني,كنت فاكراه لسه مع مريم, بس لما كلمني, وقالي فكري بعقلك, انا اتغيرت, لقيت فعلا, ليه لا؟, يعني هو بقى دلوقتي بيشتغل, وهيتخرج السنة دي ان شاء الله, وربنا يكرمه ويسافر, يعني كل ظروفه اتعدلت, وفي الاول والاخر كان بيحبني, وهو قالي انه لسه بيحبني...
ميرنا: اللهم طولك ياروح, احمد يا بنتي عمره ما هيتغير, هو كده وهيفضل كده, دا معملش حاجة اجابية واحدة في حياته الا لما انتي قلبتيه بجد, واحد بيمشي بالزق, انتي بتحبي تيجي للقرف وتربطي نفسك بيه ليه؟, دنا كنت مصدقت اختفى من حياتك.
منى: بصي بقى يا ميرنا, انا سمعت كلامكو مرة في وائل, ومحدش اتحمل نتايج الاختيار دا الا انا, دلوقتي سيبوني انا بقي اتحمل نتايج دا, على الاقل هيكون اختياري انا المرة دي.
شهقت ميرنا في دهشة.
ميرنا: يا سلام يا منى؟, وهو في وائل كان حد غصبك, داحنا قلنالك فكري مرة واتنين وتلاتة قبل ما تتسرعي,وانتي الي اتغابيتي ووافقتي عند في سي احمد بتاعك.
هتفت بها منى.
منى: بصي بقى يا ميرنا, انا مكنتش بسألك رأيك , انا بعرفك بس بقراري, انا ان شاء الله هوافق على احمد, وانا حرة, وبعدين لما اسيبه مش هجري على حد فيكو اعيطله,خلاص.
قالت ميرنا بغضب.
ميرنا: طيب اتفلقي مادام انتي غبية كده, وابقي قابليني لو اهلك وافقو.
*****************
مؤمن: ايــــه؟.
صاح مؤمن بمنى في عنف , بينما انكمشت هي امام رد فعله العنيف, لدى اخباره برغبتها في الارتباط بأحمد, لقد توقعت هذا , ولكن مواجهة الرد الذي توقعته اصعب من توقعه.
مؤمن: احمد مين يا منى؟, احمد الي انتي كنتي تعرفيه؟, عايز ايه ؟, عايز يخطبك؟.
قالت بصوت ضعيف مختنق.
منى: ايوة يا مؤمن وفيها ايه دي؟.
مؤمن: ودا مش عارف بقى انك لسه سايبة خطيبك؟.
منى: عارف.
قال مؤمن وكأنه تذكر شيئا.
مؤمن: اههه, انا كده فهمت, عشان كده سبتي وائل يا منى, ولا انا غلطان؟.
منى: لأ غلطان, وائل سابني عشان.., قصدي ان سبته عشان مش فاهمين بعض, واحمد مالوش دعوة بالموضوع دا بقى خالص.
مؤمن: امال ايه الي جايبه دلوقتي؟, ايه؟؟, نجح؟؟.
منى: ان شاء الله انتيجه هتطلع , ودي اخر سنة,وهو بيشتغل خلاص, وناوي يسافر,و...
قاطعها بغضب.
مؤمن: ودا كلمتيه فين دا عشان تعرفي كل دا؟, انتي رجعتي تكلميه تاني؟.
منى: ابدا يا مؤمن, دا هو بس عرف من بعيد اني سبت خطيبي, قام سأل وجاب نمرتي, واتصل يفاتحني في الموضوع, وانا مكنتش عارفة مين الي بيتصل, يامؤمن اهدا بس عشان خاطري, عشان نعرف نتكلم.
مؤمن: نتكلم في ايه يا هانم؟, واضح انك كنتي مظبطة كل حاجة, من قبل ما تسيبي وائل اصلا.
قالت منى بعصبية.
منى: لو سمحت يا مؤمن, متقولش كده, انا برضه اختك ومحترمة, عيب,انا بس حبيت اقلك عشان تعد معاه وتكلمه, قبل ما يجي البيت, انا مرضتش الغي وجودك , واقول لبابا على طول.
نظر اليها مؤمن في دهشة.
مؤمن: تلغي وجودي يا منى؟, طيب ايه رأيك بقى ان انا ماليش دعوة بالجوازة دي خالص, لاني من غير ما اكلمه مش موافق, وعندك بابا اهه, كلميه وخليه يجي يفاتحه, وانا ماليش دعوة بيكي خالص, لاني جبتلك واحد محترم طفشتيه, اتفضلي انتي بقى اشربي اختيارك دا.
منى: يعني ايه يا مؤمن؟, مش هتنزل تكلم احمد؟.
مؤمن: احمد بتاعك دا انا مش هكلمه, وخليه يجي البيت لو راجل, اصلك بتصدقي وبس اي حاجة,فاكراه هيجي بجد, ولما ييجي يبقى يتكلم مع بابا , انا ماليش دخل فيكي يامنى, لانك باين انك موافقة, مكملتيش شهرين وعايزة تتخطبي تاني, تبقى اكيد موافقة, وانا مش مستعد اركب الاريال ,واقلك مبروك, عندك بابا ربنا يخليه, عشان هو قاعد بيلومني انا اني خطبتك لوائل, خلاص اهي بنته عنده يجوزها هو, وانا ماليش دعوة بيكي خالص, ان شالله تتجوزي احمد دا بكرة,في ستين داهية انتي وهو.
********************
منى: لا تعقليني ولا اعقلك, خلاص يا سارة, احمد اخد معاد من بابا, وهيجي يوم الخميس ان شاء الله.
سارة: يعني انتي خلاص مش عايزة تسمعي نصيحة حد, بقيتي غبية اوي كده؟, انتي نسيتي احمد ولا ايه؟.
منى: بقولكو ايه, مش كل واحد يجي يقولي كلمتين, الي عنده كلمة يخليها لنفسه, وطمني مؤمن, مش هو الي مش عايز يتدخلي في حاجة, انا بقى كمان مش عايزاه يتدخلي.
سارة: شفتي, شفتي بتبقي عاملة ازاي اول ما احمد بيرجع في حياتك, بتخسري كل الدنيا عشانه , وياريته يستاهل.
منى: سارة, لو سمحتي, الي بتتكلمي عليه دا احتمال يبقى خطيبي, معلش خدي بالك من كلامك.
سارة: انا كأني مش عارفاكي, انتي بقيتي لاغية دماغك كدة ازاي؟, وبعدين, دا احمد يا منى, الي انتي بنفسك قلتي انك بطلتي تحبيه.
منى: انا مقلتش اني واخداه عشان بحبه يا سارة, انا دلوقتي بفكر بعقلي, انتو ليه مش قدرين تفهمو ان انا اتخطبت مرة, ودي حاجة مش سهلة, اني افكر اني ممكن ارتبط بواحد تاني واتعود عليه من تاني, ويا انجح يا افشل, على الاقل احمد انا عارفاه, عارفة ايه بيزعله وايه مبيزعلوش, ومخبيش عليكي انا فعلا لسه بحبه شوية.
سارة: ماهو لو انتي واخداه على اساس انك اتخطبتي مرة , وخلاص مش هتلاقي تاني عرسان, تبقي عبيطة, يا بنت الحلال الي نعرفه احسن من الي منعرفوش دي لو كان الي نعرفه حاجة كويسة, مش احمد, احمد يا منى, احمد, والله حرام عليكي.
منى: ســـارة, خلاص, انا مش عايزة حد يكلمني في الموضوع دا تاني, انا اخدت قراري خلاص.
سارة: دا انتي دماغك دي بتبقى جزمة لما بتقفلي, استغفر الله العظيم يا رب, طيب ورأي معتز ايه؟.
منى: هو قالي انتي حرة, بس حسيته موافق, عشان انا كده اديته امل انه ممكن في الاخر يخطب أية في يوم من الايام.
سارة: طب صليتي استخارة؟.
منى: الاستخارة دي لو كنت محتارة, انا مش محتارة, انا عايزة احمد.
سارة: مين حمار قالك كدة, الاستخارة دي في كل حاجة ولأي سبب, بس تكوني مسلمة الاختيار لربنا.
قالت منى بلهجة من تريد انهاء الحديث.
منى: ماشي حاضر, هبقى اصلي استخارة, حاجة تاني؟.
سارة: خلاص يا ستي, انا مالي, انتي حرة.
*****************
نظر والد منى اليها في تمعن, وهي جالسة محاولة عدم ابداء اي مشاعر على وجهها,وقال بصبر.
الاب: يعني انتي رأيك اية؟.
منى: حضرتك رأيك ايه؟.
الاب: حضرتي يهمه رأي حضرتك, لان حضرته الي متقدم, لسه كل حاجة عنده في علم الغيب, سواء التخرج ولا السفر ولا الشغل, كله كده توقعات لسه, مفيش حقيقة ملموسة, ولا شقة ولا حاجة, بس اكيد انتي عارفة ظروفه دي كلها لاني فهمت انه معاكي في الكلية, يبقى انا عايز اعرف رأيك.
تدخلت الام في الحديث,وقالت لمنى بلهجة لطيفة.
الام: يعني مثلا يا حبيبتي رأيك في ظروفه ايه؟, يعني انتي كنتي مخطوبة لواحد جاهز, عنده شقته وشغلته , وعربيته, وكل حاجة مترتبة, باباكي عايز بس يعرف, انتي ممكن توافقي على انهي وضع مع احمد دا مثلا.
ازدردت منى لعابها وقالت في توتر.
منى: انا, انا شايفة اني لسه في الكلية,وممكن يعني,...ممكن نعمل مثلا قراية فتحة لغاية اول الدراسة نبقى لسه نلبس دبل, يكون هو اتخرج وبيحضر للسفر مثلا, وبعدها مثلا بسنة لما او سنة ونص يكون ظبط نفسه هناك, يرجع , نتجوز واسافر معاه , ولا ايه؟.
الاب: انتي الي ايه؟, الكلام دا يناسبك انتي؟, ممكن تجازفي يامنى معاه؟, دا واحد مستقبله على كف عفريت.
منى: انا شايفة ان اي حد مستقبله على كف عفريت, مفيش حاجة مضمونة, الحاجات دي بتاعة ربنا, ولا ايه؟.
الام: يا بنتي لو كنتي بتوافقي عليه, على اساس انه عريس وخلاص, فكري تاني, يا حبيبتي مانتيش اول واحدة تسيب خطيبها وممكن يجيلك الي احسن منه والله.
ردت بعصبية مكتومة.
منى: ماما, لو سمحتي مش عايزة اسمع سيرة وائل في موضوعنا دا دلوقتي, وياريت متتكلموش عليه تاني خالص, موضوع وائل انتهى, واحنا بنفكر في حاجة تانية, وبعدين انتو عاملينلي محكمة ليه؟, مش عايزين اتخطب دلوقتي قولو, مش مستعدين تعملو خطوبة تاني دلوقتي قولو برضه, متقعدوش تحيروني, انتو مقعدتوش معايا كده ايام وائل, دانتو خدتو رأي مؤمن مش رأيي كمان ساعتها.
قالت الام بعطف.
الام: يا منمن احنا مبنحيركيش, احنا بس عايزين نتأكد انك عارفة انتي بتعملي ايه كويس.
منى: انا عارفة انا بعمل ايه؟.
قال الاب مؤكدا,وقد اكتفى من حديث زوجته وابنته.
الاب: يعني انتي موافقة على الكلام الي قلتيه من شوية دا؟, لان دا كان هو الي الولد قالهولي, بتاع خطوبة سنة ونص وبعدها ياخدك وتسافرو؟.
قالت منى بتصميم.
منى: اه.
صمت الاب ونظر اليها يتمعن انفعالاتها مليا, ثم هز رأسه في استسلام.

الاب: ماشي يا بنتي, على بركة الله

انتظرو جرائة ايمــــو وتفكير مني وعقل ساره وجنون ميرنا في الفصل الخامس مع العــــاشق نرجو التثبيت والرد


الفصل الخامس قيد الكتابه انتظرونا وتابعو كل جديد علي مدونة العاشق



إقرأ المزيد

الفصل الثالث من اخر البنات المحترمات

الفصل الثالث...


(الحلقه الأولى)



رشا: هاااي.
سارة: يا فتاح يا عليم.
ميرنا: يوووه البت دي تاني.
وصلت رشا تقبل منى.
منى: ازيك يا رشا.
رشا: كويسة, ايه يا موني بتصل بيكي م الصبح مبترديش.
م*افهمي يعني من نفسك
منى: بجد ؟, تلاقيني مسمعتش الموبايل.
تدخلت سارة تقول ب"غلاسة" مقصودة.
سارة: اصل احنا كنا رايحيين نصلي الضهر, فعاملين الموبايلات سايلنت.
نظرت اليها رشا بطرف عينها .
رشا: مممم, المهم يا موني, هتيجي معانا النهاردة النادي؟.
منى: ما افتكرش اني هعرف اخرج قبل الامتحانات كدة على طول, في البيت مش هيوافقو.
تدخلت سارة في الحديث للمرة الثانية.
سارة: وانتي يا رشا , مش تركزي كدة وتعقلي, انا اسمع ان اداب صعبة, مش هتذاكري؟, ولا ناوية تاخدي السنة في سنتين زي اخوكي؟.
نظرت اليها رشا في غيظ, بينما احرجت مني من كلام سارة الجارح.
رشا: اصل انا مش باكل الكتب , ولا انتي شكلك مكنتيش تعرفي تاكليهم, اصل بعد دا كله دخلتي تجارة برضة.
شعرت سارة بالغضب,فقالت منى محاولة لكسر التوتر بينهما.
منى: لو هاجي هكلمك يا رشا.
رشا: لو فضيتي ابقي عرفيني.
فقالت سارة ردا على رشا.
سارة: ربنا يكون في عونك يا شوشو, هتلاحقي على ايه ولا ايه.
رشا: انتي مش كنتي رايحة تصلي الضهر, واقفين ليه , يلا عشان معطلكوش, بس ابقي ادعيلي يا سارة.
سارة: من عنيا.
وتركتهم رشا وهي تغلي.
نورا: مالك يا بنتي, وشك جايب ميت لون.
رشا: البت الرخمة الي اسمها سارة, صاحبة الخنقة, بتصيع عليا, نازلة حدف كلام.
نورا: عن ايه؟.
رشا: اهو أي رخامة وخلاص, بس انا مسكتلهاش, ظبطها.
نورا: تفتكري تكون عارفة حاجة عن موضوع كريم؟.
رشا: معرفش.
نورا: هي ممكن تقول لاخوكي حاجة؟.
رشا: مفتكرش, مفيش بينهم كلام.
بينما في الجانب الاخر.
منى: يخرب بيتك يا سارة, كان ناقص تقوليلها ياالي مقرطسة اخوكي.
سارة: بقلك ايه, انا البت دي تقيلة على قلبي هي واخوها, وبعدين انتي مش كنتي قلتيلي اني اطفشهالك, ولا رجعتي في كلامك.
منى: لا مرجعتش, بس بالراحة.
ميرنا: وهي لو خدتها بالراحة هتطفش.
سارة: انتي لسه مكلمتيش احمد في الموضوع الي قلنا عليه؟.
منى: لسة, مش عارفة اجيبهاله ازاي.
ميرنا: سهلة اوي, الو احمد, تعالي كلم مؤمن.
منى: يا سلام, ولما الدنيا سهلة اوي كدة, مشفتكيش عرفتي تحلي مشكلة مازن يعني.
ميرنا: ازاي بقي ما تحلتش, احنا مش اتصالحنا يبقي خلاص, مازن دا معادلوش وجود في حياتي, وبعدين الصراحة احسن, لما تفهمي اخواتك على كل حاجة من الاول, ساعة ماتسيبي احمد, مش هيبقي عنده حاجة يمسكها عليكي.
منى: اخواتي ايه, انتو صدقتو, احنا مش متفقين انه اختبار.
سارة: لأ يا حلوة , دا الاختبار بتاع احمد ,و اختبارك انتي بقي, انك هتقولي لاخوكي بنفسك ولا لأ.
منى: لأ طبعا, انتو اتجننتو.
ميرنا: بلاش نسبق الاحداث , تقول لاحمد الاول ,وبعدين نبقي نشوف حكاية مؤمن.
*****************
احمد: ايه الي خلاكي تقولي كدة؟, انتي متأكدة اني بحبك.
منى: مش باين يا احمد.
احمد:ليه؟, عشان بغير عليكي؟.
منى: لأ , الغيرة دا كلام فاضي.
احمد: امال فيه ايه في دماغك يا منى؟.
أ*يافتاح يا عليم
منى: مفيش في دماغي حاجة, الا الي في دماغ الناس كلها.
احمد: الي هو؟؟.
م*انت لازم تاخدها في وشك كدة
منى: هتعمل ايه في موضوعنا؟.
احمد: موضوع ايه؟.
منى: موضوعنا , انا وانت.
احمد: هعمل ايه؟, مش هعمل حاجة.
منى: يا سلام!!, يعني ايه مش هتعمل حاجة؟.
احمد: يعني هعمل ايه يعني؟, انا لسه بدرس, لا بشتغل ولا حاجة, وبعدي السنة على كف عفريت, المفروض مني اجي اعمل ايه؟, اتقدم بايه, ولا اوري وشي لابوكي ازاي اصلا.
م* نعم ياخويا!!!!!!!!!
منى: انت هتستهبل يا احمد, امال انت ناوي تعمل ايه؟.
احمد: انا ناوي انجح السنة دي يامني , وساعتها اقدر اقول لابويا انا عايز اخطب ولا اشبك, هو الكلام دا جديد عليكي يا مني؟ , مانتي عارفة اني مينفعش اتكلم وانا لسة متخرجتش.
أ* ايه يامني؟, بتلفي وتدوري على ايه, اوعي يكون عقلك قالك الوي دراعه
مني: ايوة عارفة, بس انت حتى مابينتليش انك ناوي تعمل أي حاجة.
احمد: طب مش لما ابقي ناوي.
منى: يعني انت مش ناوي.
احمد: مني, انتي بتقولي يا خناق ع الصبح, وانا مش عايز اتخانق, ياريت نقفل ع الموضوع دا.
منى: ازاي اقفل ع الموضوع وانت مش عايز تاخد خطوة.
احمد: فيه ايه يا مني؟, مالك؟, عايزة توصلي لايه؟, وائل قالك حاجة؟, عايز يتقدملك ولا ايه؟.
منى: وائل ايه؟, انت اتجننت!!, ايه دخل وائل في كلامنا دلوقتي؟.
احمد: امال مالك؟, عايزاني اجي ليه؟, بتلوي دراعي وانتي عارفة ان مش في ايدي اعمل حاجة ليه؟.
منى: انا مش بلوي دراعك, انا عايزاك تثبتلي بجد انك عايزني وبتحبني, مش كلام وخلاص, بس انت الي مش عايز تشوف غير موضوع وائل قدام عنيك, لدرجة انك مبقتش شايف حاجة تانية.
احمد: منا مش عارف ايه المطلوب مني انا دلوقتي قبل الامتحانات بيومين,ها؟؟, اجيب ابويا ونتقدم ولا اعمل ايه انا؟.
منى: لأ,تعالي كلم مؤمن.
احمد: اكلمه اقوله ايه؟.
منى: معرفش , قوله بحبها, عايز اخطبها, أي حاجة, شوف انت هتقوله ايه.
احمد: يعني انتي شايفة انه مينفعش اكلم ابويا دلوقتي, ممكن اني اكلم اخوكي , هقوله ايه؟, هوعده بحاجة لسه في علم الغيب, الله اعلم انا هحققها ولا لأ.
منى: قصدك ايه؟, هو ايه الي مش هتقدر هتوعده بيه؟.
احمد: انتي شايفة اني دلوقتي اقدر ادي لاخوكي معاد اجي اتقدم فيه؟, او اقدر اقوله انا واحد امكانياتي زيرو دلوقتي لغاية ما انجح , وبحب اختك, ياريت توافق اني امشي معاها شوية ,لغاية ما اتخرج وبعدين اخطبها, دانا لو واحد جه يقولي على رشا كدة, اقلع الجزمة واضربه بيها.
منى:..يعني ايه؟, يعني انت مش عايز حتى دي تعملها؟, مش عايز تكلم مؤمن؟.
احمد: انتي يا بنتي بتفهمي علي مزاجك؟, انا قاعد كل دا بفهمك ومش عايزة تقتنعي, انا مبقلكيش حاجة يا مني , بقلك اصبري عليا شوية.
منى: وانا مبقتش قادرة اصبر يا احمد, وخلاص يا احمد, انا بحبك وكل حاجة بس معادش ينفع اكمل معاك, وانا قاعدة في بيتنا , لما تعوز حاجة يا ابن الحلال عندك بابا تتكلم معاه.
احمد: يعني هو التفاهم معاكي بقي كده خلاص؟.
م*انت شكلك مبتحبنيش يا احمد
منى: دا الي عندي.
احمد: ماشي يا مني, انا هحترم رغبتك, اذا كان دا فعلا الي انتي عايزاه, بس لو عرفت,او شميت حتى ان فيه حاجة بينك وبين وائل او أي حد, لكون قالب الدنيا, وانتي عارفاني, بس انا مش هضغط عليكي دلوقتي , واقلك نكمل مع بعض, انا هعملك الي انتي عايزاه, عايزة نبعد عن بعض معنديش أي مشاكل,عايزة تستني لغاية ماكلم اخوكي, الي انتي عايزاه, بس ابقي افتكري كويس ان انتي الي اخترتي.
منى: يعني ايه؟.
احمد: يعني مترجعيش تقولي احمد مكانش عايز يتقدم, انا قلتلك ظروفي ,وانتي الي مش عايزة تستحمليني كام شهر اخلص فيهم كلية.
منى:انا؟؟.
احمد: مني, انا تعبت من الكلام معاكي, انا بحاول ارضيكي كتير وانتي مبترضيش, ودلوقتي جاية تقوليلي نبعد عن بعض وعندك بابا تكلمه, وانا يا ستي راجل مش عيل, ولما اقدر اكلم ابوكي, ساعتها بس, هرفع عيني في وشك واقلك انا جاي بيتكو, قبل كده, ابقي قولي عليا مش راجل.
منى:
احمد: واضح ان معندكيش كلام تقوليه, ولا انا , مع السلامة يامني.
م*احمد..
منى:...
احمد:سلام.
واغلق الخط.
********************
م*كده يا احمد, مطلعتش بتحبني كدة
ومين كان قال انه بيحبك من الاول, ماقلنا احمد دا فاشل وسقيط ومش بتاع جد
بس انا مكنتش متوقعة خالص انه ميرضاش , انا كنت عايزاه يوافق, يوافق بس وانا اصلا مكنتش هقول لمؤمن حاجة
بس هو موافقش , يبقي خلاص , هو الي اختار مش انتي زي ماقال,انتي كنتي فاكرة انه لو خلص كلية هييجي ولا تشوفي وشه
يعني ممكن ميكونش ناوي يخطبني اصلا
هو عمره قالك حاجة من نفسه, دا هو يادوب, بيطلع منه الكلام بالعافية
انا مش عارفة اعمل ايه دلوقتي
هو مش سايبك انتي الي تقرري ,عايزك ترجعي زي كل مرة تتحايلي عليه, بس دا بعينه, انتي تخليكي على موقفك كده, اوعي تتراجعي ابدا
بس كده احنا سايبين بعض بجد
احسن ,شوفيلك حاجة مفيدة تتشغلي بيها بدل احمد دا
حاجة زي ايه؟
او حد مفيد
حد؟؟,حد مين؟
شوفي انتي بقي...
أ*ياه يامني, جه اليوم الي تتلكيكيلي فيه, وانتي عارفة اني بحبك
ماهي مطمنة ان الحمار الي بيحبها ميقدرش يسيبها
بس انا فعلا مش قادر اسيبها
ماهو دا الي نشفها عليك, ومكنها منك, انك بقيت مدلوق عليها كده, شفت , ياما قلتلك, اتقل, البنات دي مبتجيش غير بالعين الحمرا
بس انا كنت بتعامل معاها على طبيعتي, لا عايز منها حاجة, ولا عايز اسبتها
ماهي شكلها حبت احمد الي كان بيسبتها, بس احمد الي بيحبها, معجبهاش, طلع كخة
قصدك ايه؟
قصدي انك عملت كل حاجة ممكن تتعمل, معادش فيه فعلا غير انك تسيبها زي ماقلتلها
بس انا كده بسيبها لوائل
ساعة ما تتأكد ان فيه حاجة بينهم, ابقي اتصرف, لكن قبل كدة, منى دي تتعامل زيها زي أي بنت معاك في الكلية,لأ واوحش كمان, متعاملهاش خالص, تقاطعها
منا مش عايز اكلمها اصلا
حلو كدة, انت خليك زي مانت, وظبط نفسك وسيبك من منى خنقة دي على قول رشا
بس لو جاتلي هي
لو جت يبقي كويس, لكن لو مجتش تبقي هي الي خسرانة,ولا ايه يا ايمو؟
صح, انت عندك حق, تبقي انتي الي خسرانة يا مني



(الحلقه الثانيه)


سارة: ايه يا مني انتي معيطة ولا ايه؟.
منى: يعني, شوية.
ميرنا: ليه كده؟,ايه الي حصل؟.
منى: اصل انا واحمد سبنا يعض امبارح.
سارة: يييييييه, موال كل مرة الخايب ده.
منى: لأ يا سارة المرة دي مش موال , المرة دي بجد.
ميرنا: استني استني, انتي قولتيله ييجي يكلم مؤمن.
منى: اه.
سارة: شفتي, انا كنت عارفة انه مش هيرضي, هو باين اصلا نيته من الاول.
منى: لا يا سارة متقوليش عليه كده, هو قالي استني لما انجح, بس انا الي مرضتش , قلتله انا مش هستني , وعندك بابا لما تعوزني يابن الحلال ابقي تعالي البيت.
ميرنا: هو دا عين العقل.
سارة: طيب ومالك محموقاله اوي؟,هو مش بان على حقيقته خلاص؟.
منى: بس هو عنده حق, هييجي ازاي من غير ما يتخرج, كان بابا رماني انا وهو برة.
سارة: ماهو النهاردة بيقلك استني اما اتخرج, وبعدها استني اما اشتغل, وبعدها استني اما اسافر برة, هو مش ناوي يسافر برضه؟, وبعدها كل سنة وانتي طيبة.
منى: سارة, انا مش ناقصاكي, انا مش عملت الي يريحك خلاص, ارحميني بقي الله يخليكي.
ميرنا: ماتضايقيش نفسك يا مون مون,انتي عملتي الصح.
منى: ربنا يقويني بقي.
ثم تنهدت وقالت.
منى: هو قالي خلاص نسيب بعض ,ووقت ما ابقي قادر اني اخطبك هاجي اقلك انا جاي البيت ,قبل كدة مش هرفع عيني في عينك.
سارة: هو لو زي ما بتقولي يا مني ,ناوي بس مستني اما يخلص,يبقي تستني وادي الايام ما بينا, ومسيره يتخرج, وانا اتمنالك كل خير طبعا, وياريت يوفي بوعده, طب دي اول مرة استرجله فيها, يعني اول مرة يقول كلام احس انه بيحترمك فيه.
ميرنا: وانتي لسه مفكرتيش تقولي لمؤمن؟.
منى: اقول لمؤمن مين بقي, ما خلاص, اجي بعد ماكل واحد راح لحاله اجيب لنفسي مصيبة.
سارة: انا بقول تقوليله برضه احتياطي.
منى: احتياطي مين يابنتي , انتي متعرفيش مؤمن, دا لو كان احمد مجنون شوية, فمؤمن في الحاجات دي مستشفي مجانين.
ميرنا: بس انا شايفة انك تقدري تصارحيه دلوقتي بقلب جامد, بعد ما سبتو بعض, على اساس ان انتو اتفقتو لما يخلص يبقي ييجي.
منى: انا مينفعش اجيب لمؤمن سيرة احمد خلاص.
سارة: ياريتنا جبنا سيرة مليون جنية.
التفتت مني في ذعر.
منى: مؤمن؟!!!.
سارة: مؤمن مين يا حجة, ايه الي هيجيبه هنا؟, احمد طبعا.
منى: احمد!!.
نظر الجميع صوب احمد الذي سار مطاطيء الرأس صوب الكافيتيريا, واشتري كوبا من الشاي وانصرف, فاستوقفته نورا, وتبادلا الحديث, فقالت منى.
منى: يلا يا بنات من هنا, انا مش عايزة اشوفه.
وانصرفتا ورائها محاولتان اللحاق بخطواتها الشبه راكضة.
م*اول مرة قلبي يوجعني عليك يا احمد وانت بعيد عني, شكلك متغير, كل دا علشاني, انا زعلانة اوي اني سبتك, بس معادش ينفع الكلام خلاص, معقولة كدة مش هنتكلم تاني؟.
*******************
رشا: ايه يا بنتي؟, مالك ؟.
نورا: ماله اخوكي ؟, الصبح شفته عند الكافيتيريا جيت اتكلم معاه, كان دمه تقيل اوي, كنت حاسة انه هيشتمني ويمشي,ماله كده؟.
رشا:ااااه, فكرتيني صحيح, والله لو عرفتي دا الخبر يفرحك,اصل امبارح دخلت عليه,كان بيخانق دبان وشه, وقاعد يزعق في البيت علي أي حاجة, وكل حاجة, فهمت م الاخر كده, انه يا متخانق مع مني يا سابو بعض , حاجة كدة يعني.
نورا: والله العظيم؟؟, طب دا خبر يجنن.
رشا: ايوة يا عم , جيت اظبطك, لقيت الجو متظبط لوحده.
نورا: دا خبر تستاهلي عليه بوسة.
رشا: بس المهم تصبري شوية, عشان هو هيبقي مزاجه في جزمته اليومين دول, انا مشفتوش كدة من ايام صافي.
نورا: اه , دا كان رخم اوي ايامها, فاكرة؟.
رشا: الخوف بس يفضالي , ويقعد يشتغلني في الرايحة والجاية.
نورا:لأ , مانتي تظبطيني معاه اوام, يقوم ينسي مني بقي.
رشا: ماشي, بس ابقي افتكريها.
نورا: يا سلام يا ست رشا مانا ياما ظبطتك,الا صحيح ماقلتليش ,اخبار سامح بتاع سياحة ايه؟.
رشا: اسكتي يا ستي متجيبليش سيرته, مش طلع قريب كريم.
نورا: لأ , بتهذري.
رشا: اه والله, كان بيكلمني في مرة وكان في فرح واحد صاحبه, وبيقولي انا اتعرفت النهاردة على اخوكي, قلتله وعرفت منين انه اخويا؟, قالي هو مش ايمو الي في رابعة تجارة؟, اصله طلع انتيم كريم ابن عم جوز اختي, كنت هقفل السكة في وشه.
نورا: انا مش عارفة ايه موضوع كريم الي مش عايز يخلص دا, الواد دا كان غلطة حياتك.
رشا: وانا كنت هعرف منين انه هيلزق اللزقة السودة دي, انا قلت لما اطنشه هينفض لنفسه ويخلصني بقي.
نورا: بس دا خطر يارشا.
رشا: يا بنتي عمره ما هيورط نفسه مع اخويا, دا بيحبه موت ومش هيخسره عشاني يعني.
نورا: طيب يا ستي , ربنا يستر.
*******************
سار احمد في الكلية هائما على وجهه, يبحث عن مني بعينيه, لم يلمحها اليوم , وكلما طال عدم رؤيته لها, طال توتره بدلا من ارتياحه, انه يشعر بالفراغ الذي تركته منى في حياته, وان لم يبدأ الا منذ مساء الامس, الا انه شعر ان القرار هذه المرة حقيقي, انهما لم يتركا الامور معلقة ككل مرة, ولكنهما حسما الامر, قال هو اخر ما عنده, واختارت هي ما تريد, وحاول عبثا الامتناع عن التفكير في موضوع وائل, الذي يؤلمه, ويقض مخدعه, وما آلمه اكثر حقيقة انه يحب منى, وربما اكثر مما يحب صافي.
أ*ايه يا ايمو, مادتش البنت وش ليه؟
انا مش ناقص نورا ع الصبح
ومش ناقصها ليه ان شاء الله؟, مبسوط اوي انت كدة وانت ماشي مدلدل راسك زي الي ميتلك ميت
انا مش طايق هدومي اصلا
كل دا عشان مني؟, طيب ايه رأيك بقي ان هي مش هاممها دلوقتي حاجة, وتلاقيها قاعدة مع اصحابها تهذر وتضحك
لأ هي اكيد زعلانة زيي , واكتر مني كمان
ياراجل انت بس الي عامل عزا, مني تلاقيها نسيتك اصلا
بص بقي انا مش ناقصك انت كمان ,سيبني في حالي عشان انا تعبان
ماشي خلاص, انت هتطلع قرفك عليا, انت حر ,خليك مضايق نفسك
******************
شعرت مني بثقل يجثم على قلبها وهي عائدة لمنزلها, لم تكن تتخيل ان تشعر بهذا الالم حين تري احمد, ولم تكن ترجو ان يحدث لها هذا ,وكم تمنت ان يعود احمد ليتصل بها ,ويعتذر عما بدر منه من إعراض, وان يبدي رغبته في التحدث مع مؤمن, وتعود المياة لمجاريها, ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه, فها هو النهار كله مر بدون ان يتصل احمد , او يحدث أي شيء جديد حتى.
دخلت منى البيت .
الام: احطلك الاكل يا حبيبتي.
منى: لأ يا ماما , انامش قادرة آكل والله.
الام: اكلتي في الكلية؟.
منى: يعني شوية.
الام: طيب مؤمن كان عايزك , قالي لما تيجي اقولك تروحيله اوضته.
منى: حاضر.
ودخلت حجرتها بدلت ملابسها وغسلت وجهها تخفي اثار الضيق, حتى لا يشك مؤمن في شيء, ثم توجهت لحجرته, طرقت الباب, ودخلت بعد ان اذن لها, لتجده جالسا علي مكتبه ممسكا بشيء في يده يشبه الورقة, وضعها من يده حين رآها داخلة.
مؤمن: تعالي يا مني, كنت عايزك في موضوع, اتغديتي؟.
اومأت برأسها نفيا.
منى: لأ مش جعانة.
مؤمن: طيب اقعدي.
جلست في توتر, انه يبدو على غير العادة, وكأن شيئا وراء كلماته, نظرت اليه في تساؤل, فقال لها مباشرة.
مؤمن: مين يا مني احمد؟.
اتسعت عينا مني بشدة عن آخرهما , وجف الدم من عروقها تماما, وعجزت كلية عن الرد.
قال مؤمن ,وقد بدا محاولا السيطرة على نبرة صوته هادئة قدر الامكان.
مؤمن: مين يا مني احمد, مبتجاوبيش ليه؟؟.
بح صوت منى وهي تحاول جاهدة اخراجه من فمها.
منى: آآ...أحمد...أحمد...مين؟.
بدا على وجة مؤمن بعض من الغضب الذي يعتمل في صدره.
مؤمن: احمد, احمد الي باعتلك الكارت دا, الي لقيته في اوضتك يا هانم.
ورفع الورقة التي كانت في يده , وتعرفت عليها مني على الفور, انه الكارت الذي كان مصاحبا لهدية عيد الحب, الذي كان مكتوبا فيه.


"كل فالانتين واحنا مع بعض, يا احلي موني في الدنيا, هفضل احبك طول عمري.احمد"




(الحلقه الثالثه)


قالت منى وقد شعرت باطرافها تثلج ,وصوتها يختفي, وعقلها متوقف.
منى: ..مؤمن...مؤمن..انت مش فاهم حاجة.
قال مؤمن بغضب مكظوم.
مؤمن: منا مستنيكي تفهميني, امال انا ندهتلك ليه؟, مش عشان تفهميني يا ست منى.
شعرت مني باطرافها ترتخي , ودموعها تنزلق عن وجنتيها وهي لا تدري بم تجيب, وماذا ستقول.
مؤمن: بقلك ايه, متعيطيليش, اتكلمي كده, وبالراحة, احكيلي واحدة واحدة, واسكتي متعيطيش, بدل ما اقوم اسكتك, اخلصي يا مني , اتكلمي, عشان انا ماسك نفسي عليكي بالعافية,...احمد مين يا منى انطقي.
منى: مفيش حاجة , انت مشمعادش حاجة والله العظيم ,كل حاجة خلصت خلاص.
مؤمن: انتي بقي بتحكيلي من ورا, انا كلامي واضح يا مني, مين احمد دا وتعرفيه من امتي, واتكلمي عدل بدل ما صوتي يعلا في البيت, ويعرفو الموضوع, انا هسكت اهه, اتفضلي احكي.
منى: احمد دا واحد معايا في الكلية.
لم يرد انما نظر اليها نظرة تقول"مانا كنت عارف ان دا هيحصل".
مؤمن:..
منى: في سنة رابعة.
مؤمن: مممم, الفلانتاين قدامه شهر, افهم من كده ان الكلام دا من سنة, يعني انتي تعرفيه من قبلها, لان طبعا مش هيكتب الكلام دا لواحدة متعرفوش.
لم تستطع مني الا ان تبكي.
مؤمن: بطلي عياط بدل ما امد ايدي عليكي, تعرفيه من امتي يا مني هانم؟.
منى: من سنة.
مؤمن: كملي, متتخرسيش.
منى: كان...هو الي جايبلي الدرس, قصدي الي حاجزلي في درس القانون.
مؤمن: جميل,..جميل جدا.
منى: والله يا مؤمن ماعاد فيه حاجة.
قال وقد علا صوته.
مؤمن: بصي يامني , فيه ولا مافيش, هتحكيلي كل حاجة بالتفصيل, ودلوقتي مش بعدين, لحسن قسما عظما, اكون قايم ضاربك, وقايل لبابا وتحكيله هو,لان انا مش طرطور في البيت لما اختي تبقي ماشية مع ولد سنة كاملة وانا معرفش, يبقي انا من حقي اقتلك دلوقتي, فانطقي ومتشلنيش ,عشان انا عفاريت الدنيا بتننط قدامي.
اشتد بكاء مني, انها تعرف مؤمن جيدا, ولكن لم يسبق لها ان رأته على هذه الحالة من الغضب.
منى: هو واحد بيحبني وانا كنت فاكرة اني بحبه, بس خلاص اقسم بالله خلاص, قلتله لما تعوزني تعالي بيتنا اتكلم, ومفيش اكتر من كده.
مؤمن: ياسلام, وهدية الفلانتاين دي ايه؟, هدية تذكارية؟.
منى: لا والله, دي جابهالي ومخلتوش يجيبلي حاجة تانية , مؤمن انت مش فاهم.
مؤمن: متقليليش مش فاهم دي تاني, عشان انا الي فاهمه, ان محدش بيجيب هدايا لحد كدة من الباب للطاق, افهم بقي كنتو بتتقابلو فين.
منى: مكناش بنتقابل يا مؤمن , انا معملش كده, انت عارفني.
هتف بغضب.
مؤمن: هو انا بقيت عارفك؟.
منى: انا كنت بشوفه في الكلية.
مؤمن: مممم, يعني مشفتيهوش برة ولا مرة؟, مخرجتيش معاه ولا مرة؟.
قفز في عقل منى اليوم الذي خرجت مع احمد فيه , وشعرت بالذعر.
منى: لأ, ولا مرة.
مؤمن: وبعدين, كنتو بتتكلمو في التليفون طبعا.
نظرت اليه في حذر , ثم قالت.
منى: ايوة.
مؤمن: وانا طبعا قرطاس, كنتي كاتباه ايه ع الموبايل يا هانم؟.
منى: .ايمو.
مؤمن: مش كنتي قلتيلي دي واحدة اسمها ايمان؟.
منى: ايوة.
وانزلت عينيها في خزي, ولم تتوقف عن الانتحاب, وهي تشعر بان روحها ستخرج من جسدها, لم يكن مخططا لهذا ابدا, لم يكن مخططا له.
مؤمن: وبعدين,احمد دا حد انا اعرفه؟, حد انا شفته؟.
اتسعت عيناها وقد تذكرت ان مؤمن رأي احمد بالفعل,فزاد بكائها, وارتعشت,فقال.
مؤمن: يبقي حد انا شفته.
شعرت مني برأسها يدور وجسدها ينهار, ولم تشعر بعدها بشيء, اذ سقطت مغشيا عليها.
*******************
أ*ودي بتتصل ليه بقي ان شاء الله؟
ممكن تكون رجعت لعقلها ,ارد ولا اعمل ايه؟
انا بقول لا ترد ولا تعبرها, انت تسيبها ترن
لا ازاي, دانا ما صدقت تصالحني مرة من عمرها, دي عمرها ماعملتها.
ماتردش واتقل
مالكش دعوة انت
وفتح الخط ,متصنعا البرود في صوته.
احمد: ايوة يا مني.
مؤمن:..انا مش مني, انا مؤمن اخوها.
*******************
جلس احمد منتظرا وصول مؤمن في قلق,كان يشعر بالتوتر الشديد,وهو لا يعلم شيئا, كيف علم بامرهما؟, وما الذي حدث؟, واين مني؟, ومالذي فعله بها؟, وتري ما الذي اخبرته به؟,ام هي لا تدري اصلا بعلم اخيها, ملايين الاسئلة دارت برأسه اثناء انتظاره مؤمن, بعدما كلمه وطلب منه رؤيته, كان بإمكانه التملص منه وعدم الذهاب ولكنه شعر بواجبه نحو مني يحتم عليه الذهاب.
أ*يابني دي حدوتة هي عاملاها, دي راحت قالت لاخوها مخصوص, عشان يقابلك, وتعمل الي في دماغها برضة, وتبقي اتورطت يا معلم
لا, منى عمرها ما هتودي نفسها في داهية بالشكل دا
انت طيب اوي, دي البت دي هي الي داهية, وانت طلعت بلاص
لا والله دانا خايف عليها اوي, ياتري عمل فيها ايه؟,دي كانت بتقولي انه شديد اوي
اديك هتشوف, هييجي يدبسك في جوازة دلوقتي ويقولك صلح غلطتك
وحياة ابوك مش وقت تريأة, هو دا الي جاي؟, والله مانا فاكر شكله
هو باين
طيب اسكت بقي
الله يكون في عونك يا عريس
انا مش قلت اخرس
جلس مؤمن امام احمد بعد ان سلم عليه باقتضاب, ونظر اليه قليلا, لقد تعرف عليه, وتذكر اين رآه من قبل , لم يستطع الكلام لبرهة بعد هذا الاكتشاف,الي ان استجمع نفسه وقال.
مؤمن: انا مش عارف ابدأ منين بجد, بس انا كان لازم اشوفك واتكلم معاك, احنا طبعا اتقابلنا قبل كدة.
اومأ احمد برأسه في صمت, فاردف مؤمن.
مؤمن: افهم من كدة طبعا انك مش قريب ميرنا.
اومأ احمد برأسه للمرة الثانية.
مؤمن: هووووفماعلينا, انا طبعا مش جاي اتخانق معاك ولا اعمل مشاكل, انا دلوقتي عايز افهم, انتو كان بينكو ايه؟, ووصلت العلاقة لغاية فين؟, وكنتو ناويين تعملو ايه؟.
أ*كنا ناويين نعمل فرح هههههه
انت مبتتخرسش ليه؟
تنحنح احمد قبل ان يجيب في صوت خفيض.
احمد: والله يا مؤمن اختك بنت محترمة جدا, وعمر ما حصل بينا حاجة, وانا فعلا بحبها, وهي قالتلي تعالي كلم مؤمن, والله العظيم قالتلي كدا, قلتلها لما يكون في ايدي اتقدم , قالتلي خلاص يبقي احنا مالناش علاقة ببعض لغاية ما تقدر تتقدم, والله العظيم دا حصل,هي ماكانتش مستعدة اننا نفضل في الضلمة, والله العظيم مني بنت كويسة جدا.
أ*ما تقول فيها شعر احسن, انت هتمثل
اسكت انت خلي اليوم دا يعدي , يارب ما يكون ضربها
مؤمن: طيب , انا عرفت انكو بقالكو تقريبا سنة عارفين بعض, انت في سنة كام , معلش , بس شكلك اكبر من واحد في رابعة كلية.
أ*أأأأأه
احمد: بصراحة هو انا عدت سنتين تلاتة كدة.
رفع مؤمن حاجبيه في دهشة منزعجة.
مؤمن: اه, يعني انت كده بتاع 24,23 سنة , يعني قدي يعني, وكل دا في الكلية.
احمد: اه.
أ*ايوة في الكلية, نعم؟؟, فيه حاجة
مؤمن: وبتشتغل وانت بتدرس ولا مستني لما تتخرج؟.
أ*وبعدين في الاحراج دا
احمد: لأ ان شاء الله لما اتخرج.
مؤمن: والله انا ما عارف اقلك ايه, غير انك فعلا قدامك كتير, وانا عن نفسي مش مستعد ان اختي ترتبط بواحد ,سوري في الكلمة ,فاشل, يعني انت لو مكنتش خايف علي مستقبلك, انا هآمنك على اختي ازاي, عموما, انت لو بتحبها بجد, وتقدر تثبت دا , اتمني اشوفك في بيتنا قريب, لكن قبل كدة, لا احب اسمع عنك, ولا اشوفك قريب من اختي تاني, وياريت تنساها ,لان هي متربية, ولو كان الي حصل دا غلطة ,فانا هعرف ازاي اربيها من جديد, وياريت يا احمد تنجح لنفسك مش عشان حد, عشان تكون انسان قد المسئولية.
نظر اليه احمد في غيظ مما قال,فبادره مؤمن قبل ان يذهب.
مؤمن: وياريت متحاولش تتصل بيها, لان النمرة دي خلاص انا هرميها, وفي الكلية لو شفتها ماشية من ناحية , امشي من ناحية تانية, دا لو بتحبها بجد, لان انا طبعا مقدرش اعملك انت حاجة, لكن انا ممكن اخلي حياتها هي جحيم.
وانصرف,في غضب, وامتنع احمد عن الرد عليه في صعوبة.
أ*انت سكت للواد ابن ... دا ليه؟, مكنتش عارف ترد؟
هو فعلا زي مانت قلت, بس مكانش ينفع ارد عليه, هيأذي مني
طب ما يأذيها, وانت مالك, انتو مش سبتو بعض
حرام عليك
والله انا لو مكانك كنت قلتله اختك ماشية مع الواد وائل عبد الكريم , واديله نمرته كمان,بدل مانت سايب عيل سيس قدك ,شايف نفسه, يكلمك بالطريقة دي وانت ساكتله
ياراجل انت شر, وبعدين مني مش ماشية مع حد, انا قلقان عليها اوي
هيكون عملها ايه يعني؟
معرفش الواد دا شكله ضربها, انا كنت ماسك نفسي عليه بالعافية, عايز اسأله عملت في اختك ايه
هتعمل ايه دلوقتي؟؟
مش عارف؟, تفتكر اكلم مين دلوقتي يعرفلي اخبارها؟
ميرنا
مش معايا نمرتها الجديدة
طيب سارة, هي اكيد كلمت سارة
بس انا مش معايا نمرتها دي كمان , اعمل ايه دلوقتي؟
اصبر هي مش عندها امتحان بعد بكرة, نبقي نشوف حكايتها ايه




(الحلقه الرابعه)


فاقت مني شيئا فشيئا, وهي تشعر بألم في رأسها , وجدت والدتها, ومعتز, ودكتورة هدي جارتها منكبين عليها, عاكفين على افاقتها, وادركت انها في غرفتها على سريرها,تأوهت ,فابتسمت الام في راحة.
الام: الحمد لله , ايه يا مني يا حبيبتي ,حاسة بإيه؟.
منى: الحمد لله.
واعتدلت وهي تبحث بعينيها عن مؤمن.
منى: ...أمال..أمال مؤمن فين؟.
قال معتز بهدوء وهو يعقد ذراعيه, ويستند الي الحائط.
معتز: بعد ما نده دكتورة هدي, نزل على طول.
نظرت مني اليه في ريب, انه يعلم شيئا.
منى: انا مين الي جابني هنا؟.
الام: مؤمن شالك يا حبيبتي جابك هنا, قلتلك كلي, مسمعتيش كلامي.
هدي: دا من الارهاق , وقلة الاكل, وطبعا القلق, بس انا اول مرة اشوف حد في تجارة بيقلق كده, دايما حالات التعب دي بتبقي في الكليات العلمية ,والي محتاجة مذاكرة كتير وتعب.
معتز: مانا زي الفل اهه, بتعدي الامتحانات ولا عمري حصلي حاجة.
للمرة الثانية شعرت مني بكلامه يقلقها.
هدي: ماهما البنات الي دايما بينهارو, ولا انت زي البنات يا دكتور معتز؟.
الام: انت واقف ليه اصلا؟,بطل لماضة واخرج , سيب اختك تستريح.
معتز: بس انا عايز اتكلم معاها.
الام: طيب بس ماتقرفهاش,هي تعبانة.
وخرجت الام والدكتورة بينما نظرت مني الي معتز في قلق,الذي دار وجلس بجانبها على السرير.
معتز: عملتي ايه يا مني؟, عملتي ايه خلا مؤمن ما يستناش يشوف انتي فقتي ولا لأ ,وانتي عارفة انه روحه فيكي, ونزل يجري.
منى: عملت ايه في ايه؟.
معتز: هو مؤمن عرف؟.
منى: عرف ايه؟, انت بتتكلم عن ايه؟.
قال لها بحزم غاضب بعض الشيء.
معتز: بس وطي صوتك لحسن ماما تسمع , ولا انتي مقدرتيش على مؤمن بتتشطري عليا انا؟, من امتي بيغمي عليكي من الامتحانات يا مني؟, دانتي معملتيهاش في الثانوية العامة.
منى: قصدك ايه؟.
نظر اليها معاتبا ثم قال.
معتز: انا مش قلتلك , انا مش قلتلك تعالي احكيلي أي حاجة, انا موجود, ماجتيش ليه؟, استنيني ليه لما مؤمن عرف؟, كنتي خايفة مني؟.
نظرت مني للارض واغرورقت عيناها بالدموع.
منى: معادش حاجة, والله ما عاد فيه حاجة, كل حاجة خلصت خلاص.
صمت معتز قليلا ثم قال.
معتز: هو, الولد الي كان في خطوبة شيرين؟.
اومأت برأسها ايجابا وهي تبكي.
معتز: ومقلتليش ليه؟.
منى: مكانش ينفع, انت مش هتفهم.
معتز: امال انتي الي هتفهمي؟ , يا مني مهما كان مخين احسن من مخ واحد, انا كنت هفكر معاكي, وعلى الاقل كنت هدافع عنك لو كان مؤمن قالك حاجة, لكن دلوقتي انتي لوحدك خالص مع مؤمن, والله اعلم هيعمل ايه بقي, وايه الي نزله جري كده.
قالت بفزع وكأنها تذكرت.
منى: موبايلي فين؟.
وبحثا عنه في كل مكان.
معتز: استني ارنلك عليه,...جرس وبعدين نامبر بيزي.
واغلق الخط, فرن التليفون.
معتز: ايه دا ؟,دا مؤمن, ايوة يا مؤمن.منى؟؟, اهي...,مؤمن عايزك.
ارتجفت مني وهي تلتقط التليفون من معتز.
منى: ...االو!!!
مؤمن: ايوة يا مني, انا مقلتش لحد حاجة, متفضحيش انتي نفسك, موبايلك معايا, مالكيش دعوة بيه بقي, والنمرة دي انا هنسفها انتي فاهمة, ومتحاوليش تتصلي بحد, انتي فاهماني طبعا, واحمد دا حسك عينك تكلميه ولا بس تبصيله سمعاني؟, ولما ارجعلك نبقي نتكلم.
مني: انتانت عملت ايه؟.
مؤمن: مالكيش دعوة.
واغلق الخط.
********************
سمعت مني صوت الباب الخارجي للمنزل يغلق ,فأدركت ان مؤمن عاد, تري ماذا فعل؟.
دخل حجرته مباشرة ولم يدخل حجرتها, فشعرت بالقلق, وترددت قليلا قبل ان تطرق باب حجرته.
منى:
مؤمن: هتفضلي واقفة كدة كتير , يا تدخلي يا تخرجي.
دخلت في بطء, وهي تحاول التفكير في كلام تقوله.
منى: مؤمن, انت عملت ايه؟.
مؤمن: مش لازم تعرفي.
منى: ...كلمتاحمد.
مؤمن: انتي بقي من هنا ورايح, لو بصيتي لاحمد دا بصة, بصة واحدة, لاكون مقعدك في البيت هنا خالص, وفي الامتحانات انا هاجي معاكي,هوديكي , رجلي على رجلك رايح جاي, يا انا يا بابا , المهم راجل يبقي معاكي,مادام مبتحترميش نفسك وانتي لوحدك, ودرس القانون الي كان بيجيلك عنده, كويس اننا هنخلص منه خلاص, واما تخلصي امتحانات مفيش خروج الا مع حد من البيت انتي فاهمة, اصحابك البنات يجولك هما هنا, انتي فاهماني ولا لأ؟.
بكت منى.
منى: ليه كدة؟,انت مش مصدق ليه ان معادش فيه حاجة؟.
مؤمن: انتي مترديش عليا خالص, والي اقلك عليه تنفذيه, ومتقفليش على نفسك اوضتك دي الا باليل, ولو شميت خبر كده انك معاكي موبايل تاني او خط تاني هكون جايب اجلك, انتي فاهمة.
منى: انت شايف اني ممكن اعمل حاجة زي كده؟.
مؤمن: انا مبقتش عارف انتي ممكن تعملي ايه, ولا بتعملي ايه اصلا, انا مني اختى الي كنت واثق فيها دي خلاص ماتت, ومعرفش بقي ممكن ترجع ولا لأ, ومتعيطيليش انا مابخدش بالكلام دا عشان الي بقوله هيتنفذ كلمة كلمة ,ماشي ياست هانم!!.
المها حديث مؤمن معها بهذه الطريقة, فبعد ان كانت تشعر بالالم لتركها احمد, صارت لاتستطيع السيطرة على الخبطات التي تتعرض لها, فها هي تفقد صداقة اخيها المحبب لها, وتشجيع الاخر, وتفقد حتى القدرة على التركيز استعدادا للمذاكرة.
مؤمن: ودلوقتي اخرجي من هنا, ومش عايز اتكلم معاكي في حاجة عن الموضوع دا تاني .
امتثلت مني وهي تشعر بخيبة امل, ورغبة في البكاء, ولكنها لملمت شتات نفسها حتى لا تسألها امها,او تسأل مؤمن عن السبب.
********************
نزلت منى من سيارة اخيها امام بوابة الكلية ,قبل موعد الامتحان بقليل, لتستقبلها سارة.
قالت منى وهي تجذبها لتدخلا من البوابة, وقبل ان تتفوه سارة بشيء, قالت منى.
منى: متسأليش.
سارة: مسألش ازاي؟, ايه الي جابه؟ هو مش عنده شغل؟.
منى: ماهو هيبقي كل يوم من دا.
سارة: مش تفهميني بس ايه الي حصل؟.
منى: ميرنا, ميرنا فين؟.
ميرنا: متلفيش حوالين نفسك ,انا اهه, وشايفاكي من وانتي بتجري من عربية اخوكي زي الهبلة, ايه الي حصل؟.
منى: انا مش عايزة اتكلم في الموضوع بجد يا جماعة قبل الامتحان ,عشان ما اعيطش, بعده هحكيلكو, بس مش عايزاكو تسيبوني النهاردة خالص, ولو شفتو احمد خدوني واجرو, ماشي.
سارة: ايه الي حصل؟, مش تفهمينا طيب.
منى: يوووووووووه, مؤمن عرف موضوع احمد, خلاص استريحتو.
ميرنا: ...
سارة: ياخبر اسود.
منى: يلا بقي, بعد الامتحان نتكلم.
وجذبت ميرنا وانطلقتا شبة راكضتين للجنة الامتحان.
************************
سار احمد يتأمل الجامعة الشبة فارغة , لقد كتب بالكاد صفحة في ورقة الاجابة, تاركا باقي الاسئلة دون جواب, منتظرا رؤية منى, لم ينم الليلة السابقة بسبب قلقه الشديد عليها, ولم يستذكر بالطبع, والاكثر من هذا انه لم يستطع حتى الغش, كان كل همه ان يخرج من اللجنة لينتظر مني امام لجنتها, ولم يصدق نفسه حين رآها ,جالسة منزوية بالقرب من لجنتها, تبدو شاردة تماما, توجة صوبها ملهوفا.
احمد: منى.
التفتت منى في فزع تنظر لاحمد, وقامت من جلستها في سرعة.
منى: احمد, عايز ايه ؟, امشي لو سمحت.
احمد: فيه ايه يا مني؟, مالك؟, انا كنت قلقان عليكي اوي, مؤمن عملك حاجة؟.
منى: امشي يا احمد عشان خاطري, انا مينفعش اتكلم معاك خالص.
قال احمد في توتر غاضب.
احمد: جري ايه يا مني؟, مالك مرعوبة كده ليه؟, اخوكي مش هنا, يعني هو هيشوفك فين؟.
منى: بص يا احمد , انا حالفة اني ما هتكلم معاك تاني, فلو سمحت ابعد عني انا مش ناقصة مشاكل.
احمد: وانتي لو فاكرة اني هسيبك من غير ما اتكلم معاكي تبقي مجنونة, يا ستي ابقي صومي تلات تيام, بس هتتكلمي معايا يعني هتتكلمي معايا, يا بنتي انا كنت هتجن من كتر القلق, مؤمن جالي وكلمني.
منى: يا خبر, قالك ايه؟, ايه الي حصل؟.
احمد: تعالي بس نروح نقعد ونتكلم.
نظرت اليه مني في تردد.
منى: مابلاش يا احمد.
احمد: بلاش القلق الي انتي فيه دا , ايه الي هيعرف مؤمن؟ , خليها يا ستي اخر مرة بعدها منتكلمش خالص.
صمتت مني وهي تنظر اليه في خوف متردد.
احمد: انتي ايه الي طلعك من الامتحان بدري كده؟.
منى: ما كتبتش حاجة يا احمد, انا ماذاكرتش امبارح, ولو كنت ذاكرت , مكنتش هعرف اكتب اصلا, وانت عملت ايه؟.
احمد: ولا حاجة, سلمت الورقة وشها زي ضهرها ,ما صدقت نص الوقت عدي عشان اخرج.
منى: يا خبر.
احمد: تعالي بس نقعد نتكلم , احكيلي ايه الي حصل بالتفصيل.
وذهبا ليجلسا في مكانهما القديم.



(الحلقه الخامسه)


سارة: امال منى فين؟.
ميرنا: معرفش هي مجاتلكيش؟.
سارة: لا ,هي مخرجتش معاكي ولا ايه؟.
ميرنا:لا ,دي خرجت بدري جدا ,شكلها مكتبتش حاجة.
سارة: متعرفيش ايه حكاية اخوها الي عرف دي؟,ماقالتلكيش حاجة؟.
ميرنا: لا ,مرضيتش تنطق.
سارة: انا قلتلها مسير اخوكي يعرف.
ميرنا: بس منى دي حظها وحش اوي , يعني مؤمن ميعرفش الا بعد ماتسيبه.
سارة: ربنا بقي.
ميرنا: دا موبايلك د؟ا ,ولا موبايلي انا الي بيرن؟.
سارة: بيرن؟؟, شكله موبايلي باين.
ميرنا: انا مش قلتلك ميت مرة, غيري النغمة الي شبه بتاعتي دي.
سارة: ايه دا؟, دي مني.الو.ايوة. مين معايا؟.
ثم نظرت الي ميرنا في دهشة.
سارة: ايوة يا مؤمن.الحمد لله.
مؤمن: انا اسف اني بطلبك يا سارة ,بس انا كنت عايز اطمن على الامتحان,عملتو ايه؟.
سارة: الحمد لله كويس.
مؤمن: ومني عملت ايه؟.
سارة: معرفش والله اصل انا لسه خارجة من اللجنة بتاعتي ومشفتهاش, انا في لجنة تانية.
مؤمن: طيب كويس , يعني هي مش معاكي.
سارة: اه,هو مش دا موبايلها برضة؟.
مؤمن: ايوة, اصل انا كنت عايزك في موضوع كده, ومش عارف , انا طبعا مضايقك اني متصل بس انا كنت عايز اسأل في حاجة ضروري عن مني, ومكنتش عارف حد اثق فيه وقريب من مني اكتر منك, انا عارف انك صاحبتها, وهي بتثق فيكي, عشان كده انا بكلمك , انتي طبعا عارفة موضوع احمد.
سارة: انا اسفة يا مؤمن ,مقدرش اتكلم عن حاجة تخص منى وهي مش موجودة.
مؤمن: انا عارف , وانا مش طالبك اقررك, او عايزك تحكيلي حاجة, انا بس كنت عايز منك انك تساعديني, انا عايزك لو بتحبيها بجد, وخايفة عليها, تحاولي تبعديها عنه على قد ماتقدري, انا صحيح عاملها حظر تجول , بس الي عايز يعمل حاجة بيعملها, حتى لو كان في ايه,وانا مش هقدر اكون مراقبها طول الوقت, عشان كده انا محتاجلك تقنعيها ان الي كانت بتعمله غلط, عشان هي لو مقتنعة , انا هبقي مطمن, وهي هتقدر تتحكم في تصرافتها, وتقرر صح, بس انا مش عايزها تحس ان مغصوب عليها حاجة, فلو سمحتي تاخدي بالك منها, وحافظي عليها, ممكن؟.
صمتت سارة احتراما لكلامه, ومنعت نفسها من الاعتراف بأنها تعبت من نصح مني, وان مني لا تستمع لنصائح احد,ثم قالت.
سارة: انا هحاول, ان شاء الله هعمل كل الي اقدر عليه, بس موعدكش ان النتيجة مضمونة.
مؤمن: انا عارف, بس انا هكون مطمن اكتر وانتي معاها.
سارة: ان شاء الله.
مؤمن: ماشي يا سارة, انا اسف طولت عليكي, ولما تشوفي مني بقي مفيش داعي تقوليلها اني كلمتك.
سارة: ماشي.
مؤمن: سلام.
سارة: سلام.
واغلقت الخط.
ميرنا: مؤمن اخو مني؟.
سارة: تخيلي.
ميرنا: متصل يوقعك في الكلام ولا ايه؟.
سارة: لأه, خالص, الواد محترم اوي, ودماغه جامدة, متصل بيا عشان اقنعله منى ان الي كانت بتعمله غلط,عشان لازم تكون مقتنعة, هو فيه حد كده, بيهتم ان اخته تبقي مقتنعة, بعد ما يقفشها بتكلم ولد.
ميرنا: منى دي مبتحمدش ربنا علي النعمة الي في ايديها, يعني انا لو كان حد من اخواتي وقف لي ايام موضوع مازن كدة, كنت فرحت اوي.
سارة: بس هي فين ست هانم ؟.
****************
منى: شاف الكارت بتاع هدية الفالانتين.
احمد: وقالك ايه؟, عمل فيكي حاجة؟.
منى: قعد يسألني من امتي؟, وعرفتيه منين, ومقدرتش انا استحمل, اغمي عليا.
احمد: انا كنت هموت م الرعب عليكي, مكلمتنيش ليه من البيت طيب؟.
منى: مفيش , مينفعش, مكانش ينفع, اقلك ايه؟, ماخلاص على ما فقت كان نزل قابلك, المهم انا مكانش في ايدي اعمل أي حاجة.
احمد: انا اسف يا مني اني سببتلك الي حصل دا كله.
منى: مش انت الي سببته يا احمد, انا الي جبته لنفسي, قالولي قولي لمؤمن انا الي مرضتش.
احمد: ياسلام يعني لو كنتي رحتى قلتي لمؤمن, كان هيوافق اوي يعني, ماهو كان هيعمل بالظبط زي ما عمل, كان ايه الي هيتغير يعني.
منى: على الاقل كان هيبقي واثق فيا , هو كده معادش واثق فيا نهائي.
احمد: يا مني افهمي, اخوكي كدا كدا مكانش هيغير موقفه, هو بس كان عامل صاحبك,ماكلنا بنعمل كدا, بس ساعة الجد بيبان بقي.
منى: برضة انت مش فاهم, انا ومؤمنولا مش لازم افهمك, انا لازم اقوم دلوقتى, عشان اروح, انا مش عايزة اتأخر انا مش ناقصة.
احمد: مني طيب انا هاطمن عليكي ازاي؟.
منى: وانت عايز تطمن عليا ليه؟.
احمد: منى؟؟, انا كنت هتجن عليكي ,انتي ليه مش حاسة بيا؟.
منى: يا احمد احنا كنا انتهينا قبل ما مؤمن يعرف اصلا.
احمد: انتي شايفة اننا كنا انتهينا؟؟, امال انا شايف اننا كنا قلنا هنبطل بس نتكلم, لغاية ما اجي اتقدم, ولا كلامك اتغير يامنى؟, ولا جاتالك ع الطبطاب انك تسيبيني؟, لا يا مني انسي, دي لو وصلت اني اروح احكي لاخوكي على موضوعنا من اوله لاخره, هروح, انا قلتلك انا هاجي اتقدم , بس لغاية ما اجي انتي بتاعتي انا وبس, انتي فاهمة؟,اوعي تكوني افتكرتي اني هسيبك.
منى: احمد انا بجد مش عارفة ايه الي خلاني اتكلم معاك النهاردة, وانا حالفة اني ما هكلمك تاني, بعد اذنك.
احمد: فكري كويس في الي قلتهولك , انا مش سايبك يا مني, انا بس بريحك.
انصرفت مني عنه وهي تشعر بالغضب والالم والخوف.
********************
انتظر كريم خروج رشا من بوابة الجامعة في غضب,بعد ان عجز عن الدخول بسبب الامتحانات , على الرغم من معرفته بالحرس, انها لاترد عليه ورافضة تماما ان تراه, وان صدف ورآها تهرب منه, والادهي انه سمع عنها حكايات وحكايات, وعرف انها كانت تعرف شباب اثناء علاقتها به, وابت كرامته الا ان يكلمها.
لمحها هي ونورا خارجتين وحدهما تتكلمان وتضحكان فتبعهما ,وهتف بها.
كريم: رشا, انت مبترديش علي تليفوناتي ليه؟.
التفتت اليه رشا في نفاذ صبر.
رشا: انا مش عارفة انت ايه؟, جبلة؟, واحدة ومبتردش عليك, مرة واتنين وتلاتة, ومش عايزة احرجك, افهم لوحدك بقي.
كريم: يعني ايه؟, يعني انتي ماشية مع سامح البكري فعلا؟؟.
رشا: وانت برضة دخلك ايه في حاجة زي كدة؟.
كريم: دخلي انك بتلعبي بيا انا, انتي متعرفيش انا ممكن اعمل ايه؟, دانا اروح اقول لاخوكي على كل الي بسمعه عليكي.
قالت في سخرية.
رشا: وهتقوله انك كنت مصاحبني خدمة له ولا ايه؟,هتقوله ايه بقي عن الي كان بينا؟.
والتفتت لتنصرف عنه, فجذبها من ذراعها في عنف.
كريم: تبقي اتجننتي لو فكرتي ان ممكن تضحكي عليا وتفلتي مني.
رشا: انت اتجننت, سيب ايدي.
زاد من ضغطه على ذراعها.
كريم: دانتي الي اتجننتي ونسيتي انا مين.
رشا: لو مسبتش ايدي , هلم عليك الناس دلوقتي, انت الي شكلك نسيت انا مين.
ارتفع صوت غاضب من خلفهما.
"فيه ايه؟".
التفت كلاهما ,وقالت رشا في ذعر.
رشا: احمد.

(الحلقه السادسه)



نزعت رشا يدها من يد كريم في سرعة, وركضت تختبيء خلف اخيها, العاقد حاجبيه في دهشة غاضبة.
رشا: الحقني يا احمد, من المجنون دا.
قال كريم في غضب.
كريم: انا كنت عارف انك بجحة , بس مش للدرجة دي.
رد عليه احمد في غضب.
احمد: احترم نفسك يا كريم, ازاي تكلم اختى كدة؟,فيه ايه يا رشا؟.
كريم: ما تقوليله فيه ايه يا رشا, ساكتة ليه؟.
نظرت اليه رشا في توعد خلف احمد , وقالت في تحد.
رشا: ما تقوله انت.
كريم: انتي فاكراني هخاف, دانا عليا وعلى اعدائي.
صاح فيهما احمد.
احمد: انتو هتفهموني فيه ايه ولا لأ؟.
تبادل كريم مع رشا نظرات تحدي غاضبة, فقال كريم في عناد.
كريم: اختك ماشية مع سامح البكري.
التفت احمد الي اخته في غضب, وامسكها من ذراعها, وقال .
احمد: الكلام الي بيقوله دا صحيح؟.
قالت له والشرر يتطاير من عينيها,وقالت تقلب الامور عليهما سويا.
رشا: يعني مسألتوش وهو ماله, شاغل نفسه بيا ليه.
والتفتت الي كريم تقول في غضب.
رشا: ماهو عليا وعلى اعدائي انا كمان.
ثم عادت لاحمد تقول في استفزاز .
رشا: كريم صاحبك انتيمك كان مصاحبني من وراك, ايه رأيك بقي؟.
صعق احمد, ولم يشعرالا بيده تهوي على وجه اخته في غضب, فشهقت نورا, وتوقف بعض المارة عن السير ينظرون , فارتدت رشا تمسك وجنتها في دهشة غاضبة, ثم صاحت به في شيطنة.
رشا: انت مالكش انك تمد ايدك عليا, انت ازاي تضربني؟.
جذبها احمد من ذراعها مرة اخري .
احمد: دانا اضربك واكسر دماغك كمان.
فدفعته بعيدا عنها في عنف, وهي تصيح.
رشا: انت لو مديت ايدك عليا تاني هقول لبابا, والله لاكون قالبه عليك البيت.
وانطلقت تجري توقف تاكسي وتختفي من امامه تتبعها نورا,بينما التفت هو الي كريم في ثورة.
احمد: بقي انا كنت فاكرك صاحبي وطلعت..., انت يا كريم ؟؟, بتكلم اختي انا, ومن ورايا , بتضربني في ضهري!!.
كريم: والله بقي الكلام دا تقوله لاختك, انا قلتلها اعرفك هي الي مرضتش.
احمد: تقوم تكلمها من ورايا , ماكنتش فاكر انك .
كريم: قبل ما تتشطر عليا ,روح لم اختك , الي دايرة مع نص شباب الجامعة, وانت نايم على ودانك.
لكمه احمد بغتة في غضب وهو يسبه, فبعد ان اعتدل كريم متافجئا ,هجم على احمد واشتركا في عراك.
*************************
سارت مني تبحث عن صديقتيها حتى وجدتهما , فبادرتها سارة.
سارة: كنتي فين؟.
منى: كنت مع احمد.
ميرنا: برضه يا مني, انتي ما بتحرميش؟.
منى: كان لازم اتكلم معاه لاخر مرة, لازم اعرف مؤمن قاله ايه.
سارة: انتي محكتيلناش حاجة اصلا من الاول, فهمينا كل حاجة وازاي مؤمن عرف.
حكت لهما منى الموضوع كله ,وهم في طريقهم للخروج من الجامعة, فقالت منى بعد ان صمتتا.
منى: قوليها ياسارة, قولي انا قلتلك ان دا هيحصل.
سارة: انا مش هقول حاجة , بس كويس انك حسيتي بكدة.
ميرنا: طيب وايه الي خلاكي تكلمي احمد تاني , انتي مش وعدتي اخوكي؟.
منى: اصلك متعرفيش احمد زنان قد ايه, وبعدين صعب عليا كده وهو بيقولي انا كنت قلقان عليكي, حسيت اني لازم اتكلم معاه, والله احمد بيحبني اوي ياجماعة.
سارة: جري ايه يا مني , هو رجع يحلي في عنيكي تاني؟, هو انتي ايه؟, استحليتي الغلط ولا ايه؟.
منى: انتي لوشفتيه النهاردة وهو بيتكلم, كان خايف عليا ازاي, وكان غضبان ازاي لما قلتله اننا سايبين بعض.
ميرنا: يا منى اتلمي بقي , انتي عايزة اخوكي يموتك ولا ايه؟, يعني المرة دي ربنا ستر, عايزة ايه تاني؟.
منى: ولا ستر ولاحاجة, ما خلاص, مؤمن ماعادش واثق فيا خلاص, ومعادش بيتكلم معايا, وحتى معتز قبل ما يسافر حسيت انه مش زي الاول, زعلان اني موثقتش فيه ومقلتلوش.
سارة: ومامتك عرفت حاجة؟.
منى: لأ, الحمد لله مؤمن عاقل ماقالش لحد حاجة, دا حتى معتزعرف مني انا مش منه.
ميرنا: والله انا لو كنت مكان اخوكي دا , وعرفت انك كلمتي احمد تاني, كنت اقطم رقبتك.
سارة: وانتهيتي مع احمد على ايه؟.
منى: مفيش, برضه مشي غضبان اوي, لما سبته ومشيت, عشان قلتله انا مش عارفة ايه الي خلاني اكلمك النهاردة, كنت حساه هيفرقع فيا.
قالت ميرنا وهي تعبر بوابة الجامعة.
ميرنا: والله انا ماعارفة ,انتي ايه الي مبقيكي على احمد دا اصلا من الاول.
قالت منى .
منى: عارفة لما تحسي ان واحد مجنون بيكي, فعلا مجنون, ممكن يعمل أي حاجة المهم ما تسيبيهوش, دي اكتر حاجة بتعجبني فيه, وبتثبتلي انه بيحبني.
سارة: دي بتثبت انه اناني, وبيحب نفسه, وعنده حب تملك, وفوق كل ده بلطجي.
مني: انتي ماتفهميش حاجة في الحب.
سارة: دلوقتي بقيتي انتي دكتورة ورئيسة قسم؟.
منى: ماتتكلميش عن حاجة ما جربتيهاش.
ميرنا: طيب ما انا بحب خالد وهو بيحبني, ومتأكدة من كدة, مش لازم يجي يزعق ويعمل هوليلة, ويهددني عشان يثبتلي انه بيحبني, واضح ان انتي الي فاهمة الحب غلط يا موني.
منى: برضه مانتوش فاهمين, ازاي احمد ممكن برضة يبقي رقيق و...
قاطعتها سارة وهي تنظر الي تجمهر الناس حول مشاجرة خارج الجامعة.
سارة: ايه دا؟, مش هو دا احمد, الي بيتخانق هناك دا؟.
قال منى في فزع.
منى: فين دا؟.
ميرنا: دا بيضرب كريم,..استني يا مني رايحة فين؟.
ركضت منى صوب المشاجرة , وجرت سارة خلفها, فاضطرت ميرنا لملاحقتهما في ضجر.
*********************
بعد ان تدخل الناس لفصل الشابين , ومنعهما بالكاد عن تبادل السباب, ابتعد كريم عن موقع الشجار على مضض, يتبعه بعض اصدقائه, بينما لحقت مني باحمد الذي كان في قمة الغضب.
منى: ايه يا احمد؟, ايه الي حصل؟.
هتف احمد في غضب.
احمد: ال.دا بيتكلم على اختى.
م*ااااه ,انت عرفت؟, ماكان مسيرك تعرف, دي مفضوحة على كل لسان
منى: تقوم تضربه ,مش تفهم منه الاول قال كدة ليه؟.
احمد: دانا اضربه واكسر دماغه هو وهي, البيه كان ماشي مع اختى انا , بيقرطسوني الاتنين, فاكرني ايه؟.
منى: يا احمد الحاجات دي ما بتتاخدش كدة, في الاول وفي الاخر دا صاحبك ودي اختك, و...
احمد: بلا صاحبي بلا اختي, انا مش عايز حد يهديني, انا هقلب الدنيا عليهم, بس لما امسكه تاني ابن ال..دا.
تغاضت منى على سبابه رغما عنها, فليس هذا وقته, وحاولت تهدئته.
منى: خلاص يا احمد, مانت خدت حقك, انت ضربته , وخلاص,شوف هتحل الموضوع ازاي؟.
احمد: هحله؟؟, دانا هروح اكسر دماغها في البيت.
منى: يا سلام ,يعني هو دا الحل؟.
احمد: بقلك ايه يا منى, مالكيش دعوة انتي , اختى وانا هعرف المها ازاي.
وانصرف عنها غاضبا, فتوردت وجنتاها في توتر, مالذي يعنيه احمد؟, لماذا موقفه بهذا التعسف والجهل؟, وهي؟؟, الم تكن في موقف مماثل من قبل؟.
اقتربت منها سارة تقول.
سارة: هه ايه الي حصل؟, هو عرف حكاية كريم مع اخته؟.
التفتت اليها مني ,وهي تحاول ان تتمالك نفسها بعد ان نهرها احمد بهذه الطريقة.
منى: اه عرف.
ميرنا: عشان كدة ضرب كريم؟.
منى: اه.
سارة: مش كنت بقلك بلطجي, عشان تروحي تبوسي اخوكي, وتشكريه انه مش مجنون زي احمد كدة, ادي احمد نفسه اهه اتحط في نفس موقفه, وشوفي فرق رد الفعل.
لم تجبها مني فقد كان هذا هو الامر الذي يشغل بالها بالظبط, وشعرت بوجهها يحتقن, وراسها يؤلمها, فنظرت في الساعة ,وقالت.
منى: يلا يا جماعة نمشي انا مش ناقصة مشاكل في البيت , ولا انتو قاعدين؟.
سارة: احنا مش كنا كلنا خارجين نروح سوا؟, ولا انتي عايزة تهربي من الكلام؟.
مني: لا يا سارة, بس انا لازم اروح عشان مؤمن.
ميرنا: طيب ما احنا ماشيين معاكي اهه,ولا انتي بجد زعلتي؟.
منى: معرفش يا جماعة, انا عاذرة احمد, ومستغربة برضة رد فعله, بس هي رشا تستاهل , ماتقارنونيش بيها برضة.
سارة: ومين قال انه عرف كل حاجة عن اخته؟, دا يادوب عرف انها ماشية مع صاحبه امال لو عرف الباقي؟.
مني: وهو انا زي رشا؟.
سارة: لأ ,بس انتي عملتي زيها, وبعدين مصيبة لا يكون الي منرفزة بس انها كانت ماشية مع صاحبه ,مش حاجة تانية.
منى: قصدك ايه؟.
سارة: مقصديش, قفلو بقي ع الموضوع دا لغاية ما نبقي نعرف ايه الي حصل بالتفصيل.




(الحلقه السابعه)



دخل احمد بيته في غضب, وطرق الباب خلفه في عنف,باحثا عن رشا, وطرق باب غرفتها في عنف.
احمد: افتحي يا رشا, بدل ما اكسر الباب.
صاحت رشا من خلف الباب.
رشا: انت مالكش دعوة بيا خالص, وماتزعقليش , يا مامااا تعالي الحقيني.
اقبلت الام من المطبخ, تنهر احمد.
الام: انت ازاي تضرب اختك في الشارع, انت اتجننت؟.
احمد: دانا اضربها واموتها كمان , البجحة قليلة الادب دي, بتقرطسيني يا رشا, مبقاش انا لو مكنتش اطفحك الدم النهاردة.
رشا من خلف الباب.
رشا: شاهدة يا ماما ,عشان لما يجي بابا تقوليله.
الام: سيب اختك يا احمد , يلا يا حبيبي ربنا يهديك.
احمد: ومالقتيش الا كريم, والله اعلم مين تاني, مانتي بجحة.
رشا: مالكش دعوة بيا, يا بتاع منى.
اشتعل احمد غضبا وطرق على الباب بعنف اكبر صائحا.
احمد: ما تجبيش سيرة مني على لسانك, دي برقبة عشرة زيك.
رشا: ولما هي برقبة عشرة زيي ,بتكلمك ليه ولاهو ليك ماشي وليا انا كخة؟.
احمد: شايفة يا ماما بتقول ايه, ولما اكسر دماغها انا دلوقتي يبقي الكلام ايه؟.
الام: ماتسكت يا احمد وتسيب اختك في حالها, وبعدين ايه يعني غلطت ماكل البنات بتغلط, المهم ما تعملش كدة تاني.
وغمزته قائلة بهمس.
الام: ماتعملش كده في ايام امتحاناتها , خليك عاقل, بعدها ابقي اتكلم معاها.
صاح احمد.
احمد: وانا مش عاقل, والبت دي مش هتخرج من البيت الا على قد الامتحانات ورجلي على رجلها, ومفيش موبايل, ولو مش عاجبها تطلعلي , عشان اكسرلها رجلها, وتبقي توريني هتشوف الشارع ازاي.
*********************
ميمي: وبعدين يا مستر انا كدة مش هلحق , انت قلت هتدينا ملخص, دي ملزمة كبيرة اوي.
وائل: ايه يا ميمي قدامك النهاردة وبكرة, دانت لو بتقراها بس تخلصها 3 مرات, بطل دلع.
سارة: طيب هو احنا نذاكر من دي بس, بلاش الكتاب بقي.
وائل: مش انتو الي طلبتو ملخص؟, عايزين تذاكرو من الكتاب مفيش مانع, بس هتلحقو؟.
ميرنا: لا دي حلوة اوي كدة, يادوب الواحد يلحق يذاكرها, اصل سارة غاوية كتب.
وائل: اصلها مفيش وراها الا المذاكرة, مش زيك من ساعة ما اتخطبتي مش فاضية.
ميرنا: اه صحيح حضرتك فكرتني.
واخرجت دعوة من حقيبتها.
ميرنا: دي دعوة حضرتك علي الخطوبة ان شاء الله, اول خميس بعد الامتحانات, لازم تيجي, لازم ,لازم.
اخذ وائل الدعوة مبتسما.
وائل: وهو انتي كنتي لسه ماتخطبتيش؟.
ميرنا: دي الحفلة بقي وكدة, حضرتك جاي ان شاء الله, اكيد.
وائل: ان شاء الله.
بعد ان نزلوا نطقت مني لاول مرة.
منى: انتي ازاي تعزمي وائل؟, تعرفيه منين؟.
ميرنا: ايه الي اعرفه منين , هو مش المدرس بتاعي, وبعدين يا ستي انتي متضايقة ليه؟.
منى: مش متضايقة ,بس مستغرباكي, بتحطيني في موقف غلس جدا.
ميرنا: ليه احنا مش خلصنا من احمد, ومبقتوش تتكلمو , ايه دخله بقي؟.
منى: مش قصدي احمد, مؤمن, الي بقي عاملي روشة ده.
سارة: هو مش خلاص عرف ان مش وائل الي كان مقصود, وقفش الموضوع كله؟, مالك بقي؟.
منى: برضه انا مش ناقصة قلق.
سارة: اهو القلق جه.
اقترب منهم مؤمن محييا.
مؤمن: ازيكو يا بنات, اخبار الامتحانات ايه؟.
ميرنا: تمام, على فكرة انت معزوم معاهم في الخطوبة, يعني طنط وعمو ومني وانت, ومعتز لما يرجع ,اوعي ماتجيش.
مؤمن: لا ,ان شاء الله اجي.
منى: يلا يا بنات هنوصلكو.
سارة: لأ شكرا.
مؤمن: عيب ياجماعة مش كل مرة كدة, تعالو اركبو بطلو كلام خايب, ماتشوفي اصحابك يا مني.
دفعتهم منى للسيارة.
منى: يلا يا جماعة, انتو هتعملو فيها مكسوفين؟, من امتي يعني.
بعد توصيل الفتاتين ,ساد صمت محرج على السيارة, قطعه مؤمن.
مؤمن: مفيش جديد بعد اخر مرة اتكلمنا؟.
منى: جديد في ايه؟.
مؤمن: احمد, محاولش يكلمك.
منى: لا طبعا, انت مش محلفني.
م*يا ربي , بتسأل ليه؟, ليكون حد قالك
مؤمن: يعني ما شافكيش في الكلية خالص, ومشفتيهوش انتي ابدا.
منى: لا, هو انا بشوفه , بس طبعا ما بتكلمش معاه, وهو كمان مبيحاولش يكلمني.
عاد الصمت يغلف الجو,حتى قال مؤمن.
مؤمن: هي سارة مالها؟, كانت مبوزة ليه؟.
منى: مبوزة؟؟,لا عادي, مخدتش بالي.
مؤمن: هي اتضايقت اننا وصلناها؟.
منى: ممكن, اصل سارة كدة ساعات متعرفش دماغها فيها ايه.
مؤمن:بس هي مؤدبة اوي, شكلها باين.
منى: جدا.
مؤمن: ماهي المشكلة لما يبقي الواحد مؤدب, واصحابه مؤدبين وبعدين يغلط.
شعرت مني بالكلام المبطن يضايقها, الن ينتهي هذا الامر؟.
********************
احمد: مني ,ممكن كلمة؟.
التفتت منى الي احمد الذي كلمها بينما تقف مع اصدقائها تراجع الامتحان.
منى: احمد, عايز ايه؟.
نظر الي صديقتيها اللتان التفتتا تنظران اليه ايضا,وقال.
احمد: عايز اكلمك لوحدك.
منى: انت عارف ان مينفعش اتكلم معاك خلاص تاني.
احمد: يعني ايه , مش هعرف اكلمك خالص؟.
تدخلت سارة.
سارة: احمد, انت عايز تجيبلها مشاكل؟, لو سمحت ابعد عنها ,وسيبها في حالها بقي.
احمد: وانتي ايه دخلك, محامية, ماهي بتعرف تتكلم كويس اوي.
سارة: لا محامية ولا حاجة, انا بس بفهمك لانك شكلك مفهمتش, معادش ينفع انت وهي ترجعو زي زمان, فهمت ولا اقول تاني؟؟.
اوقفت منى الحديث الذي اشتد بينهما فقالت.
منى: خلاص يا سارة, هو احمد فاهم الكلام دا كويس.
ثم نظرت الي احمد,وقالت في جد.
منى: احمد, انا عند اتفاقي معاك قبل ما مؤمن يعرف, وانت قلتلي لو كلمتك قبل كدة ابقي مش راجل, وانا عايزاك تطلع راجل, وصدقني انا قد كلامي, وهستناك.
نظر اليها احمد طويلا ,ثم قال في تهديد.
احمد: وانا كمان عند كلامي قبل ما مؤمن يعرف, لو عرفت او شميت انك ليكي علاقة بحد , وائل او غيره, انتي عارفة انا ممكن اعمل ايه.
وانصرف,فقالت سارة في عصبية.
سارة: امتي ربنا يخلصك بقي من القرف الي انتي فيه دا.
نهرتها منى بحدة.
منى: اسكتي يا سارة.
وتركتهما وهي تقاوم دموعها.
سارة: ودي مالها دي؟.
ميرنا: يا بنتي زعلانة, ماهي برضة سابت احمد , بعد ما اتعودت عليه.
سارة: ماهي دلوقتي احسن.
ميرنا: عارفين, بس برضة من حقها تاخد وقت ,على ماتتعود, وبعدين انا ناوية اظبطها.
سارة: تظبطيها !!, ازاي؟.
ميرنا: انا عزمتلها وائل في الخطوبة, هقعده جمب عيلتها , خليها بقي تنضف وتعرف ناس نضيفة.
سارة: يخرب بيت دماغك, انتي بتعملي كدة ليه؟,غلط كدة يا ميرنا.
ميرنا: وغلط ليه؟,لما الاقي واحد محترم , وكويس , ومعجب بيها زي وائل, يبقي خسارة اني اضيعه منها, خلينا نحطهم على اول الطريق, لما يتعرف على عيلتها, هياخد خطوة اكيد,ومادام هي مش عارفة مصلحتها, سبيني اشوفهالها.
سارة: بس انتي كدة غلطانة, اشعرفنا مني ممكن تتصرف ازاي؟.
ميرنا: هتتصرف ازاي يعني؟, زي أي بنت, هتشوف مستقبلها بقي, وتسيبها من الهبل الي عايشة فيه دا.
سارة: انتي عارفة لو عرفت هتعمل فيكي ايه؟.
ميرنا: متخافيش ,مسيرها تشكرني.



(الحلقه الثامنه)



منى: انتي شايفاهم ياسارة؟.


سارة: يابنتي هنبقي في ناحية العروسة, بتبصي ناحية العريس ليه ,بصي هناك, اهو, مامتك اهي, انا شايفاها.


اقتربتا من ناحية المنضدة ,مكان جلوس عائلة منى.


سارة: ايه دا, ماما في نفس الترابيزة.


منى: تعالي نقعد على ماتدخل ميرنا .


جلستا على مقعديهما , بعد تبادل السلامات.


سارة: ايه دا؟, هو معتز ماجاش؟.


منى: يا بنتي, انا مش قلتلك لسه ما خلصش امتحانات.


سارة: اه, صحيح نسيت.


منى: بس بس , متبصيش, وائل اهه, اوعي يشوفنا.


التفتت سارة تنظر.


منى: انا مش قلتلك ماتبصيش, انتي غبية يا بنتي, اهو شافنا ,يارب ما يتغابا وييجي.


سارة: وايه المشكلة؟, بطلي روشة بقي.


اقترب منهم وائل.


وائل: ازيكو يا بنات, اخباركو ايه؟,انا مش عارف حد هنا خالص, انا تقريبا في الترابيزة الي وراكو.


سارة: ازي حضرتك يا مستر وائل.


واشارت الي امها.


سارة: ماما, مستر وائل الي باخد عنده درس.


وائل: اهلا وسهلا , ازي حضرتك .


واسقط في يد منى, فاضطرت لتعريف وائل بعائلتها, قال وائل وهو يسلم على مؤمن.


وائل: انا عارفك, صح؟.


قال مؤمن وهو يبتسم.


مؤمن: انت قريب ايمن منصور, صح, ايمن مديري في الشغل, اتقابلنا في فرحه, فاكر؟.


وائل: ايوة وانا اقول, ازيك عامل ايه؟.


مؤمن: الحمد لله, تعالي اقعد معانا, فيه مكان فاضي.


وائل: هو انا باين في الترابيزة الي جمبكو.


مؤمن: متخافش فيه مكان فاضي عندنا, اقعد يا راجل.


*****************


جلست منى تكاد تنفجر مما يحدث لها, كيف بالاقدار تكون مرتبة بهذا الشكل, مالذي يأتي بوائل في هذا الوقت, وأي صدفة حمقاء تجعله يتعرف على اخيها,وشعرت بالضيق اكثر حين دار حديث بين وائل ومؤمن عن العمل.


مؤمن: وانت دلوقتي بتشتغل في مكتب محاسبة باليل؟.


وائل: اه كنت بشتغل فيه الفترة الي فاتت, على ما اخلص السنة الي باخدها قبل م اتعين.


مؤمن: بس انت خلاص كده, بقيت معيد خلاص.


وائل: ايوة خلاص, فمبقتش اروح المكتب زي زمان, والله انا قلت للبنات يتدربو في الصيف ,في مكتب محاسبة.


مؤمن: دي فكرة حلوة فعلا.


سارة: والله انا محدش قالي حاجة.


احرج وائل قليلا, فاردف قائلا.


مؤمن: انا قصدي قلت لمني يعني على الفكرة, وهي تبقي تعرف البنات, قلتلها تبقي تجيبلي السي في لو عايزة اقدملها, وعلى الصيف يتطلع نتيجة الترينيز.


منى: انا قلت لحضرتك هفكر.


مؤمن: بس دي فكرة حلوة اوي يابنات, يعني بجد فكروا تدوله السيفيهات.


منى: ماقلت خلاص ,ان شاء الله.


ثم التفتت الي سارة.


منى: تعالي معايا التواليت.


وبعد ان ذهبتا.


سارة: مالك يا منى مقلوبة ليه؟.


منى: يعني عاجبك الي بيحصل ده ؟, مش كفاية انه جه, كمان اتصاحب على اخويا.


سارة: انا نفسي افهم انتي ايه الي مضايقك, دلوقتي وائل بقي وحش, بعد ما احمد راح.


منى: يا ذكية افهمي, دلوقتي احمد مبيطيقش فعلا حاجة اسمها وائل, ومش مطمن لاننا سايبين بعض, لما يعرف ان وائل اتصاحب على اخويا, تبقي ايه الظروف بقي؟.


سارة: امال كنتي بتكلميه وتعشميه على اساس ايه؟.


التفتت اليها منى في غضب.


منى: ايه تعشميه دي يا سارة؟, مش تاخدي بالك من كلامك؟, انا معشمتش حد.


سارة: طيب بلاش تعشميه , خليها ليه وصلتيه انه يتعلق بيكي؟.


منى: انا مضربتش حد على ايده , هو الي كان عايز يتعلق باي حاجة, وبعدين انا الي قلتله اتعرف على اخويا؟, ماهو كله من ميرنا الي جابته النهاردة.


سارة:ماهو انتي كده, تقعدي تحطي نفسك في مواقف بايخة ,وبعدين تلومي الناس على تصرفاتك.


منى: انا مش عارفة انا اعمل ايه يريحكو, انا مش سبت احمد, مش سايبني في حالي ليه؟.


سارة: عشان انتي ما سبتيش احمد وانتي مقتنعة, انتي سبتيه عشان زهقتي , بس مش عشان شايفة انك كنتي بتعملي حاجة غلط.


منى: طيب يا ست العاقلة, انا مش مقتنعة, ريحو نفسكو بقي.


وتركتها وانصرفت,فصاحت سارة خلفها.


سارة: انتي لو عايزة تحليها ,هتتحل يا مني.


******************


دخل مؤمن غرفة مني بعد عودتهم من الحفل.


مؤمن: انتي ماقلتليش ليه على حكاية التدريب دا؟.


منى: ماجتش فرصة, وبعدين انا افتكرته بيتكلم كدا وخلاص, مخدتش كلامه جد.


مؤمن: وناوية تعملي ايه؟, انا خدت بالي انك متضايقة من الموضوع, انتي مش عايزة تروحي ليه؟, هو وائل دا مضايقك في حاجة؟.


منى: لا , ابدا, دا بني ادم محترم جدا, بس هو انا يعني ,مش عايزة خدمات من حد.


مؤمن: دي مش خدمة ولا حاجة, هو مش هيعمل غير انه يقدملكو السي في, وهما بقي الي يقبلوكي ولا لأ, وبعدين انا شايف انها فرصة حلوة , يبقي عندك اكسبيرينس قبل ما تتخرجي, هو دا رأيي انا , لو انتي بجد مش عايزة تروحي براحتك.


منى: هو الموضوع مش كدا, انا بوعدك افكر في الحكاية بجد.


مؤمن: ماشي خدي وقتك.


واستدار يهم بالانصراف, ولكنه عاد, وكأنه تذكر شيئا.


مؤمن: هي..سارة صاحبتك, باباها متوفي؟.


منى: لا ,مين قال كدة؟.


مؤمن: اصل مامتها بس الي جت النهاردة.


منى: لا , عايش, بس هو مالوش في الجو دا.


مؤمن: هي الصغيرة؟.


منى: لأ , بتسأل ليه؟.


مؤمن: عادي , بسأل عادي.


منى: بس انا ملاحظة انك قعدت تتكلم مع مامتها شوية, وقبل ما نيجي.


مؤمن: وايه المشكلة؟, مش بطمن على عيلة صاحبتك.


قالت بخبث.


منى: طيب., اطمن, هي كويسة وعيلتها كويسة.


امسك رأسها ممازحا.


مؤمن: بت, متعمليش عليا ناصحة, مفيش حاجة.


ازاحت يده عن رأسها وهي تضحك.


منى: وهو انا قلت حاجة.


******************


اخذت ميرنا تضحك بشدة.


ميرنا: انتي لسه فاكرة؟, دانتي قلبك اسود.


منى: يا سلام يا ميرنا, بقي تطلعي قاصدة وفي الاخر مش عايزاني ازعل.


ميرنا: حرام عليكي دا عدا علي الخطوبة اسبوعين , وانتي لسه زعلانة.


منى: مانتي كنتي بتستهبلي.


ميرنا: انا كنت بس قاصدة اقعده جمبكو يمكن تتعرفو , بس مكنتش متخيلة خالص الي حصل دا, بقي يطلعو عارفين بعض , ويقعدو سوا.


منى: ومابيبطلوش يا ستي تليفونات من يوميها, كأنهم اناتيم.


ميرنا: والله انت حظك من السما, بس انتي الي مبتحمديش ربنا.


منى: حظ ايه انتي كمان.


اقبلت سارة .


سارة: مالكو مبسوطين ليه؟.


ميرنا: مني يا ستي , لسه فاكرالي الي عملته فيها في الخطوبه.


منى: هه؟؟, لقيتي ايه؟, طلعت بجد؟؟.


سارة: بيقولو هتطلع على النت كمان نص ساعة.


ميرنا: بسرعة كده؟, ليه هو احنا في ابتدائي؟.


اقبل ميمي.


ميمي: عرفتو؟؟, النتيجة هتتعلق شوية كدا.


سارة: تتعلق, دانا لسه سائلة ,قالولي هتنزل على النت.


ميمي: لا , اولي وتالتة بس الي نزلت على النت, بس كلها هتتعلق النهاردة, بعد ساعة كدة, انا سألت في شئون الطلبة.


ميرنا: وانت تسأل ليه؟, انت مش جايبها من الكنترول؟.


ميمي: ماهي ساعات بتبقي غلط.


منى: انا مش هروح الا لما تنزل, مادام نازلة النهاردة.


ميرنا: طب تعالو نقعد في حتة, بدل ماحنا واقفين كدا, لغاية ماتنزل.


************


وقفت سارة ممسكة بورقة وقلم, تكتب نتيجتها ونتيجة صديقاتها, بينما اطمأنت مني على نجاحها, ولكنها وجدت انها اخفقت بمادة , غضبت قليلا, ولكن بعدها هدأت, فقد كانت فترة الامتحانات فترة عصيبة بالنسبة لها, وهي اكثر من مشكورة على اجتيازها هذا الفصل الدراسي اساسا.


ووجدت قدميها لا اراديا تحملانها ,لتخترق التجمع حول نتيجة الصف الرابع, لتبحث عن نتيجة احمد, حتى وجدت اسمه "احمد محمد احمد امام".


وجدته في ثلاث مواد حاصل على تقدير "ض.ج".


لقد رسب احمد هذا العام.



(الحلقه التاسعه)


وقف احمد متسمرا امام الحائط المعلق به النتائج, اذا فالامر صحيح, واخبره به اصدقائه, لقد رسب هذا العام, والتقديرات ضعيف جدا, حتى انه لا يوجد امل ان ترفع التقديرات بدرجات رأفة,اذا الامر محسوم وبمنتهي القسوة.
طوال دراسته بالكلية لم يشعر احمد ابدا بالغضب او الذعر او حتى الدهشة حين رسب في المرات الثلاث السابقة, بل لقد كان يشعر بشيء من الارتياح, وكأنه اعتاد الامر, اما هذه المرة, فالامر ازعجه اكثر من أي وقت مضي, ان نجاحه هذا العام لا يتوقف عليه مستقبله فقط , انما تتوقف عليه علاقته بمني , ولم يتمن في حياته كلها النجاح مثلما تمني هذا العام, ولكن لا تأتي الرياح بما تشتهي السفن, ها هو يرسب, وتضيع مني من بين يديه بلا معارك, وان كان لديه امل في العودة اليها, فها هي كل اماله تتبدد وبعنف.
اقتربت شيرين من احمد, وهو شارد, فقاطعت شروده بهدوء.
شيرين: ايه يا ايمو؟, مالك؟.
اشار بيده الي النتيجة, دون ان يشيح بوجهه عنها اصلا, فنظرت شيرين تتبين سبب حزنه, ففهمت, قالت بمزاح محاولة ان تواسيه.
شيرين: وفيها ايه يا ايمو؟, يعني هي اول مرة؟, ماتبوزش كده كأنك مطلعتش الاول على الدفعة.
لم يجبها, انما اكتفي بهزة برأس .
شيرين: دانت زعلان بجد, فيه ايه بقي؟.
احمد: عادي, اديكي قلتيها , مش اول مرة.
نظرت اليه في اسف.
شيرين: انا سمعت بالي حصل بينك وبين كريم, معلش يا ايمو, بكرة تتصالحو.
احمد: مفتكرش.
شيرين: خلاص بقي, فكها متبقاش رذل, مااتعودتش عليك رذل.
احمد: واخبار محمود ايه؟.
شيرين: الحمد لله, اتثبت في شغله الجديد.
احمد: كويس.
وصمت مكتئبا , فسألته في حذر.
شيرين: انت سبت مني خلاص؟.
ابتسم في مرارة.
احمد: هي الي سابتني.
شيرين: معلش.
احمد: وبعدين خلاص بقي, انا هعيد السنة, يعني حتى لو كان.اووووووف, يلا, الحمد لله.
نظرت اليه شيرين بشفقة, انها لم تره بهذا الحزن من قبل.
شيرين: خلاص بقي ياايمو, اهي سنة وهتعدي.
احمد: اول مرة احس ان السنة هتبقي ميت سنة, كأن الدنيا هتتغيرفي السنة دي, انا مخنوق اوي.
شيرين: ولا تزعل نفسك, يعني هو ايه الي كان هيحصل يعني.
احمد: كتييير.
وترك نفسه لتخيلاته الساخطة لما كان ممكن ان يحدث في هذه السنة لو نجحها, وتوقعاته لما سيحدث الان بعد رسوبه.
***********************
ميرنا: مني, انتي مش معانا خالص على فكرة.
منى: ليه كدا؟, انا معاكو اهه.
ميرنا: طيب كنا بنقول ايه؟.
منى: قلتلك معاكو...خلاص, بطلي رخامة بقي.
ميرنا: انا برضه الي رخمة؟.
سارة: يعني كده مؤمن خلاص, هيبطل يجي ياخدك من الكلية!!.
ميرنا: الحمد لله, يعني هنعرف نتأخر في الكلية براحتنا, بصراحة كان كاتم على نفسنا.
سارة: يا سلام يا ست ميرنا , يعني مؤمن كان كاتم على نفسك؟ , هو انتي حد يعرف يكتم على نفسك.
ميرنا: وانتي بتدافعي عنه ليه كأنك امه؟, وانتي مالك.
سارة: بقي انا ماليش دعوة يا مني, مني, اصحي فيه ايه؟.
صاحت فيهما منى.
منى: قلتلكو مفيش, يباي.
وقامت تتركهم, فلحقتها سارة توقفها من يدها.
سارة: مالك يا مني , مزاجك زي الزفت ليه؟.
ترقرقت في عينيها الدموع وقالت.
منى: مخنوقة , مخنوقة يا سارة مخنوقة.
صمتت سارة, وهي تنظر لدموع منى ,التي نزلت على وجنتيها, وقالت بهدوء.
سارة: عشان احمد سقط؟.
ادارت مني بوجهها بعيدا عنها.
منى: كنت فاكراه هينجح, وكنت فاكرة هنرجع لبعض, وكنت فاكراه هيشتغل,وكل حاجة هتتحل.
سارة: انتي كان عندك امل بجد؟, يا مني دانتي ادري الناس باحمد, بني ادم لا يعتمد عليه, وبانت اهي, اول القصيدة كفر, قالك هينجح, وسقط, يبقي تصدقي بقي ازاي انه كان هيشتغل, ويتقدم زي ما قال, دا واحد قضي في الدراسة سبع سنين والتامنة في السكة, هيتخرج من هنا عنده تلاتين سنة, يتضمن ازاي يشتغل ويتحمل مسؤلية؟, دا مش متحمل مسؤلية نفسه حتى, فيه راجل في سنه, لسه بياخد المصروف من بابا, الي زيه, عشان يكون نفسه عايزله عشرين سنة دا لو كفوه, وتلاقيه يتنطط, عايز يشتغل مدير من اولها, لا عايز يتعب , ولا ينجح, انا مش عارفة انتي ايه الي مزعلك؟, المفروض تحمدي ربنا انه خلصك منه, بعد ماكنتي مصممة على انك تفضلي معاه, انتي عملتي الصح, وربنا كافئك انه وراهولك على حقيقته, ايه المشكلة تاني؟, بيحبك؟, وايه يعني؟, الحب مش كلام زي مانتي فاكرة يا مني, الحب مواقف وتصرفات وعايز رجالة, تعمل ماتتكلمش وبس , هو لو كان بيحبك بجد زي مانتي فاكرة ,كان وراكي على الاقل انه مستعد يعمل حاجة, بدل ما يربطك جمبه بالسنين.
زادت دموع مني ولكن سارة لم ترحمها , اكملت كلامها , بمنتهي الصراحة.

سارة: وانتي لو فاكرة انك بتحبيه تبقي غلطانة, انتي عمرك ما حبتيه يا مني, لو حبتيه ماكنتيش زهقتي منه, مرة واتنين وتلاتة, وفكرتي تسيبي نفسك ولو لحظة تكلمي وائل, حتى لو مقتنعة ان مفيش بينكو حاجة, وماكنتيش خدتي قرارك انك تسيبيه قبل ما اخوكي يعرف حتى, بس انتي بس دلوقتي عايزة تصدقي انك زعلانة ,وانك كنتي بتحبيه بجد, بس دا بيتهيألك, الحب الحقيقي بيجي مع العشرة, وان ربنا يكون مبارك, مش نعمل الحاجة في السر ونقول ربنا مش بيباركلنا ليه؟,ونرجع نعيط ونقول سقط.
كفكفت مني دموعها ونظرت لسارة, وقالت.

منى: سارة, انتي عندك حق.

سارة: انا مبقولكيش كده عشان تقوليلي عندك حق, انا بفهمك لانك محتاجة حد يوعيكي, وانا عايزة اكون الحد دا, فكري في مستقبلك ومصلحتك, يا بنتي انتي لسه صغيره, لا رحتي ولا جيتي , ولسه ياما هتشوفي وتتعلمي, الدنيا مبتقفش عند حد, ومش عشان غلطتي في صغرك, تفضلي مكتئبة طول العمر, انتي من حقك تحسي بالامان وتطمني, واديني بقلك اهه كلام اتحاسب عليه, احمد دا عمره ما هيحسسك بالامان , انتي مش هتخلصي منه الا اذا كنتي عايزة دا, وانا نفسي تعوزي دا بجد,لان ساعتها, هيبقي البعد عنه سهل, ونسيانه سهل, والباقي ان شاء الله اسهل.

قالت مني بعد ان توقفت عن البكاء.
منى: انتي بتقوليلي الكلام دا عشان مصلحتي, انا عارفة, انا معاكي في كل كلمة قولتيها, وان شاء الله هعمل الي بتقولي عليه, وربنا يقدرني.

سارة: هو دا الكلام الي احب اسمعه منك, خليكي قوية , وتعالي على نفسك هتعرفي تتحكمي في مشاعرك ,وحياتك واختياراتك وحاجات كتير ان شاء الله, انا صحيح قسيت عليكي, بس انا كنت عايزة ابقي صريحة معاكي.
منى: انتي ماقستيش عليا ولا حاجة, انتي يهمك مصلحتي, وانا برضة المفروض من هنا ورايح اهتم بمصلحتي انا كمان, عشان متخافيش عليا.
جذبت سارة رأس منى تقبلها وقالت لها.
سارة: انا مش خايفة عليكي, انا عارفة انك عاقلة, وان شاء الله معادش مشاكل, ومش هنفكر في احمد دا تاني.
قالت مني في تصميم.
منى: ايوة يا سارة, مش هنفكر في احمد دا تاني ابدا, ابدا ابدا.
*********************
أ*ايه يا ابو حميد, مالك يعني ؟, كان ايه الي حصل, سقطت ,ايه الجديد يعني؟
مني كده ضاعت مني خلاص
مافي ستين داهية, هي كانت في ايدك اوي يعني؟, دانت الي كنت في ايدها ,بتجيبك يمين وشمال زي ماهي عايزة
بس انا بجد كنت ناوي انجح, واتقدملها
ناوي ومحصلش نصيب, ايه الي حصل في الدنيا يعني؟, والله بقي اذا هي موقفتش جمبك في محنتك تبقي ماتستاهلكش
بس انا مضمنش توافق انها تفضل معايا , بعد الي حصل, دانا كنت هستني الكام شهر الجايين دول بالعافية لغاية مانرجع لبعض
انت فاكر انها كانت هترجعلك لو نجحت؟, يابني انت الي زي مني دي داخلة على طمع, داخلة على خطوبة وجواز وتعالي كلم بابا, ولو مجتش متكلمكش تاني
يعني ايه؟
يعني الفيلم بتاع انجح الاول واشتغل, كان بس زحلقة عشان تريح دماغها منك
بس انا كنت موافق انجح واشتغل
ماهو عشان انت طلعت مغفل ووافقت , لو كنت قلتلها لأ, كانت رجعتلك , بس عشان انت وافقت هي قالت خلاص بقي, المركب الي تودي
ماتلعبش في دماغي
يابني فوق بقي لنفسك وبطل النكد الي انت معيشنا فيه دا, ايمو بجد, فوق وانسي مني دي بقي
ماهو معادش ينفع افكر فيها خلاص تاني, انا مينفعش ارفع عيني في عينها بعد كده
احسن ,جت من عند ربنا
بس انا مش عارف مالها السنة دي ملطشة معايا كده؟, يعني خسرت اعز اصحابي واختي وحبيبتي وسقطت كمان ,كله في وقت واحد , انا مش عارف بيحصل معايا كده ليه؟
عشان انت طيب وفاكر الناس زيك, انت بس لو تضرب الناس كلها جزمة وترجع زي زمان , هتبقي تمام ,دانت كنت وردة مفتحة,من ساعة بس ماعرفت مني دي وانت على طول ورا, جابتلك الفقر
سيبني بقي في الي انا فيه, مش ناقصة تريأتك وحياة ابوك, لو عايزني انساها بجد, بطل تتكلم
يعني هتنساها خلاص؟؟
هنساها خلاص
مفيش مني؟
مفيش منى
ولا حتى هتفكر فيها؟
هحاول
هو دا الي انا احب اسمعه منك, مفيش مني؟, دانا مش مصدق نفسي
مفيش مني ريح نفسك
مفيش مني, مفيـــــــــــــــــــــــ
ـــــــــش منــــــــــــــــى



(الحلقه العاشره)




ميرنا: يااااه, هي البت دي لسه عايشة؟.
التفتتا مني وسارة لتريا عمن تتحدث ميرنا.
ميمي: "رشا عادي"؟, انتو عرفتو الي حصلها؟.
سارة: "رشا عادي", ايه دا؟.
ميمي: انتي متعرفيش ؟, دا الاسم الي طالع عليها, دي الجامعة كلها عارفة,انتو عرفتو انها ماشية مع عبد الحميد دلوقتي, عشان كده تلاقوها في كليتنا كتير.
ميرنا: هي محرمتش؟,بعد ماخوها عرف.
ميمي: ماهو بطل يجي الكلية بعد ماسقط خلاص, شكله ضاربها طناش, واخته بقي هايصة وهو مش هنا.
سارة: انت متابع اخبارها ليه؟.
ميمي: ولا متابع ولا حاجة , انا الاخبار بتجيلي لحد عندي, صاحبة نورا انتيمتي الي في اداب , معايا من ايام المدرسة, نورهان مانتو عارفينها, بتجيبلي الاخبار كلها.
ميرنا: وانت تموت وتلم اخبار.
ميمي: انتو عارفين ان نورا بتموت في ايمو.
تجهم وجه منى وادرات وجهها ,لتبدو منشغلة بشيء اخر.
ميرنا: طيب لم لسانك ده بقي الي عايز قطعه, ...انت ايه الي موقفك هنا اصلا, انت مش كنت مروح, يلا , ورينا عرض كتافك.
قال بدلع.
ميمي: ايه يا ميرو؟, هو انا قلت حاجة, اخص عليكي.
نظرت سارة لمني, ترقب التغيير الذي طرأ على وجهها منذ ان ذكر ايمو, فهمست في اذنها.
سارة: ايه يا موني؟, عدا اسابيع ع الموضوع احنا مش كنا نسينا.
تمالكت مني نفسها.
منى: ايوة نسيت , بس برضة مبقدرش امنع نفسي اني اتعب كل ما بسمع اسمه او اشوفه صدفة, انا صعبان عليا اوي من ساعة ما سقط, وصعبان اكتر انه ماحاولش يقربلي من يوميها.
سارة: يعني هو طلع راجل وفهم من نفسه,انتي تزعلي ليه؟, دانتي تفرحيله انه طلع بيفهم.
منى: انتي هتهزري؟.
سارة: لا خلاص, مش ههزر.
مرت رشا في هذه اللحظة من جانبهم ورمقتهم بنظرة احتقار, ثم ابتعدت وهي تختال,بقامتها الهيفاء.
ميرنا: البت المقرفة دي عايزة حد يكسر لها رقبتها, هي فاكرة نفسها ايه وهي طويلة كدة.
*********************
سار احمد امام كافيتيريا الشركة التي يعمل بها ابيه, حاملا كوبا من الشاي, وهو يفكر, لقد قرر التقليل من الذهاب للجامعة هذا الفصل الدراسي, وان يبدأ في البحث عن عمل, وقد طلب من ابيه ان يبحث له او معه عن عمل, ومر عليه بمحل عمله اليوم ليتحدثا ويبحثا سويا, وبينما هو شارد اصطدم بفتاة كانت تسير في الاتجاة المقابل , فانقلب الشاي عليه وعليها,فقال بانفعال.
احمد: مش تفتحي؟؟.
نظرت اليه الفتاة بعينيها الزرقاوين مندهشة من غضبه, فهو المخطيء, وقالت بحدة.
الفتاة: انا اسفة.
نظر اليها احمد غاضبا, فوجدها فتاة صغيرة الحجم, جميلة وبريئة , تنظر اليه في تحد,فلم يصمت وعاود الصياح.
احمد: يعني ينفع كده؟.
الفتاة: مانا قلت انا اسفة, مع انك انت الي غلطان.
نظر الي ملابسها الي اتسخت ,وهي تحاول تنظيفها بيدها , وجد ان ملابسها تأذت اكثر من ملابسه هو, وايقن انه هو المخطيء.
احمد: برضة, مش تبصي؟.
نظرت الفتاة الي ملابسه التي اتسخت قليلا, واخرجت منديلا مبللا من حقيبتها واعطته اليه, وقالت وهي تشير الي مكان ما.
الفتاة: خد نضف هدومك, التواليت من هنا ,ومتبقاش تمشي سرحان, وتضايق الناس وبعدين تزعق.
واستدارت عنه, وهي تذهب ناحية دورة المياة ,متمتمة.
الفتاة: قلة ذوق صحيح.
تابعها احمد ببصره يراقبها, انها فتاة جميلة محجبة نحيفة ,صغيرة الحجم ورقيقة ,ومع ذلك اشعرته بأدبها كم هو قليل الذوق, كان ينتظر منها ان تغضب او تصيح, فيصيح هو الاخر لينفث قليلا عن غضبه وتوتره, ولكنها لم تفعل, بل زادته حنق وغضب.
***********************
دخل مؤمن حجرة منى, وجلس , وبعد تبادل الحوارات المعتادة سألها دون مواربة.
مؤمن: مني, هي سارة صاحبتك دي بتحب حد؟.
منى: لا طبعا, سارة مالهاش في الكلام دا.
مؤمن: انا ماقلتش كلمت حد ولا لا, انا بسأل بتحب, ماهي ممكن تكون بتحب مع نفسها.
منى: لا, سارة دي ليها دماغ كده لوحدها,متعرفلهاش, بس في موضوع الحب دا, لا , سارة عقلانية اوي, وبتحكم دماغها على طول.
وصمتت تنظر اليه في شك ,ثم قالت.
منى: انت بتسأل عليها دايما, فيه ايه؟.
مؤمن: مفيش , انا بس بفكر, يعني البنت دي كويسة اوي ,وانا مستخسرها بصراحة.
منى: انت ايه؟, ناوي تخطب يعني؟.
مؤمن: بشوف يعني, بس الاول عايزك تجسيلي نبضها, شوفيلي هي موافقة الاول على مبدأ الخطوبة وهي في الكلية, وحاجات من دي, بس اوعي تجيبلها سيرتي, بس ابقي قوليلي ردها.
منى: ماشي, سيب الموضوع دا عليا.
مؤمن: بس ما تعمليش اكتر من الي قلتهولك, اناعارفك هتلخبطي الدنيا.
منى: لا متخافش, ان شاء الله همشيلك في الموضوع دا, انا بحب سارة اوي , واتمنالها كل خير.
*******************
جلس احمد في مكتب ابيه , يتحاور هو وصديقه الذي يأمل ان يخدمه في تشغيل احمد.
احمد: يعني هو مفيش تثبيت ياعمو شكري.
شكري: فيه طبعا , بس زي منا فهمت انت لسه متخرجتش, انت هتشتغل زي مؤقت, وبعدين لما تتخرج نبقي نشوف موضوع التثبيت.
الاب: يعني اعتمد عليك يعني يا شكري في الموضوع دا؟, انا خلاص كده هوقفله تدوير , هيشتغل معاك يعني؟.
شكري: ان شاء الله.
احمد: والشغلانة عادي اني اكون مش متفرغ , يعني مثلا ايام الامتحانات , هاخد اجازات.
شكري: ايوة , عادي, منا مشغل بنتي معايا كده, وهي برضة لسه في الكلية, فبتاخد اجازات ايام الامتحانات.
الاب: صحيح , هي مريم اتأخرت ليه؟, هي مش كانت معاك.
شكري: هي كانت طالعة ,بس وهي ماشية واحد غبي خبطها ,وقع عليها شاي.
اتسعت عينا احمد ,والرجل يتحدث.
شكري: هي بتنضف هدومها في التواليت وجاية.
وما ان انهي كلمته حتى انفتح الباب, ودخلت الفتاة التي صدمها احمد منذ قليل, فقال ابيه في مرح.
الاب: اهي مريم وصلت اهي, لسه بنجيب في سيرتك.
****************
وقف احمد في الاسانسير مع صديق والده وابنته وهو في قمة الحرج, لقد اهان الفتاة منذ قليل ولم يكن يعلم انها الفتاة التي سيعمل مع والدها, والاهم من ذلك انه لم يدرك لم فعل هذا, لقد كان حانقا وشاردا, مالذي جعله يفرغ غضبه فيها , دار كل هذا في رأسه بينما تفحص الفتاة بنظرة في الخفاء, لم يدر ماعمرها بالظبط فهي تبدو صغيرة جدا, من النوع الذي يود المرء ان يربت على رأسه, حتى صوتها حين تحدثت معهم بالمكتب, كان رقيقا وناعما كالاطفال ,وللغرابة لم يبد على ملامحها أي تغيير حين تعرفته بالمكتب, ولم تشر الي ما حدث بينهما.
حين وصل لمدخل الشركة قال الاب.
شكري: ماشي يا احمد , اشوفك ان شاء الله عندي في مكتبي يوم الخميس.
صافحه احمد وهو يقول.
احمد: ان شاء الله, مش هتأخر.
واستدار ينصرف , فسمع الاب يقول لابنته.
شكري: خليكي هنا ,هروح ادور العربية في الجراج, واجيبها عند المدخل.
فانتظر حتى اختفي الاب وتوجة ناحية الفتاة , وقال في حرج.
احمد: انسة مريم,. انا اسف اوي , ..قصدي يعني على الي حصل , انتي فاهمة طبعا.
نظرت اليه الفتاة في شيء من البرود وقالت بهدوء.
الفتاة: حصل خير.
احمد: لا هو محصلش خير يعني انا كنت قليل الزوق .وانتي كنتي,يعني..
الفتاة: خلاص بجد حصل خير.
وادارت وجهها, فشعر احمد بالاحراج اكثر من ذي قبل, ولم يجد بدا الا ان يتراجع ويبتعد في اعتذار.
*********************
ردت مني على تليفون البيت .
منى: الو.
وائل: السلام عليكم ,منى؟, ازيك, انا وائل.
منى: مستر وائل, ازي حضرتك عامل ايه؟.
وائل: الحمد لله, اخبارك انتي ايه؟,..
منى: الحمد لله.
وائل:..,هومؤمن مش في البيت؟, اصلي بكلمه على الموبايل مقفول, هو موجود؟.
منى: لا والله , هو مجاش من الشغل , لما يرجع هبلغه ان حضرتك اتصلت,..؟؟.
وائل: وانتي عاملة ايه؟, عرفت انك شلتي مادة الترم دا.
منى: اهو الحمد لله على كل حال, هي ض بس ان شاء الله تكون رفع.
وائل: ان شاء الله.
منى: .؟؟.
وائل: ..طيب, مش عايزة أي حاجة؟.
منى: لا شكرا .
وائل: طيب يا مني سلام.
منى: سلام.
م*اصل انا ناقصاك انت كمان
هو فعلا واد يفقع ,مستني ايه علشان ينطق
انا مش عايزاه ينطق انا عايزاه يبعد عني خالص, انا مش عايزة حاجة .ولا حد يقرب مني دلوقتي
اللللله؟,هو احنا رجعنا نحن تاني
ولا نحن ولا حاجة انا بس مش طايقة ولاد خالص, ياريت يطلعو من دماغي بقي
يعني ايه , بقي حتت واد معفن زي احمد يعقدك
لا, بس انا خلاص انا عايزة اقعد في بيتنا , والي عايزني يجيلي ومش عايزة حد عرفاه كمان, عايزة حاجة جديدة كده,يكون معرفوش ومشفتوش قبل كده, زي سارة كده لو ليها نصيب في مؤمن
احنا غيرنا بقي من سارة
يعني ايه؟
يعني عايزين حد كده , زي ما هي عاملة هتعملي , لمجرد التقليد؟
لأ طبعا, انا فعلا كان نفسي في كده قبل ما اقابل احمد
وبعد ما قابلتيه؟
لا عايزة ارتبط ولا اتجوز ولا حاجة, ولا عايزة اشوف جنس راجل جمبي تاني
يعني ايه؟, اتعقدتي؟
لا
ماهو كده يبقي اتعقدتي
ماشي , اتعقدت , محدش له عندي حاجة, برضة انا عند كلامي, لا عايزة احمد ولا وائل ولا أي حد



(الحلقة الحاديه عشر)




مني: مش هتيجي معانا يعني؟.
ميرنا: بقلك خالد جايلي, هنتغدا سوا.
منى: يباي يا ميرو, يعني يوم مانتفق نتغدا مع بعض, تطنشينا كده.
ميرنا: اديكي شايفة اهه , اتصل واحنا قاعدين ,انا كنت على معادي معاكو.
سارة: طيب ,هو هيجي امتي؟.
ميرنا: استني كده, شكله بيتصل هو برة باين.
وردت على الهاتف , ثم عادت لتقول.
ميرنا: انا هطلعله برة الجامعة بقي, خلاص بقي ماتزعلوش مني.
مني: خلاص مش هنروح يا فقر, نبقي نخرج بكرة.
قبلتها ميرنا وقالت.
ميرنا: شكرا يا موني, واوعدك بكرة ان شاء الله ابقي معاكو.
وانطلقت مسرعة لتلاقي خالد.
مني: البت دي مبقناش نقعد معاها من ساعة ما اتخطبت, خلاص ,على طول مع خالد.
سارة: ماهي الخطوبة كده, يعني هو احنا كنا بنعرف نتلم عليكي ايام احمد؟, على طول قاعدة معاه.
منى: ياسلام ياست سارة, يعني هو مثلا عشان ترتبطي بواحد , تسيبي اصحابك؟.
سارة: مش اوي كده, بس برضة تبقيه عليهم , ماهو عشان كده انا مش عايزة افكر اربط نفسي بحد دلوقتي.
نظرت اليها مني , وخيل اليها انها تستطيع فتح الموضوع الذي عرضه عليها اخوها من قبل.
منى: على كده انتي مش ناوية تتخطبي مثلا؟, حتى لو جالك حد كويس؟.
سارة: اصلا ,اصلا, بابا مش ممكن يرضي اتخطب وانا في الكلية, هو بيخنق في المواضيع دي اوي , اخلص الاول وبعدين يبقي يفكر, وانا كمان مش عايزة زي ماقلتلك.
منى: ازاي يابنتي باباكي ميوافقش, يعني لو جالك فرصة كويسة,مش هيوافق الا لما تخلصي يعني؟.
سارة: هو دماغه كده, وبعدين, مفيش حاجة اسمها فرصة كويسة, فرصة كويسة دي لو انا بستني شغل, في شوبنج ,مش في المواضيع دي, دا نصيب, رزق, حاجة بتاعة ربنا مش بتاعتي , كويسة بقي مش كويسة, دا نصيبي وهايجيلي ,فانا مبفكرش مادام بابا مش هيوافق, اوجع دماغي انا ليه؟.
منى: طب لو اتقدملك مثلا عريس في الفترة دي, او في تالتة مثلا.
سارة: ماافتكرش , اصل بابا بيحبنى اوي وبيغير شوية عليا.

منى: يعني انتي كده لاناوية حب, ولا خطوبة حتى؟.
سارة: جري ايه يا مني ,مال اسئلتك كتير وغلسة ليه؟, كأنك اول مرة تعرفيني, مانتي عارفة, وبعدين انا لسه بدرى عليا,مش مستعجلة .
منى: خلاص يا ستي انتي حرة, هسكت اهه.
سارة: ماقلتليش يعني , ايه اخبار دماغك انتي؟.
منى: اهو, مفيش, احمد بيجي على بالي ويروح, بس اديني , بحاول انسي.
سارة: انتي لسه بتحبيه؟.
مني: معرفش,... مفتكرش.
واخفت عنها منى, انها لاتنساه ابدا, وانه يحوم بخيالها مثل الطائر, ولا يسكن, ولكم بحثت عنه بارجاء الجامعة, او بمكانه المعهود علها تلمحه, ولكنها لم تحقق مرادها ابدا, فاحمد صار كالطيف , لاتره انما تسمع عنه انه كان موجودا, وكأنه بعد علمه برسوبه, لم يجد حلا الا ان يختفي من امامها تماما.
***********************
هاهو الاسبوع الثالث له بالشركة, ولم يلمح مريم حتى الان, واراحه هذا, لقد احرجته هذه الفتاة بشدة, او احرج هو نفسه معها, ولم يكن يتخيل ان تكون ابنة صديق والده, كان يتمني الا يراها, حتى لايزداد الامر حرجا, وحدث هذا بالفعل, لمدة ثلاث اسابيع, حتى انه اطمأن انها اكيد تعمل بقسم اخر, وانه لن يلاقيها, واراحه هذا قليلا, لتجنب الحرج.
وتذكر مني, وشعر بشيء من الالم, هاهي المرة الاولي منذ شهر تطأ قدماه ارض الجامعة, لم يستطع ايقاف عينيه عن البحث عنها, اكيد هي هنا في مكان ما, اشتاق للتحدث معها, ولكن عقله امره بالتوقف عن البحث, حتى لو رآها ,مالذي يمكنه فعله ,انه لايستطيع ان يبدأ معها حديث حتى, عم سيتحدثان؟.
أ*لا مش معقول, ودي ايه الي جابها هنا؟
مش دي مريم يا معلم
هي باين
انت ايه يا بني؟, على طول نيتك سالكة كده, مفيش مني في مريم, مكنتش عارف انك ابن حلال اوي كده
هي بتعمل ايه هنا؟
رايح فين يا معلم , انت غاوي مشاكل؟, اتقل ,انت مبتتعلمش؟
اقترب احمد بحذر,من مريم التي تبتاع اشيائها من الكافيتيريا.
احمد:آآآ...انسة مريم ؟.
التفت مريم تنظر اليه في بهدوء.
مريم: اه .., اهلا.
احمد: انا شفتك من بعيد, مكنتش متأكد ,انتي بتعملي ايه هنا؟.
مريم: انا هنا في الجامعة.
احمد: لا والله ,تجارة, مش ممكن ,كنت شفتك اكيد.
مريم: لا انا في ألسن جمبكو, بس اكيد ماشفتكش قبل كده , اصل انا مابجيش تجارة كتير.
احمد: وانا الي كنت فاكرني حافظ الجامعة, انتي في سنة كام؟.
مريم: بكالوريوس.
احمد: والله بجد, اصل انا بكالوريوس ,وكان المفروض تبقي اخر سنة, بس شكلي هشرف هنا سنة كمان.
مريم: اه ,ههه.
احمد: قسم ايه؟.
مريم: ايطالي.
احمد: بجد, انا طول عمري كان نفسي اتعلم ايطالي, بس انا جامد جدا في اللغات, يعني انا ماشي في الانجليش بالزق, والفرنساوي كنت بعديه غش بصراحة, الناس بتقول انه سهل, بس انا كنت شايف انه معقد جدا.
مريم: مممممم.
تململت مريم كأنها تريد ان تنهي الحديث, فشعر احمد بتطفله على الفتاة ,خصوصا انه يقف في الممر المؤدي الي المخرج من ناحية الكافيتيريا, فرجع للخلف عدة خطوات.
احمد: انا معطلك عن حاجة؟.
مريم: لا ابدا, بس انا كنت شارية الحاجات لواحدة صاحبتي, وهي مستنياني اجيبهالها.
احمد: طيب , اتفضلي انا اسف, بس فرصة سعيدة اني شفتك.
تمتمت مريم بشيء ما ,وهي تبتعد عنه في سرعة.
اقترب شاب يسلم على احمد.
احمد: شلبي ياابن الايه, ماشفتكش من زمان.
شلبي: ايمو ,حبيب قلبي, انت فينك يا بني , بقالك مده بخ.
احمد: اصلي عايدها السنة دي ان شاء الله, فبلاش منه بقي,مش طالبة.
شلبي: يعني هي اول مرة , وكنت برضة في الجامعة, ايه الجديد يعني؟, زهقت منا؟؟.
احمد: لا , بس خلاص, معادليش اصحاب هنا, العيال كلهم اتخرجو مانت عارف, مبقتش الاقي حد اقعد معاه.
شلبي: ابقي تعالي اقعد معانا, دا العيال دايما يسألوعليك.
احمد: ان شاء الله.
شلبي: هو انت خلاص سبت مني؟.
احمد: من زمان يا بني, سبنا بعض, انا ماسبتهاش.
شلبي: عشان كده, طيب يا معلم, براحتك لما تحب تيجي الكلية كلمني .
احمد: ماشي يا باشا ,اشوفك ان شاء الله.
*************************
ميمي: انتو واقفين ليه كده؟.
مني: بندور على حسان بيقولو معاه الورق.
ميمي: انا كلمت حسان خلاص, هيصورلنا معاه, اربع نسخ ,صح.
سارة: اه, نصور لميرنا كمان ,وابقي اديهولها.
مني: هي فين ميرنا اصلا؟.
سارة: قالتلي جاية , بس هي لسه في بيتها.
منى: تصدقي انا كل ده فاكرة انها جت, وفي الكافيتيريا بتجيب حاجة.
سارة: انتي نايمة انتي كمان.
منى: اه والله, انا كل دا مستنياها تيجي من..
والتفتت تنظر صوب الكافيتيريا , فلمحته, رأت احمد واقفا مع فتاة قرب الكافيتيريا, وشعرت بجسدها يرتجف, انه هو, حتى ولو كان موليا اياها ظهره ,عرفته على الفور, فالتفتت سارة تري سبب صمتها.
سارة: لا مش معقول, دا احمد دا الي هناك؟.
ميمي: احمد مين؟, اه ايمو؟, هو!!, تصدقوا؟, عرفتيه ازاي ياعفريتة؟, دا بعيد اوي.
نظرت سارة الي مني التي تغير لونها حين رأته, وقالت في سخرية.
سارة: ماهو لازم يتعرف, ولا ايه يا مني؟, ودي مين دي الي معاه, هو مبيغلبش؟.
ارتعشت شفتي مني حزنا, وشعرب بغصة في حلقها من حديث سارة اللذع, وتعجبت ايضا ,تري من الفتاة؟,التفتت الي سارة دون ان تتكلم.
ميمي: انتو عارفين انه بيشتغل في شركة عقارات؟؟ , مش فاكر اسمها ايه, بس الي شافه قالي من اسبوعين كده.
التفتت مني في دهشة.
منى: احمد,بيشتغل, انت بتقول ايه؟.
ميمي: اه والله العظيم, واحد صاحبي شافه كان في البرج الي فيه الشركة, وسأله بيعمل ايه, قاله بشتغل هنا في الحسابات, والله يا جماعة دا الخبر اكيد,انا عمري جبتلكو خبر مش اكيد؟.
منى: سامعة يا سارة, بيقلك بيشتغل, مكانش بييجي عشان بيشتغل, احمد بيشتغل.
سارة: خلاص,سمعت, ومالك يعني فرحتي كده ليه, تلاقيه باباه حلف عليه ماهو صارف عليه تاني عشان سقط, قال يدور على شغل.
منى: قولي الي انتي عايزاه, المهم انه عمل الي قال عليه, احمد اخيرا عمل حاجة كويسة.
ميمي: هو شكله واخد الموضوع جد كمان, عشان سمعت من نورهان انه كان بيدور على شغل من زمان,انا مش عارف ايه الي يخليه يشتغل وهو بيدرس, مش عادته يعني.
**********************
م* بجد يا احمد, دانت طلعت بتحبني بقي بتشتغل بجد , يعني عملت الي قلت عليه, واحترمت كلمتك, يــــــــــاه يا احمد, دانا كنت تعبانة اوي وانت بعيد , مش عارفة فاكرني ولا ناسيني, حاببني ولا لا
انتي رجعتي تفكري فيه تاني؟, مش كنا خلصنا منه؟
خلصنا لما كان هو مش ناوي, دلوقتي شكله ناوي وناوي اوي كمان
مين قالك انه اشتغل عشانك, ما ممكن زي ما سارة بتقول
لا ,كلكو عايزين تبوظو فرحتي وتبعدوني عنه بس انا بحبه لسه بحبه, وهو كمان لسه بيحبني
يعني ايه لو حب يرجع
انا صحيح بحب اخواتي , بس احمد بيحبني, ولو حب يرجع انا موافقة
طيب ووائل
وائل ايه انا عمري لا حبيت وائل ولا هحبه انا بحب احمد, شكلي لسه بحبه ,انا كنت بضحك على نفسي
*******************
نظر احمد يبحث عن مني, ولم يطل بحثه طويلا, رآها واقفة مع ميمي وسارة, وشعر بالالم في قلبه.
أ*ياه يامني ,دانتي كنتي واحشاني بشكل, ياتري انتي حاسة بيا ,وبخيبة املي انك ضعتي مني؟, ياتري ممكن في يوم نرجع لبعض؟, انا بتعذب وانتي بعيد عني, مش متخيل ان خلاص مني مبقتش ليا, تفتكري ممكن ارجعك ليا ازاي؟, اديني اهه بدأت شغل, بس ياريت دا ينفع, انتي عايزة يا اما كل حاجة يا ولا حاجة,انتي الي حطتينا في الموقف دا يامني,كان فيها ايه يعني لو كنتي صبرتي عليا شوية, انا صحيح تعبان بعيد عنك, بس خلاص احنا سبنا بعض, وانتي الي كنتي عايزة, محدش يقدر يلومني, وبعدين مادام هي شافت حياتها بعيد عني, انا تاعب نفسي معاها ليه؟, انا صحيح لسه بحبها, بس انا راجل برضة وكرامتي تمنعني اني ارجعلها ,لو رفضتني هتكون خلاص, فرصتها راحت معايا, انا بحبك لسه يا مني, بس ما افتكرش اننا ممكن نرجع



(الحلقة الثانيه عشر)




نظر احمد الي مريم التي تتجول في طرقات القسم الذي يعمل به, اول مرة يراها بالعمل, تبدو اكبر قليلا في الملابس الرسمية, ومع ذلك وجهها كالطفلة الصغيرة, تمالك شجاعته وقام من مكتبه,وتوجه نحوها.
احمد: مريم, ازيك عاملة ايه؟.
التفتت اليه وعلى وجهها تعبير صارم.
مريم: استاذ احمد, اهلا,...؟؟.
احمد: انا اول مرة اشوفك في الشغل,ولا بشوفك في الكلية خالص, انتي مابتجيش قسم الحسابات كتير, ولا ايه؟, اخبار الكلية أيه؟,امتحاناتك امتي؟.
نظرت اليه مريم في هدوء وقالت بصرامة لاتتناسب ووجهها رقيق الملامح.
مريم: افتكر الشغل مش مكان اننا نهذر ونرغي فيه, ولا حضرتك غاوي تهذر ؟, اتفضل على مكتبك يا استاذ احمد, وسيبني اشوف شغلي لوسمحت.
شعر احمد بكلماتها كالصفعات على وجهه , لاول مرة في حياته يتلقي اهانة من فتاة ,ويعجز عن الرد, وقف مدهوشا وهي تتخطاه ,لتكمل جولتها بالمكاتب.
بعد ثواني مرت كالسنين لملم احمد شتات نفسه ,وعاد لمكتبه محتقن الوجة, والشعور بالغضب والدهشة يملأه, من تظن نفسها؟.
قام زميله ينظر اليه ,من الحاجز الزجاجي الداكن بين مكتبيهما, وقال ساخرا.
سامي: كان غيرك اشطر.
رفع احمد بصره اليه بغضب.
احمد: نعم؟.
سامي: بقلك كان غيرك اشطر, انا مش عارف انت ازاي اصلا جاتلك الجرأة تكلم مريم, انت مش طبيعي.
اعتدل احمد والتف بكرسيه ,عاقدا ذراعيه على صدره في غضب.
احمد: وليه بقي ان شاء الله؟, سوبر وومن؟, ماهي بنت زي أي بنت.
جلس سامي علي مقعده مقهقها, وقام والتف ليدخل منطقة مكتب احمد, يقف بجانبه ويقول.
سامي: مين عبيط فهمك كده, اهي مريم دي الي مش زي أي بنت ابدا, انا عمري في حياتي ما شفت بنت زيها,وبعدين دي بنت صاحب الشركة انت كان ايه في دماغك؟, عايز تضيع نفسك؟.
احمد: ايه يعني؟, ماباباها صاحب ابويا, وبعدين هي معايا في الجامعة, وبينا كلام , ايه الي حصل يعني؟.
سامي: انت عارف هي بتشتغل هنا ايه؟.
نظراحمد اليه.
احمد في استغراب وقال مخمنا.
احمد: في الهيومان ريسورسيز(قسم موارد بشريه يعنى ياجماعه) اكيد مادام مش معانا هنا, ايه يعني؟.
سامي: مساعد مدير الادارة.
احمد: نعم,ليه؟,دي حتة بت مفعوصة في بكالوريوس ألسن ,مكملتش اتنين وعشرين سنة.
سامي: اهي البت المفعوصة دي تفهم عني وعنك, شوف انا بشتغل هنا بقالي خمس سنين ,قبل ماتبدأ تتمرن هي هنا, كانت مفعوصة زي مابتقول, حتة عيلة, لقت انها مش فاهمة حاجة خدت دبلومة ادارة اعمال, تمام!! ,ايام ما كانت بتشتغل هنا في قسم الحسابات, واتنقلت قسم تاني, وبعدها خدت كورسات كومبيوتر, ودبلومة سكرتارية كاملة, جميل, كل دا في الدراسة وبعدها, وهي برضة بتيجي تتدرب هنا, وبعدين خدت دبلومة ترانينج, واشتغلت في قسم التدريب, واتنقلت بعدها فوق, عند ابوها ,ومن ساعتها ماشفناهاش, عرفنا انها لفت على كل الاقسام تتمرن ,اصل ابوها بيشغلها عشان تاخد مكانه بعدين, او تبقي ايده اليمين دلوقتي, بس البت زي النحلة, مابتهمدش, ماشفتش ابدا واحدة بالمنظر ده, شغل شغل شغل, وجد على طول, اشك اني شفتها بتضحك في الشركة هنا ابدا.
نظر اليه احمد مزهولا,من المعلومات التي سقطت عليه دون ان يطلبها.
سامي: ومع ذلك بت زي القمر, وميبانش عليها, انت عارف سمعت ان الحاجة الوحيدة الي مبتفهمش فيها هي الشئون القانونية, بس ايه, الكل بيترعب منها, لما بتدخل مكان بيقف على رجل, البت دي بميت راجل , والكل بيعملها الف حساب, دي يا بابا الي هتمسك الشركة دي بعد عمر طويل ولا قصير.
احمد: كل دا , في البت الصغيرة دي؟.
سامي: صغيرة ,دانت الي صغير, وجاي تستهبل وتكلمها , انا مش عارف عقلك كان فين, بيني وبينك , انا اسمع ان ناس كتير هتموت عليها, بس هي ايه , تقيلة اوي.
جاءت في هذه اللحظة سكرتيرة مدير القسم.
الفتاة: استاذ سامي, انسة مريم عايزاك في مكتب استاذ عبد الرحمن.
سامي: ااااه, جالك الموت يا تارك الصلاة.
وقام تاركا احمد يتخبط في حيرته, لم تبد هكذا ابدا, حين صدمها واسقط عليها كوب الشاي, كان يظن انها ابنة الخامسة عشر, يستطيع ان يمازحها مثلما يفعل في الكلية, مع أي بنت.
أ*يعني ساكت يعني, فين افكارك الجهنمية؟؟, مش كل بنت ليها دخلة؟, ولا انت ساعة الجد بتبيعني؟
ابيعك مين؟؟, انا معاك طبعا, بس انا كنت فاكر انك لسه بتفكر في مني؟
منكرش اني بحب مني, بس ايه المانع ؟,ماحنا سايبين بعض, يعني حلال اللعب
طيب قول كده من الاول, افكر انا كده معاك برواقة, طبعا كل بنت ليها دخلة, ومسيري اعرفلك دخلتها بس سيبني عليها شوية
بس دي صعبة اوي علينا , انت مسمعتش سامي ,ولا ايه؟
ولاصعبة ولا حاجة , وهو بيقع الا الشاطر يا ايمو , ولا انت نسيت؟
بس دي اكيد الي واقعين فيها كتير
المهم هي تقع في مين
صح ,المهم هي تقع في مين
*****************************
مؤمن: ايه يا مني؟, كلمتي سارة؟.
منى: ايوة يا سيدي, وقال ايه باباها مابيواقفش على عرسان الا لما تتخرج.
مؤمن: عنده حق.
منى: هو ايه دا الي عنده حق؟,ازاي يعني؟,طب افرض جالها حد قبل ماتتخرج وهي عايزاه؟.
مؤمن: يابنتي ابوها عنده حق, البنت فعلا بتبقي صغيرة في السن ده, لافاهمة ولاعارفة يعني ايه مسؤلية جواز وخطوبة وكده, بتبقي عايزة تحب وبس, ودا كمان بييجي على دماغها , لانها بتهمل دراستها, ومشاكل وجهاز, ولف وهدايا, حاجات كتير هي في عني عنها.
منى: يا سلام ياسيدي, يعني ايه؟, انا لو جالي عريس كويس, هترفضوه بسبب اني لسه صغيرة؟.
مؤمن: انا بفهمك وجهة نظر الراجل , وبعدين مش لما يبقي يجيلك عريس, ولا انتي عندك حد؟.
منى: ايه يا مؤمن الكلام دا؟.
مؤمن: متتعصبيش بس عليا,. انتي مستغربة اني لسه مانستلكيش الحكاية القديمة؟.
صمتت مني في غضب مشوب بالاحراج, انها تعلم جيدا انه لازال يذكر ما فعلته, وان عادت المياة الي مجاريها قليلا , هذا لايعني انه نسي.
مؤمن: انا بس مبحبش اضايقك, واكيد انتي كمان مابتحبيش تضايقني ولا ايه؟, لسه ناوية تضايقني؟.
منى:انا كمان نسيت يا مؤمن, وياريت متعدش كل شوية تفكرني.
قبل رأسها وقال.
مؤمن: انا بعلمك, عشان تعرفي انك مش لوحدك ومينفعش تفكري ولا تتصرفي من دماغك, صحيح انا كنت دايما بشجعك على الاستقلالية برأيك وبقراراتك, بس الغلط نتعلم منه, مش نعيده, طبعا فاهماني.
منى: فاهماك.
مؤمن: يارب تكوني اتعلمتي من الي حصل , اكيد ماعداش عليكي الموضوع كده.
م*اتعلمت ايوة, واحمد كمان اتعلم, اهو الي انت عملته جاب نتيجة, وانا بشكرك اوي يا مؤمن, انك خلتني اعرف قد ايه احمد عايزني, ومستعد يعمل علشاني, وبرضة على افكارك ان البنت لازم تكون متخرجة قبل ما تفكر تتخطب, انا بحبك اوي, ولسه بحب احمد, يارب اقدر ارضيكو انتو الاتنين
*******************
وائل: مؤمن, بصراحة انا كنت عايز اكلمك في موضوع, .بقالي مدة,كنت عايز افاتحك.
مؤمن: اتكلم , فيه حاجة؟, قلقتني.
وائل: مفيش , انا بس كنت عايز, يعني , انا مكسوف منك جدا, بس والله مش عايزك تفتكر حاجة.
مؤمن: ماتنطق يابني, مالك؟.
وائل: انا بس ...كنت عايز اسألك, بس اوعي تفتكر حاجة, اختك بنت محترمة جدا, والله,..بس انا يعني, اصل انا بفكراخطب وكده, انت عارف, والواحد لما يحب يبني حياته, بيدور على واحدة كويسة وبنت ناس, تصونه ويكون بيستلطفها ,وعارف اهلها, ومني اختك , من ساعة ماخدت عندي درس وانا عارف, قصدي يعني حاسس انها بنت محترمة, وما شاء الله اصحابها محترمين, واهلها ناس طيبين, وبعدين يعني,.انا بفكر, انت فاهم, انه ليه لأ؟, يعني هي , وانا, يعني وانت كده ...فاهم؟؟.
مؤمن: مع انك مبتقلش كلام مفيد اصلا, بس انا فهمت, من الاخر عايز تخطب اختي ,وبتسألني رأيي, ولا انا جمعت كلامك غلط؟.
وائل: لأ ,هو كده صح, تمام.
مؤمن: طيب , طبعا الموضوع دا ميخصنيش لوحدي, دا يخص مني واهلي كمان, فانا هشوف وابقي ارد عليك, انت مستعجل ع الرد يعني؟.
وائل: لأ خالص, خد راحتك , انا بس لقيت اني افاتحك انت الاول, اصل هيبقي شكلي بايخ اوي لو كلمت باباك على طول كده, منا لازم برضه افهم, ...انت فاهم...ولا ايه؟.
مؤمن: فاهم فاهم, متخافش هبقي ارد عليك ان شاء الله.
وائل: طيب.متتأخرش, ولا..خد راحتك, خد راحتك.
مؤمن:خلاص يابني , قلتلك هرد عليك.
********************
أ*يابني اتلم, ايه يعني عيد ميلادها؟, هو عيد قومي
مينفعش اعديه كده ,لازم ابينلها اني لسه فاكرها
مانت المفروض تنساها , مش هي الي كانت عايزة كده؟
بس انا مش ناسيها , اخليها تفتكر ليه اني نسيتها, وبعدين هتزعل اوي لو ماافتكرتهاش فيه
طيب يا عم الرومانسي ,هتطلبها , وبعدين؟, ولو قفلت في وشك؟
مش عارف
طيب , هتعمل ايه؟
ابعتلها ماسدج, كده , انا فاكرها ومش مستني رد, صح؟
ماشي, مع اني مش موافق ,لا يقع الموبايل في ايد اخوها ولا حاجة
انا معايا نمرة الخط الجديد بتاعها, هبعتلها عليه, ومش هقول حاجة غريبة , عشان لو اخوها شافها مايحسش
طيب فكر بقي ,هتبعت ايه
مممممممم, استني , هبعتلها كل سنة وانتي طيبة وهي هتفهم لوحدها
طيب يا سيدي, خلينا ورا مني, الي هتودينا في داهية
انا ماحدش بيوديني في داهية الا انت, انت لوحدك داهية




(الحلقة الثالثه عشر)



مني: وانتي طيبة يا سارة.
سارة: حد قبلي كلمك؟.
مني: لا, الساعة لسه 11 ياتحفة.
سارة: منا قلت الحق قبل ما حد يقولك, كل سنة وانتي طيبة.
منى: لحقتي طبعا.
سارة: مالك يا موني؟.
منى: مفيش.
سارة: ااااه, نكد العيد ميلادات دا انا عرفاه, متخافيش يعني 19 سنة مش حدوتة, كملتيهم قبلي, ايه يعني؟.
منى: ههه.
سارة: كمان ضحكتك بايخة ,... فيه ايه؟.
مني:
سارة: احمد؟.
منى: يعني ,.. السنة الي فاتت كان معايا, وكان عيد ميلاد حلو مع اننا اتخانقنا فيه شوية, عشان مرضتش اخد الهدية برضة, بس ..., هوووف,..معرفش انا متضايقة وخلاص.
سارة: متضايقيش نفسك, دا عيد ميلاد مش جنازة, وايه يعني الي فات كان حلو, دا الجاي هيبقي احلي واحلي, وكل سنة ان شاء الله هتبقي احلي.
منى: يارب يا سارة.
اكملت منى المكالمة مع سارة وعقلها شارد تماما, والشعور بالحزن والاختناق يقتلها, والحنين يكاد يجهز عليها,تري يا احمد, هل سيتذكر, ام سيتجاهلها كما فعل في الشهور الماضية؟.
بعد اغلاقها مع سارة تلقت عدة مكالمات تليفونية , وعدة رسائل تهنئة بعيد مولدها,ولكنها شعرت بالانقباض, حين تلقت رسالة من رقم هاتف تحفظه جيدا,عن ظهر قلب.
"كل سنة وانتي طيبة وتكوني فرحانة على طول )"
انه احمد, لقد تذكر, وعلى الرغم من احتياطها لعدم حصوله على رقم هاتفها, حصل عليه, وعلى الرغم مما بينهما من جفاف, ارسل لها رسالة يهنئها بعيد ميلادها.
م*ياحبيبي يا احمد, انا مكنتش متخيلة انك هتعمل حاجة, انت بجد بتحبني
ماتكلميه
لا طبعا, ايه الجنان دا؟؟, مؤمن هنا
اقفلي الاوضة ,وكلميه
مينفعش
يعني هو كتر خيره, افتكر وجاب نمرثك وبعتلك ماسدج , الراجل يعمل ايه اكتر من كده عشان يرجعلك, مش انتي الي قلتي لو حب يرجع انا موافقة؟, ولا انا الي قلت؟
ايوة ,انا قلت كده
طيب ,مالك بقي, اقولك, كلميه وباركيله ع الشغل
مينفعش
يعني ايه؟؟, هتطنشيه؟
معرفش ,اعمل ايه؟
طيب, ابعتيله ماسدج اشكريه
هو ينفع؟؟
جربي, انتي هتخسري ايه يعني؟
لو مؤمن عرف هيموتني
انتي مش احمد واحشك؟
جدا
طيب ابعتيله ماسدج, مش حاجة , قوليله شكرا بس
طيب هجرب
اكتبي" شكرا يا احمد"
فين الموبايل؟
***********************
أ* ايه يا موني؟, وصلتك ولا وقعت في ايد اخوكي؟
اكيد وصلت ,انت مش جالك انها دليفرد
ايوة, بس انا خايف اكون سببتلها مشكلة ولا حاجة؟, ياريتني ما بعت
انت مالك بقت خيخة كدة ليه؟, من امتي يعني الحنية دي, ماخلاص, بعت والي حصل حصل, اخوها بقي عرف ابوها عرف, دي مشكلتها
انا خايف عليها
يادي النيلة,يابني الي انت خايف عليها ولا هتعبرك, لانك خلاص مبقتش في دماغها, وانت بس الي شاغل بالك بيها
لا طبعا, مني اكيد لسه بتحبني
وايه الي اكده, هي من يوم ماسقطت حاولت تكلمك؟؟, حاولت تقربلك؟ , ولا كأنها كانت تعرفك
بس دا لاننا كنا متفقين
مين دا الي اتفق ؟,دا هي قررت لوحدها , وهي الي ساب.
استني بس, اشوف ماسج من مين؟
"وانت طيب, شكرا"
مش قلتلك هتفتكر
بتعمل ايه يا مجنون, انت الفرحة طيرت عقلك؟
هطلبها ملكش انت دعوة
********************
ارتجفت مني من السعادة حين رأت احمد يتصل, وخافت في الوقت نفسه من مشاعرها ,التي اضعفتها امام الهاتف,وشعرت بالرغبة في الرد, احكمت اغلاق باب غرفتها , وردت بعد تردد.
مني: الو.
صمت احمد يبتلع المشاعر التي اجتاحته حين سمع صوتها خافتا , رقيقا كما اعتاد ان يسمعه, انما يشوبه بعض الحزن.
احمد: كل سنة وانتي طيبة يامني.
منى: وانت طيب يا احمد, شكرا انك افتكرت.
احمد: وتفتكري انا كان ممكن انسي.
خفق قلب مني في لهفة وهي تستمع الي كلماته المتهدجة,التي عبرت عما يدور في رأسه اكثر من أي كلام حب,وصمتت لتعذر خروج الكلمات من فمها.
احمد: انا ضايقتك اني اتكلمت؟.
أ*وحشتيني
منى: ابدا.
م*بحبك
احمد: يعني..., لو كنت سببتلك مشكلة؟.
أ*مكانش ينفع مكلمكيش
مني: لا ,ولا حاجة.
م*كنت هموت لو مكنتش اتكلمت
احمد: واخبارك ايه؟.
أ*لسه بتحبيني؟
مني: الحمد لله.
م*متدمرة من غيرك
احمد: .
أ*انا لسه بحبك
منى:
م*انا نفسي نرجع سوا
منى: سمعت انك اشتغلت, مبروك.
احمد: اه, دي حاجة كده لغاية ما اتخرج يعني, الله يبارك فيكي.
أ*عاجبك الي احنا فيه دا؟
منى: ...
م*عقبال ما تنجح ,وتعمل مستقبلك بقي
احمد: ماشي يا مني , انا كنت بس بقلك كل سنة وانتي طيبة.
أ*انا كان بس نفسي اسمع صوتك
منى: وانت طيب .
م*انا ازاي كنت عايشة من غير ما اسمع صوتك؟
احمد: ماشي يا مني , عايزة حاجة؟
أ*انا عايزك تاني
منى:لا شكرا.
م*عايزاك ترجعلي
احمد: ماشي, سلام.
أ*بحبك
مني: سلام.
م*بحبك
********************
نظر مؤمن الي صديقات مني بحفل عيد مولدها يبحث عن سارة, حتى وجدها, فاقترب دون ان تلاحظ.
مؤمن: ايه ياسارة الهدية الي انتي جايباها دي؟, مش تجيبي حاجة ممكن استخدمها منها.
التفتت سارة مندهشة ,من وجوده خلفها ,وردت في سرعة.
سارة: المرة الجاية هبقي اجيبلها صفارات وبلالين, عشان تعرف تلعب بيهم معاها.
ضحك مؤمن.
مؤمن: وانتي بقي على طول لمضة كده؟, ولا دا لزوم العيد ميلاد؟.
سارة: لا دا لزوم الاعياد بقي, انت عارف, مبخرجش من البيت من غير لماضتي.
وانسحبت من جانبه في خفة وابتعدت, حتى وجدت ميرنا فوقفت بجانبها.
فقالت ميرنا في مكر.
ميرنا: الواد دا عينه منك.
سارة: مين دا؟.
ميرنا: الباشمهندس مؤمن.
نظرت اليها سارة في ذعر.
سارة: انتي بتهرجي؟, مؤمن ايه؟, لا طبعا.
قالت ميرنا,وهي تتلفت حولها.
ميرنا: شششششششش, ايه, انتي نسيتي نفسك, وطي صوتك , احنا في عيد ميلاد اخته.
خفضت سارة صوتها.
سارة: مانتي بتستهبلي.
ميرنا: طب والله العظيم , باين عليه جدا, هو يعني من امتي بيهذر مع حد؟, دايما يجي عليكي ويتكلم , خليتي الشيخ مؤمن ينطق.
سارة: انا.
ميرنا: ومالك مخضوضة كده ليه هو انا بشتمك؟, طب يا ريت, هو انتي ينفعك الا ده, حد يعدل دماغ الجزمة دي, ويعلمك الادب.
سارة: انتي بتقولي ايه؟.
ميرنا: هو انا قلت حاجة, انا بس بخليكي تاخدي بالك, لحسن تتصرفي زي الهبلة , وميخلصش من لسانك الدبش دا.
سارة: لا, مش ممكن يكون الموضوع دا بجد.
ميرنا: خدي بالك بقي, انا بقلك عشان تبقي عارفة, دانا كنت فاكراكي فهمتي, هو شكله واد قديم يعني, مش هيكلمك في حاجة, الا لما يبقي ناوي جد, فخليكي ريدي ,انه ممكن ييجي في مرة يتكلم.
سارة: مؤمن, مش معقول, دانا مكنتش واخدة بالي خالص.
ميرنا: ابقي ركزي بقي من هنا ورايح.
مني: ايه يا بنات؟, واقفين بتتوشوشو في ايه؟.
التفتت ميرنا وعلى وجهها ابتسامة عريضة.
ميرنا: في مزاجك الي معدول اوي النهاردة, وضحكتك الي من الودن للودن, الي يشوفك دلوقتي ميشوفكيش امبارح وانتي خلاص كنتي هتعيطي.
ابتسمت مني.
مني: مين كلمني امبارح؟.
ميرنا: وائل؟.
مني: احمد.
نظرت سارة رغما عنها, ناحية مؤمن في ذعر.
سارة: واخوكي؟.
ميرنا: انتي بتستهبلي؟, تاني يا مني.
منى: انا كنت عملت ايه يعني؟, دا بيكلمني يقولي كل سنة وانتي طيبة, مقلناش حاجة يعني.
سارة: انتي لو رجعتي لاحمد دا تاني , انا ماليش دعوة بيكي خالص, ولو رحتي في داهية حتى.
مني: وطي صوتك, وبعدين احنا اتكلمنا بس , مرجعناش لبعض, واحمد بقي انسان كويس, وبيشتغل, يعني يعتمد عليه,مش زي ماقلتي ,انا لو كان قالي لسه بحبك كنت قلتله وانا كمان, بس هو كان محترم , وخد باله من كلامه.
ميرنا: والله يا مني انتي مش ناوية تعدي الموضوع دا على خير, مش هتيجي الا لما تتطربأ فوق دماغك.
منى: مش مهم.
سارة: لا دانتي اتجننتي بقي.
ردت مني بغضب.
منى: ايوة اتجننت اني وافقت اسيب احمد لحظة واحدة, وهو بيحبني بالشكل دا, واهو طلع عكس ما كنتي بتقولي انتي ومؤمن, وان شاء الله هيخلص وييجي يخطبني.
وتركتهما غاضبة.
ميرنا: البت دي مش هتعقل ابدا؟.
سارة: ولا شكلها ناوية.





(الحلقه الرابعه عشر)



مؤمن: مني ,كنت عايزك ضروري.
مني: فيه ايه؟.
مؤمن: تعالي بس موضوع مهم .
دخلت غرفته وهي تبتسم في خبث,وهو يغلق الباب خلفها.
منى: ايه؟؟, موضوع سارة تاني؟.
مؤمن: لا يا لمضة, مش عشان الموضوع دا.
فجلست وهي تقول.
منى: هيكون ايه يعني؟, وانت بتعرفني الا عشان مصلحة؟.
جلس قبالتها وهو يقول.
مؤمن: ياستي المصلحة المرة دي عشانك انتي.
منى:.
مؤمن: من غير لف ولا دوران كدة,... بصراحة جايلك عريس.
دهشت مني بشدة من كلماته المباشرة, وتلجم لسانها لحظات.
مني: انت بتقول ايه ؟, عريس مين؟.
مؤمن: هو حد انتي تعرفيه, بس انا مش عايز اقلك الا لما تاخدي نفسك الاول وتركزي معايا, وبطلي تلعبي في الملاية.
تركت مني ملاءة السرير, التي كانت تقبض عليها في توتر, دون ان تدري انها تفعل ,وفكرت في قلق.
م*يارب استر, يارب مايكونش وائل
منى: مين العريس يا مؤمن ؟,انا هادية اهه.
مؤمن: وائل, الي كنتي بتاخدي عنده درس.
م*ليه كده بس!!!
صمتت مني ,ونظرت اليه في حذر.
منى: وانت رأيك ايه؟.
مؤمن: انتي كنتي عارفة حاجة؟.
منى: ابدا, والله العظيم ابدا ,وماليا دخل في الموضوع دا.
مؤمن: انا مش بسألك ليكي علاقة بيه, انا بسأل تعرفي حاجة ولا لأ, يعني كان مثلا معجب بيكي قبل ما اعرفه, ولا عايزك عشان اختي, عشان بس افهم.
منى:معرفش, انا ايه الي هيعرفني, اسأله؟.
مؤمن: ايه يا مني؟, عايزة تقنعيني ان البنت مبتعرفش الولد معجب بيها ولا لأ؟.
منى: انت عايز توصل لايه يا مؤمن؟, انا مش هتكلم معاك ,وانت بتتهمني بالشكل ده.
مؤمن: انا قلتلك حاجة؟, انا بسأل, طيب سيبك من السؤال ده, خليكي معايا,انتي رأيك ايه؟.
منى: انا طول عمري ببصله على انه استاذي, مببصش عليه حاجة تانية يعني,مش في دماغي اكيد.
مؤمن: ماهو اكيد مش هتتجوزو كده م الباب للطاق يعني, طبعا هتقعدي معاه وتتكلمو, وتشوفيه كبني ادم, كعريس, مش كأستاذ, وتدي رأيك فيه, وساعتها تقرري, انا مبسألكيش عشان حاجة, وابقي غبي لو استنيت منك رد,من غير ماتتكلمو,بس انا بقلك عشان يبقي عندك فكرة.
منى: بس انا مش مستعدة ومش عايزة,...انا لسه صغيرة.
مؤمن: انا مقلتلكيش حاجة, انا بقلك شوفيه, وشوفي نفسك وفكري, متتسرعيش وتجاوبي اجابات غبية, وانا اوعدك مش هأثر عليكي برأيي, مع اني شايفه انه بني ادم ممتاز, بس المهم انتي تكوني مستريحة,انا ماقلتش لحد في البيت لسه, فكري وابقي ردي عليا.
قامت منى من امامه ممتقعة الوجة, وأومأت برأسها تفهما ,وهي تجر قدميها للخروج من الحجرة ,قبل ان يكلمها في شيء اخر, وقبل ان تصل الي الباب ,ناداها مؤمن.
مؤمن: مني,.انتي لسه بتفكري في احمد؟.
امتقع وجهها اكثر,وهي تلتفت لتجيبه.
منى: لا طبعا.
مؤمن: اتمني متفكريش في الموضوع دا خالص وانتي بتفكري, واستخيري ربنا كده وابقي ردي عليا, عندك استعداد تشوفيه ولا لأ.
منى: طبعا.
واستدارت وخرجت من غرفته , قبل ان يري مدي كذب عينيها.
*********************
انتظر احمد امام مبني لجان امتحان كلية الالسن, بعد ان تأكد من مكان لجنة امتحان مريم, وشعر بالارتباك وكأنه ينتظر فتاة لأول مرة في حياته, لقد حيرته هذه الفتاة كثيرا, وشعر بالشك قليلا في وصف سامي لها, لا توجد فتاة بهذه المواصفات ابدا,وان كانت, فلا ريب انها فتاة مثل كل الفتيات, كلهن متماثلات, وهو لن يتواري عن التعرف عليها ,حتى ولو كانت رئيسته بالعمل.
لمحها تخرج وحدها من اللجنة , وتسير في شموخ, وجها الجميل يشرق بنصف ابتسامة ,وهي تحيي بعض من اصدقائها, وتتخطاهم, جمع شجاعته, ودفع نفسه للاقتراب منها.
احمد: مريم.
التفتت مريم في استغراب, وظهر على وجهها شيء من السأم ,حين رأت انه احمد.
مريم:...؟.
احمد: انا كنت هنا عند جماعة اصحابي , عرفت انها امتحانات سنة رابعة,قلت مين اعرفه في رابعة , افتكرتك, قلت اجي اسلم عليكي, ايه؟,الامتحان كان ايه؟.
مريم: بتسأل ليه؟.
اندهش احمد من برودها الواضح في جوابها, وقال محاولا تبرير موقفه.
احمد: اااا...ابدا, ...انا كنت بطمن عليكي,... بس.
اعتدلت مريم, وعقدت ساعديها, وارتسم على وجهها نفس التعبير الذي رآه في الشركة, وبدأ يشعر بالقلق فعلا.
مريم: بص بقي يا اسمك ايه انت, احمد!!, انت شكلك من العيال الهايفة بتوع الجامعة باين, وانا مكانليش صبر اني اتعامل مع الاشكال الي زيك اربع سنين, عشان كده مكنتش باجي كتير, عشان اوفر على نفسي لعب العيال ده, يا احمد انت شكلك مفيش بنت هزأتك قبل كدة, بس انت فعلا محتاج حد يوقفك عند حدك, لو فاكر انك هتقرب مني بانك تجيلي في الامتحانات, وتعاملني كأننا اصحاب في الشركة, فتبقي غلطان اوي, انا مش عارفة انت بتحاول تثبت لنفسك ايه, ومش عايزة اعرف, بس لو فاكر انك بالشكل ده هتكلمني او تصاحبني , فواضح انك ...مش عارفة اقلهالك ازاي ,انت غلس, صح ؟, هي غلس!!!!,وفاكر نفسك ظريف, فانا بقي مش مستحملة غلاسة خالص, وخصوصا انك اكيد هتشوفني في الشركة كتير, فعشان توفر على نفسك احراج كبير بعدين, بطل تتعرضلي في كل مكان بالمنظر دا.
شعر احمد بالغضب الشديد, بعد ان تعرض للاهانة وللمرة الالف على يد مريم, وثارت حفيظته, ولم يخفي انفعاله, وقرر الرد عليها,فقال بانفعال.
احمد: انتي فاكرة نفسك مين يعني؟, عشان تكلميني بالطريقة دي, انتي فاكرة ان ممكن تقلي زوقك على الناس ويعدوهالك, ليه يعني؟,انتي واخدة في نفسك قلم, بس فوقي لنفسك, انتي متعرفيش انا مين ولا ايه؟.
مريم: لأ ,عارفة كويس انت مين وتطلع ايه, انت واحد فاشل بقاله ميت سنة في الكلية, كائن مستهلك, ومفيش امل يكون منتج, لان حتى الشغل الي وصله كان واسطة, مفيش اعتماد على النفس, من النوع الي تجيب الشغل ورا, مش تتقدم بيه, فاكر نفسك فالانتينو, عشان شكلك جميل وبتلبس حلو, وفاكر انك عشان بوبيولار في الجامعة, تبقي انت حاجة, عشان كدة مش عايز تخرج منها, لان لو خرجت, هترجع تاني لحقيقتك, صفر علي الشمال, مالكش قيمة في الدنيا, ومش عايز يكونلك قيمة, وبتحب انك تحس بقيمة نفسك, لما تعرف بنات , بس دي حاجة تقل من قيمتك, لانك انت الضعيف, انت الي محتاج ليهم عشان يحسسوك انك ليك لزمة, مش هما الي محتاجينلك, وبعدين انت متحبش انك تتغير, لانك مبسوط انك صفر علي الشمال, ومش عايز ابدا انك تكون على اليمين ويكونلك قيمة.
بهت احمد من الاهانات التي انهالت عليه من الفتاة, التي نظرت له بعد كلامها, كأنه حيوان ضعيف يستحق الاشفاق, وانصرفت تهز رأسها في استسلام, شعر بالحزن والغضب والاندهاش وراوده شعور مؤلم بأنها على حق, وظل متسمرا طويلا ,بعد ان ذهبت, وعقله متوقف.
أ*لا, دي زودتها اوي
.
ايمو!!!
ايوة
البت دي مسحت بيك الارض, وانت ساكتلها
كنت هعملها ايه يعني؟
كنت تهزئها , تشتمها, ترد عليها, انت معملتش حاجة , انت اتخرست
البنت عندها حق
عندها حق ايه؟, دي مجنونة
لا, انا فعلا زي ما قالت , صفر على الشمال
انت فعلا صفر على الشمال دلوقتي ولانك معرفتش تسبتها,ولا حتى ترد عليها, حتة بت مالهاش لزمة تضايقك انت كدة, طيب طز فيها, شفلك اشتغالة تانية,انت هتغلب يعني؟, من امتي؟,دانت ايمو
بس سيبني في حالي ,انا متضايق اوي
اوعي تضايق نفسك, وشوف مصلحتك, شوفلك بنت ,متبقاش كده ايدك فاضية
"ايه دا؟, مش معقول؟, ايمو في الجامعة".
التفت احمد يواجة صاحبة الصوت ,فإذا بها نورا.
احمد: اهلا.
نورا: ياااه يا ايمو, دانا ماشفتكش من زمان, وحشتني...قصدي , وحشتنا .
احمد: اه, مكنتش باجي, امال رشا فين؟.
نورا: مجتش النهاردة, مفيش امتحان, انت متعرفش اختك امتحاناتها امتي؟.
احمد: لأ.
نورا: بس كويس اني جيت النهاردة ,عشان اشوفك,انت عندك امتحان؟.
احمد: لا,.طيب يا نورا, سلام انا عشان عندي شغل.
واابتعد عن الفتاة لينصرف.
أ*انت هتمشي كدة محروق دمك؟,شوف شغلك
توقف قليلا عن السير, والتفت مرة اخري لنورا التي لم تتحرك من مكانها,ونظر اليها مليا ,قبل ان يقول.
احمد: انتي معاكي نمرتي؟.
نورا: لأ.
عاد اليها,وهو يخرج تليفونه.
احمد: انا ازاي مخدتش بالي, اني مش معايا نمرتك؟.
ونظر اليها مدققا بمزاح, قبل ان يقول.
احمد: انتي احلويتي؟, ولا انتي حلوة من يومك؟.
******************
سارة: وهتعملي ايه؟.
منى: معرفش, انا مقلتلوش ان وائل كان باين عليه جدا, وانا مش عارفة اعمل ايه؟.
ميرنا: تبقي مجنونة لو موافقتيش.
سارة: توافق ايه يا هبلة انتي؟, هي المواضيع دي بتتاخد كدة؟, مش لازم تشوفه وتقعد معاه.
ميرنا: يا سلام ؟, على اساس اننا مشفناهوش وقعدنا معاه ميت مرة, هيكون فيه ايه جديد يعني؟, دا وائل.
سارة: يابنتي , انتي عبيطة؟, هو انتي لما جيتي تتخطبي, اتقدم ووافقتي كده على طول؟, مش لازم تتكلمو الاول؟.
منى: خطوبة ايه؟, انتو بتتكلمو في ايه؟, انا بقولكو اعمل ايه عشان اخلص منه, عايزين تدبسوني؟؟.
سارة: انا بقلك المفروض تكوني عاقلة , وتعرفي انتي عايزة ايه الاول.
منى: انا عايزة احمد.
ميرنا: يخرب بيتك, انتي مش هتبطلي, احمد ايه وزفت ايه؟, شوفي حياتك بقي ومستقبلك, احمد دا .
قاطعتها مني بحدة.
منى: يا ميرنا, انتي متعرفيش يعني ايه تكوني بتحبي واحد وهو بيحبك ,ومش عارفين تطولو بعض.
نظرت ميرنا خلف مني ,وقالت.
ميرنا: طب اتفضلي يا ستي الي بيحبك, ماشي مع نورا.
التفتت مني وقلبها يخفق, لتجد ماقالته ميرنا صحيحا, وجدت احمد يسير ضاحكا مع نورا ,وبدا انه يغازلها.
سارة: ودول ايه الي لمهم على بعض؟.
ميرنا: يعني هو هيغلب؟, اكيد مستحملش يقعد فاضي.
قالت مني ,وهي شاردة تنظر ناحية احمد.
منى: ومين قال انهم مع بعض, اكيد بيكلمها عادي, انتو ايه؟, على طول شكاكين؟.
ميرنا: تحبي اروح اسألهولك؟.
ادارتها سارة بعيدا عن نظر احمد.
سارة: يلا بينا يا مني متنحيش له كده, هيشوفك.
اشاحت مني بوجهها بعيدا وهي تتألم, قد يكون ما يقولونه صحيحا, وقد يكون احمد مع نورا او مع أي واحدة, وهي لن تتحمل هذا, يجب ان تحدثه, يجب ان تتأكد.
سارة: انا بقلك جربي, مش هتخسري حاجة, ايه يعني لما تقعدي مع وائل؟, شوفيه, دماغه ماشية ازاي, واكيد محدش هيغصبك على حاجة, معادش فيه بنات بيتغصبو على الجواز يعني, ولو معجبكيش قولي لأ, بس لسبب مقنع, لو قلتي لأ من دلوقتي اخوكي هيشك, وافقي مبدئيا انكو تتكلمو وبعدها تقرري, واستهدي بالله كده وصلي استخارة, ومش اخرالدنيا يعني , مانتيش اول واحدة تنزل تشوف عريس.
زفرت منى نفسا عميقا, وقالت.
منى: ربنا يسهل.
ميرنا: يلا نمشي عشان التحفة شافنا.
التفتت منى تنظر اليه.
م*هو ينفع؟, ينفع يعني اسيبك يا احمد؟, طيب هحبه ازاي وائل ده؟, وياتري هقدر انساك؟
نظر احمد الي مني وتأكد انها تنظر اليه هو, لا خلفه ولا بجانبه,توقف ووضع كفيه في جيبه يفكر.
أ* ايه يامني؟, بتبصيلي كده ليه؟, ايوة ماشي مع نورا, بحبك اه, بس هعمل ايه يعني؟, مش في ايدي اعملك حاجة دلوقتي, انا طلعت صفر على الشمال, انتي متنفعينيش, او انا الي منفعكيش, هتفضلي في قلبي, وربنا يستر بقي عليا وعليكي.




(الحلقة الخامسه عشر)




لم تنم مني الليلة السابقة لموعدها مع وائل, لم تستطع اغماض جفن, وسيطر عليها الذعر, رغم محاولات سارة لطمأنتها, وافهامها ان الامر لا يعدو مجرد تجربة, وليس وعدا, ولكنها تشعر بالالتزام نحو وائل, لو كان شخصا لا تعرفه, او لا يعرفه اخوها, لكانت رفضته دون خوف, ولكنها شعرت بأن ذهابها, لن يجنبها الارتباط.
م*ياربي على الي بيحصلي, مكانش وائل دا عارف يستني طيب ,اشوف راسي من رجليا في موضوع احمد
انتي خايفة من ايه؟, انتي رايحة تنتحري ؟, دا عريس
ماهو دا الي انا خايفة منه
انتي لسه بتفكري في احمد, امال لو مكنتيش شفتيه بعينك مرتين ,كل مرة مع بنت مختلفة, كنتي عملتي ايه؟
انا بس خايفة اكون ظالماه , واتصرف على الاساس ده ,وبعدها اندم
هي مش سارة قالتلك محدش بياخد غير نصيبه؟, انتي قلقانة ليه؟
عشان انا لسه احمد في قلبي, ومش عارفة اخرجه, وخايفة من مؤمن موووت, لو عرف اني برفض عشانه
وانتي ايه يضمنك, ان احمد لسه عايزك زي منتي عايزاه؟
..
ردي
مفيش ضمان
وديل الكلب الي عمره ماهيتعدل ,له ضمان؟
لا
طيب, مادام مافيش ضمان ومفيش اتصال بينكو, اتصرفي, شوفي وائل طريقه ايه
انا بفكر اتصل باحمد اسأله, او اسمع صوته حتى, ..ياربي مش عارفة اعمل ايه
*********************
احمد: انا ابقي كداب لو قلتلك اني كنت واخد بالي منك زمان,انتي كنتي زيك زي رشا طبعا, بس انا دلوقتي مكنتش متخيل انك تحلوي في عنيا كدة.
نورا: بس انا نمرتك كانت معايا من زمان, وكنت مستنياك تاخد بالك مني, بس الي واخدة عقلك بقي.
احمد: قصدك مين يعني؟, منى؟؟.
نورا: هو كان فيه غيرها السنة دي؟, دانا حتى كنت مستغرباك, مش دا احمد الي اعرفه, ايمو الي كان بيعرف بالتلات بنات في الاسبوع.
احمد: مش اوي كدة.
نورا: لا, كان اوي كدة, بس بصراحة, انا بدأت اعجب بيك, لما رسيت على واحدة بس.
احمد: ياسلام؟, يعني مكنتش حلو زمان؟.
نورا: لأ طبعا يا ايمو, انت طول عمرك زي العسل , بس قصدي انك مش بتاع واحدة بس, الواحدة تخاف منك, لانك اكيد هتعرف عليها كذا بنت.
احمد: يعني فكرة الناس عني اتغيرت دلوقتي؟.
نورا: اه, لما كملت مع مني السنة ونص, الناس اتأكدت انك بني ادم طبيعي يعني.
أ*يعني دلوقتي البنات معجبين بيا اكتر؟
اهي حاجة استفدتها من حكاية مني بتاعتك دي
وبينما يتحدث, وجد اتصال على الهاتف , فنظر الي الرقم وجد اسم منى, اندهش وشعر بالسعادة في نفس الوقت,هل تتصل به؟, ام الامر مجرد خطأ ,فاعاد السماعة الي اذنه.
احمد: نونو, بصي, الشغل ع الويت, هقفل وابقي اكلمك تاني ,اوكي.
واغلق معها دون سلام, وتسمر امام اسم مني الذي لازال يظهر امامه, انها تطلبه حقا.
احمد: ألو,..منى؟.
منى: ايوة يا احمد, ازيك؟.
م*ياربي, ياتري الي بعمله دا صح ولا غلط؟
احمد:مالك؟,مال صوتك؟.
أ*شكلك معيطة
منى: عادي يا احمد, مفيش.
م* وائل متقدملي
احمد: اهي عادي دي يعني فيه حاجة, احكيلي ايه الي حصل؟.
أ*يا مني متقلقينيش حرام عليكي
منى: كنت مخنوقة شوية.
م*اقلك ولا اعمل ايه؟
احمد: من ايه؟.
أ*انتي رجعتي تشليني وانتي بتتكلمي تاني, انطقي
منى: اصل مؤمن,جايبلي عريس,...وكدة يعني.
م*.
احمد: عريس؟.
أ*...
منى:
م*يارب استر
احمد: عريس مين؟, عريس ايه؟, انا مش فاهم, ودا وقته؟, انتي لسه صغيرة, ايه الاستهبال دا؟.
أ*اه بدأنا شغل البنات , انا جايلي عريس, تعالي اتصرف
اخرس بس اما اشوف ايه الحكاية
مني: منا قلت كدة والله, بس
احمد: بس ايه وزفت ايه يا مني, بنات ايه دي الي بيجيلها عرسان في تانية كلية؟,انتي هتشتغلني, قوليلهم مش عايزة.
منى: منا مش عايزة فعلا.
احمد: طيب اتصرفي, اعملي حاجة.
منى: ااا...انت رأيك ايه؟.
احمد: رأيي ايه, انتي بتسأليني رأيي, هو انا واحدة صاحبتك يا مني, انا حبيبك, هيكون رأيي ايه؟.
انتبه احمد لزلة لسانه ولكن بعد ان قالها, وكذلك انتبهت مني, فصمتت تستوعب الكلمة.
م*بجد يا احمد احنا لسه حبايب؟
احمد: قصدي يعني,الكلام دا مفيهوش اعمل ايه؟, انتي اصلا لسه صغيرة, ومينفعش يفكرولك في الحاجات دي دلوقتي.
قالت مني وهي تكاد تطير من الفرح.
منى: بجد يا احمد.
احمد: ايوة طبعا.
أ*ايوة , اشتغالات صافي, انا جايلي عريس والي يلحق الاول,امتي هتتقدم؟ ,واستلم يا معلم
ماهي البنت ساكتة اهي ماقالتش حاجة, هي بس بتعرفني
واشعرفك اصلا ان الموضوع بجد, مش يمكن يكون اشتغالة عشان تشوف ميتك ايه؟
لا, لا, مفتكرش مني تكدب, وتكدب ليه اصلا؟
طب اسألها كده يافالح ,مين العريس
احمد: صحيح, بيشتغل ايه العريس؟, ولا يطلع ايه اصلا؟.
م*اه
منى: العريس,..العريس.
احمد: ايه يا مني ماتنطقي, هو ايه؟, ...حد انا اعرفه؟.
منى:.
احمد: اوعي تقولي.
منى:هوهو وائل.
صاح احمد.
احمد: وائل يا مني , وائل؟؟,وكنتي بتسأليني لسه يا مني؟, ايه؟, كنتي ناوية تنزلي تقابليه ولا ايه؟, دانا كنت اكسر رقبتك, انتي اتجنيتي, هو انا مش محذرك ميت مرة , كله الا وائل ده؟.
شعرت مني بالخوف وشرعت في البكاء.
منى: ممماهو.ماهو انت مش فاهم, اصله بقي صاحب مؤمن و.
احمد:كمان عرفتيه على مؤمن؟؟, دانتي مرتبة كل حاجة بقي, امال بتسأليني ليه يا ست مني؟.
منى: لا والله اقسم بالله, دول هما طلعو يعرفو بعض, واتصاحبو وهو سأل مؤمن, وجه قالي, انا ماليش دعوة بيه خالص, والله العظيم زي ماقلتلي.
هدا احمد امام دموع منى قليلا وزفر,ثم قال.
احمد: على العموم ملحوقة, انتي تقولي لاخوكي مش عايزاه, لا تشوفيه ولا يشوفك,وتخلصي من الموضوع دا ,انا بقلك اهه , انتي فاهمة؟, معادش الا وائل.
رشفت مني دموعها وهي تتمتم.
منى: حاضر.
احمد: ولو سمعت يا مني ,انك شفتي الواد دة ولا اتكلمتو, انتي حرة.
منى: حاضر.
احمد: يلا يا موني, روحي اغسلي وشك , وخدي بالك من نفسك, مش هطول عليكي عشان معملكيش مشاكل.
منى: حاضر, ماشي , سلام.
احمد: باي, قال وائل قال.
*********************
جلست مني قليلا في غرفتها تفكر, كيف ستفعلها ؟, كيف ستخبر مؤمن بعدم رغبتها في رؤية وائل؟,انها تخاف منه, ومن احمد, تخاف كليهما, وطغت تلك المشاعر على فرحتها بكلامها مع احمد ,وغيرته الواضحة عليها.
مؤمن: ادخل.
دخلت مني ببطء,فالتفت مؤمن يتفحص وجهها.
مؤمن: انتي معيطة؟.
مسحت مني على عينيها المتورمتين وقالت.
منى: لا.
مؤمن: طب اعدي, مالك؟.
جلست مني تجمع كلماتها فبادرها قائلا.
مؤمن: موضوع وائل الي معيطك؟.
اومأت برأسها ايجابا ,وهي تنظر الي الارض.
مؤمن: مش عايزة تشوفيه؟.
هزت رأسها نفيا .
مؤمن: مش مستعدة, ولا خايفة؟.
ردت بصوت خفيض.
منى: الاتنين.
مؤمن: طيب , انتي مش قلتي انك رايحة تشوفي بس؟.
منى: انا مش مستعدة اشوف حتى, انا مش عايزة , انت فاهم ؟, لسه مقفولة من المواضيع دي, مش عايزة, يعني, لو شفته دلوقتي ممكن اكرهه حتى, وانا مش عايزة كدة, ولو رفضته, هيكرهني هو , انت فاهم, هو برضه استاذي.
مؤمن: خلاص, خلاص, فهمت, من الاخر ,مش عايزة تروحي اصلا تشوفيه.
منى: اه.
زفر مؤمن وهو ينظر اليها مليا ,ثم قال.
مؤمن: ماشي يا منى, بلاش, انا هفهمه انك لسه صغيرة, وان لسه بدري, على اساس اني سألت بابا وقالي كدة.
رفعت عينيها اليه في سعادة.
منى: بجد يا مؤمن؟.
مؤمن: بجد.
قامت وقبلته وهي تقول.
منى: انت بجد مش كلام ,احسن اخ في الدنيا.
مؤمن: ياريت بس اكون بعمل لمصلحتك بجد.



(الحلقه السادسه عشر)



سارة: انتي بتستهبلي؟.
ميرنا: انا مش عارفة انتي ازاي تعملي كدة؟.
منى: فيه ايه مالكو؟,دا مؤمن نفسه معمليش الي بتعملوه فيا دلوقتي.
سارة: عشانه مش عارف السبب الحقيقي, بس احنا عارفين.
منى: وهي جديدة عليكو ,اني مش عايزة وائل؟.
ميرنا: لأ ,الجديد انك عايزة احمد, انتي مبتحرميش, لازم يبهدلك معاه تاني واهلك يعرفو يعني؟, بتموتي في المشاكل انتي.
منى: اعمل ايه ؟ كان لازم انهي موضوع احمد ,قبل مافتح موضوع تاني.
سارة: وانتي كدة نهيتيه؟, والله انتي الي بتجيبيه لنفسك, اديكي رجعتي تاني زي الاول, كأن كل الي عملتيه مالوش لزمة, ومكانش له لزمة تقوليله يشتغل ولا حاجة, قبل ماهو مايلتزمش بكلامه, انتي اول واحدة ملتزمتيش بكلمتها.
ميرنا: وبتنشني كل مرة على الامتحانات, نفسك تسقطي انتي كمان؟.
منى: فيه ايه؟, انتو مالكو اصلا, انا حرة, ولا انتي نسيتي يا ميرنا ايام مازن لما كنا بننصحك كنتي بتطلعي فينا ازاي؟, ولا عشان خلاص اتخطبتي, نسينالك القديم.
سارة: منى!!!.
ميرنا: خدي بالك يا مني من كلامك, عشان كلامك دا يزعل.
منى: ويزعل ليه؟, ولا عشان بقول الحقيقة, انا بقي قاصدة كلامي كويس,وعارفة انا بقول ايه.
نظرت اليها ميرنا كاظمة لغيظها لثوان, ثم التفتت لسارة وقالت.
ميرنا: انا همشي يا سارة ,ولما تعرف هي بتقول ايه تبقي تكلمني.
وانصرت في غضب, فنظرت سارة لمني في لوم غاضب.
سارة: عاجبك كدة؟.
وقامت تلاحق ميرنا.
زفرت منى بعد ذهاب سارة في غضب , وشعرت بقليل من الندم على ماقالته ,ولكن تفكيرها توقف حين اقترب منها احمد.
احمد: مالك؟, الامتحان كان وحش؟.
مني: لأ , كان كويس.
احمد: طيب مالك؟.
وتلتفت حوله.
احمد: امال البنات فين؟.
منى: مشيو.
احمد: عملتي ايه في موضوع العريس؟, قلتي لاخوكي؟.
منى: اه.
احمد: وخلاص؟, خلصتي من الموضوع دا؟.
منى: الحمد لله.
احمد: طيب كويس.
وصمت وكلاهما جالسان ينظر كلا منهما في الناحية الاخري, وكأنهما يخافان النظر لبعضهما البعض, وكل منهم افكاره تغرقه.
احمد: عاملة ايه يا منى؟.
منى: الحمد لله.
احمد: عندك امتحان تاني امتي؟.
منى: يوم التلات ان شاء الله.
احمد:...
منى:..
احمد: طيب يا منى, انا هقوم عشان تروحي بدري.
منى: ماشي يا احمد.
احمد: خدي بالك من نفسك.
منى: وانت كمان.
وانصرف احمد ,وكلاهما يعجب من تعذر لسانيهما عن خلق حوار جديد, بعد ان كانت الاحاديث تنساب بينهما بلا حساب من قبل, وبدون كلفة, اما ذلك الحاجز الذي ارتفع بينهما الشهور الماضية, لم يستطع ايا منهما تخطيه.
******************
عادت سارة الي مني, ووجها يحمل تعبير غاضب.
سارة: عاجبك الي عملتيه ده؟, اهي زعلت وروحت.
منى: انا ماعملتلهاش حاجة,هي الي زعلت من غير داعي.
سارة: لا يامني انتي مبقتيش تاخدي بالك من كلامك, وبقيتي مش هامك بطريقة غريبة.
منى: سارة,..سارة,...انا مش ناقصاكي لو سمحتي, لو عندك كلام خليه لنفسك.
سارة: انا بس بعرفك ان محدش هيقف جمبك الا اصحابك الي انتي بتبيعهم عشانه, انتي خسرتي قريبتك قبل كدة, وشكلك مش هامك تخسري مين تاني.
منى: اوووف عليكي ياسارة, يعني عايزة ايه دلوقتي؟.
سارة: انتي اخوكي مأمني عليكي,ولو كلمني يسألني رفضتي وائل ليه, انا هقله الحقيقة, واديني بعرفك اهه.
منى: وانتي مالك باخويا ؟,ايه؟؟, بيكلمك من ورايا؟, دي حاجة حلوة اوي؟, وياتري بقي مرتبطين ولا ايه؟, منا زي الطرطور بينكو؟, بس عاملي فيها مؤدب, بيقولي اسأليهالي من غير متعرفيها, وانتو طلعتو مفيش بينكو تكليف اهه.
ثارت سارة بعد كلام منى, وصاحت بها.
سارة: لاا,دانتي زودتيها بجد, انتي خلاص يا مني معادش هامك حد ولاحاجة, بقيتي ماشية تخبطي مش عارفة انتي بتعملي ايه؟, انتي ليه مش فاهمة اننا خايفين عليكي؟,وخايفين عليكي من نفسك اكتر من أي حاجة ,لان واضح انك مش عارفة انتي عايزة ايه,لازم لما ننصحك نكون عايزينلك الشر مثلا؟.
منى: و انا بقي مطلبتش النصيحة من حد.
سارة: طيب كويس, عموما يا ست منى ,احمد الي انتي بتخسري الناس كلها علشانه, واولهم اهلك, انتي مش في دماغه اصلا, حتى لو بيحبك مينفعكيش, انا عرفت من ميمي من اسبوع انه مصاحب نورا, ومرضتش اقلك عشان خايفة عليكي,و كان داير من اسبوعين يسأل في ألسن عن واحدة اسمها مريم في سنة رابعة, وبرضه مرضتش اقلك عشان كنت خايفة تزعلى, بس واضح انك كبيرة وعاقلة ومش محتاجة حد يخاف عليكي, وبتعرفي كل حاجة, انا بقي مش هخاف عليكي تاني , واللهم بلغت.
منى: مريم.
سارة: ايوة يا ستي, مريم, ادي احمد الي هتعدي تلفي وراه هنا وهناك تتأكدي بيكلم عليكي ولا لأ,وهتفضلي طول عمرك معاه لا مطمنة على نفسك ولا على مستقبلك, وبعدين خلاص انتي حرة, انتي ماشاء الله بتفهمي ومش محتاجة حد لا يفهمك ولا يوريكي, بس انا بجد ماليش دعوة, و لما تفوقي لنفسك ابقي تعالي كلميني, بس انا مش هحاول انقذك من موضوع احمد دا تاني خالص, لأني زهقت, وانتي حرة, اتفلقي, مادام مبتفهميش وغبية بالشكل دا.
وانصرفت بعيدا عنها كالصاروخ من الغضب,بينما بقيت منى مذعورة مما قالته لها سارة,بينما لمحت نورا تمر من امامها في نفس الوقت , ترمقها بنظرة احتقار من الاسفل للاعلي, ثم تنصرف في تعال.
**********************
شعرت مني بجسدها يفور من الانفعال, وشعورها بالخوف يقتلها, هل فعلت الصواب ام ما فعلته كان خطأ, هل احمد حقا مرتبط بنورا,دفعتها مشاعرها للبحث عن ميمي على الفور, يجب ان تتأكد قبل أن تقدم على أي عمل اخرق.
"ميمي".
التفت ميمي واشرق وجهه في بهجة ,حين رأي منى.
ميمي: موني, شفتك وانتي خارجة من اللجنة بدري, اخبار الامتحان ايه؟.
منى: ميمي, انا عايزاك.
وانفردت به ,وسألته دون مواربة.
مني: ميمي, من امتي عارف ان نورا مرتبطة باحمد؟.
اندهش ميمي للسؤال, وقال.
ميمي: من ساعة ما ارتبطو.
قالت بنفاذ صبر.
منى: يعني من امتي يعني يا ميمي؟.
ميمي: من بتاع اسبوع كدة, ليه؟, هو فيه حاجة؟, انتو مش سايبين بعض؟, والله انا مكنتش عارف انكو رجعتو, حتى انا قايل لسارة من ساعة ما عرفت, وهي قالتلي ماقلكيش عشان تنسي.
منى: شكرا يا ميمي.
وقبل ان تنصرف عادت لتقول .
منى: اه, صحيح, تعرف حاجة عن واحدة اسمها مريم في رابعة ألسن.
ميمي: اذا كانت مريم الي احمد كان بيسأل عليها, اقلك بقي مادام انتي عارفة كل حاجة, دي واحدة بتشتغل معاه باين في الشركة الي بيشتغل فيها, بس دي بت تنكة اوي, وشكلها مدتوش وش, عشان كده كلم نورا.
سمعت منى الكلام للمرة الثانية من فم ميمي, وشعرت بالغضب هذه المرة, ان الخبر اكيد, ميمي لا يخطيء في اخباره ابدا,اذا فاحمد مرتبط بنورا, يجب ان تكلمه وتواجهه وتعاتبه.
*****************
احمد: الو.
منى: الو.
احمد: ازيك يا مونى.
منى: الحمد لله يا احمد, انت عامل ايه؟.
م*دنا هطين عيشتك
احمد: وحشتيني.
منى: شكرا.
احمد: ايه يا منى مالك؟.
أ*ناشفة كدة ليه؟؟,ربنا يستر
منى: مفيش.
أ*يبقي فيه
احمد: هو مؤمن مش في البيت؟, ممكن تتكلمي براحتك يعني؟.
منى: لأ, مش في البيت.
احمد: في ايه يا منى؟,صوتك مش مظبوط, انتي كدة قلقتيني.
منى: انا كنت عايزاك في موضوع كدة.
احمد: اتكلمي يا حبيبتي ,انا سامعك.
م*حبيبتي يا كداب
منى: ايه حكاية نورا؟.
احمد: ايه حكاية نورا؟.
منى: انت هترد عليا سؤال بسؤال يا احمد؟؟, رد على سؤالي,ايه حكاية نورا؟, انت بجد مرتبط بيها؟.
شعر بلهجتها عدائية فرد بمثلها.
احمد: نورا دي حاجة طياري كدة, وبعدين حتى لو كنت, ايه الي حصل يعني؟.
منى: يعني انت مبتنكرش؟.
احمد: وانكر ليه ؟,ماهو كان رد فعل طبيعي يا مني, احنا كنا سايبين بعض.
منى: يعني ايه؟, يعني انا كان ممكن اعرف واحد تاني واحنا سايبين بعض, ولا ايه؟.
احمد: دنا كنت اقطم رقبتك.
منى: قول لنفسك, وبعدين انا مكنتش عارفة اننا سايبين بعض, انا كنت فاكرة ان احنا باعدين عن بعض مؤقتا, لغاية ماتنجح وتشتغل.
احمد: يا ستي والله العظيم نورا دي ,ولا حاجة بالنسبة لي, انتي عارفة اني بحبك انتي وبس.
منى: ولما انت بتحبني انا, بتكلم واحدة تانية ليه.
احمد: اللهم طولك ياروح, ماحنا كنا سايبين بعض,وبعدين هي الي كانت بتلف عليا بقالها مدة.
منى: انت ليه متخيل انك ممكن تحب واحدة, وتكلم عليها مادام متخانقين.
احمد: منى, انتي طالبة تتخانقي ولا ايه؟, انا مش عايز اتخانق, ولو على نورا يا ستي, مش هكلمها من النهاردة, ومن دلوقتي حالا كمان.
منى: طيب ادي نورا, وايه بقي حكاية مريم؟.
احمد: مريم!!!, انتي اشعرفك بمريم؟.
منى: يعني فيه مريم؟!!.
احمد: منى, بقلك ايه بقي, انا حر, وكنت حر وقتها خالص, حتى منك, يعني اعمل الي انا عايزه, مش من حقك تحاكميني على وقت مكنتيش انتي معايا فيه.
منى: واشمعني انت ليك حق تحاسبني على الوقت ده, وبهدلتني لما عرفت ان وائل اتقدملي, ولا هو انت بس الي تعمل ,وانا يبقي ماليش حق.
احمد:ما هو دا الي خلانا نسيب بعض, عندك وغبائك دا ,وانك دايما حاطة راسك براسي.
منى: ماهو لما تعمل فيها راجل, ياريت تتصرف كأنك راجل.
احمد: احترمي نفسك يا منى, انا راجل غصب عنك.
منى: وغصب عني ليه, راجل على نفسك.
احمد: طيب يا مني خلى الرجالة الي تعرفيهم ينفعوكي, خلى وائل ينفعك.
منى: بقي هو كدة يعني.
احمد: اه هو كدة, مادام انا مش عاجبك, شوفيلك حد تاني.
منى: احمد , ماتطلعهاش في دماغي.
احمد: والله بقي انتي حرة.
منى: بقي كدة؟.
احمد: ايوة , كدة.
لم تنتظر منى ان يكمل احمد كلامه, واغلقت الخط في وجهه, ورأسها يعمل كالمرجل, وشعورها بالغضب قوي العند في داخلها, ودون ان تستطيع ايقاف نفسها ,اتصلت باخيها, وقالت له.
مؤمن: ايه يا مني؟, خير؟.
منى: انا موافقة على وائل يا مؤمن, كلمه وعرفه, انا موافقة اتخطبله



(الحلقه السابعه عشر)





دخل مؤمن من باب البيت ,مباشرة على حجرة منى.
مؤمن: يعني ايه اكلم وائل؟, هو لعب عيال؟,انتي مش قلتيلي امبارح انك مش عايزاه ,ايه الي حصل؟.
نظر الي وجهها مدققا, لم يجده باكيا ولا حزينا, فقد طالعه وجه محتقن وغاضب.
منى: ايه الي حصل يعني؟, انت كنت قلتله اني مش عايزة اقابله؟.
مؤمن: لأ ,مقلتلوش لسه؟.
منى: طيب كويس, قوله اني موافقة.
قال في حدة.
مؤمن: هو جنان يا منى؟, ايه الي امبارح مش موافقة والنهاردة موافقة؟, انتي ايه؟,عيلة بميت رأي.
منى: انت مش كنت عايز رأيي, اديني بقلك رأي, انا موافقة يا مؤمن , ايه المشكلة بقي, انت ايه؟, انت الي غريب اوي, مش كنت عايزني اوافق؟.
مؤمن: ماهو انا مش ابن امبارح يا منى, ايه الي حصل خلاكي تغيري رأيك؟.
منى: مؤمن, انت مش قلتلي انه كويس, وانا بثق في رأيك , انا عايزة ارتبط بيه.
صمت مؤمن وزفر في نفاذ صبر, ثم قال بعد ان استعاد هدوئه نسبيا.
مؤمن: انتي صليتي استخارة؟.
منى: اه, اول ماقلتلي.
م*صليت على احمد مش على وائل
مؤمن: وحاسة بإيه؟.
منى: الحمد لله , مستريحة, وموافقة.
مؤمن:
ونظر اليها في عدم تصديق,فقفالت في حدة.
منى: ايه يا مؤمن؟, خلاص خلصنا.
مؤمن: بس المواضيع دي مافيهاش رجوع, ومفيهاش لعب ,ومفيهاش هزار.
منى: يووووووة يا مؤمن, منا عارفة.
قال في حزم مهددا.
مؤمن: منى,...انا لو خرجت من هنا هقول لماما وبابا ,وهبلغ وائل, وخلاص الموضوع هيبقي رسمي.
منى: ايوة,ماشي.
نظر اليها مليا,محاولا استشفاف ما يدور في رأسها ,ثم قال.
مؤمن:انتي متأكدة؟.
زفرت منى في انفعال, ثم قالت بهدوء.
منى: ان شاء الله.
مؤمن: على بركة الله.
ثم خرج من الغرفة, لاعلان الامر.
*****************
نظرت منى من بعيد صوب ميرنا وسارة ,اللتا جلستا في مكانهما المعهود , تتبادلان الحديث, وترددت قليلا قبل ان تجذب قدميها وتتوجه نحوهما.
منى: سلام عليكم.
تجمدت الابتسامة على وجة سارة, بينما اشاحت ميرنا بوجهها بعيدا عن منى.
سارة: عليكم السلام.
منى: عملتو ايه في الامتحان؟.
سارة: الحمد لله.
منى: ممكن اقعد؟.
قالت ميرنا بحدة,وهي لا تنظر ناحيتها.
ميرنا: متقعدي, يعني هناكلك مثلا!!.
لم تجب منى, وجلست في هدوء,وانقطع الحوارالذي كان يدور بين الفتاتين, وساد صمت محرج ,قطعته سارة؟.
سارة: حليتي كويس في الامتحان؟.
اجابت منى برأسها نفيا في صمت, وعاد الهدوء الممل يسيطر عليهم.
منى: انا...وافقت على وائل.
اتسعت عينا سارة في دهشة, بينما التفتت ميرنا بحدة تهتف.
ميرنا: بتهرجي.
منى: لا مبهرجش ولا حاجة, انا قلت لمؤمن امبارح يقوله اني موافقة.
قامت ميرنا من مكانها ,تقول في فرح.
ميرنا: اخيرا عقلتي.
بينما نظرت اليها سارة في ريبة.
سارة: .ايه الي حصل؟.
منى: مفيش.
سارة: ازاي يعني مفيش؟, انتي هتضحكي علينا, يوم السبت كنتي مش طايقة تسمعي اسمه ,ودلوقتي موافقة.
منى: مفيش يا جماعة , انا بس عرفت اني مينفعش اضيع وائل منى, علي قول ميرنا, بني ادم محترم وعايزني بجد.
ميرنا: اه والله, ده برقبة احمد دا.
لما اشاحت منى برأسها في غضب حين ذكر اسم احمد, قالت سارة في استفسار.
سارة: انتي صليتي استخارة؟.
منى: لأ, صليت على احمد.
سارة: ليه؟, وهو كان احمد اتقدم؟, فيه ايه يا مني؟, انتي هتنقطينا بالكلام, ماتتكلمي زي الناس, مش نص الكلام عايم, ايه الي حصل يخليكي توافقي على وائل؟.
منى: يووووة يا سارة, ماشي يا ستي, انتي عايزاني اقلك انك كنتي صح, واحمد فعلا بيكلم دي ودي ودي, ايوة يا سارة, انتي صح,خلاص؟؟, ارتحتي؟.
سارة: لا طبعا مارتحتش, انا ماكنتش بقلك كدة عشان تقوليلي انتي صح, احنا مش في حرب, هو انتي اصلا مكنتيش مصدقاني؟, استنيتي لما تتأكدي؟؟!!,.ماعلينا , مش موضوعنا, ودا الي خلاكي توافقي؟.
ميرنا: لا طبعا يا بنتي, اكيد فاقت لعقلها.
نظرت اليها سارة في شك ,ثم قالت.
سارة: اوعي يا منى,...اوعي تكوني واخدة وائل عشان تغيظي بيه احمد.
لم تجب منى, وظهرت نظرة استياء على وجها.
سارة: انتي لو فاكرة انك بتغيظي احمد فانتي غلطانة, انتي بتضيعي نفسك مش اكتر,وهو مش يتأذي خالص, انتي الي هتندمي.
ميرنا: اه طبعا, هو هذار؟؟, دا اهلك واهله وتوريطة جامدة يا بنتي؟, دي خطوبة مش لعب عيال.
منى: انا مش عايزة اغيظ حد.
ميرنا: وبعدين لو كنتي فاكرة ان احمد دا هيتهز اويزعل, تبقي غلطانة, دا من خناقة عرف كام بنت, امال لو اتخطبتي هيقول ايه؟, هيقول في ستين داهية طبعا.
سارة: انتي فاهمة يا مني يعني ايه الي بتعمليه ؟, يعني خلاص,لو وافقتي على وائل مفيش احمد, وبجد ,هتبقي بتاعة واحد تاني, مينفعش تخونية حتى بالتفكير, دي امانة, وجواز يا منى , يعني العمر كله , انتي متأكدة من الي بتعمليه؟؟.
ادارت منى بوجهها في ألم وقالت.
منى: طبعا.
ميرنا: انتي هتشوفيه امتى؟.
منى: بكرة ان شاء الله.
ميرنا: طيب يا موني, انتي تصلي النهاردة استخارة ,وتروحي مش ناوية حاجة , سبيها على ربنا, وهو الي هيخليكي توافقي او ترفضي, متتسرعيش.
منى: انا خلاص موافقة.
سارة: ماهي المواضيع ماتتاخدش قفش كده, انتي لازم تعرفيه الاول.
منى: ربنا يسهل, متسبقوش الاحداث, اما اشوف بكرة ايه الي هيحصل.
********************
نظرت منى الي وائل الجالس امامها في النادي, بينما والدته ووالدتها واخيها بالمنضدة المجاورة غيرالبعيدة عنهما , وهي صامتة, ترد كل سؤال بجواب مقتضب, بينما مؤمن يختلس النظر نحوها هي كل دقيقة ,يحاول قراءة افكارها,بينما وائل هاديء وواثق من نفسه.
وائل: مش اسمها اشمعني انتي بالذات الي اختارتك, انا مكدبش عليكيو انا في الاول مكانش في دماغي, بس انا لما فكرت اخطب من فترة, كنت بقول انا عايز واحدة محترمة وجميلة وبنت ناس طيبين,واكون ميال ليها, بس سبحان الله ,انا لقيت اني كنت بتشد ليكي من زمان, من ايام ما كنتي في سنة اولي حتى.
منى: بس انا مكنتش واخدة بالي.
م*دانت كنت مفضوح, وباين عليك اوي
وائل: ماهو انا مكنتش ناوي حاجة وقتها, بس انا اول ما فكرت بجد اني اخد خطوة واخطب, انتي اول واحدة جت في دماغي, لقيتك نفس المواصفات الي كنت عايزها, وفوق كده لما عرفت اخوكي لقيت انك من بيت محترم وطيب, وانا متمناش اكتر من كده, ومتفتكريش اني هزعل لو محصلش بينا نصيب, بالعكس, انتي هتكوني زي اختى,بس انا اتمني اني اكون جزء من عيلتكو, انا مش بسبق الاحداث, انا فاهم ان النهاردة دا تعارف اولي كده, وعارف ان الوضع غريب برضه, انا برضه استاذك.
منى: ايوة.
وائل: بس سيبك منى انا, انا قاعد من الصبح بتكلم عن نفسي, انتي مبتسألنيش ليه؟, اكيد عندك اسئلة .
منى: مش بفكر في حاجة دلوقتي.
م*ايه الهبل الي بقوله دا؟؟
وائل: لا اسألي , عادي ودا حقك يا بنتي, انتي من حقك تعرفي عني زي ما من حقي اسألك.
م*اسأل ايه ,اسأله ايه, ياتري يا سارة عندك حق؟




(الحلقه الثامنه عشر)




م*اسأل ايه ,اسأله ايه, ياتري يا سارة عندك حق؟
منى: بتدخن.
وائل: الحمد لله لأ, مكدبش عليكي انا جربت وانا صغير , بس معجبتنيش الحمد لله.
منى: بتصلي؟.
وائل: اكيد يا منى, وهو مين مابيصليش؟.
م*دانت مش عايش في الدنيا بقي
منى: ..
وائل: متقوليش انك هتقيميني على اساس السؤالين دول بس, مهما كنت بصلي ومبدخنش اكيد فيا عيوب,وممكن اكون بغلط حاجات تانية, اسألي يا بنتي , انتي مكسوفة ولا ايه؟.
نظرت اليه منى في حدة, ثم قالت دون مواربة.
منى: ارتبطت قبل كدة؟.
ابتسم وائل, وكأنه كان منتظرا هذا السؤال بالذات.
وائل: انا مش هخبي عليكي اكيد من اولها, انا ارتبطت وانا في الكلية بواحدة, وحبيتها اوي, بس مش عايز اتكلم عليها, هي راحت في حالها يعني, بس لو كنتي قلقانة ان كنت حبيتها او لسه بحبها, فأنا حبيتها وقتها , بس دلوقتي ,الحمد لله بقالي سنين متأكد اني مبحبهاش.
منى: ليه؟, ايه الي حصل خلاك تقطع علاقتك بيها.
وائل: كانت ,,مكانتش بتحبني بجد يا مني, كانت بتحب انها تحب وبس, عند اول مشكلة مستحملتنيش, وبعد ما افترقنا بفترة قليلة جدا, كانت مع واحد تاني, فافتكر ان مكانش له لزوم اني افضل احبها, الواحدة الي متصنش حبي في فترة فراق قصيرة, يبقي مكانتش بتحبني اصلا, لان الي بيحب مبينساش حبيبه, حتى لو مش مع بعض.
م*ياه يا احمد لو تسمع الكلام دا, الي بيحب مبينساش حبيبه ويحب عليه, او حتى يتسلي,حتى لو مفترقين
منى:...
وائل: عشان كده انا قلت لنفسي, عمري ما هربط نفسي بواحدة بايعاني, يعني ان شاء الله انا بدور على واحدة تصوني وتحافظ عليا, و عشان كده اول حاجة تهمني في البنت دينها واخلاقها,وتاني حاجة انها تكون مرتبطتش قبل كده, عشان الارتباط بيبقي عامل علامة على البنت, سواء خطوبة او صحوبية,بيأثر على علاقتها بالانسان الي بترتبط بيه, وبعد كده ان البنت تكون صريحة وعاقلة, لان الصراحة اساس كل علاقة سليمة, والعقل الحاجة الوحيدة الي بتربط الناس ببعض قبل ما الحب يكون موجود, والعشرة وكدة, انتي عندك حق لو فكرتي انه جواز صالونات, يمكن بالنسبة ليكي, بس انا مختارك بعينك, محدش قايلي عليكي, او لسه اول مرة بشوفك, ولسه هقرر اه او لا , انا قراري اني موافق الحمد لله, الموضوع في ايدك انتي يامني دلوقتي, ومتخافيش خدي وقتك وخدي قرارك, وانا مقدر في الحالتين,لان في الاول والاخر, الاختيار مش على اساس الانسان كويس ولا وحش, ماحنا اكيد كلنا كويسين, بس مدي توافقنا مع بعض ,اوالقبول زي ما بيقولو.
منى: اه طبعا.
وائل: بس لو وافقتي, انا يشرفني فعلا اني اناسبكو, واني اكون البني الادم الي ممكن يكون جوزك باذن الله ويكمل معاكي.
ارتجفت منى عند قوله هذا الكلام, وشعرت بهول الموقف وخطورته, انها "توريطة"حقا كما قالت ميرنا بالظبط.
***********************
قالت ميرنا في لهفة ,بمجرد ان جلست منى في المطعم .
ميرنا: هه عملتي ايه؟, كلمتك امبارح كان موبايلك مقفول ومكنتوش في البيت؟, يلا احكيلي بقي بسرعة.
سارة: ماتسبيها يا ميرنا تطلب حاجة طيب, احنا لسه قاعدين, هتاكلي ايه؟.
منى: الي انتي طالبة منه.
سارة:ماشي, استني متحكيش حاجة الا لما اطلب.
ونادت على الجرسون, وطلبت لها طعام.
ميرنا : قولي بقي.
منى: مفيش يا جماعة , رحت انا وماما ومؤمن,وهو جه هو ومامته.
ميرنا: كنتو فين؟.
منى: في النادي يا بنتي ,منا قلتلكو امبارح.
ميرنا: لأ مقلتيش, قلتي امتى؟.
سارة:المهم يعني, ايه الي حصل؟.
منى: مفيش؟, عريس , زي أي عريس, اتكلم في ظروفه ,وقالي انا كذا وعندي كذا,وقدامي كذا, وهنستني اكيد تكوني اتخرجتي,وحاجات من دي.
سارة: وانتي قلتيله ايه؟.
منى: زي ما بتقولي انتي دايما, سألته بيصلي وبيدخن؟.
سارة: بس.
ميرنا: وحاسة بايه؟.
منى: مش عارفة, بصراحة هو قال حاجة خوفتني, قال انا تاني اهم حاجة عندي بعد الاخلاق ان البنت تكون مرتبطتش قبل كده, وانا سكت متكلمتش ساعتها.
سارة: وهتعملي ايه لو وافقتي؟, هتقوليله؟.
ميرنا: اوعي ,انتي عايزاه يسيبك!!.
سارة:ازاي يا بنتي ,لازم يعرف, افرضي عرف بعدين هيبقي ايه منظرك؟.
ميرنا: انا بقول مالوش لزمة تعرفيه حاجة انتهت خلاص, انا عن نفسي مقلتش لخالد حاجة في الاول عن مازن,مع اختلاف الوضع يعني.
سارة: ولما عرف,... ايه الي حصل؟, اديكي شفتي بنفسك , كانت مصيبة.
ميرنا: بس عدت , كان ساعتها حبني شوية , وكان متمسك بيا وقبل مني غلطتي, بس وائل لسه في الاول وممكن يفكر بعقله فميغفرلهاش, لان لسه مافيش بينهم حاجة يتزعل عليها لسه.
سارة: وممكن لما يعرف في الاول يقدر صراحتها ويعديها, او خلاص يرفض ويبقي مفيش نصيب من اولها, احسن ما يكونو اتخطبو ويسيبها.
نقلت منى نظرها بينهما في حيرة, وكلام كلتاهما يدور في رأسها, تري ايهم على صواب.
ميرنا: انا بقول ما تقوليلوش, ولا انتي رأيك ايه يا مني؟.
منى: ..مش عارفة.
سارة: لا يا منى اوعي, مابني على باطل فهو باطل, اوعي تبني حياتك يا حبيبتي على كدبة.
شعرت منى بالدوار من كثرة تصارع الافكار في عقلها, وحيرتها, ماذا عساها تفعل؟.
منى: انا,.ربنا يسهل ياجماعة, لما اوافق الاول يبقي ربنا يحلها.
ميرنا: بصي يا حبيبتي احنا مبنضغطش عليكي , انتي حرة, الي يرحيك اعمليه, عايزة تقوليله قوليله, مش عايزة متقوليش.
م*اهو انا مبحبش انتي حرة دي ابدا, انا عايزة اعرف مين قال اني حرة, انا عايزة حد يقولي اعملي كذا وانا اعمله, متسيبونيش لنفسي يا جماعة
سارة: ايوااة, ميرنا عندها حق, انتي شوفي الي يريحك واعمليه,على الاقل عشان تكوني مقتنعة بالي بتعمليه.
ميرنا: اه ,ومترجعيش تقولي حد الي قالي اعمل كدة.
منى: ربنا يستر يا جماعة.
م*ربنا يستر عليا وعلى الي بيحصلي




(الحلقه التاسعه عشر)





افلت احمد يد نورا في سرعة ,حين اقبلت رشا من داخل البيت نحوهما, فوقفت امامهما واضعة كفيها في خصرها.
رشا: يا سلاااام؟,على اساس اني مش هاخد بالي, ولما انتو متصاحبين, بتستخبو عني كأني مش هفهم؟ ,غبيه انا!!, منا شايفاكو من مراية الكونسول ياتحف.
احمد: وانتي مالك يا غلسة؟.
رشا: انا مبتكلمش معاك اصلا, انا بتكلم مع الست هانم الي كانت هتموت واصاحبك عليها, واول ما كلمتك بتقلبني انا.
نهرتها نورا.
نورا: رشا, اسكتي.
احمد: عايزة ايه يا زفتة؟.
رشا: تصدق, والله خسارة فيك الخبر الي كنت جاية اقلهولك.
احمد: خبر ايه؟.
رشا: مني خنقة بتاعتك.
ابتعد احمد لا اراديا عن نورا خطوة, وقال لرشا.
احمد: مالها منى؟.
نظرت اليه نورا في استنكار, لرد فعله التلقائي.
رشا: تدفع كام؟.
احمد: هتنطقي يا زفتة ولا اخنقك؟.
رشا: طيب , انا كنت ناوية مقلكش ,بس انت تستاهل بقي.
نورا: فيه ايه يا رشا؟.
رشا: عندي الي شافها مع واحد في النادي, قاعدين لوحدهم في الكافيتيريا.
قال احمد في عصبية.
احمد: واحد؟, واحد مين؟؟, انطقي يا رشا.
رشا: ايه, انت بتشخط فيا ليه, انا مالي, الي قالي قال واد في كليتكو معيد باين ,نسيت اسمه.
نظراليها احمد منزعجا.
احمد: وائل؟؟.
رشا: ايوه, وائل, صح, هو وائل,انت عارفه ولا ايه؟.
ردد احمد في شرود غاضب.
احمد: وائل عبد الكريم.
عقدت رشا حاجبيها في استغراب.
رشا: مش داااا., مش دا الي صاحبته داليا صاحبة صافي, الي انت كلمتها عشان تغيظها , وهو معادش بيكلمك من ساعتها,هو نفسه وائل دا ولا حد تاني؟, ...احمد.
لم يجبها احمد انما تركهما ودخل غرفته ,يتصل بمنى ,ليجد الهاتف مغلق.
أ*الله الله, انت قلتلها روحي راحت, لا بجد, اول مرة تسمع كلامك
ششششششششششششش خالص سيبني في حالي
هي كدة وافقت بقي ولا اتخطبو ولا ايه؟
انا مش قلت اخرس
اخرس ليه ؟,مش افكر معاك؟
انت بتشوش عليا ,مش بتفكرلي
طيب انا هسكت اهه
وموبايلها مقفول ليه؟؟
عشان متكلمهاش
طيب انا افهم من كده انها خلاص؟, وافقت على وائل؟
وانت ايه الي يزعلك,دانت كده اتحررت يا معلم
بس متبقاش هي مع حد, انا لسه موافقتش
لا ,انت وافقت ,وقلتلها شوفيلك راجل مادام انا مش عااجبك, وبصراحة انا كمان وافقت,عشان البت دي بصراحة كده خنقاني
بس انا بحبها
يا اخي ارحم نفسك بقي
اروح اقول له لو خطبها ,انها بتحبني
تبقي حمار, عشان هيسيبها وتلزقلك تاني, واحنا ماصدقنا, يابني البنات دي كلها عينة صافي, امال انت فاكر ايه,ان منى دي مختلفة, انا ياما قلتلك , كله واحد, منى وصافي واي عفريت ازرق, انت الي مسمعتش كلامي, وادي التاريخ بيعيد نفسه, واستلم انت بقي
بس انا لازم اعرفها انا مين, واقدر اعمل ايه
مش لازم ,افرض احرجك؟, وقالك عارف وابعد عنها وفضل معاها؟, هيحصل ايه غير حرقة الدم وبس؟,انت غاوي ولا ايه؟
منا مش هقعد ساكت كده
مين قال انك هتقعد ساكت, هي مش خدت واحد ارجل منك زي مابتقول , خد لها بت احلي منها
لا, انا عايز اتأكد الاول من الموضوع
وهتتأكد منين؟
انا مش هستريح الالما اكلمها
*********************
مؤمن: يناسبك امتى؟.
منى: أي وقت يا مؤمن الي تشوفوه.
مؤمن: هو ايه الي تشوفوه هو انا بقلك ننزل نخرج, انا بسألك يناسبك ييجو يتقدمو امتى؟,يعني انتي الي ليكي الرأي في الاول وفي الاخر,يعني ييجو وانتي مثلا مالكيش مزاج؟.
منى: طيب اسأل ماما ,وبجد الي انتو عايزينه.
مؤمن: انتي غريبة اوي يا منى اليومين دول, مالك؟.
منى: مفيش يا مؤمن, مخضوضة شوية, يعني هو القرار الي خدته دا سهل؟.
مؤمن: انا شايف انك متعبتيش فيه يعني, دانتي حتى اتسرعتي,ومش عايزة تاخدي وقت.
منى:لا ان شاء الله ماتسرعتش, روح انت اتفق على المعاد مع بابا.
خرج مؤمن وهو غير مرتاح, ودخل معتز.
معتز: الواد دا ماله؟, مبوز ليه؟.
منى: معرفش.
معتز: وانتي مبوزة ليه؟.
منى: انتو هتشتغلوني ,كل واحد يدخل يستلمنى شوية؟.
معتز: هو انا لسه قلت حاجة,فيه ايه يا منى؟,. مين وائل دا؟.
منى: الي هيبقي خطيبي ان شاء الله.
معتز: انتي عايزاه بجد؟.
منى:.
معتز: بصيلي وقوليلي انك عايزاه وانا هخرج ومش هسألك تاني.
منى: لا مش عايزاه, بس هتخطبله ان شاء الله.
معتز: انتي لسه بتحبي احمد؟.
منى: متجبليش سيرته يا معتز لو سمحت.
معتز: طيبانتي فكرتي كويس؟.
منى: انا الي هتحمل نتيجة اختياري لو كان غلط يا معتز, مش أي حد فيكو.
معتز: طيب, كويس انك عارفة كدة.
منى: دلوقتي سيبني بقي ,عشان عايزة اعد لوحدي.
معتز: ماشي يا منى, بس متمناش اشوفك بعد كده زعلانة.




(الحلقه العشرون)



جلست منى في بيتها تحاول الابتسام بالكاد, وتشعر بالامور تخرج عن سيطرتها ووالدها يقرأ الفاتحة مع والد وائل, وامه التي تبتسم لها في ود, لقد تفاقم الامر ,هاهي ترتبط بوائل , ولن تستطيع الافلات.
وبينما هي جالسة رن جرس هاتف المنزل, فقامت ترد من غرفتها,متوقعة ان تكون ميرنا او سارة يطمأنون عليها.
منى: الو.
...
منى: الو.
اخترق اذنها صوت غاضب.
احمد: قافلة موبايلك ليه؟.
ارتعشت منى حين تعرفت على صوت احمد, وشعرت بالذعر.
منى: انت عايز ايه؟.
احمد: قفلتي موبايلك عشان مكلمكيش, صح, مكنتيش فاكرة اني هكلمك على البيت , انا متفرقش معايا, وانتي عارفة, فاكراني مش هعرف؟.
منى: منا ممكن اقفل في وشك السكة.
احمد: هتصل تااني.
منى:...
احمد: وتالت ورابع لغاية ماتردي عليا.
استرقت السمع قليلا تطمئن انه لا يوجد احد قريب,واغلقت باب غرفتها,ثم قالت بغضب خافت.
منى: انت عايز منى ايه تاني؟.
احمد: انتي فاكرة اني مش هعرف حكاية وائل ولا ايه؟.
منى: طيب مانت اول واحد عارف , ايه الجديد يعني؟,انا مش كلمتك وقلتلك وقلتلي شوفي حالك بقي, اعملك ايه انا؟, اجري عليك واقلك , لا معلش انا بحبك, لا طبعا,عشان بعد كده تبقي أد كلامك, ولما اقلك اني هعمل حاجة يبقي هعملها.
صمت قليلا ,ثم قال في غضب مندهش.
احمد: يعني انتي خلاص هتتخطبي لوائل.
منى:ها, انا خلاص يا احمد, الناس عندنا برة دلوقتي, وقرو الفتحة خلاص, انا مش لسه ها, انا خلاص اتخطبت يا احمد.
واخترقت السماعة صوت زغرودة بعيدة, منطلقة من فم والدة منى, وكذلك اخترقت جسدها كله لتشعرها بالرهبة والحزن, وانتابتها موجة من الكآبة,قال احمد في دهشة عظيمة.
احمد: .دا..دا الموضوع بجد!!,انتي بجد اتخطبتي؟؟, منى, انتي ,خلاص.
شعرت بالوهن في صوته يؤلمها, وارتجفت قليلا, ثم قالت والدموع تترقرق في عينيها.
منى: امال انت كنت فاكرني بهذر؟, خلاص يا احمد, مبقتش اعرف اهذر, انت الي عملت كده, وياريت تستحمل نتيجة اعمالك.
قال بنبرة يائسة ,بعد ان تيقن من الخبر, وبتأكيد لا يحتمل الخطأ.
احمد: منى..., بس انا بحبك.
سالت دموع منى على وجهها, وقالت بضعف.
منى: منا كنت بحبك, اعمل ايه بقي , خلاص يا احمد, الي بينا راح, وانا بقيت مخطوبة, ياريت بجد تنساني وتسيبني في حالي, عشان انا مينفعش اكون ليك ابدا.
أ*...
منى: سلام يا احمد.
احمد: .منى.
منى: معادش ينفع الكلام يا احمد خلاص.
احمد: يعني ايه؟, يعني انا مش هبقي معاكي تاني.
منى: احمد, بالله عليك ماتعذبني, انا مش ناقصاك, سيبني في حالي وابعد عني وارحمنى.
احمد:...
منى: انا هقفل.
احمد: ماشي يامنى, بس,...خدي بالك من نفسك.
منى:..وانت كمان.
احمد: سلام يامنى.
منى: سلام.
واغلقت السماعة في بطء, ثم جلست على سريرها واجهشت في البكاء, ثم قامت بعد ان سمعت خطوات تقترب من غرفتها, فمسحت دموعها في سرعة, وجدت معتز يدخل ,قائلا في مرح.
معتز: مون..
وتوقف حين لمح عينيها الدامعتين, وخفت صوته.
معتز: مالك يا منى؟.
واغلق باب الغرفة خلفه, مسحت منى عينيها وهي تتحاشى النظر في وجهه.
منى: مفيش.
توقف معتز قليلا ينظر اليها في اسى.
معتز: ولما انتي مش عايزاه , بتعذبي نفسك كده ليه؟, انتي لسه قدامك وقت.
ابتعدت منى وهي تعدل ماكياج عيونها الممسوح من البكاء.
منى: مين قال ان انا مش عايزاه؟.
معتز: امال بتعيطي ليه ؟, من الفرحة مثلا.
منى: خلاص يا معتز, الي حصل حصل, معادش ينفع ارجع فيه.
معتز: تبقي مجنونة, انتي بوظتي الدنيا, عملتي في نفسك كده ليه يا منى؟, وعشان مين؟.
التفتت اليه منى بعصبية وقالت.
منى: عشان نفسي, عشان انا استحق واحد كويس,ويخاف عليا ويحترمني,عشان انا عايزة ابعد عن كل الزعل والنكد والقرف, انا نفسي اعيش مطمنة شوية.
معتز: بس انتي كده بتصلحي غلط بغلط اكبر.
قاطعهم مؤمن حين ادخل رأسه من الباب متسائلا.
مؤمن: بتعملو ايه انتي وهو هنا؟, وسايبين الناس برة.
ونظر الي منى.
مؤمن: وانتي يا بنتي, سايبة الناس بقالك ساعة, هما جايين يخطبوني انا مثلا؟.
معتز: حاضر جايين اهه, روح انت.
ثم التفت الي منى بعد ذهاب مؤمن.
معتز: هتعملي ايه يامنى في الي انتي فيه دا؟.
رسمت على وجهها ابتسامة مصطنعة وقالت.
منى: هطلع اقعد مع اهل خطيبي.
معتز: منى.
تخطته في طريقها للخروج من الغرفة, وهي تقول له.
منى: وانت كمان هتخرج وتضحك ومش هتجيب سيرة لحد اني كنت بعيط, انت فاهم.
معتز: لأ, مش فاهم.
تبعها صوته الغاضب, وهي تسير خارجة للضيوف والبسمة على وجهها تؤلمها, وقلبها منفطر, ليطالعها وجه وائل السعيد, وابتسامة ابيها الراضية, وزغرودة امها.




(الحلقه الحاديه والعشرون)




سامي: انت خلصت الورق بتاع امبارح ؟, انا سمعت ان مريم بتلف النهاردة.
احمد: معملتش حاجة.
سامي: ليه يابني؟.
احمد: امبارح كان مزاجي وحش جدا.
سامي: انت مالك يا بني شكلك مش مظبوط فعلا, ايه الي حصل؟.
احمد: انا مكنتش ناوي اجي الشغل اصلا النهاردة.
سامي: ليه انت مش خلصت امتحانات؟, يا ابو حميد انت لازم تركز شوية في شغلك, عشان تتثبت بعد التخرج, عشان مينفعش كده, انت معاك فرصة مش عند حد, مين بيجيله فرصة يشتغل وهو في الكلية ويضيعها, وبعدين انا واخد بالي ان مريم مشددة عليك بقالها كتير وشكلها كده مستنيالك على غلطة, اوعي تكون لسه حاططها في دماغك.
احمد: ولا حاططها ولا نيلة, دي بت مغرورة فعلا زي مانت قلت, وشكلها متتعاشرش.
سامي: طيب , يبقي متديلهاش السبب الي ترفدك عشانه, اقعد يا بن الحلال شوف شغلك وركز فيه, انت مش ناقص نكد , دانت شكل البنات مضيعينك خالص.
احمد: بلا بنات بلا قرف, ادي اخرة الحب, مبناخدش منه غير النكد ووقف الحال, انا كان مالي.
سامي: وله يا احمد, اوعي تكون بتحب مريم.
احمد: مريم ايه انت كمان, والله انت ولا فاهم حاجة.
أ*هو الواد عبيط صحيح بس عنده حق, فوق يا ايمو لنفسك وشوف شغلك, بلا بنات بلا وجع دماغ,اديك قلت بنفسك خدت ايه منهم
منا خلاص مش ناوي احب تاني
ايوة خليك خفيف ,وشوف مصلحتك ,ايه يعني منى اتخطبت ما في ستين داهية,تروح منى يجي عشرة مكانها,دانت ايمو برضة
صح
بس من غير ماتورط نفسك تاني,اديك اتعلمت اهه
ايوة اتعلمت, البنات دول مهما اختلفو كلهم واحد
*********************
دخلت سارة بيت منى ,وهي تبتسم لمؤمن الذي فتح لها الباب.
سارة: السلام عليكم.
مؤمن: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته , ازيك يا سارة؟.
سارة: الحمد لله, منى موجودة؟.
مؤمن: ايوة , بس هي في الحمام اصلها لسه صاحية, ثواني وهتيجي اتفضلي.
دخلت وجلست ,وتبعها مؤمن, فارتبكت قليلا ثم قالت.
سارة: انا حاولت اكلمها امبارح تليفونها مقفول, واتكسفت اتصل على البيت , عشان كنا متأخر, ايه؟ قرو الفتحة الحمد لله؟.
جلس مؤمن قبالتها على ذراع الاريكة البعيدة عنها, وهو يقول.
مؤمن: اه الحمد لله, دول ناس طيبين اوي, ووائل بني ادم محترم فعلا.
سارة: ربنا يهنيها.
مؤمن: عقبالك.
شعرت بالحرج قليلا وتوترت لعدم ظهور منى او حتى والدتها للسلام عليها.
سارة: شكرا.
وساد صمت قليل قطعته سارة.
سارة: واتفقو على خطوبة ولا ايه؟, اصل منى كل ما بسألها تقولي معرفش.
مؤمن: لا , منى مش عايزة, قالت تلبيس دبل كده في البيت وحاجة على الضيق, مش عايزة دوشة.
سارة: منى دي اعوذ بالله, محسساني انها فضيحة.
في هذا الوقت خرجت منى مرتدية البيجاما , وعينيها منتفختان قليلا, وشكلها مذري, فاشار اليها مؤمن ساخرا.
مؤمن: اتفرجي يا ستي المنظر, دا شكل واحدة مقري فتحتها امبارح؟, ولا واحدة جاية من جنازة, الله يكون في عونه الي هيصطبح بالجمال ده كل يوم, امال لو مكنتيش لسه غاسلة وشك؟.
تمتمت منى وهي تقبل سارة.
منى: ايه الاستظراف ده؟.
سارة: مبروك.
منى: الله يبارك فيكي.
قام مؤمن يغادرهم وهو يقول لسارة مرة اخري. ..

وللحديث بقيه


(الحلقه الثانيه والعشرون)




قام مؤمن يغادرهم وهو يقول لسارة مرة اخري.
مؤمن: عقبالك,بس متبقيش شبهها كده.
فابتسمت مجاملة ولم ترد هذه المرة, وبعد انصرافه جلست هي ومنى وهي تقول.
سارة: ايه يا بنتي؟, صاحية متأخر ليه؟, دا معادش حاجة والعصر يدن.
منى: انا نايمة 11 الصبح.
سارة: لا اله الا الله ,فيه ايه؟, كنتي بتعيطي؟, شكلك باين جدا, انتي عايزة اخواتك يفهمو ولا ايه؟.
مسحت منى على وجهها بكفها وهي تزفر ,ثم قالت.
منى: احمد كلمني امبارح.
سارة: لا.
منى: اه والله العظيم.
سارة: ازاي يا بنتي دنا نفسي كلمتك كان موبايلك مقفول.
منى:ماهو اتكلم على البيت.
سارة: يخرب بيت بجاحته, وايه الي حصل.
منى: مفيش , قعد يقولي انتي كنتي فاكرة اني مش هعرف موضوع وائل , فقلتله دا معادش موضوع دا بقي رسمي والناس عندنا اهم, اتخض وقالي بس انا بحبك وبتاع , قلتله سيبني في حالي , وقفلت.
صمتت سارة احتراما لمشاعر منى الحزينة ,والدموع التي ترقرقت في عينيها, وربتت على كتفها ,ثم قالت بعد ان استعادت منى هدوئها.
سارة: طيب يا حبيبتي, خير ما عملتي, والحمد لله انه متهورش وهددك او عمل حاجة, انتي بقي دلوقتي تاخدي بالك من نفسك قدام اهلك واخواتك, انتي خدتي قرار سليم, ومش هتندمي ان شاء الله, وكل يوم هتعرفي انك كنتي مضيعة نفسك مع احمد دا, وان الي انتي فيه دا احسن بكتير.
اومأت منى برأسها تصديقا لكلام سارة.
منى: منا عارفة ,الحمد لله.
ظهر معتز في اللحظة في طريقة للخروج من المنزل, فلمح شكل اخته المكتئب ,فاقبل يبتسم لسارة.
معتز: ازيك يا سارة عاملة ايه؟, عقبالك.
سارة: وانت كمان.
معتز: خدي بالك من منى, عشانها عايزة الي ياخد باله منها.
رفعت منى عينين غاضبتين لاخيها, قالت.
منى: انت مش كنت نازل؟, ايه الي وقفك؟.
معتز: كنت جاي اشوف العروسة بتعيط ليه؟.
نهرته منى.
منى: معتز.
معتز: يلا , عموما ادي صاحبتك اهي اكيد عارفة كل حاجة, ومش انا لوحدي الي شايف انك غلطانة.
وانصرف غاضبا,فقالت سارة مستغربة.
سارة: هو عارف حاجة؟.
منى: شافني امبارح وانا بعيط,بعد ما احمد كلمني.
سارة: يا مني, انتي لازم تسيطري على نفسك اكتر من كده,اوووفانتو هتعملو شبكة ولا تلبيس دبل بس.
منى: لا, تلبيس دبل.
سارة: طيب يا منى, عايزاكي من هنا ورايح, تنسي احمد دا, وتفتحي قلبك لوائل, وتاخدي بالك من تصرفاتك قدامه, ومتحسسيهوش انك مغصوبة عليه, هو مش ذنبه ان احمد كلمك يوم ماجولك, واعرفي انك خلاص هتتحاسبي على امانتك معاه, في مشاعرك وفي تصرفاتك, فخدي بالك.
منى: حاضر, ان شاء الله.
سارة: لو عايزة ربنا يباركلك يا حبيبتي, عاملي ربنا فيه, عشان هو يعامل ربنا فيكي.
منى: ماشي يا سارة.
سارة: يلا بقي نقوم نصلي العصر, وهعد معاكي شوية وانزل.
منى: ماشي.
*******************
وائل: ماهو انتي لو فضلتي تقوليلي استاذ وائل ,هسيب صاحبتك.
قالت سارة وهي تمازح وائل ومنى في نهاية يوم الخطوبة, بعد ذهاب معظم الناس.
سارة: منا مش عارفة اقلك ايه؟, مش راضية الكلمة تطلع.
منى: دي منى الي نكتة , يوم ما كنا بنشتري الدبل , قالتلي قدام الراجل استاذ وائل, فقالي واضح ان الانسة بتحترمك اوي, كان فاكرها اختى في الاول.
ميرنا: انا هقولك وائل وعلى ضمانتك بقي, وبعدين احنا اصلا مش هناخد عندك دروس تاني.
وائل: ولو حتى كنت بدي تالتة مكنتش هديكو, انا ناقص وجع دماغ, وانتي بالذات يا ميرنا مكنتش هاخدك.
قاطعهم رجل جاء يسلم على وائل فاعتذر وائل منهم وذهب يسلم عليه, فلكزت ميرنا منى.
ميرنا: افردي وشك دا , واتلمي بقي الواد امه اخدت بالها,سمعتها بتسأل مامتك هي منى مالها,واتكلمي معاه انتي مش خرسة.
سارة: ماهو مؤمن سألني برضه, قلتله الماكياج مش عاجبها.
منى: منا بضحك اهه, مالكو بقي؟.
ميرنا: يا شيخة اتقي الله, دانتي ناقص تعيطي,هو حد طايل ولد زي العسل ومحترم واخوكي بيحلف بيه , وظريف مع اصحابك ومش مقفل,طيب دنا نفسي خالد ياخد على اصحابي بدل ماهو عامل فيها التقيل.
سارة: وعارف ربنا ,وداخل من الباب.
اخذت منى نفسا عميقا , واغمضت عينيها لحظة, ثم فتحتهما وعلى وجهها ابتسامة.
سارة: ايوة كده, اهو وائل راجع اهه, ربنا يستر.
وائل: انتو هتباتو هنا ولا ايه؟, يلا مش طالبة زحمة,باقيت الجاتوة في المطبخ ,خدوه ورحو.
ميرنا: دا ايه الطرد الي عيني عينك دا؟, امال لما هتجوزها هتعمل فينا ايه؟.
سارة: احنا هنيجي نتعشى معاكو.
منى: ليه؟, احنا هنلم؟,يلا يا حلوة انتي وهي, كل واحدة على بيتها يلا.
ميرنا: ايه دا كمان, حتى انتي بتطردينا, ماشي ياستي مردودالك.
سارة: احنا فعلا كنا هنمشي اصلا, عشان الوقت اتأخر ,بس مستنية بابا يجي ياخدني.
ميرنا: كلميه قوليله ميجيش ,انا وخالد هنوصلك.
سارة: طيب استني اشوفه في الطريق ولا لسه في البيت.
وابتعدتا عن منى ووائل,فنظروائل لمنى وابتسم.
وائل: انتي مالك يا منى؟, شكلك تعبان.
منى: مفيش انا بس مكلتش كويس طول اليوم.
وائل: لا انتي تاخدي بالك من صحتك ,مينفعش كده,عشان تفضلي زي القمر كده على طول.
ابتسمت له في حرج.
منى: شكرا.
وائل: انا مبقلكيش كده عشان تقوليلي شكرا,انا بقول الحقيقة.
منى: انت طيب اوي يا وائل.
وائل: يارب ابقي كده في عينيكي على طول, وافضل عند حسن ظنك.
منى: ياريت.
م*يارب, يارب خليني احب وائل وانسى احمد يارب




(الحلقه الثالثه والعشرون )





ميرنا: وريني دبلتك كده يا منى اقيسها؟,هي بتلمع ليه عن بتاعتي؟.
خلعت منى الدبلة من اصبعها ,وناولتها لميرنا.
سارة: انتي يا بنتي بتقلعي دبلتك كده عادي, اوعي,مش كل شوية تقلعيها.
منى: يا ستي, يعني هي هينقص منها حاجة؟.
لبست ميرنا دبلة منى في يدها اليمنى ودبلتها في اليسرى.
ميرنا: بتاعتك احلى , بتلمع اكتر.
منى: روحي لمعيها.
ميرنا: ماهي كدة متلمعة.
سارة: لما كلمتك امبارح ,كان وائل عندكو ؟.
منى: ايوة.
سارة: هو جالكو كام مرة من ساعة الخطوبة؟.
منى: مرتين.
ميرنا: مخرجتوش مع بعض ,من ساعة ما رحتو تتعشو يوم الخطوبة؟.
منى: لا, مفتكرش مؤمن هيرضى, وبعدين كد احسن, هخرج معاه لوحدي اعمل ايه؟,دنا كنت في نص هدومي يوم الخطوبة دا.
ضحكت ميرنا.
ميرنا: يا سلام؟, وعلى كده بتعدو في البيت معاكو محرم؟,ههههههه.
منى: لا يا خفيفة, مؤمن بيدخل شوية ,بيسيبونا مع بعض شوية برضه نتكلم, وبعدين بصراحة انا حاسة ان وائل نفسه هو الي مطلبش اننا نخرج, اصل مؤمن مطمنله اوي, لو كان قاله نخرج كان وافق.
ميرنا: بس هو سايبك براحتك يعني, تخرجي عادي معانا اهه.
منى: اه هو قالي مالوش دعوة ,براحتى اخرج بس ابقي اعرفه ,وارجع بدري.
ميرنا: يجي خالد يسمع, بدل ماهو عاملني زي العيلة الصغيرة, منزلش من البيت الا ما يجي يوصلني, لو رايحة الصيدلية هيجي يوديني, حاجة تقرف.
سارة: شكله طيب اوي يا منى, ماستريحتيلوش لسه؟.
منى: يعني شوية, هو بني ادم كويس اوي اوي, يعني انا بحترمه جدا, بس مش مستعجلة يعني احبه.
ميرنا: ولا تقلقي, انا نفسي كان اول شهرين كنت لما بكلم خالد , وبابا يدخل عليا بقفل السكة, دلوقتي ناقص يبات عندنا.
سارة: ومعتز؟.
منى: معتز انا مش مستريحاله, حاساه متضايق منى اوي.
سارة: هو خايف عليكي.
منى: ليه ؟,انا مش الحمد لله مستقرة.
ميرنا: ماهو لو شافك مستقرة ومكانش قلق عليكي.
منى: دخل عليا الاوضة امبارح وانا بعيط.
سارة: انا مش فاهمة , انتي مخطوبة عشان تعذبي نفسك, كل يوم عياط, مادام كده يا ستي يا تخلصي من النكد, يا اما تحاولي تستقري بجد, عشان تتطمني والي حواليكي يطمنو.
منى: انا الحمد لله ناوية اني انسى احمد, وافوق لوائل بجد, الولد مابيعملش حاجة غير انه بيحترمني وبيقدرني, يعني انا الاسبوع الجاي ان شاء الله هبدأ التدريب في المكتب معاه ,ربنا يقربني منه.
سارة: بس يارب تقدري على كده, ميبقاش كلام وبس.
*********************
احمد: وانتي يا لينا بتشتغلي هنا ؟.
نظرت الفتاة الطويلة الجميلة الي احمد, وهي تبتسم.
لينا: انت شايفني انفع اشتغل هنا؟.
احمد: ايه؟, لسه في الكلية وبتتدربي اكيد.
مدت يدها تزيح شعرها عن عينيها الجميلتين , وهي تبتسم بخبث.
لينا: انت ايه رأيك؟, عندي كام سنة؟.
احمد: 20.
ضحكت الفتاة في شدة,ثم اعتدلت وهي تحرك شعرها الي الخلف في خفة.
لينا: انا .في تالتة ثانوي.
نظر اليها احمد في عدم تصديق , وتفحص طولها وشكلها وقال.
احمد: مش ممكن ,تالتة ثانوي يعني عندك بالكتير اوي 16 سنة.
لينا: الشهر الجاي هكمل السبعتاشر.
احمد: شكلك مش باين عليه خالص.
لينا: ودي حاجة حلوة ولا وحشة؟.
احمد: انتي الي حلوة.
لينا: طيب منا عارفة .
احمد: وايه الي جايبك هنا؟.
لينا: عشان حظي حلو, اشوفك واتعرف عليك.
أ*لا ,دي واقعة واقعة
دوس ,انت يعني مينفعش تدوس في السن الصغير؟, ما البت طويلة وحلوة وواقعة اهي, خلاص عيش حياتك
احمد: وياتري يالينا معاكي موبايل؟, ولا لسه لما تكبري شوية؟.
اخرجت من حقيبتها تليفونين محمول.
لينا: عايز انهي نمرة؟.
احمد: يا سلام لو الاتنين.
لينا: طيب.
ونقل الارقام وهو يتحدث.
احمد: بس انتي بتتكلمي عربي بالعافية؟, ليه؟.
لينا: عشان انا في المدرسة اصحابي من وانا في كي جي, امريكان, وفي البيت بس بيتكلمو عربي, عشان كده, لولا اختى المملة الي مصممة تتكلم عربي في البيت, كان زماني ماليش فيه اصلا.
احمد: وبتعملي ايه هنا بقي؟, لما انتي مبتشتغليش ولا بتتدربي.
لينا: مستنية اختى, قالتلي افوت عليها, عشان توصلني , اصل انا لسه مش معايا رخصة, بس اول ما اطلعها, هخلص منها خالص,وهركب عربيتي بقي.
احمد: طيب دا حظي انا الي حلو انك معاكيش رخصة, مكنتيش جيتي ولا كنت شفتك.
لينا: انت مش البريك بتاعك خلص, اطلع على شغلك بقي, وعلى موبايلات.
احمد: يا ستي سيبك, بلا شغل, انتي اهم.
لينا: لا, عشان مريم لو عرفت ان انا الي كنت مأخراك وقفشتك, هتبقي مشكلة ليا وليك.
اندهش احمد وهو يقول.
احمد: مريم؟, وانتي اشعرفك بمريم؟.
لينا: يابني, مريم اختى الكبيرة.
شعر احمد بالصدمة , والذعر في نفس الوقت, ان لينا اخت مريم, لماذا يحدث هذا كله معه هو بالذات؟.
احمد: انتي اخت مريم؟.
لينا: ايوة.
احمد: طيب انا هسيبك واطلع بقي, واوعي تجيبيلها سيرة انك تعرفيني.
وابتعد عنها كالملسوع, لو عرفت مريم انه حاول التعرف على اختها سترفده حتما.
أ* يعني يوم ما اقول اعك في السن الصغير,واتعرف على بنت جديدة,تطلع اختها مريم
وايه يعني؟,البت جامدة, وعادي عندها, وصغيرة , انت عايز ايه تاني؟
اخت مريم بقلك, اخت مريم
وايه يعني؟, بالعكس دا كده احسن , معرفتش تجيب البت, توقع اختها
قصدك ايه؟
يعني هي مريم دي لا ترحم ولا تخلي رحمة ربنا تنزل؟, يعني لا تعرف تكلمها ولا تكلم اختها, طيب بالعند فيها كلم اختها
طيب وافرض عرفت؟
طيب ايه رأيك انها لو عرفت ,هتموت عليك هي نفسها
يا سلام
هو فيه حاجة تغيظ البنت ,غير انك تكلم اختها او صاحبتها
تصدق عندك حق
ايوة كده , شد حالك وانا معاك
تمام , وانا وراك
******************
سلم وائل على ميمي في الشارع المقابل لمنزله, وهو يقول.
وائل: ازيك ياميمي؟, وازي طنط فيفي؟.
ميمي: كويسين, ايه يابني الاخبار الحلوة الي دي الي سمعتها؟.
لوح وائل بيده التى بها الدبلة وقال.
وائل: عقبال ما اسمع خبرك.
ميمي: منى بنت زي العسل.
وائل: واخلاق جدا ومحترمة.
نظر اليه ميمي ثم قال.
ميمي: اه كويسة,تحسها استايلك اوي, .بقيت بتحبها يا لولو؟.
وائل: شوف هي حلوة وجميلة وظريفة , بس اهم حاجة فيها انها متربية , يعني انا لغاية دلوقتي حاسس ان ادبها باعدها عني, بس انا عاذرها عشان اول مرة تتعامل مع ولد, خطيب وكدة.
رفع ميمي حاجبه الايسر وهو يستمع الي وائل, وتمتم لنفسه.
ميمي: انت متعرفش ولا ايه؟.
وائل: بتقول ايه؟.
ميمي: لا مبقلش, بس يعني منى اه عسولة اوي, ومش هتندم انك اخترتها, حتى لومكانتش زي مانت فاكر.
وائل: دي هي احسن مما كنت فاكرها كمان,البنت بتتكسف جدا.
ميمي: مممم,اه.
وائل: بس هتاخد وقتها وتتعود عليا, واكيد هتحبني ان شاء الله.
ميمي: ان شاء الله, ابقي سلملي على موني بقي ,عشان بكلمها اباركلها موبايلها مقفول.
وائل: امال انت عرفت منين؟.
ميمي: من ميرنا, كلمتني تقولي.
وائل: اصل منى عايزة تغير نمرتها ,مش عاجباها,هجيبلها خط جديد.
ميمي: هي مش لسه مغيراها من شوية؟.
وائل: انا عارف, اهي قافلاها بقالها كتير,يلا , معطلكش بقي, شكلك كنت خارج.
ميمي: ماتيجي معايا, رايح النادي.
وائل: لأ ,مرة تانية, ابقي سلملي على لما وطنط وعمو.
ميمي: ماشي يا لولو, يلا باي.
وائل: سلام.





(الحلقه الرابعه والعشرون)






نظر وائل الي منى, وابتسم بهدوء ,وقال.
وائل: انا صحيح مستغرب انك عايزة تغيري النمرة , بس معنديش مانع طبعا, احنا بنبدأ على صفحة بيضا زي مانتي عايزة بالظبط.
منى: ميرسي اوي ياوائل على زوقك, وميرسي على الخط, الرقم جميل .
وائل: العفو ياموني.
وصمتا قليلا.
وائل: انتي كنتي متضايقة النهاردة في المكتب ليه؟.
منى: مفيش؟.
م*انت شفتني؟
وائل: انا كنت ناوي اجي اسألك بس مرضتش, قلت يمكن متضايقة من الصحيان بدري تاني.
منى: يمكن ,هو انا كنت مبوزة جامد؟.
م*شفت احمد في الشارع مع نورا امبارح بالليل
وائل:كأن ميتلك حد.
منى: ماهو انا بيبقي مزاجي كده الصبح بدري.
مد كفه برفق ليضعه على اصابعها, فتصلبت يدها في يده.
وائل: على فكرة يا منى , انا بدأت احبك فعلا.
ارتعشت خوفا وليس تأثرا مما قال, وشعرت بالحزن لرقته معها.
م*وانا بقي مش عارفة احبك خالص
منى:...
ابتسم وائل حين رأى ترددها, وظنه خجل كالعادة.
وائل: انا مش مستعجل يامنى.
وكما لمس كفها في سرعة تركها في سرعة, بينما دخل مؤمن عليهما.
مؤمن: قريت الي في الجرنان النهاردة؟.
وائل:لا ,ليه؟.
وانخرطا في حديث سويا, بينما انتقل عقل منى الي صورة احمد ونورا ,ترى ماعلاقته بها الان, هل اتخذا صورة جدية؟, هل يحب نورا الان ؟,هل نسي حبه لمنى؟.
******************
منى: انتي عارفة ان الشيطان دا شاطر فعلا, يعني طول منا مع احمد, كنت شايفة ان اي حاجة غير احمد حلوة, كل حد غير احمد احسن منه, لغاية ماسبنا بعض, واول ما اتخطبت لوائل, كأن مفيش حد في الدنيا دي غير احمد, شايفاه ملاك يا ميرنا, كأن مكانش فيه مشاكل مابينا,كأنه كان معيشني في الجنة, مش قادرة حتى افتكرله حاجة وحشة.
ميرنا: اهو انا كنت كده في الاول, كان اي صرصار في الشارع بالنسبة لي احسن من خالد, بس دا في الاول بس, وشيطان زي ما بتقولي, دلوقتي, اديكي شايفة بنفسك بموت فيه ازاي ؟.
منى: بس دا احساس وحش اوي, انك مش عارفة تفكري في الي معاكي, وبتفكري في الي مع غيرك.
ميرنا: ولما هو انتي عارفة انه بتاع غيرك, بتفكري فيه ليه؟,وبعدين دا مش هو بس الي بتاع غيرك, انتي كمان بتاعة غيره يامنى, يامنى اعقلي واركزي ربنا يهديكي, انتي هتخوفيني عليكي تاني ليه؟.
منى: منا نفسي اهدا شوية, واعرف احب وائل.
ميرنا: هتحبيه, ان شاء الله هتحبيه, لانه يستاهل انك تحبيه.
منى: دنا حتى الدبلة مش طايقاها, بمشي حاطة ايدي في جيبي.
ميرنا: اعوذ بالله من الشيطان الرجيم, انتي عايزة وائل ولا لا؟, ولما انتي قرفانه منه اوي كده, وافقتي ليه يا بنتي؟, كده معتز عنده حق,وسارة كمان عندها حق.
منى: بالله عليكي ماتقولي لسارة, عشان مش هتبطل تزعقلي.
ميرنا: مش هقولها, بس توعديني تبطلي الافكار الوحشة الي في راسك, وتركزي في حياتك بقي, وانسي احمد, دانتي لسه مبتشوفيهوش, امال لما نروح الكلية بقي هتعملي ايه؟.
منى: مش عارفة.
ميرنا: ولا تقلقي هتكوني نسيته ان شاء الله, وحبيتي وائل.
منى: يارب يا ميرنا.
******************
أ*هي منى؟, انا شفتها بعيني؟, كانت هي دي؟
انا اشعرفني؟
هي احلوت اوي كده ليه؟
عشان اتخطبت
لا, عشان انا مشفتهاش من زمان
عشان انت نفسك حلوة
ماتسكت بقي ,انت على طول قارفني كده,بطل تريأة
ماشي, اتغزل في جمالها براحتك
انا زعلان اوي انها اتخطبت
مممممممممم
انا مكنتش عارف اني بحبها كده
ماهي كانت معاك, مكنتش بتحبها كده يعني
كنت بحبها,بس انت الي كنت مبوظ عليا كل حاجة
وكمان طلعت انا وحش؟؟, يا حبيبي الممنوع مرغوب, منى دي لو كانت في ايدك؟, مكنتش بصيتلها بصتين على بعض, ويمكن كنت سيبتها من نفسك, انت الي حارقك بس ان هي الي سابتك
لا طبعا
انت هتضحك عليا انا؟, دنا عشرة اربعة وعشرين سنه يا راجل
قاطعه صوت هاتفه المحمول .
احمد: الو!!.
لينا: محدش قالك ان لما بنت حلوة تديك نمرتها , المفروض تتصل بيها؟.
احمد: دينا.
لينا: كمان ؟؟,you forgot my name؟؟.
احمد: سوري يالينا , والله الكلمة طلعت غلط.
لينا: انت شكلك نساي يا ايمو, عموما ولا يهمك, انا برضة بنسى.
احمد: هو انتي جبتي نمرتي منين؟.
لينا: i`ve got my ways.
احمد: دانتي شكلك زعلانة بجد؟, اعمل ايه عشان متزعليش.
لينا: اعزمنى ع العشا.
أ* ايه دا؟,دي ناقص تقولي نضرب عرفي
لينا: سكت ليه؟, مش معاك فلوس؟, اسلفك؟.
احمد: لا طبعا, بس انا كنت بفكر نروح فين؟.
لينا: ملكش دعوة, انت فوت عليا بس ,خدني من قدام النادي, وانا هوديك.
أ*الخروجة دي عايزة العربية
يعني خناقة مع ابوك تاني
لينا: اوكاي؟؟.
احمد: اوكي.
لينا: i`ll wait for you at nine, عند البوابة التانية.
احمد: حاضر يا لي لي.
لينا: باي
احمد: باي.
أ*باي يا واقعة
******************
معتز: انا هسيب أية.
منى: ليه كده يا معتز.
معتز: بصراحة كده بسببك.
منى: انا, ليه ؟.
معتز: بعد الي حصلك , انا مش عايز اجرحها, ولا اوعدها بحاجة وما اعملهاش, انا لسه طالب زيي زيها, وقدها كمان, مفيش في ايدي حاجة اقدمهالها دلوقتي, وهي بنت محترمة وبتحبني بجد, لو لينا نصيب في بعض هناخد بعض.
منى: وهتقولها كده في وشها؟.
معتز: ايوة, انا لو بحبها هسيبها, انا مرضالهاش ان لو محصلش بينا نصيب, تبقي عاملة زيك مع وائل كده, وتعيش زعلانة طول عمرها, لكن لو افترقنا دلوقتي , ممكن ربنا يباركلنا ويكتبلنا نصيب مع بعض.
منى: انت اتجننت؟؟, ازاي تفكر كده, انت بتحبها وهي بتحبك, وان شاء الله اول ماتخلصو هتتخطبو, حتى لو عندك جيش؟, متعملش كده فيها يا مجنون.
معتز: انا ابقي مجنون لو وافقت اني افضل مرتبط بيها, وبعدين ماخدهاش, لانا هرتاح ولا هي.
منى: انت مالك متشائم كده ليه؟.
معتز: بصراحة, الي حصلك ميرضيش حد, وميرضنيش اعمله فيها.
منى: انا مالي يا معتز؟؟, انا الحمد لله, مخطوبة لواحد ممتاز, ومش عايزة حاجة اكتر من انه يحبني.
معتز: لكن مش عايزة انتي تحبيه؟.
منى:.
معتز: انا مش عايز أاذيها يا منى, انتي ليه مش فاهمة؟, انتي مش حاسة بالي انتي فيه, ولا بتستهبلي؟, وبعدين هي متفهمة جدا لانها بني ادمة عاقلة وهتعرف ان دا فيه الخير لينا, ونبقي نعرف اخبار بعض من بعيد, لو ليا نصيب فيها يا منى, هاخدها ولو بعد ايه؟.
منى: انت كأنك سارة بتتكلم؟.
معتز: سارة لو بتفكر كده ,تبقي بنت جدعة جدا.
منى: انت بتتكلم على مزاجك؟, يابني كلام الشعارات دا غير التنفيذ خالص, سارة بتتكلم عشان مجربتش, انما انت هتتعذب.
معتز: ربنا يعيني, وهبدأ من الاجازة ان شاء الله ,عشان يبقي الموضوع اسهل.
منى: انت حر, بس انا بقلك بلاش, متعملش فيكو كده.
معتز: انا بعمل احسن حاجة لينا احنا الاتنين.
منى: انت حر.
م*انت هتتعب كتير يا معتز, لما يكون بايدك بيبقي صعب,هو صحيح ونعم بالله لو ليكو نصيب في بعض هتاخدو بعض, بس ليه تتفرقو من دلوقتي؟, تقللو من الفترة الي ممكن تكونو فيها متفقين ليه؟, انا مش فاهماك يا معتز, ولا فاهمة سارة, ولا بقيت فاهمة حد




(الحلقه الخامسه والعشرون)



عقدت نورا حاجبيها في غضب وهي تسير مع احمد في النادي.
نورا: طيب تقوم متردش عليا؟, 15 ميسد ومقلتش اول ما شفتهم ,اما اكلمها اشوف عايزة ايه؟.
احمد: يا حبيبتي الموبايل اول ما روحت فصل, قلت اشحنه, وبعدين اكلمك , فنمت.
نورا: كنت فين؟.
احمد: يوووووة, هو انا بتاع كنت فين وجيت منين يا نورا؟, مانتي عرفاني ,انا حر, اروح واجي براحتى ,ومحدش يحاسبني , ولا انتي نسيتي؟.
نورا:مانسيتش يا ايمو, بس الموضوع فيه ريحة بنت تانية.
احمد: بنت تانية مين يا بنتي؟, وهو انا هخاف منك, لو فيه بنت تانية هقولك.
نورا: بس انا لو عرفت من نفسي ,مش هسكت يا احمد.
احمد: كمان بتقوليلي احمد كده, انتي زعلتي ولا ايه؟, يا نوني انا بهذر , وبعدين يا حبيبة قلبي حد يبص لواحدة تانية ,وهو معاه القمر دا؟.
أ*البت لينا امبارح هلكتني , بنت المجنونة ودتني ديسكو تك, ومبطلتش رقص
مانت مهما عملت برضه, ومهما وصلت برضة عمرك ما وقعت واحدة الاستايل دا
ولا كنت احلم اصلا, انا صحيح دفعت عليها دم قلبي امبارح , بس البنت دي جو تاني خالص, مرووشة بجد
بس الغريبة دي اخت مريم ازاي؟
اهو دا الي محيرني؟, يا اما مريم هي الي فلتة يا اما لينا هي الي طاقة
اكيد مريم الي مقفلة وخنقة, دي خنقة اكتر من منى ياراجل
بس المهم مريم متعرفش
يابني دي لو عرفت بكرة هي الي تجري وراك
ونورا دي بصراحة خنقاني, بدأت تغير وتشك وعاملة فيها مرات ابويا
لو خنقت هي كمان اخلع منها بالزوق
ولا من غير زوق , انا زهقت اصلا
نورا: مش دا ميمي؟.
اقبل ميمي مبتسما في دلع كالعادة.
ميمي: ايمو ونورا, ازيكو يا جايز.
احمد: ازيك؟.
أ*انا مبطيقش الي جابوك من ساعة ما شفتك
نورا: بتعمل ايه هنا؟.
ميمي: انا باجي هنا من قبل ما يطلعلك كارنيه اصلا, وبعدين انا جاي مع موني وخطيبها وميرنا وخطيبها وسارة واخوات منى واخوات ميرنا,وناس كتير كتير كده.
ارتعشت عينا احمد وصوته.
احمد: منى هنا؟.
نظرت اليه نورا في استنكار, وقالت.
نورا: مالك اتخضيت كده ليه؟.
احمد: هما فين؟.
نورا: الله, وانت بتسأل ليه؟.
ميمي: معرفش انا سبتهم عشان ماليش فيهم اوي, انت عارف كلهم عارفين بعض, رايح اقعد مع اصحابي, وسبتهم سوا.
احمد: فين؟.
ميمي: ايه يا ايمو؟, انت عايز تروحلهم ولا ايه؟.
نورا: لا طبعا.
وجذبت احمد من يده بعيدا عن ميمي ,وهي تقول.
نورا: باي باي يا ميمي.
ثم قالت لاحمد في غضب, بعد ان ابتعدا عنه.
نورا: مالك؟, انت مالك من ساعة ماعرفت ان منى هنا؟,ايه ؟؟,لسه بتحبها وبتدورعليها؟.
نزع يده من يدها , وهو يقول.
احمد: لا طبعا مبحبهاش ولا حاجة, منى مين دي الي لسه بحبها؟.
نورا: طيب وشك جاب ميت لون ليه لما سمعت اسمها؟.
احمد: نورا, انا فهمتك ميت مرة اني مبحبش الخنقة واللك والغيرة و الاشتغالات , ارحميني.
وتركها منصرفا,في غضب وعيناه تبحثان عن منى في لهفة.
************************
قالت ميرنا في اذن سارة, وهم يجلسون جميعا سويا, منى ووائل, وخالد و سارة ,واخو ميرنا وخطيبته واخت خطيبته.
ميرنا: بصي بصي , اهو هيبص عليكي دلوقتي تاني.
نظرت سارة بطرف عينها لتلتقي بنظرة مؤمن الخاطفة لها, فيحمر وجهها في غضب, وتقول لميرنا.
سارة: يا حمارة اتلمي بقي.
ميرنا: مانتي الي كل ما اقلك بتبصي زي العبيطة,برضة مبتتعلميش,هههههههه.
سارة: بطلي تقوليلي.
ميرنا: لما يبطل هو يبص من تحت لتحت, عامل نفسه ناصح.
سارة:حد يقومه من جمب اختى, قاعد يكلمها يقولها ايه؟.
ميرنا: يمكن بيقلها انا معجب باختك.
سارة: انتي من ساعة ماقلتيلي وانا مبقتش اعرف ابص في وشه اصلا, كل ما اشوفه اتحرج.
ميرنا: وهو وحش مؤمن يا سارة؟, انا مش عارفة انتي مكبراها ليه؟.
سارة: وهو انا قلت عليه حاجة؟, هو ولد عسل ومحترم وانا معنديش مانع,بس انتي عارفة المشكلة في بابا, مبيرضاش في الكلية.
ميرنا: يعني هو كان نطق اصلا, عامل زي ابو الهول, واخته خليها في الي هي فيه, مش فايقالنا اصلا, بصي قاعدة ازاي جمب وائل, كأنها خايفة ياكلها, ناقص تقعد في اخر الترابيزة.
سارة: سبيها يا بنتي , يعني المفروض يبقو قاعدين لازقين في بعض.
ميرنا: مكنتيش بتشوفيها مع احمد, بيقعدو ازاي.
سارة: اولا احمد دا سافل اصلا, تلاقيه هو الي كان بيقعد يقرب منها وهي قاعدة, ثانيا, هي دلوقتي المفروض تبدأ على صفحة بيضا ويعني تنسي كل القديم بتصرفاته.
ميرنا: بس المهم تنسى القديم, مش التصرفات وبس.
في هذه اللحظة وجهت اخت خطيبة اخو ميرنا الحديث لمؤمن,فعادت ميرنا للهمس في اذن سارة.
ميرنا: قلتلك الحقي الولد قبل ما يضيع منك, اهي لاميس بتتكلم معاه, ولاميس دي مصيبة اصلا, لو لطشته مش هتعرفي ترجعيه تاني.
سارة: انتي ايه يا بنتي؟ ,خاطبة؟, ماترحمي نفسك شوية, وبعدين لاميس عايزاه تاخده.
ميرنا: طيب عيني في عينك,دا انتي من ساعة ما خليتك تاخدي بالك منه وانتي بتفكري فيه ,متنكريش.
سارة: انتي لو مخرستيش, انا هقوم من جمبك , اتلمي بقي وبصي في ناحية تانية,...كلمي خطيبك, انتي مش جاية مع خطيبك؟, كلميه, سايباه ومستلماني ليه؟.
*********************
وائل: ماتيجي نقوم شوية.
قالت منى بذعر.
منى: مؤمن.
ضحك وائل بشدة.
وائل: ايه يا بنتي ,هو انا واحد صاحبك؟, انا خطيبك يا مينو, وعادي اننا نحب نتكلم لوحدنا شوية, بدل ماحنا قاعدين في رحلة القناطر دي.
نظرت اليه في تردد, ثم قالت .
منى: زي مانت عايز.
التفت وائل لمؤمن , وقال وهو يقوم.
وائل: احنا هنروح نعد على البسين , حد عايز يجي؟.
كادت سارة ان تقول "اه" لولا ان لكزتها ميرنا في ذراعها , فصمتت مرغمة, فاخذ وائل منى وانصرفوا, وكأن الجميع يقرون بحقهم في الانفراد ببعضهم قليلا.
سارت منى بجانب وائل, وهي تشعر بالحرج, وكأنه ليس خطيبها, واحترم وائل مشاعرها فلم يحاول الاقتراب منها كثيرا, انما بدأ الحديث لينساب الكلام بينهما في رقة, وتنسى منى خجلها وتقترب هي منه , وهي تتكلم وتضحك.
منى: بس انا مبطيقش الي اسمه زاهر دا ولا زهير.
وائل: زاهر؟؟, بالعكس بقي, دا اطيب واحد في المكتب, دا عشان انتي لسه مفهمتيهوش, دا خدوم جدا, واكتر واحد بيغطي مكانك في الشغل لما الواحد يحتاجله, يمكن عشان اكتر واحد بيشدد شوية على المواعيد؟, بس عنده حق.
منى: لا انا حاساه قافش كده على طول, مبحبش انا الي يكلمني وهو باصص في الارض.
وائل: عشان هو متدين شوية , فتلاقيه بيبص في الارض وهو بيكلم البنات.
منى: ماهو مش معقول انا مببقاش عارفة هو معايا ولا مش معايا ولا مش سامعني اصلا,ومادام هو كده خلاص بقى ميشتغلش مع بنات.
وائل: يا مينو كل واحد حر, يعني انتي لما مبتسلميش على ولاد, لما حد بيمد ايده مش بتحرجيه؟, ومبتسلميش عليه؟, وبعدها هو بيفهم لوحده, ما ممكن حد يقولك مادام مبتسلميش يبقي متشتغليش مع ولاد بقي.
منى: تصدق ,نظرية برضه.
م*انا بحب اتكلم معاك يا وائل اوي, دماغك عالية ماشاء الله, ومقنع
وائل: وبعدين, انتي مش بتيجي في معادك, وبتعملي شغلك؟, ماتحطيش حاجة بقي في دماغك غير كده.
منى: انت مبقتش تيجي المكتب كتير ليه زي الاول؟.
وائل: يا مينو انا كنت باجي الاول اطمن عليكي انتي, وارستأك في المكتب, دلوقتي انتي الحمد لله مش محتاجاني, وانا ورايا بقي ورق الكلية والحاجات دي.
ثم قال مبتسما.
وائل: انتي متضايقة اني مبقتش اجي؟.
منى: انت متضايق مني عشان بضيعلك وقتك؟.
ابتسم في رقة لعينيها وهما يسيران.
وائل: انا اتضايق منك ازاي اصلا؟, انا لو اطول افضيلك نفسي كنت هفضالك.
ضحكت منى في خجل.
منى: ماشي , شكرا.
وائل: انتي عارفة يا موني.
م*موني دي بتاعة احمد ,ابوس ايدك ماتقولهالي تاني
وائل: انتي طلعتي حالة.
منى: يا سلام للدرجة دي؟.
وائل: اه, يعني مرة لسانك طويل, ومرة بتتكسفي ومرة بتردي ومرة بتسكتي, والواحد ميعرفلكيش انتي ايه بالظبط مبسوطة ولا زعلانة ولا سرحانة اصلا ومش معايا,وساعات احس انك عبيطة جدا, وساعات تتزاكي عليا وتردي لي سؤال بسؤال زي ما عملتي من شوية.
منى: يا سلام؟؟, دنا مجنونة بقي.
م*منا اتعلمت التحوير, من استاذ التحوير كله
وائل: ماهو عشان كده انا بحبك.
توقفت منى عن الضحك, وارتعش قلبها قليلا, هذه اول مرة يقول لها وائل انه يحبها, لقد مضى على خطبتهما شهر واسبوعان, وهذه اول مرة يعترف لها بمشاعره, شعرت بالجمود قليلا, ولم تدر بم تجبه.
وائل: انتي مالك اتخضيتي كده ليه؟, انا مكانش قصدي ازعلك.
انتبهت منى في هذا الوقت على شخص قادم صوبهما في ثبات, وتعرفته على الفور, وشعرت بالشلل التام في ساقيها, ولم تستطع النطق,. هذا ما كان ينقصها,.. احمد.
*****************
سار احمد كالمجنون في النادي, يبحث عن منى في كل مكان, انه لم يرها منذ الخطبة الا مرة عابرة, وكان يشك بانها هي اصلا, اما الان فحان الوقت لرؤيتها مع خطيبها , اليس وائل الان خطيبها؟, لربما يتقبل الامر و يهدأ , او على الاقل يخرج ما بصدره ويرتاح, او يجعلها تراه وهذا اضعف الايمان.
وحين لمحها توقف عن السير, هاهي منى كما عهدها , تمشي برقة, ونظراتها الي الارض, تسير متباعدة قليلا عن وائل,وهي تضحك, راقبها قليلا, وهي تتكلم ووجهها يشرق تارة ويظلم تارة, لكم اشتاق اليها, الي صوتها وضحكتها وعينيها, وشعر بألم في قلبه, انها ليست ملكه الان, وها هي مع شخص اخر, شخص هو يكرهه منذ ان عرفه, وازداد كرهه له, حينما بدأ يحوم حولها, افاق من ثباته, وقرر التحرك قبل ان يقتربا اكثر, ونظر وهو يسير الي وجه وائل وهو يكلم منى , ثم وجه منى الذي احمر من كلام وائل, فتوجه بخطوات اسرع نحوهما, فالتفتت منى ورأته , وتجمدت في ذعر , لم يتوقف هو واقترب منهما, وتوقف امامها.
احمد: ازيك يا وائل؟, ازيك يا منى؟.




(الحلقه السادسه والعشرون)



تجمدت منى امام جرأة احمد, وتجمدت اكثر للقاءه, ولم تستطع النطق وان ارادت, بينما تجهم وجه وائل ما ان تعرف عليه, واختفت البسمة من وجهه, اما احمد فظل وجهه يحمل تعبيرا غريبا ,يجمع بين الالم والغضب والبرود.
قال وائل بلهجة معادية.
وائل: احمد امام!!!, يااه , ايه الصدفة ال...جميلة اوي دي؟,ماشفتكش من زمان.
احمد: ودي حاجة كويسة ولا وحشة؟.
وائل: انت شايف ايه؟.
شعرت منى بالشرر يتطاير بينهما, واستبد بها القلق, تري ماذا سيحدث؟, واخذت تدعو الا يفضحها احمد , او يتصرف بجنون كعادته, فالتفت احمد اليها.
احمد: ازيك يا منى؟, عاملة ايه؟.
شعرت باطرافها تثلج ,وخافت من تهور احمد, بالكاد تمتمت .
منى: الحمد لله.
نقل وائل نظره بينهما في دهشة.
وائل: انتو تعرفو بعض؟.
رد احمد في سرعة,بينما ارتجفت منى في رعب.
احمد: اه طبعا ,...دنا حتى الي معرفكو على بعض.
ازداد شعورها بالذعر,لدي الخبث في صوته.
وائل: يا سلام؟, ازاي بقي؟.
نظر احمد الي عيني منى في تحد ,وقال.
احمد: انا الي قايلها عليك , عشان تاخد عندك درس, مش كده ولا ايه؟.
نظرت اليه منى في رجاء صامت,وهي تقول.
منى: ايوة كدة.
فقال وائل.
وائل: اه,يعني انت بقي السبب في معرفتي بخطيبتي, كويس, انت ورايا ورايا على طول بقي.
احمد: مكتوبلك انا ؟, صح؟.
شعرت منى بالعداء بينهما يزداد, وارادت الخروج من هذا الموقف المحرج والمخيف, فقالت في توتر.
منى: ماشي يا احمد, كويس اننا شفناك.
احمد: وهو انا كنت اقدر اشوفكو, وما اقولكوش مبروك.
وائل: الله يبارك فيك, عقبالك.
احمد: في حياتك ان شاء الله.
وائل: ماشي ياايمو, سلام.
احمد: سلام.
وابتعدت منى شبه راكضة , تحمد الله على خروجها من هذا الموقف بدون خسائر,وبدون كوارث, بينما ظل وجه وائل متجهم ,فقالت بحذر بعد ان ابتعدا.
منى: مالك؟.
وائل: مفيش يا حبيبتي.
منى: لأ بجد ,مالك؟.
وائل: الواد احمد دا, سبحان الله ,شوفي انا عمري ما كرهت حد , بس بتضايق بجد لما بشوفه او بتعامل معاه.
قالت منى بحذر.
منى: ليه كده؟.
م*سبحان الله , ولا هو
وائل: فاكرة لما قلتلك اني كنت بحب واحدة ,واول ما سبنا بعض كلمت واحد, اهو احمد دا هو الواحد الي كلمته, وكان واد غلس, استغفر الله العظيم , بس هو فعلا كان كده, وكان بيلف حواليها من ايام منا كنت معاها اصلا.
قالت منى بدون تفكير.
منى: احمد عمل كده؟.
وائل: وبعدين اصلا مكملش معاها كتير ,وكسر قلبها وسابها كان بيكلمها عشان يغيظ صافي, الي هي صاحبته, كانت انتيمة داليا الي انا بحكيلك عليها, وعشان يحرق دمي وخلاص.
منى: احمد.
وائل: ايوة, ميغركيش شكله انه طيب, والله الولد دا خبيث جدا, وانا شفت منه كتير.
صمتت منى تفكر في الكلام الذي قاله وائل, اذا فعداء احمد لوائل لم تكن هي السبب فيه, ولم يكن غيرة عليها مثلما ظنت, انما هو عداء قديم, و"تار بايت", واحمد كان يخفي عليها الامر, لهذا غضب حين عرف انه تقدم لخطبتها, انه يغار منه وليس عليها.
م*اااه , وانا الي كنت فاكراك بتحبني يا احمد , تقوم يطلع كل دا عشان انت اصلا مبتطيقش وائل, عشان كده مكنتش عايزني اتخطبله, عشان كده حاولت ترجعني, عشان كده كانت الدنيا كلها كوم ووائل كوم , يعني انت مبتحبنيش اصلا, وانا الي صدقتك
وشعرت بالهم يخيم على قلبها وروحها, وصعد الحزن لوجهها في ثوان.
وائل: صحيح انتي تعرفيه منين؟, هو فعلا الي عرفك بيا؟.
افاقت منى من شرودها ,وقالت.
منى: اه , اصله صاحب شيرين قريبتي, شيرين الي عنيها خضرا, شفتها انت في الخطوبة, كانت سألته على حد بيدي قانون, فهو الي جابلي المواعيد وحجزلي.
وائل: غريبة, اكيد مش هو الي اتصل بيا, لان بصراحة لو كان هو, مكنتش هاخدك.
منى: يا سلام للدرجة دي؟.
وائل: مكدبش عليكي, بجد لو كان هو الي كلمني عليكي, مكنتش قبلت احجزلك, انا مبطيقش أي حاجة من ريحته.
م*يادي النيلة ,وقال كنتي بتقوليلي اقوله الحقيقة يا سارة, دا كان سابني من غير ما يفكر حتى
منى: يا ساتر.
وائل: اه والله.
ثم زفر واردف, بعد ان عادت الابتسامة لوجهه.
وائل: بس منقدرش ننكر دلوقتي ,ان هو السبب الي عرفنا على بعض, يعني رغم اني مبطيقوش, فهو مشكور انه عرفني على احلى بنوتة قابلتها.
ابتسمت منى في شرود, ردا على كلامه.
م*الله يسامحك يا احمد
ثم مال على اذنها قليلا وهو يقول.
وائل: واحلى بنوتة بحبها.
التفتت اليه تبتسم متصنعة الخجل, وعقلها يدور بغضب.
م*وهو دا وقت بحبك وزفت انت كمان
****************
سارة: الحقي قوليله متبقيش مجنونة.
منى: اقوله مين يابنتي انتي مسمعتنيش ولا ايه؟, بقلك قالي لو كنت عارف انك من نحيت احمد مكنتش خدتك.
سارة: انتي نفسك قولتي , لو عرف هيسيبك, يعني عرف النهاردة هيسيبك, عرف بعد ماتتجوزو هيسيبك.
منى: مينفعش اقوله , هقوله ايه؟, اقله انا كنت بحب احمد, الي انت مابتطيقوش, مش عارفة ياربي اعمل ايه.
سارة: مانتي لازم تتصرفي تعملي حاجة, احمد مش مضمون, ولو سكت النهاردة ,يبقي عايز حاجة, انتي ازاي مفكرتيش في دا قبل كده, ان احمد ممكن يقوله ,وخصوصا انهم مبيطيقوش بعض.
منى: مش عارفة, انا خايفة اوي, وبعدين وائل طيب اوي, حرام اعمل فيه كدة, انتي رأيك ايه يا ميرنا اقوله؟.
ميرنا: والله منا عارفة اقولك ايه, يعني انا كنت الاول بقللك استني لغاية مايحبك وائل وبعدها قوليله , بس دا لو مكانش فيه مشاكل بينه وبين احمد اصلا, دلوقتي , انا مضمنلكيش رد فعله خالص.
منى: وبعدين مجاش يقولي بحبك الا ساعة ما اشوف احمد, انا كانت اعصابي سايبة ع الاخر,والله كنت هعيط لولا ربنا ستر.
ميرنا: بصراحة انتي موقفك زي الزفت.
منى: شكرا يا ميرنا, ربنا يطمنك.
سارة: بصي يا منى, انتي استخيري ربنا تقوليله ولا لأ, ولو دا خير هتقوليله, لو مش خير يبقي خلاص.
منى: يا سلام ؟؟, يعني هقول لربنا اقوله عن احمد ولا لأ.
سارة: وليه لأ, مش تشوفي دا هيوديكي لايه, مش يبقي ربنا سترك مثلا وانتي الي تفضحي نفسك, او يطلع مفيش احسن من الصراحة.
منى: وانتي يا ميرو؟.
ميرنا: لا, اجابتك مش عندي, انا ماليش دعوة, انصحك وتبوظي الدنيا وفي الاخر تزعلي مني,انا مالي.
فالتفتت منى الى سارة مرة اخرى.
منى: يعني انتي شايفة اصلي استخارة؟.
سارة: مفيش قدامك غير كدة؟.
*******************
منى: وائل
وائل: ايوة يا حبيبتي , ايه الموضوع المهم الي كلمتيني عشانه الصبح؟.
م*يادي النيلة, انا مالي كده مخروسة, الصبح كنت مستعدة اقله اي حاجة ,وكل حاجة ومكنتش خايفة, دلوقتي ليه حاسة اني اموت احسن ومقولوش
منى: انت كنت مشغول الصبح في ايه؟.
وائل: كنت مع بابا في المرور بنخلص ورق العربية .
منى: ممممم.
م*اديني صليت استخارة اهه , والصبح كنت عايزة اقله , ودلوقتي مش قادرة, افهم من كده ايه؟, اقله ولا ماقولوش
وائل: منمن, لو ملحتقيش تقوليلي, اخوي هيطلع دلوقتي ويبوظ علينا الكلام.
منى: هو انت بتضايق ان مؤمن بيجي يقعد معانا نص الوقت؟.
وائل: مخبيش عليكي, اكيد, لاني بحب اقعد معاكي براحتي, واحب فيكي زي منا عايز, بس هو دا الصح, يعني هو المفروض اصلا ميسبناش مع بعض خالص, بس هو عشان مينفعش نتكلم قدامه فبيسيبنا, يعني احنا لما نبقي في الشارع, ادينا في الشارع وسط ناس بردو, بس في البيت كده, لازم حد يقعد معانا, انتي لو كان ليكي اخ صغير كان زمانه قاعد على رجلي دلوقتي.
ضحكت منى بدون مزاج, وعادت تكمل.
منى: مانت صاحبه ,هتقول ايه غير كده؟.
وائل: انتي فاكراني بقول كده عشان صاحبه؟, يا بنتي انا واخوكي حاجة, وانا وانتي حاجة, انا بكلم في الصح والاصول ولا ايه؟.
منى: ايه.
وائل: هتقولي بقي ,ولا اخلي مؤمن يقولي؟.
منى: لا, انا الي هقلك.
وزفرت لتستجمع شجاعتها,ثم قالت.
منى: فاكر لما كنا في النادي؟.
وائل: فاكر طبعا, دا اول امبارح.
منى: يعني قصدي لما كنا هناك يعني.
وائل: اه ماشي , فاكر,.
منى: لما قابلنااحمد.
تجهم وجه وائل على ذكر احمد, وعبس وهو يقول.
وائل: يوم ما قابلنا استغفر الله العظيم احمد, كان ممكن تقوليلي فاكر اليوم, ومتفكرنيش بيه, منا قلتلك فاكر, لازم نجيبي سيرته يعني.
صمتت ,وشحب وجهها, كيف لها ان تخبره الان؟, كيف سيتقبل الامر؟.
منى:...
وائل: المهم, ماعلينا, كملي كنتي بتقولي ايه؟.
م*اكمل مين بقي الله يسامحك
منى: يعني كنت حكيتلي على موضوع داليا دي, ...واضح من كرهك لاحمد دا, انك,انك لسه بتحبها!!.
وائل: ...
منى:
وائل: انتي بتسألي سؤال, انا رديت عليه من زمان,انا قلتلك مبحبهاش ونسيتها,مكنتش متخيل ان دا يكون سؤالك, وانا مش هكدب عليكي , لو كنت لسه بحبها كنت هقولك, مش هخبي عليكي, انا مش عايز يكون بيني وبينك اسرار وحاجات مخبيها, بس انا بكره احمد مش عشان داليا, احمد, ..اقولهالك ازاي, يعني هو بني ادم مش من النوع الي الواحد يستريحله, خبيث وشرير, من النوع الي يضربك في ضهرك , وانا اتلسعت منه كتير مكانتش حكاية داليا دي اول حاجة, خصوصا انه كان صاحبي, وكنا دفعة واحدة, يعني الموضوع بيني وبين احمد مش حاجة تانية.
م*يا سلام على الكلام الجميل, مبحبش يكون بينا اسرار, وبعدها انا بكره احمد عشان هو احمد, اقوله ازاي انا بقي انا دلوقتي؟
منى: ممممم.
وائل: هو دا الموضوع؟, انتي كنتي خايفة اكون بحبها؟.
م*لا طبعا يا فالح
منى: يعني.
وائل: انا كنت اتمنى ان يكون هو دا الموضوع, لان دا بيدل على حاجة حلوة اوي.
م*بيدل على نيلة منيلة بستين نيلة
منى: على ايه؟.
اقترب قليلا برأسه وهو يهمس.
وائل: ان في واحدة هنا بتغير عليا.
تلفتت منى حولها, فقهقه وائل ضاحكا.
وائل: انتي بتدوري عليها ولا ايه؟, مش بقلك انتي حالة.
قالت في دهشة حقيقية.
منى: قصدك مين؟, انا يعني؟.
وائل: لا ,قصدي النجفة.
منى: وفيها ايه لو كنت بغير عليك؟.
وائل: كده يبقي يا اما هتحبيني, يا اما فعلا بتحبيني.
فغرت منى فاه ,وهي عاجزة عن الكلام.
م*يعني انا اتفهمت غلط,كمان مش كفايه مش عارفة اقوله, يفتكرني بحبه, حاجة جميلة خالص
وائل: انتي بقي بتحبيني ولا لسه ها تحبيني؟.
نظرت منى لعينيه.
م*ماهي بايظة بايظة, يلا بقي, زي ماتيجي تيجي.
منى: ها.
وائل: هتحبيني؟؟.
اومأت برأسها في رفق,وهي تشعر بطنين في اذنيها وصداع يكتنف رأسها.
وائل: وانا الي كنت فاكرك خلاص حبتيني!!, بس مش مهم انا مش هضغط عليكي, براحتك خالص وانا مش مستعجلك.
منى: انت زعلت؟.
وائل: لا يا بنتي, من حقك طبعا تاخدي وقتك لغاية ماتتأكدي من مشاعرك, بدل ماتقولي حاجة مش حاساها.
اقبل عليهما مؤمن, فاعتدل وائل مبتعدا قليلا عن منى ,مع انه كان بعيدا اصلا.
م*جميل جدا الي حصل دا, يعني بدل ما اقله على حكاية احمد, ورطت نفسي وقلتله هحبك, ايه الي بيحصلي دا؟,جميل... جميل جدا




(الحلقه السابعه والعشرون)




احمد: الو ياميمي.
ميمي: ايمو؟, ازيك؟, عامل ايه؟.
احمد:الحمد لله يا ميمي, كنت عايزك في موضوع.
ميمي: انت تأمر يا حبيبي.
احمد: كنت عايز نمرة وائل عبد الكريم.
ميمي: وائل, ليه؟.
احمد: كنت عايزه في حاجة.
ميمي:
احمد: كنت عايز احجز عنده ,لشوية عيال كده السنة الجاية.
ميمي: اه ماشي, استني اجيبهالك.
احمد: شكرا ياميمي.
أ*انت واد من الاخر بجد هتخدمني
دلوقتي نخدم احنا منى
واي خدمة, بان عليهم اوي لما شفتهم انه ميعرفش حاجة عن موضوعي
ودا احلى ما في الموضوع, ياتري هتعمل ايه يا وائل لما تعرف,ومن مين منك انت بالذات
انا مش عايز اقله ,انا بس هزلها شوية
لا احنا عايزين نخلص منها مرة واحدة, نعرف وائل وكده لا تبقي طالتك ولا طالته, وتضرب عصفورين بحجر
بسمتهونش عليا
ماتهونش مين يا راجل, انت ليه مش فاهم انها سابتك واتخطبت, انت معرفتش تنتقم من صافي, انتقم من منى
يعني انت شايف كده؟
وهو فيه غير كده
*****************
سارة: انتي عارفة انتي بتفكريني بايه دلوقتي؟, بوقت ما كنتي خايفة تقولي لمؤمن, فاكرة؟, فاكرة كنتي عاملة ازاي ومرضتيش ,وفي الاخر عرف من نفسه.
منى: بس مؤمن حاجة ووائل حاجة تانية.
سارة: بس الموقف واحد, انا بقول تلحقي تتصرفي.
منى: منا معرفتش يا سارة, اقسم بالله كنت ناوية اقوله, معرفش ايه الي مسك لساني, اترعبت.
ميرنا: يعني ايه اسوأ حاجة ممكن تحصلك يعني؟,هتسيبو بعض, مفتكرش يعني لحقتي تحبيه عشان تزعلي.
منى: الموضوع مش كده, بس انا اصلا..., يعني مفيش امل اكون مع احمد, ووائل خلاص انا بدأت اتعود عليه, ومقدرش هو يسيبني بالمنظر ده, كأني عاملة عاملة.
ميرنا: انتي عارفة لومكانش بينه وبين احمد دا قفش, مكانتش بقت مشكلة, بس مخبيش عليكي قوليله احسن.
منى: تفتكري كده.
سارة: وانا كمان شايفة كده.
منى: هتقفو معايا؟.
ميرنا: طبعا.
منى: لو سابني هتخرجوني كل يوم وتشغلوني؟.
سارة: هههههه, ان شاء الله.
منى: وتجيبولي حاجة حلوة, وتيجو تقعدو معايا في البيت ,وتسيبوني اعيط براحتي.
ميرنا: ايوة يا طفسة, بس انتي ادعي بس ربنا يستر.
منى: انا بتكلم جد, اوعو تسيبوني.
سارة: هنسيبك ونروح فين, انتي مكتوبة على بطايقنا.
وصمتوا قليلا, فقالت منى.
منى: صحيح يا سارة ,انا كنت عايزاكي في موضوع.
ميرنا: مش قدامي؟؟, امشي.
منى: لا متمشيش, عادي.
سارة : ايه خير؟.
منى: بصراحة كده انا اخويا كان قالي من فترة اني اسألك , واشوف لو ممكن توافقي على عريس وكده, وانا عملت زي ماقالي وانتي قولتيلي لا مش ممكن, بس مكنتش جيبتلك سيرة مؤمن.
نظرت ميرنا لسارة وكأنها تقول لها "مش قلتلك".
سارة:..
منى: انا عارفة ان الموضوع غريب عليكي شوية, بس والله انا مكنتش عايزة اقولك لاني كنت فاكرة اخويا بيقول كده وخلاص, يعني بيسأل وافتكرت لما اقوله ان باباكي مش هيوافق, هينسى , بس انا اخويا فعلا مهتم بيكي, يعني الموضوع بجد في دماغه, انا صحيح متأكده ان مؤمن مش هيعمل حاجة في الموضوع دا الا لما يدخل من الباب,وشكله ناوي يستناكي, بس انا حبيت يكون عندك فكرة, عشان ميبقاش هو الموضوع في دماغه وانتي في دنيا تانية , للاتحبي حد ولا حاجة.
رفعت سارة حاجبيها في دهشة, وظلت على صمتها.
سارة:.
منى: انا اخويا ميعرفش حاجة, وميعرفش اني هقلك و بس انا قلت احجزك بنفسي, لحسن هو هيشلنا على ما ينطق.
اخذت تضحك ميرنا ضحكات مكتومة, فلكزتها سارة في كتفها لتصمت.
منى: انتي بتضحكي ليه يابتاعة انتي؟.
ميرنا: بصراحة, اخوكي دا تحفة خالص, كان مفضوح جدا.
سارة: ميرنا.
منى: ايه دا؟, انتو خدتو بالكو؟.
ميرنا: اكيد يا بنتي, دا كان ناقص يجيب وردة ,ويقفلها تحت الشباك زي عماد حمدي.
سارة: الله يا ميرنا.
منى: منا عارفة ان اخويا نكتة اصلا , بس هو الموضوع في دماغه بجد, يعني انا بقول اخليه يلمح لمامتك.
ميرنا: ايوه يا بنتي دي هبلة, فاكرة باباها مش هيوافق, بس هي بس تفاتحه, هيقول في ستين داهية, تغور من بكرة.
سارة: انتو بتقولو ايه؟.
ميرنا: دا شكلك انتي بقي الي مش عايزة, مش باباكي.
منى: لو مش عايزة بجد,مخليهوش يعمل حاجة.
سارة: انتو بتتكلمو في ايه يا جماعة, مش افكر طيب الاول.
منى: فكري طبعا براحتك , بس لو كده اخليه يا خد خطوة, ميعدليش كده عامل فيها كولومبوس ,بيجيب اخبارك من تحت لتحت.
سارة: طيب قفلو على الموضوع دا بقي وبطلو رخامة, وخلينا في مصيبتك انتي.
منى: منا قلت خلاص ان شاء الله هقوله اول ما يجيلنا البيت على طول, ومش هتأخر,. ربنا يقويني.
*********************
ميمي: لولو بتعمل ايه هنا؟.
اشار وائل الى سيارة جديدة امامه في سعادة.
وائل: ايه رأيك؟.
ميمي: ايه دا ؟؟, مبروك.
وائل: الله يبارك فيك , عقبال بتاعتك.
ميمي: انا يا سيدي بابي قعد يقولي لما تطلع رخصة وبتاع, بقالي سنة مطلعها اهه, وبرضه سايبني اركب عربية مامي.
وائل: مش مهم , تعالي اوصلك, انت رايح فين.
ميمي: مش تستني لما تركب النمر يا معلم.
وائل: اركب ياد بلاش لماضة.
ركب ميمي السيارة مع وائل, واخذا يتجاذبا اطراف الحديث.
ميمي: يابني انا لولا انا عليك ,كان زمان نص الكلية بتروح لمحمد سليمان.
وائل: على اساس انك ماشي لابس يافطة, احجز عند وائل عبد الكريم.
ميمي: دنا حتى الناس بتطلبني اديهم نمرتك.
وائل: كمان بتوزع نمرتي , الله يفضحك.
ميمي: طب والله العظيم لسه ايمو متصل امبارح, ياخد نمرتك يحجز لناس عندك.
انتبه وائل في دهشة.
وائل: ايمو مين؟.
ميمي: ايمو.
وائل: ايمو؟؟ايمو, احمد امام يعني؟.
ميمي: ايوه ايمو, ايمو, امام, ايوة هو.
وائل: ودا يتصل عايز نمرتي في ايه؟, عايزني ليه؟.
ميمي: عشان يحجز لناس عندك.
وائل: استحالة,عندي انا؟, هو عارف كويس اني استحالة اخد حد من طرفه ابدا.
صمت ميمي , ونظر الى وائل في تردد , ثم قال بحذر.
ميمي: عشان الموضوع اياه؟.
وائل: انت عارفه؟, دا موضوع قديم, بس اكيد طبعا عشان الموضوع ده, هيكون على ايه يعني؟.
ميمي: مش قديم اوي يعني.
وائل: قديم على انك تعرفه.
ميمي: دي نص الجامعة كانت عارفة, هو فيه اشهر من ايمو؟.
وائل: عندك حق, يلا الله يسامحه بقي.
ميمي: بس هي مالهاش ذنب.
وائل: منا عارف, بس انا ماليش دعوة , مبحبش اتكلم في القديم.
ميمي: برضة المفروض متزعلش منها.
وائل: انا مش زعلان منها, انا مالي , كل واحد حر في تصرفاته.
نظر اليه ميمي في استغراب كبير,ثم قال بدهشة.
ميمي: مع ان انت مش شكلك كده خالص, يعني انت لما قلت اهم حاجة الاخلاق, وانها متكونش تعرف حد قبلي, افتكرتك متعرفش, وقلت اكيد حاجة زي كده هتخليك تتجن, مش هتقول كل واحد حر.
وائل:.
ميمي: بس اكيد هي عمرها ما هتفكر فيه تاني, مش منى الي تتخطب لواحد وتفكر في واحد تاني, افتكر ان اخلاقها متسمحلهاش..حاسب يا وائل..كنت هتموتنا يا بني,الراجل مدي اشارة شمال بقالو سنة




(الحلقه الثامنه والعشرون)



اخذت منى تزرع غرفتها ذهابا وايابا, وعقلها لا يهدأ, كيف ستقول له, ماذا عساها تقول, هل تخبره مباشرة؟, ام تمهد له؟, هل سيثور؟, ام سيتقبل الامر؟, شعرت بالحزن والتوتر والترقب يقتلاناها, انه قادم بعد قليل,وقد اقلقها صوته في التليفون, ما الذي سيحدث يا رب؟.
دخل وائل البيت عابس الوجة, القي عليها تحية مقتضبة , وسلم على اخيها وامها , وجلسوا يتبادلون الاحاديث ومنى عاجزة تماما عن الكلام , وتشعر بغصة بين الحين والاخر, وكأنها مقبلة على امر عسير, وكانت تسترق النظر الي وجه وائل كل دقيقتين, كيف عساها تخبره وهو في حالة غير مشرقة هكذا؟.
بعد ذهاب اخاها وامها, اعتدلت منى, ولملمت شجاعتها ,واستعانت بالله.
منى: وائل,... مالك ؟, مزاجك وحش كده ليه؟.
وائل: مفيش يا منى ,كنتي عايزة ايه؟, موضوع ايه الي عايزاني عشانه؟.
منى:لا بجد قولي ,انت متضايق في الشغل؟.
وائل: لا , وقولي يلا موضوعك ,عشان انا برضه عندي موضوع اكلمك فيه.
منى: منا مش هعرف اكلمك ,وانت مزاجك وحش كده.
نظر اليها وائل في تماسك , ثم اخذ نفسا عميقا , وعاد ينظر اليها وقال بصوت هاديء.
وائل: ايوة يا منى, ايه الموضوع؟.

م*اقولك ايه بقي وانت مزاجك زفت كده؟
منى: انا كنت عايزة اقلك على حاجة من اول ماتقدمتلي ,بس سبحان الله معرفش ايه الي كان مخوفني كده, انت كنت قلتلي في الاول اهم حاجة عندك الصراحة.
وائل:.
منى: فانا عايزة اكون صريحة معاك,انا صحيح اترددت كتير اوي قبل ما اقلك , بس بصراحة انا هقلك والي يحصل يحصل, عشان الصدق منجي زي ما بيقولو.
وائل:..

م*بسم الله الرحمن الرحيم
منى: انا عارفة ان دي كانت اهم حاجة عندك وقت ماتقدمتلي, وانا كنت عارفة كده وبرضه خبيت, بس انا هريح ضميري واقلك عشان نبقي على صفحة بيضة زي مانت بتقول,ولو ربنا كاتبلنا نصيب في بعض يبقي نكمل واحنا مفيش بينا اسرار
ثم اخذت نفسا عميقا ,وقالت.
م*ياارب
منى:...وائل,..انت مش اول واحد في حياتي.
اعتدل وائل في مقعده ورفع حاجبه الايسر,في تعبير غريب, يجمع بين الاندهاش والتأني, فانتظرت منى قليلا ان ينطق ,فلم يتحدث.
منى: وائل,...انت معايا

وائل: كملي.

منى: والله انا كنت خايفة اقلك في الاول ,بس ..,المهم,... انا كان السنة الي فاتت فيه واحد , معجب بيا وكده وانا مكنتش بتعامل معاه غير اننا اصحاب, والله ماكنت بتعامل معاه غير كده الاول, بس هو جت عليه فترة, قالي انا بحبك, وانا مكنتش بعاملك كأنك صاحبتي ,وبدأ يتصل كتير, ويزن عليا, لغاية...,لغاية ماوافقت,..لغاية ما وافقت يعني ...اني اكون معاه.
وائل:...

منى: بس باحترام والله وفي حدود الكلية, انا ,انا مع كل الي عملته ده بس والله ,انا ماتعديت حدودي معاه في حاجة, وكنت فاكرة وقتها اني ممكن اكون بحبه, بس دلوقتي الموضوع دا انتهي, خلاص, واتأكدت ان انا مبحبوش, بدليل اني وافقت اتخطبلك اهه, وعديت الموضوع ده, وانا بس كان لازم اقلك, واحنا لسه على البر,عشان لو عايز تنهي الي بينا ده, يبقي من بدري, وانا بعفيك من أي التزام.

وائل: ..
منى: انت مبتردش عليا ليه؟.
وائل: بسمع.
منى: طيب قول حاجة.
وائل: لما تخلصي كلامك, انتي خلصتي كده؟.

منى: لسه فيه حاجة كمان
وائل:

منى: الولد دا, كان اسمه..

وائل:.
نظرت اليه منى في رعب ,ثم قالت بصوت يكاد يكون غير مسموع.

منى: احمد,..احمد امام.
عاد وائل بظهره الي الخلف, واستند الي ظهر الاريكة ,وهو لايزال صامتا.

منى: وائل, بقلك احمد امام, ايمو, الي شفناه,..انت ساكت ليه؟.
رد وائل في هدوء بارد.
وائل: منا عارف.
شحب وجه منى بشدة, وعجزت عن الكلام للحظات.

منى: يعني ايه انت عارف؟.
وائل: يعني عارف يا منى, وخلاص.
منى: وسيبتني اقولك ليه لما انت عارف؟

وائل: حبيت اسمع منك.
م*عارف ايه بالظبط؟ ومنين؟, وازاي عرفت؟
منى: من امتى؟.
وائل: تفرق معاكي؟.
اومأت برأسها نفيا.
منى: وايه ردك؟.

استند بمرفقه على ذراع الاريكة, وقال في برود هاديء.
وائل: بصي يا منى, انا كنت جاي النهاردة اقلك ان كل شيء قسمة ونصيب, وان انا مينفعش اكمل مع واحدة كدابة وعرفت قبلي حد, تمام.
اختفى الدم من وجه منى تماما هذه المرة, وعجزت عن الكلام, فأردف هو.
وائل: وهو دا الموضوع الي كنت جاي اكلمك فيه,لانك كنتي عارفة كويس ان من اهم شروطي ان ميكونش فيه حد دخل حياة البنت الي انا اخترتها قبلي.
منى:..

وائل: بس ربنا شاء اني اخليكي تقولي موضوعك الاول, ودا لحكمة ربنا طبعا, انك تقوليلي بنفسك, على الموضوع دا.
منى:...

وائل: وانا بقدر صراحتك اكيد, انتي على الاقل بقيتي غلطانة بس, ومبقتيش كدابة, ودي حاجة كويسة, انك حسيتي ان لازم نكون صرحا مع بعض.

منى: .
وائل: بس,ده مش كفاية.

منى: ..يعني ايه؟.

وائل: يعني, اعترافك ليا النهاردة دا خلاني اغير رأيي؟,..لأ.
ارتعدت منى ولم تجبه, انما اندفع الدم حارا في وجهها ورأسها ومما اصابها بشعور من الفوران, انه سيتركها حتما.
منى:...

وائل: يعني هسيبك,لسه مش عارف والله, انا مش عارف, يعني انا كنت جاي , وكل حاجة فيا جاية تنهي علاقتي بيكي, بس انتي باعترافك, حيرتيني, انا مش عارف فعلا اعمل ايه؟.
شعرت منى بنفسها تفوق شيئا فشيئا.

منى: يعني ايه؟, برضه مش فاهمة.

وائل: يعني مش عارف, اذا كان ممكن اسامحك, او الي انتي عملتيه حاجة انا مقدرش اتعايش معاها, لدرجة اني مش هقدر اكمل معاكي, ودا محتاج اني ارجع اصلي استخارة تاني.


م*...
منى: وبعدها؟

وائل: وبعدها, لو لينا خير في بعض يا منى, مش احنا الي هنعمل , ربنا الي هيعمل.
وتركها وانصرف.




(الحلقه التاسعه والعشرون)




منى: السلام عليكم.
سارة: عليكم السلام, اتأخرت عليكي؟.
منى: لا , انا لسه نازلة من المكتب حالا, ساعة مارنتلك.
سارة: كلمتي ميرنا؟.
منى: هتستنانا في المطعم .
سارة: اخبارك ايه؟.
منى: الحمد لله.
سارة: مكلمكيش من ساعتها؟.
منى: لا.
سارة: ولا انتي حاولتي تكلميه؟.
منى: حاولت كتير ,بس في الاخر ,كنت برجع وبقول يعني لو كلمته هقوله ايه ,ماهو قال كل حاجة خلاص, فمبحاولش تاني.
صمتت سارة مؤيدة.
منى: انا مبلوموش, هو عنده حق.
سارة: ولا انا بصراحة, بس انا متفائلة خير ان شاء الله.
منى: انتي عارفة المشكلة فين؟, ان انا مفهمتش وائل, يعني الفترة الي قضيتها معاه متخلنيش اتنبأ بتصرفاته, هو غامض كده على ادبه وهدوئه دا.
سارة: يعني تفتكري ممكن يقول لاخوكي؟.
منى: لا, مظنش, هو مش واطي, بس حتى لو حب يقوله ماهو عارف.
سارة: قوليلي بصراحة يامنى , انتي زعلانة؟, يعني لو سابك هتزعلي؟؟.
منى: .اكيد, خطيبي برضه.
سارة: حبتيه؟.
منى: لأ,...بس مش عارفة ,من ساعة ماحسيت انه ممكن يسيبني ,وانا مش متخيلة ان ممكن ابعد عنه.
سارة: وهو؟, حاسة انه بيحبك بجد؟.
منى: معرفش, هو قالي بس معرفش برضة, بجد ولا مش بجد.
سارة: بصي يا حبيبتي ,لو ليكي نصيب فيه هتاخديه ,ولو سبتو بعض ميت سنة.
منى: ماشي يا ستي, مانتي زي معتز تمام.
سارة: والله انتي لو امنتي بكده, هتتطمني بجد, ومحدش بياخد رزق حد.
منى: منا عارفة, بس قلتلك ميت مرة الكلام غير التنفيذ, الموضوع متعب اوي ياسارة, انتي عشان برة الموضوع متعرفيش, الكلام النظري حاجة, والعملي حاجة تانية خااالص.
سارة: ماشي ياعملي,..معرفتيش عرف منين؟.
منى: اهو دا الي هيجنني, عرف منين, مين الي قاله؟, تفتكري يكون احمد؟.
سارة: ممكن, مش بعيد عليه.
منى: ويا تري عارف قد ايه عن الموضوع؟, ولو احمد ياتري قاله الحقيقة؟ ,ولا حور كالعادة؟.
سارة: اهو دا عيبه بقي, انك تعرفي واحد يكون مش امين عليكي بالشكل دا, تبقي متوقعة منه أي حاجة.
منى: يلا, الحمد لله على كل حال, انا هستنى رده ,والي ربنا يعمله هو الي هيكون.
وصمتتا قليلا ,حتى وصلتا للمكان المنشود.
سارة: هي قالتلك هتستني برة ,ولا هتقعد؟.
منى: قالت هتدخل.
سارة: طيب.
منى: اركني هنا , الراجل دا شكله طالع.

سارة: مالك بلمتي قدام العربية دى ليه؟.
منى: دي عربية احمد.
اقبلت سارة تنظر معها في دهشة.
سارة: بتهرجي.
منى: هي والله, انا حافظة النمر.
سارة: يعني احمد جوة, نمشي ولا نعمل ايه؟.
منى: هي عربية باباه , ممكن ميكونش هو اصلا, وبعدين حتى لو هو , ايه يعني؟؟.
سارة: ايوة كده خليكي قلبك جامد, طول مانتي ماشية صح , محدش له عندك حاجة.
منى: يلا ندخل.
**************
احمد: يا بنتي انتي مصممة تعرفي اختك ولا ايه؟.
لينا: ايه يا ايمو ,معرفش اسلم عليك في الشغل يعني , as long as i`m here.
احمد: هو انتي مسافرة امتى؟.
لينا: اسبوع كده, الحر مش ممكن, انا عايزة اهرب من هنا باي طريقة, قلتلهم نسافر برة, مريم مرضيتش, قال ايه مينفعش تسيب الشغل دلوقتي فيه مشاكل,هنروح الساحل, نعمل ايه يعني.
احمد: ماهو فعلا فيه مشاكل الفترة دي ,عشان الازمة انتي عارفة,بس دا ميمنعش يعني انكو تاخدوها وتخف علينا شوية.
لينا: I don`t care,بس هي الي عاملة فيها business woman, بابا كان موافق الاول اني اسافر لوحدي بس عرف ان اصحابي مسافرين انجلند برضة ومرضيش, مبيحبهمش.
احمد: مممممممم.
لينا: مالك؟.
احمد: يعني اصحابك دول؟, صبيان ولا بنات.
لينا: بص, انا my best friends,تلاتة , ايمن, وارماند وفاتيما, فاتيما من اوكرانيا , وارماند من الstates, وايمن من مصر بس اهله كلهم في انجلند.
احمد: والبيست فريندز بتوعك دول, بيست ازاي يعني؟.
لينا: يعني بروح معاهم في كل حتة, وهما اصحابي يا ايمو؟؟,اصحابي.
احمد: المفروض يكون ليهم حدود برضة.
لينا: انت ايه؟, عايز تكون my boy friend, ولا ايه؟.
احمد: امال انتي معتبراني ايه دلوقتي؟.
لينا: you`r just afriend now.
أ*جست فريند , دنا بسهر معاكي تقريبا كل يوم, يخرب بيت دماغك
لينا: what??,did you think that we`re more than that???
احمد: افتكرت اني سبيشال عندك.
لينا: of course, every friend of mine,بحس انه حاجة مختلفة عندي.
احمد: بس يعني.
قالت بضحك.
لينا: ايه يا ايمو؟, بتحبني ولا ايه؟.
قاطعهم صوت مريم, وهي تقترب.
مريم: لينا , بتعملي ايه هنا؟.
لينا: مستنياكي تخلصي.
مريم: طيب , خدي المفتاح واسبقيني على العربية.
لينا: ok, bye emo,see you.
التفتت مريم لاحمد ,بعد ذهاب اختها.
مريم: انت بقي اشتغالتها الجديدة؟.
قال احمد بعدائية.
احمد: انا حر, انتي تقدري تتحكمي في اختك, بس ان لا.
قالت مريم في سخرية.
مريم: انت فاكر اني خايفة على اختي منك, دانا ممكن اخاف عليك انت منها.
احمد: انتي متعرفنيش بقي.
مريم: انا ماليش دعوة بلينا, هي حرة في حياتها واختياراتها.
احمد: يعني مش جاية تقوليلي ابعد عنها.
مريم: انا جاية اقلك انك تاخد بالك من شغلك, وكلام موثوق منه, احنا بنقلل العمالة زي مانت شايف, وافتكر ان اول ناس هيخرجو من الشركة, المستهترين والمقصرين.
بهت احمد ونظر اليها محاولا قراءة عينيها, هل هذا تهديد؟, لانه على علاقة بلينا , ام ان الامر حقيقي.
احمد: ان شاء الله انا مش من المقصرين.
مريم: هنشوف
وانصرفت في هدوء كعادتها, بينما شعر احمد بالخوف على عمله المؤقت.
*****************
ظلت منى طوال جلوسها, تبحث بعينيها في قلق.
ميرنا: فيه ايه يابنتي؟, بتدوري على مين؟, روشتيني.
سارة: احنا مقلنالكيش؟,اصل عربية احمد برة , ممكن يكون هنا.
ميرنا: مش شرط, ممكن يكون في أي حتة تانية, وراكن هنا.
سارة: او ممكن يكون باباه اصلا, وبعدين يعني هو لو شافك ايه الي هيحصل يعني؟, عادي يا بنتي.
منى: معرفش انا متضايقة وخلاص.
ميرنا: كلمتي وائل؟.
منى: لا.
ميرنا: ماتكلميه يا موني.
منى: خايفة يقولي خلاص.
ميرنا: اصل انا عارفة القلق دا, لما تبقي قاعدة مش عارفة فيه ايه؟, جربته في خالد ايام ما مازن وقع, وحش اوي.
سارة: بس هي هتعمل ايه يعني؟, لازم تستنى.
منى: بس وقوع البلا ولا انتظاره يا سارة, انتي متعرفيش ازاي تبقي قاعدة مستنية كل رنة تليفون, كل حاجة قلقاكي ,مش عارفة ترسي على بر,كل ثانية بتعدي عليكي بتتعبك زيادة, دا لو حب يستني اسبوع هكون انا مت منه خلاص.
ميرنا: فاهماكي يا حبيبتي والله.
منى: انا هكلمه النهاردة باليل , انا مش قادرة خلاص.
ميرنا: اوعي يا هبلة, لحسن يتسرع وياخد قرار غلط, او يكون لسه مستقرش على رأي يرد عليكي رد مش حلو.
منى: وبعدين بقي انا تعبت كده.
*********************
اقترب احمد من سيارته مغادرا محل عمله, وهو يشعر بالقلق بعد مواجهته لمريم منذ دقائق, وشعر بشيء من الغضب, ان هذه الفتاة لا تفتأ تشعره بالعجز, انها تملك السلطة وتضع رأسه تحت قدمها, لقد كان هذا تهديدا مبطنا, اذن عليه ان يترك لينا.
ولدى اقترابه من السيارة لمح منى, متوقفة بجانبها تنظر اليه بذعر, ومعها ميرنا وسارة, هدأت خطواته قليلا ,وابتسم في غضب, وهو ينظراليها, وتوقف امامها.
احمد: منى؟؟, دا ايه الصدفة الجميلة دي؟.
نظرت اليه منى في غضب عظيم.
منى: انا عرفت انت عملت ايه؟, انت عايز مني ايه؟.
احمد: هعوز منك ايه يا منى؟, قوليلي انتي.
منى: معرفش, عايز ايه , استريحت دلوقتي لما عرف؟.
احمد: مين دا الي عرف؟.
منى: انا فعلا ندمانة على كل لحظة قضيتها معاك, انت طلعت بني ادم اناني, ومش امين , وانا غلطانة فعلا لو كنت حبيتك في يوم من الايام, انت متستحقش ان حد يحبك اصلا.
احمد: فيه ايه يا منى؟, انا معملتش حاجة.
شعرت منى برغبة في افراغ كل غضبها في احد, وشعرت بالانفعال والكلام يخرج بالدموع من عينيها.
منى: انت لو كنت حبيتني مرة واحدة في حياتك, مكنتش تفكر تأذيني, مكنتش هتجرحني بالشكل دا, عشان الي بيحب حد مبيجرحوش, وانا عمري ما شفت منك غير كل تعب وقرف واذية, قولي انت استفدت ايه لما قلتله, لو كنت فاكر اني كده هرجعلك تبقي غلطان,انا لو كان لسه في قلبي ليك حاجة, بعد الي انت عملته دا, خلاص , معادش عندي ليك حتى الكلام, يلا يا سارة.
وركبت السيارة في عنف, واحمد يهتف في دهشة.
احمد: هو مين دا الي قلتله؟, وائل؟؟, والله العظيم ماقلتله حاجة.
قالت قبل ان تنطلق سارة .
منى: انت فاكرني هبلة ولسه هصدقك, منى بتاعة زمان راحت يا احمد , ومعادش ليك أي تأثير عليها.
وانطلقت سارة في سرعة مبتعدة عنه, بينما تسمر احمد محدقا في السيارة, وهو يشعر بمزيج من الغضب والدهشة, والذعر.
أ*انا كنت ناقصك يا منى
مانت اشتغالة النهاردة, كل واحدة تستلمك تهزأك شوية
بس انا مقلتش لوائل فعلا
حد غيرك عملها, قشطة برضه ,المهم مني اتسلمت
تفتكر هيسيبها
ياريت
بس هي لسه لابسه الدبلة
بس اتعصبت عليك, يعني خلاص الموضوع مش هياخد وقت ,وهتلاقيها فاضية تاني , وترجعلك زاحفة على رجليها




(الحلقه الثلاثون)




زرعت منى غرفتها ذهابا وايابا للمرة الالف في هذا اليوم, لقد مر اسبوعان من نار عليها, اسبوعان وليس اسبوعا واحدا, وهي على هذه الحالة, ولم تعرف بعد قرار وائل, ومنعها خوفها من سؤاله, ولم تتصل , ولم يتصل هو ايضا, وشعرت بالامل يتلاشى, وشعرت ان هذه الفترة, ماهي الا تهيئة منه لتركها, وشعرت بالاحباط والحزن, وان كان رافقها الامل في باديء الامر ,الا انه لم يلبث ان فارقها بطول المدة, وشعرت بقرب النهاية , وشعرت بقلبها ينفطر.
مؤمن: ايه يا موني؟, هو وائل مش هيجي النهاردة برضه زي الاسبوع الي فات؟, ولا ايه؟.
منى: لسه معرفش يا مؤمن.
دخل كله الغرفة بعد ان كان معلقا رأسه من الباب, وقال.
مؤمن: هو فيه حاجة يا موني ؟, انتو متخانقين؟.
منى: لا مفيش حاجة.
مؤمن: يعني هيجي النهاردة؟.
قالت بعصبية.
منى: ماقلتلك معرفش.
مؤمن: ايه يا منى ؟, هو انا واحدة صاحبتك؟, بتزعقيلي؟.
منى: مبزعقلكش ولا حاجة, معلش انا اسفة.
مؤمن: انا بسأل عشان اعرف, لو مش جاي انزل باليل.
منى: انزل يا مؤمن.
مؤمن: يعني مش جاي؟.
ردت بعصبية مرة اخرى.
منى: ولو جه؟, هو لازم تقعد في وسطنا يعني, ما ماما موجودة , ومعتز كمان.
مؤمن: لاااا, دانتي مش طبيعية خالص, انا غلطان اني سألتك اصلا.
وخرج في غضب من غرفتها, بينما تهاوت هي على طرف سريرها, انها حقا لا تعرف, واني لها تعرف؟, وكيف عساها تخبر احدا في البيت, لقد شعروا بالقلق حين لم يحضر وائل في موعده الاسبوعي الاسبوع الماضي, وهاهو الامر يتكرر ,وهي ليست لديها اجابة لتساؤلهم الدائم , ولا حتى لديها من الامر ما يريحها ويطمئنها.
******************
فتحت منى الباب وهي ترتجف في داخلها, لم تصدق نفسها حين اتصل بها يخبرها بقدومه, ولازالت تشعر بالخوف منذ ان كلمها, لقد حانت اللحظة, واقترب الامر من نهايته, ستعلم قراره , وسينتهي كل شيء.
دخل وائل بهدوء, وعلى شفتيه شبه ابتسامة, وبحث بعينيه عن مؤمن.
منى: مؤمن مش هنا, نزل من شوية, مكانش متأكد انت جاي ولا لأ.
جلس دون ان يتحدث,وجلست وهي تشعر بالقلق.
منى:.
وائل: ازيك يا منى؟.
منى: الحمد لله.
وائل: وحشتيني.
شعرت بقلبها يخفق, مالذي يقصده؟.
منى: .وانت كمان!!!.
وائل: كنتي فاكرة اني مش هاجي؟.
منى: معرفش , مكنتش متأكدة.
وائل: عاملة ايه؟.
م*منا قلت كويسة
منى: انت رأيك ايه؟.
وائل: قلقانة؟.
منى: انت قلت هتصلي استخارة, اكيد ربنا هيهديك للصح ,فمش من حقي اقلق.
م* طبعا بموت من القلق
وائل: تفتكري قررت ايه؟.
منى:.
م*اخلص ,انا دمي نشف
منى: كل شيء قسمة ونصيب؟.
وائل: اكييد.
م*اوب
وشعرت بالدم يهرب من عروقها.
منى:...
وائل: عشان كل شيء طبعا قسمة ونصيب, والحاجات دي بإيد ربنا, ...عشان كده انا اخترت اكمل.
منى: تكمل,.معايا.
وائل: امال هكمل مع مين؟.
منى:.
وائل: ايه؟, انتي كنتي فقدتي الامل فيا خلاص؟.
منى: معرفش.
وائل: بصراحة انا في الاول كنت محتار جدا , لاني كنت قبل ما تحكيلي مقرر نهاية بجد, بس بعد كده, بدأت اهدا, وفكرت ان صراحتك تستاهل مني اني اسامحك, وبعدين المفروض أقدر انك كنتي صغيرة وغلطتي, وصراحتك خلتني اتأكد انك عايزة تبدأي بداية جديدة, وعمرك ما هتبصي على القديم, انا عندي حق ولا
منى: ايوة, ايوة, طبعا, قديم ايه وزفت ايه.
وائل: وانا في المقابل عمري ما هعاتبك, ولا همسكلك الي حصل, طول مانتي امينة معايا, ومخلصة, لاني وافقت اني اكمل معاكي بالرغم من الي حصل, وانا بإذن الله هكون امين عليكي, مادام قبلت اننا نكون سوا, منا مش هاخدك ابهدلك معايا واعايرك, مادام اعترفتيلي وانا رضيت , يبقي كأن محصلش.
شعرت منى بعواطف جياشة تجتاحها, ودمعت عيناها قليلا, وهي تبتسم, انها تسمع منه كلام, غير الذي توقعته , بل وافضل مما كانت تتوقعه لو وافق العودة اليها, لقد قال ما ارادت ان تسمعه بالظبط ,دون ان تطلبه هي منه.
منى:.
وائل: مش هو دا معنى السماح برضة؟؟.
منى:..
وائل: انتي معايا يا منى؟.
منى: معاك طبعا, وان شاء الله هكون معاك, وهكمل معاك, وربنا يقدرني اخلصلك واراعي ربنا فيك, بس انت فعلا مسامحني.
وائل: مكنتش بقيت هنا النهاردة.
منى: وبجد الموضوع دا مش هيأثر علينا تاني؟؟.
وائل: اتمنى.
منى: بجد؟؟.
وائل: يا منى انا لما قلتلك بحبك مكنتش بهذر, او بقلك كده والسلام, انا برضة استنيت لغاية ماحسيتها عشان اقولها, عشان اكون قد كلامي, ولما استنيت اسبوعين عشان اقرر ارجعلك ولا لأ, كان عشان اتأكد ان عمر ما الموضوع ده هيأثر عليا في المستقبل, ويكون قرار مالوش رجوع ان شاء الله.
منى: انت عارف الاسبوعين دول عملو فيا انا ايه؟.
وائل: ...
منى: موتوني, انا كنت اتأكدت خلاص انك مش عايزني, قلت خلاص, ربنا يستر بقي, بس كنت اتأكدت من حاجة تانية كمان.
وائل: .؟؟.
منى: اني مقدرش اعيش من غيرك , ...ومقدرش ابعد عنك, اتأكدت اني بح.
قاطعها وائل.
وائل: بس, اوعي تقولي حاجة وانتي متسرعة, حتى لو حساها دلوقتي ,متقوليهاش بالله عليكي يا منى.
منى:..., ليه؟؟.
وائل: انتي بتقوليها رد على الي انا عملته, او رد فعل للبعد مش اكتر, انا عايزك تكوني حساها وحباها.
منى: بس انا بجد حساها.
وائل: برضة , بلاش النهاردة, وبلاش دلوقتي,خلينا نرجع لبعض الاول, عشان احسها منك ,واعرف افرح بيها.
منى: حاضر.
وائل: بس يا منى, انا بحذرك تحذير اخير, لو عرفت ان الموضوع دا له امتداد لغاية دلوقتي, او له لسه تأثير عليكي, انا هيكون ليا تصرف تاني خالص.
منى: مفيش , صدقني مفيش.
وائل: يبقي ربنا يكرمنا ان شاء الله.
منى: وائل, شكرا.
وائل:
منى: انت وثقت فيا ,واحترمتني وحبتني, وانا مش قادرة اقلك على الي انا حساه, عشان انت مانعني, فمش قادرة اقلك غير شكرا.
وائل: انا مبعملش حاجة عشان تقوليلي شكرا, انا بعمل عشان انا بجد بحبك ,وعايز اعيش معاكي انتي, واكمل معاكي انتي عمري كله, وتكوني ام ولادي, ومش عايز غيرك , عشان كده قدرت اسامحك, وعشان كده انا عايزك تحبيني بجد, الحب الي يعمر بيت , مش بتاع المراهقين ولعب العيال.
م*انا شكلي فعلا بحبك يا وائل
منى: ان شاء الله, ربنا الي عالم بالي في القلوب يا وائل.
دخل معتز ليسلم عليه في حرارة, وهو يقول.
معتز: وحشتنا يا راجل, مجتش الاسبوع الي فات ليه؟.
وائل: كان عندي ظروف الاسبوعين الي فاتو دول,بس الحمد لله عدو على خير, ان شاء الله هنطلكو على طول.
معتز: انا كنت بجاملك بس عادي كده, مش قصدي انك تنطلنا كل شوية يعني, ناوي تزهقنا ولا ايه؟.
وائل: انت فاكر اني باجي عشان منى, انا باجي عشان ازهقك مش اكتر.
نظرت اليه منى وكأنها تراه لاول مرة, ان وائل حقا الرجل الذي يستحق ان تحبه, والذي تتمنى ان تقضي معه عمرها,وجال بخاطرها احمد, الا انها نفضته عن افكارها في عنف , وهي تدعو الله ان يقدرها على الاخلاص لوائل, وان ينسيها احمد تماما .
وبعد ذهابه شعرت بالرغبة في ان تقولها له حقا, حتى تؤكد ما تشعر به, وتصدقه,ويصدق هو نيتها للاخلاص, اتصلت به.
وائل: فيه حاجة يا منى؟, نسيتي حاجة يا حبيبتي؟.
منى: اه نسيت, او بمعنى اصح انت كنت مش عايز, بس انا غصب عنك هقولك.
وائل: فيه ايه ؟, خير؟.
منى: انا بحبك يا وائل.
م* انا بحبك
وائل: .وانا كمان بحبك يا حبيبتي.
منى: خد بالك من نفسك.
وائل: وانتي كمان يا منى, عشان انتي مش لوحدك, انا معاكي , خدي بالك من نفسك عشاني وعشانك.
م* هاخد بالي كويس منك ومنى, وان شاء الله هتفضل معايا





(الحلقه الحاديه والثلاثون)




منى: انا لغاية دلوقتي اصلا مش مصدقة نفسي حتى, انا من ساعة ما قالي كده و انا هتجن, عارفة ,حاسة زي الي طايرة.
قالت منى هذا الكلام لسارة وميرنا, بلهجة سعيدة وبوجه ضاحك.
ميرنا: مبروك يا موني يا حياتي, انا عمري في حياتي مافرحت لحاجة زي الخبر دا.
سارة: انا مش قلتلك, وائل طيب والله ويستاهل كل خير.
منى: بس بقى, انا من ساعتها وانا حاسة اني بحبه.
نظرت اليها سارة في شك.
سارة: بس انا مش مقتنعة بحكاية بقيت بحبه من ساعتها دي.
منى: والله العظيم يا سارة انا حاسة بكده فعلا, شوفي وانا معاه كنت بدعي ان ربنا يحببني فيه ومحصلش, بس اول ما بعدنا وحسيت انه هيضيع مني خلاص , كنت هموت عليه, ومكنتش متخيلة اني ممكن حتى اكمل مع واحد غيره,والاسبوعين الي سابني فيهم عدو عليا سنين وسنين, كنت بموت فيهم, بس انا حاسة ان ربنا عمل كده عشان اعرف احبه, واتأكد من مشاعري.
سارة: بس تفتكري دا مش رد فعل لطيبته وبس؟.
منى: وحتى لو, بقي بالله عليكي يستاهل يتحب ولا لأ؟, واحد غيره كان زمانه سايبني, او كان زمانه عاملهالي حدوتة في الرايحة وفي الجاية ,كأنه ماسكلي زلة.
ميرنا: هو مسألكيش في حاجة عن الموضوع دا خالص؟.
منى: سألني شوية تفاصيل كده, كنتو بتخرجو سوا , اخر مرة كلمتيه امتى, قعدتو قد ايه بتتكلمو, كده يعني, بس انا كنت في نص هدومي وانا برد.
سارة: ومكانش زعلان وانتي بتحكيله؟.
منى: هو كان وشه بيضلم كده شوية ,بس كان لازم نخلص من الكلام في الموضوع دا بقي,اصل فعلا انا مخرجتش مع احمد الا كام مرة بالعدد, كنا بنشوف بعض في الكلية, بصراحة انا قلتله كل الحقيقة, حتى حكاية ان احمد كلمني يوم قراية الفتحة, انا لازم انهي كل حاجة قديمة بقي, عشان اكمل مع وائل على نضافة.
ميرنا: بجد حاسة انك بتحبيه؟.
منى:ايوة, انا من ساعتها مبطلتش شكر لربنا اصلا.
ميرنا: اهو انا عملت كده في الاول, سبحان الله زي الي حصلي بالظبط, لما موضوع مازن دا حصل, فقت كده , وبدأت من ساعتها بقي احب خالد.
سارة: والله يا بنتي انا كنت بدعيلك دايما وعلى طول , ان ربنا يهديكي ليه, ويعقلك, الحمد لله ,انا فرحنالك اوي يا منمن.
منى: ربنا يخليكو ليا بجد, انا مش عارفة من غيركو كنت هعمل ايه, يعني لو مكنتش عملت بنصيحتكو وقلتله, مش عارفة ايه الي كان ممكن يحصل.
ميرنا: يلا يا ستي , اي خدمة.
سارة: طيب اسألك سؤال, هو لو كان بعد الشر وائل سابك , كان ممكن تعملي ايه؟, ممكن ترجعي لاحمد؟.
منى: لا طبعا, احمد ايه, لا , ولا عمري ان شاء الله افكر في احمد دا تاني, قال احمد قال, انتي بتجيبلي السيرة الفقر دي ليه دلوقتي.
سارة: دا ايه دا كله, ربنا يهدي.
ميرنا: المهم هو ينساكي بقي, زي مانتي نسيتيه.
******************
منى: سرحان في ايه؟.
وائل: مفيش يا موني.
منى: لا بجد, قولي مالك؟.
نظر اليها وائل في صمت قليلا, قبل ان يقول في هدوء.
وائل: انتي قولتيلي ان احمد امام عايد السنة دي, صح؟.
م*انت لسه دماغك بتجري في الموضوع؟؟,يادي النيلة, ربنا يستر
منى: ايوة.
وائل: طيب هيبقى ايه الوضع؟.
منى: وضع ايه يا وائل؟.
وائل: الوضع معاكي, انتي قلتيلي انه صاحب اصحابك, يعني هتشوفو بعض.
منى: لا , قلتلك انه كان صاحب شيرين, مش صاحب اصحابي, وبعدين شيرين اتخرجت خلاص, وانا ماليش اصحاب غير سارة وميرنا,وانت عارف دا, واكيد مش هيكون ليا اي احتكاك بيه.
ثم نظرت اليه بلوم , يحمل شيء من خيبة الامل.
منى: انا كنت فاكرة انك واثق فيا.
نظر اليها وائل بنفس تعبيره الهاديء.
وائل: انا واثق فيكي , الحمد لله, ودا مش رجوع في كلامي الي قلتهولك قبل كده, لا سمح الله, بس انا مش واثق فيه هو, وعمري ما هثق فيه ولا هطمنله, وانتي معاه في الكلية.
قالت منى بسخرية غاضبة قليلا.
منى: يعني ايه يعني؟,احول من الكلية؟.
قال وائل ردا على لهجتها الساخرة.
وائل: انا مبهزرش يا منى, بس انا الي اتعاملت مع الولد ده في موضوع شبه الي احنا فيه, وانا الي اعرف هو ممكن يعمل ايه, ومش عيب اني افكر في حاجة معرضين ليها, رغم وعدي ليكي باني مش هناقشك في الموضوع دا تاني, بس انا مش بكلمك في الماضي, انا بكلمك في حاجة في مستقبلنا مع بعض.
نظرت اليه في توتر.
م*طبعا, وهو انتي كنتي فاكرة ايه؟,كنتي فاكراه هيدوس على زرار ينسي, دا ولد يا بنتي, زي اي ولد, يعني طبعه يشك ويغير ويضيق عليكي الدنيا
بس وائل مش كده
وليه بقي مش كده ان شاء الله ,ليه؟, هو مش راجل؟
بس هو عنده حق
هو مش قالك مش هلومك ولا اعاتبك ولا حاجة
هو مقالش حاجة, هو بيفكر بس
يعني واخرة تفكيره دا ايه؟
نحل المشكلة دي بس وهتعدي, عادي
طيب يا ستي,لما نشوف حله هيبقي ايه
منى: طيب انت في دماغك ايه؟.
وائل: انا معنديش حل يا منى, عشان كده انا كنت سرحان, لو كان عندي حل كنت قلتلك عليه من غير حيرة.
منى: وانا كمان معنديش حل, كنت بتقولي ليه بقى من الاول.
وائل: مانتي الي سألتي, انا مكنتش عايز اقلك, كنتي عايزة تعرفي ايه الي مضايقني.
م*اهلا اهلا, انت رجعت تفكر في الموضوع دا تاني بجد, اتفضلي يا ستي, اصلك كنتي بتقولي عنده حق
ماهو فعلا الموضوع كده اتحول لمشكلة
وهو ايه الي مسكته من يوميها, قاعد يفكر في الموضوع وحاطه في دماغه, وشاغل دماغه بيه
يمكن لسه فاكر دلوقتي
حرام عليكي, دا الراجل مقلوب بقاله مده, وانتي ولا انتي هنا, اتاريه بيفكر, وتعبان من التفكير كمان
مادي حاجة تخليني احبه اكتر, يعني اولا بيغير عليا, وثانيا مكانش عايز يضايقني بالموضوع , لولا اني سألته
ولما مكانش عايز يضايقك, كان قاعد مكشر ليه
يووه بقي, انا مش عايزة افكر فيه انه خنيق وغيور , هو عمره ماعملي حاجة تبينلي كده
امال هو بيعمل ايه دلوقتي, اتفضلي يا ستي اهو بيثبتلك رجولته
وائل مش محتاج يثبتلي حاجة,انا شفت قمة رجولته لما قالي انا مسامحك, هو ايه الاصعب, ان الواحد يكون يعمل راجل ويسيب واحدة بيحبها عشان غلطت؟, ولا الرجولة انه يسيطر على نفسه ؟, ويقدر يتحكم في مشاعره, ويقدر يسامح, ايه الي اصعب؟
كمان هتعلقيله وسام, دا طلع ملاك بقي, طيب لما نشوف الملاك دا هيعمل فيكي ايه
مش هيعمل حاجة, ان شاء الله هيكون اكتر بني ادم متفاهم وحنين وعاقل
ماشي, وادينا بنتفرج, انا هروح منك فين يعني
*****************
شعر احمد بالفارغ بعد سفر لينا, وانقلاب نورا عليه بعد معرفتها بعلاقته بأخرى, ودفعه ذلك الشعور للتفكير في منى, وشعر بالحنين الشديد اليها, منذ رآها اخر مرة وهي غاضبة وهو يريد ان يحادثها.
أ*يعني عدا شهر اهو من ساعة ما شفتها, لا كلمتني ولا سمعت حتى خبر
وانت عايز تسمع منها ليه؟
انت قلتلي انه هيسيبها, وهترجعلي
وانت عايز منها ايه لسه؟, هتفهمها امتى بقي, لما بنت تسيبك وتتخطب, تبقي مش عايزاك
بس هي فاكرة ان انا الي قلت لوائل
دي تلاكيك يا حبيبي, تلاقي حد حب يقوله ,وهي ماصدقت تشيلك انت زنبها
بس هي واحشاني اوي
يا ايمو لو مضايقك ان لينا سافرت , شوفلك حكاية تانية, وبطل تفكير في القديم
انت برضه مش فاهم, انا لما كنت مع منى, سبحان الله مكنتش بفكر في حد تاني, يعني انا عمري ما صاحبت عليها,ولا كنت عايز غيرها اصلا, مع اننا كنا بنتخانق تقريبا كل يوم
قصدك ايه, انك كنت كويس معاها يعني؟
ايوة,يعني الاحساس بالاستقرار الي كنت حاسه معاها انا مش لاقيه مع حد دلوقتي, انا ايام صافي
اوعي تتكلم عن صافي, اهي دي الي كانت هتضيعنا, دنتا دخلت بسببها المستشفي ياراجل
ايوة , انا كنت بحبها, بس هي دوختني معاها, بس منى, كانت كل الي بتمناه في بنت, معرفش ايه الي بوظلنا الدنيا كده
يابني دي كانت خنقة دانت مشفتش معاها يوم كويس
بس معرفش ليه واحشاني بالشكل دا
متشوفش وحش,انت لو زهقان كلم واحدة واتنين وتلاتة, انا مش عارف انت ايه لي كان عاجبك في الاستقرار كده يعني, هو فيه احلى من انك تكون حر
انا لازم اكلم منى
شوف اقله ايه يقولي ايه
معرفش ,ماليش دعوة , انا عايز اكلمها تاني, البنت دي لسه بتحبني, اكيد لسه بتحبني, ازاي تنساني بالسهولة دي؟
بقلك ايه متجبش لنفسك مشاكل, انت اتجننت , وائل عبد الكريم تاني
انا مش معايا نمرتها الجديدة, انا هكلمها ع البيت , لا اقلك, هخلي رشا تجيبلي نمرتها من حد من اصحابها
هتكلمها تقولها ايه بس؟
معرفش, المهم اكلمها, وهثبتلك انها لسه بتحبني
انت حر, بس انت بقي الي غاوي مشاكل



(الحلقه الثانيه والثلاثون)



اندهشت منى لرقم الهاتف الغريب الذي ظهر على شاشة هاتفها, انها لا تعرفه, من الذي يتصل بها في منتصف الليل؟, اعتدلت في سريرها وهي تضيء نور الاباجورة بجانبها, وقامت من نومها متذمرة قليلا بمزاج عكر.
منى: يعني اليوم الي انام فيه بدري عشان اصحي للشغل فايقة, حد يصحيني, دا ايه القرف دا.الو.
لم تسمع صوتا من الطرف الاخر, فقالت بلهجة غاضبة قليلا.
منى: مين معاياالو.هترد ولا اقفل؟.
احمد:منى!!.
تسمرت منى لدي تعرفها على الصوت.
احمد: انتي ساكتة ليه يا منى؟.
افاقت قليلا من دهشتها ,وقالت بحدة.
منى: انت جبت نمرتي منين؟.
احمد: مش مهم, المهم اني جبتها.
منى: ممكن متطلبنيش تاني.
احمد: منى متقفليش لو سمحت, انا عايز اتكلم معاكي.
منى: انت عايز ايه مني تاني؟.
احمد: انا عايز اكلمك, عايزك انتي, انا ...انا لسه بحبك.
احمر وجه منى من الانفعال, وشعرت برأسها يدور.
منى: وبعدين؟؟.
احمد: معرفش, وبعدين؟, انا معرفش, بس انا بحبك لسه , واكتر من الاول, انتي غلطتي انك اتسرعتي يا منى, ليه اتخطبتي؟, ليه سبتيني؟, انا كنت محتاجلك اوي.
خفت الحدة قليلا من صوت منى.
منى: انت مش عارف انا ليه سبتك ولا بتستعبط؟, انا سبتك عشان انت السبب , انت الي عملت كده, وبعدين خلاص, الكلام معادش يغير حاجة, يا احمد انا دلوقتي مخطوبة وبحب خطيبي.
احمد: كدابة, انتي عارفة كويس انك بتحبيني.
منى: انا منكرش اني كنت, بس اسمها كنت يا احمد, انا دلوقتي في وضع ميسمحليش افكر فيك, ميسمحليش حتى اني اكون بتكلم معاك دلوقتي, انا برد عليك بس عشان العشرة الي بينا.
احمد: طيب والعشرة الي بينا دي هانت عليكي كده ازي؟, يا منى انا ضايع من بعدك, انامش عارف اركز في شغلي, ولا عارف اعيش.
منى: انت جاي تقولي الكلام دا ليه؟, انت مثلا عايزني اسيب خطيبي؟,حتى لو دا حصل وعمره ما هيحصل ان شاء الله, انا مش هفكر اني اغلط الغلطة دي تاني, يا احمد انت ليه مش فاهم, انت الغلطة الوحيدة الي في حياتي, يعني ازاي هفضل احبك بقي بعد كل دا؟.
احمد:انتي بتقوليلي الكلام دا من ورا قلبك, انتي عمرك ما حبيتي وائل ولا عمرك هتعرفي تحبيه, لانك بتحبيني انا.
زفرت منى , وهي تشعر برأسها يغلي, وعينيها تدمعان.
منى: لا يا احمد, انا بحب وائل دلوقتي يا احمد.
احمد: كدابة, ولو انتي عايزة تصدقي كده, انا مش هصدق, يا منى انا عارفك اكتر من نفسك, انتي طيبة وعايزة تبقي صح عشان تمشي في السليم, بس قلبك عارف انتي بتحبي مين.
شعرت منى بالوهن في صوته يقتلها, وترقرت الدموع من عينيها في صمت ولم تجب عليه.
احمد: بقي بتحبيه زي ماكنتي بتحبيني؟,حتى لو كده, انا بقي بحبك اكتر منه, لاني عارفك اكتر منه .
قالت منى بصوت خنقته الدموع.
منى: احمد , لو بتحبني بجد زي ما بتقول, سيبني في حالي, ابعد عني, سيبني اعيش حياتي, انا مش عارفة اعيش حياتي وانت بتراقبني, مش عارفة اتنفس وانا حاسة انك لسه موجود حواليا, مش عارفة احس براحة, وانا عارفة انك مستنيلي غلطة, ابعد عني بقي, اطلع من حياتي وريحني, احنا تعبنا بعض كتير اوي يا احمد, لو دا مش مبرر اننا نبعد, يبقي فكر فيا كأني اختك, واتمنالي الخير, وسيبني في حالي عشان ارتاح وانت ترتاح.
بهت احمد من كلام منى الشديد.
احمد: بس انا مش قادر ابعد عنك.
منى: لازم تبعد, لازم تختفي كمان من حياتي, عشان انت تعرف تعيش, اعتبر الي بينا كان غلطة كبيرة ومحصلتش, مش الي بيغلط يا بيتوب يا بيندم, انا مش عايزة اندم, انا عايزة اتوب واخلص من الي حصل, انت كمان لازم تشوف طريقك, وتشوف واحدة تحبها بجد, وتخلصلها, وتعيش عشانها, وتراعي ربنا فيها عشان ربنا يكرمك.
شعرت منى بالدموع حارة على وجنتيها بعد قولها هذا الكلام, والمها قلبها.
احمد: بس انا مش عايز غيرك, انا لو مع واحدة تانية هبقي معاكي بروحي,..انا بحبك.
هتفت به من بين دموعها.
منى: يا احمد حرام عليك, ارحمني بقي.
صمت احمد وشعر بقلبه يعتصر, وتلألأت الدموع بعينيه,وهمس بصدق.
احمد: مش هعرف احب غيرك.
منى:...
اخذت تبكي للحظات, ثم تمالكت نفسها قليلا, وقالت.
منى: يا احمد, بالله عليك انساني, انا خلاص خرجت من حياتك, متدخلنيش تاني, وهتحب ان شاء الله,مين قال انك مش هتعرف تحب, ان شاء الله ربنا يرزقك بواحدة كويسة تحبها وتحبك.
احمد: يعني خلاص يا منى.
منى: احنا قلنا خلاص من زمان يا احمد, وقلناها كتير, بس المرة دي بجد, مع احترامي ليك, انا مش عايزة اسمع صوتك ولا اشوفك تاني.
احمد:يعني دا اخر كلام عندك؟؟.
قالت وبكاءها الصامت يزداد.
منى: اه.
احمد: ماشي يامنى, زي مانتي عايزة.
منى: سلام يا احمد, سلام اخير بجد.
احمد: سلام يا احلى حاجة حصلتلي في حياتي.
واغلقت الخط, وانفجرت في البكاء.
م*ليه يا احمد,’ ليه؟, ليه؟, ليه؟, ليه بتتصل بيا تاني؟, بتوجعلي قلبي تاني ليه حرام عليك, ليه كلمتني؟, انا بحب وائل, انت عايز منى ايه, منا كنت بحبك,وكنت معاك , انت الي وصلتنا لكده مش انا ,انت الي كنت بتتحكم وبتتغير مشاعرك وبتقسي عليا, وفي فترة قليلة سبنا بعض فيها كنت عارف عليا اكتر من واحدة, ولا عمرك حبيتني, ولا عمرك شجعتني على اني اعيشلك حياتي, كنت كل ما اقرب منك انت بتثبتلي اني غلطانة اني بسمع كلام قلبي وبجيلك, وبرضة جيت على نفسي واستنيتك, وانت الي مجتش, انت الي مكنتش عايزني مش انا, راجعلي ليه دلوقتي, مش هاين عليك تشوفني مع حد غيرك, لانك لسه اناني, وعمرك ما فكرت فيا حتى وانا معاك, كنت بتفكر في نفسك طول الوقت, حلوة اوي دي, انت الي تعملها وتيجي تلومني, وتيجي تقولي بحبك, وليه سبتيني, جاي تحاسبني على غلطاتك يا احمد, انا كنت بعمل عشانك, كل الي بتقولي عليه برضايا او من غير, بس كان المهم اريحك ولا كنت بتقدرني وقتها, ولا حتى دا شفعلي عندك وقت ما قررت انك تبعدني عنك, وتسيبني, المفروض انا كنت اعمل ايه؟, وطالبني دلوقتي , المفروض اعمل ايه؟, اسيب خطيبي واجري اقلك انا بحبك, رجعني لو سمحت, لا يا احمد, انت خلاص, خلصت كل فرصك معايا, ومش مستعدة اعيده تاني, انا مصدقت هديت وعرفت اعيش, راجعلي تاني, عايز تشقلبلي حياتي, زي ما بتعمل في كل مرة برجعلك فيها,ياريتني ما عرفتك, وياريتني ما حبيتك, وياريتني ما سبتك تأذيني بالشكل دا, ابعد عني يا احمد الله يخليك, وسيبني بقي اعرف اتنفس هوا نضيف, واعيش بجد بقى.

انتظرو جرائة ايمــــو وتفكير مني وعقل ساره وجنون ميرنا في الفصل الرابع مع العــــاشق نرجو التثبيت والرد

إقرأ المزيد